قصيدة مجهولة لأدونيس في مجلة مصرية يقلد فيها عام 1954 سعيد عقل

ب.ش
سررت كثيراً عندما اكتشفت نصاً “مجهولاً” لادونيس، منشوراً في مجلة الرسالة الجديدة.. (العدد الخامس) آب، اغسطس 1954، الصفحة 36) مع نصوص أخرى لشعراء لبنانيين وعرب، سنحاول نشر بعضها باعتبارها “مجهولة”.
في نص أدونيس الذي نظمه وهو في الخامسة والعشرين تأثر بسعيد عقل وكذلك بنزار قباني. هذا التأثر يبلغ حد التقليد الآلي، سواء في بنية القصيدة، او الجملة الشعرية، والقوافي والغزل. وقلد ايضاًَ سعيد عقل في قصيدته “قالت لي الأرض” عال وأخيراً قصيدة غزل ولو بمفعول رجعي لكن على طريقة “رندلى”.. او سواها. وهنا نشير الى تركيز القصيدة على “الجمالية الشكلانية” البرانية، ولكن نشير ايضاًَ الى موقع سعيد عقل كدور في تحويل الذائقة الشعرية من نمطية رومانسية سادت آنئذ الى طريقة جديدة من الاحساس باللغة، او اعتبار “اللغة” قضية ربما للمرة الأولى في الشعر العربي متأثراًَ (اي سعيد عقل) بمالرمه واليري ونظرية الرمزيين، وهذا من مفتتحات الحداثة.
اذاً هذا نموذج شعري لادونيس وهو في الخامسة والعشرين تقابله نماذج أخرى تأثر بها لاحقاً ببدر شاكر السياب وخليل حاوي وعبد الوهاب البياتي من دون أن ننسى سان جون برس والنفري والمحاسبي.
كما ان هذه القصيدة تشير الى جو شعري تأثر سعيد عقل (وكذلك الكبير امين نخله والرائع الياس ابو شبكة) وادرك معظم الشعراء اللبنانيين والعرب في تلك المرحلة، من دون ان ننسى مفتتحي الحداثة المعاصرة الأولى.
جبران وأمين الريحاني وفوزي المعلوف.. اذاً: فلنستمتع بهذا النص الشعري التأسيسي لأدونيس.
المستقبل