حين تتأكد ناديا خوست من خيانتهم
نبيل الملحم
حين تسهل كلمة “خيانة”، و “عمالة” ففي الامر مايدعو لمراجعة اما الوطن والانتماء اليه والقبول به وطنا، واما مراجعة الثقافة نفسها بمفرداتها، وأدبياتها المحكي منها والمكتوب، كما المنشور والمحجوب، وبعدها الاستقرار على واحد من أمرين :
-اما الاستقالة من الوطن (تماما كما الاستقالة من وظيفة في طرنبة بنزين).
واما اعادة النظر بالثقافة ورعاتها.
وفي بلادنا من السهل التعميل (يعني الوصف بالعمالة)، والتعميل هنا لايأتي من المحاكم والقضاة وهيئة المحلفين، وانما يأتي من كتاب ومثقفين، وبتحديد أكبر ممن يعومون فوق المواقع، وينشرون صورهم وهم يبتسمون بثقة كاملة باعتبارهم (حاجة وطنية)، وأنهم و(هن)، بالغو الفتنة وقد حملوا أطنانا من الاناقة.
وكي لانطيل كثيرا سبق وأن فصل أدونيس من اتحاد الكتاب العرب بقرار يقرر عمالة الرجل، واستقال سعد الله ونوس لأنه لم (يعمل) أدونيس، فيما ذهب صادق جلال العظم الى اتحاد الحرفيين باعتباره صانع (حلويات) لاكاتب ومفكر عربي لامع، ولم يتبق من اتحاد الكتاب العرب ، سوى الوطنيين الذين حملوا القضية فوق أكتافهم وأطلقوا قصيدتهم الواحدة الموحدة الشهيرة :
-ياعروبة من لباك.
اليوم تتكرر ذات الحكاية، وتعقد ذات لجان التفتيش، ويطلق على أصحاب جوائز أدبية من السوريين ألقاب عملاء، لأنهم حصدوا جوائز اقليمية أو دولية، وهذا سبب كاف ليكونوا عملاء، فالوطني – الوطني، هو الكاتب الذي لاتقرأه امه، ولا تقر بانجازه دار نشر سوى اتحاد الكتاب العرب بعجائزه، وعجوزاته، ومعظمهم من سلالات الاراشيف المغبرة، التي اصفرت كما اصفروا.
السيدة ناديا خوست واحدة ممن تجرؤا على جائزة نجيب محفوظ، وطحنت بقلمها الكاتب السوري خليل صويلح الحائز على الجائزة، كما طحنت الجائزة نفسها، وذهبت في تبييت استخارتها لتستخلص أن الجائزة مشبوهة، وبالتالي الحاصل عليها مشبوه، فلعنت كاتبها ومانحها، وباتت الحاجة ناديا، وهي اليسارية المرموقة، التي لابد وأنها دخلت ذات يوم مجازفة الكتابة وانجزت للكتابة مالايجب أن ينكر عليها، فماالذي يحدث اليوم في بلادنا؟
حين تذهب مؤسسة رسمية بتعبيراتها الى حدود التخوين، فهي مطالبة باحالة (الخائن) الى المحاكمة، وان لم تفعل فأمامها واحد من احتمالين:
اما أنها مؤسسة تشهر بكتاب البلد، وبالتالي يسقط حقها في رعايتهم.
واما أنها تتواطأ على البلد وتقبل بالخونة وهم يجوبون شوارعها وأزقتها، وهذا استهتار بالبلد وأمنه القومي.
فنحو أي الخيارين يذهب اتحاد الكتاب العرب؟
للمناسبة والمناسبة فقط نذكر ، نجادل ونتحدى ونقول:
آتونا بنص واحد أو بجملة واحدة في كل الصحافة العبرية تخون أي من الاسرائيليين؟
والسؤال يستدعي القول:
هل مواطننا هش ، ورخيص، وسهل الى درجة استسهال الخيانة، فيما يجلس على الضفة الأخرى مواطن لايخون؟
شوكوماكو – 18-3-2010