البيانوني: عودة إخوان سورية للعمل المسلح غير واردة
وعلاقتنا بخدام انقطعت منذ انسحابنا من جبهة الخلاص
لندن ـ يو بي آي: أعلن علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سورية، أن عودة الجماعة للعمل المسلح غير واردة، وقال انها لم تجر أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع الحكومة السورية في الآونة الأخيرة، وانها قطعت اتصالاتها بنائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام منذ انسحابها من جبهة الخلاص المعارضة.
وقال البيانوني في مقابلة مع يونايتد برس انترناشونال ‘العودة إلى العمل المسلح أمر محسوم ومنته منذ فترة طويلة، ونعتبر الاقتتال الداخلي فتنة داخلية نحن أبعد الناس عنها ولا نجيز رفع السلاح في مواجهة الحكومة، وهذا مبدأ عام في كل جماعات الاخوان المسلمين وليس فقط السوريين، ونرفض استخدام السلاح داخل البلد والسلاح هو فقط للعدو الخارجي’.
وأضاف البيانوني ‘أن برنامج جماعة الاخوان المسلمين بالنسبة للمعارضة قديم ومستمر ولم يتغير وما زال قائماً، وكانت لنا مشاركة قبل أيام في اعتصامات السابع عشر من نيسان (ابريل) (عيد الجلاء)، كما نقوم في كل مناسبة بالنشاط الذي ينسجم مع مواقفنا ومع هذه المناسبة’. ونفى البيانوني إجراء أي اتصالات بين اخوان سورية ونظام بلادهم، وقال ‘لم تحصل أي اتصالات مباشرة بيننا وبين النظام وليس هناك أي جديد في هذا المجال، لكن عدداً من الجهات الرسمية والشعبية الإسلامية والعربية تحركت باتجاه النظام بعد قرارنا تعليق أنشطتنا ومطالبتنا النظام السوري بالمصالحة مع شعبه، وكل هذه الجهات ومن دون استثناء سمعت كلاماً طيباً ووعوداً طيبة، لكن لم يحدث أي شيء واقعي على الأرض’.
وأضاف أن هذه الجهات ‘تحفظت عن ذكر أسمائها، ونحن بالتالي لا نريد أن نحرج أي طرف منها’.
وحول إعادة طرح موضوع الطائفية، قال البيانوني ‘سياستنا محددة منذ زمن حول ذلك ولدينا ورقة معتمدة بشأن الطائفية والتنوع المجتمعي في سورية، ولا جديد في هذا المجال وعندما نشير إلى بعض الخلل في المعادلة السورية، هذا لا يعني أننا نطرح موضوع الطائفية، لكن التنبيه إلى بعض جوانب الخلل في التعامل في سورية لأن هذا الأمر قديم ومستمر حتى الآن، ونحن ما زلنا متمسكين بهذه الورقة ولا نتعامل بمنطق الطائفية ومشروعنا السياسي يؤكد على مبدأ المواطنة والتعامل مع كل أبناء الوطن معاملة واحدة من دون استثناء وبدون تمييز وهذا هو موقف الجماعة’.
وعن موقف الجماعة من التقارير التي زعمت أن فصائل من المعارضة السورية حصلت على تمويل من إسرائيل، قال البيانوني ‘نعتقد أن هذه التقارير لا مصداقية لها، ولا نعلم بأن هناك جهات مخترقة في المعارضة السورية أو تتعامل مع إسرائيل’.
وأضاف’نحن كجماعة أخوان مسلمين موقفنا من هذا الموضوع واضح ومعلن ولا نقبل أي تدخل خارجي ولا نتعامل مع جهات خارجية، وأبعد الناس عن الجهات المعادية كإسرائيل، أما الآخرون فهم مسؤولون عن نفي ذلك أو تكذيبه’.
وقال البيانوني ‘ان تعاملنا مع إعلان دمشق (المعارض) في الداخل ما زال قائماً وإن كان هذا الإعلان شبه مجمد نتيجة الاعتقالات التي طالت قادته، لكننا لم نتعامل مع إعلان دمشق في الخارج ونعتبر تشكيل أمانة مؤقتة باسمه لم يكن نظامياً وصحيحاً ولم نتعامل معه ولا صلات تربطنا به’.
وحول العلاقة مع خدام، قال البيانوني ‘بعد انسحابنا من جبهة الخلاص في نيسان (ابريل) 2009، لم تكن هناك أي علاقة مع خدام لا من جهتنا ولا من جهته وأصبحت الجبهة بالنسبة لنا جزءاً من التاريخ’.
ولم يستبعد احتمال أن يكون هذا الانسحاب قاد إلى تفكك الجبهة ‘باعتبار أن جماعة الاخوان المسلمين في سورية كانت تشكل مكوناً أساسياً من مكوناتها’.
واعتبر أن الانفتاح العربي والغربي على سورية ‘له أسباب خارجية وتم بناءً على توجيهات توحي بأن هناك انفتاحاً دولياً وعربياً وتعتيماً على أخبار المعارضة السورية للدلالة على أن هذا النظام مرضى عنه دولياً’.
وقال ‘ النظام يحاول دائماً إصلاح علاقته مع الخارج ولا يهتم بموضوع الداخل والشعب’.
وسُئل البيانوني عما إذا كان هذا الانفتاح استند إلى ضعف أداء المعارضة السورية، فأجاب ‘الجهات الدولية لا تتعامل مع الأنظمة من مقياس حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو المعارضة بل من مقياس مصالحها فقط، واعتقد أن مصلحة هذه الدول هي في الانفتاح على النظام السوري الآن’.
القدس العربي