معارضة عربية
خلف علي الخلف
يمكن لمن يملك قليلا من الوقت أن يؤلف قاموسا معاصرا بعنوان«القاموس الثخين في تسميات المعارضين» ويرصد فيه التسمية العربية في الإعلام الحكومي للمعارضين العرب.
وسيجد حينها قاموساً واسعاً أين منه«التبري من مذمة المعري» الذي حاول فيه السيوطي أن يرد على مقولة المعري«الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسما» كي لا تطاله شتيمته. وأول وأقدم التسميات للمعارضين: الخونة، والعملاء. ويلحقها سيل جارف من التسميات حسب فصاحة الخطيب: الطابور الخامس، مثيرو الفتنة، المرتبطون بالخارج، أولئك الذين يريدون النيل من صمود شعبنا، الخارجون على ولاة الأمر، أصحاب المصالح الشخصية، عملاء السفارات، الذين باعوا ضميرهم للشيطان، المندسون في صفوف الشعب، المتآمرون، باعة الأوهام، الذين يحاولون زعزعة هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي…
وكان السادات قد أطلق على مظاهرات عام 77 «انتفاضة الحرامية» وسماهم القذافي«الهلافيت».. أما كيف ترد الأنظمة العربية على المعارضين فهو ما يلخصه قول القذافي «عميد الحكام العرب» في خطاب جماهيري «والمعارضة لابدّ أن تُسحَق، قلت لكم إن الأديان سحقت معارضيها، والله يسحق معارضيه الذي هو خالقهم، وكلّ واحد يسحق معارضيه..
لا بدّ أن المعارضة.. تسحق وتسحق وتسحق…