آصف شوكت في الإقامة الجبربة باللاذقية ضمن إعادة توزيع السلطة في عائلة الأسد
بعد تحميله مسؤولية قصف المفاعل واغتيال مغنية
في إشارة قوية من دمشق الى المجتمع الدولي, وضع الرئيس السوري بشار الاسد صهره مدير الاستخبارات العسكرية آصف شوكت “تحت الحجر” في مدينة اللاذقية, ضمن اعادة توزيع السلطة بين اعضاء القيادة العائلية التي تحكم سورية بيد من حديد, وعين مكانه علي يونس, فيما عزز جهاز الإستخبارات العامة برئاسة اللواء علي مملوك.
وفي مقال نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية, أوضح الكاتب جورج مالبرونو, المقرب من شوكت وفريقه, وهو من الصحافيين الذين تربطهم علاقات وثيقة بالأجهزة السورية, والأجهزة الفرنسية العاملة على خط دمشق, ان التبديل الحاصل في القيادة السورية والذي تم في شكل “سري” للغاية, مرتبط بالتغييرات التي تتم في دمشق على المستويين الداخلي والخارجي.
واعتبر ان الضحية الأولى للعبة “الكراسي الموسيقية” هذه هو صهر الرئيس, الذي تراود المجتمع الدولي شكوك بتورطه في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري, ونقل الكاتب عن مصدر مطلع على خفايا النظام السوري, أن “آصف وُضِع في الحجر في اللاذقية”, وانه يدفع ثمن إخفاقين, موضحا ان الإخفاق الأول هو القصف الإسرائيلي للمفاعل النووي السوري في 6 سبتمبر 2007, الذي سمحت به صور التقطها من الأرض أكراد ربما كانوا يعملون لحساب “الموساد“.
واضاف “كان الإخفاق الثاني المنسوب إلى آصف شوكت هو اغتيال القائد العسكري في “حزب الله” عماد مغنية في 12 فبراير 2008, في أحد شوارع دمشق”, لافتا الى أن إزاحة شوكت عن منصبه, تهدف الى تجنب النتائج المحتملة للمحاكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري, حيث تحوم شبهات حول تورط شوكت في الجريمة.
الى ذلك, نقل الكاتب عن ديبلوماسي غربي قوله ان بشار الاسد “عمل من اجل تخفيف عزلة سورية, على تقليص دور الاستخبارات العسكرية المتهمة بزعزعة الاستقرار في لبنان والعراق”, مشيرا الى ان الاسد يخطو في الوقت نفسه خطوة باتجاه الولايات المتحدة, التي جمدت أموال شوكت, وباتجاه فرنسا التي لم تعد تقبل باستقبال شوكت.
وقال جورج مالبرونو “ان عملية إبعاد آصف شوكت أحدثت خضة ضمن عائلة الأسد”, لافتا الى ان صهر الرئيس السوري كان يستقي قسماً من نفوذه من زوجته بشرى, التي كانت الإبنة المفضلة لحافظ الأسد, ولكن أرملة الراحل أنيسة, انحازت هذه المرة لإبنيها بشار وماهر, علماً أن الاخير هو قائد الحرس الجمهوري ويكن حقداً راسخاً لصهره.
وكانت سرت شائعات حول رحيل بشرى إلى باريس أو أبو ظبي, ولكن فرار أسرة آصف شوكت إلى الخارج يبدو مستبعداً, وقال أحد الذين يتعاملون مع آصف شوكت منذ سنوات: “إنه يعرف الكثير من أسرار النظام, الذي يحرص على إبقائه في متناول اليد, وهو رجل عنيد إلى درجة أنه يملك القدرة على الرد (على قرار إبعاده) بفضل نفوذه لدى العسكريين“.
مع ذلك كله, فإن اعتزال آصف يمثل أحد الأوراق التي يمكن أن تقدمها سورية في إطار صفقة نفوذ كبرى في الشرق الأوسط, تأمل في أن تتفاوض حولها مع الرئيس الأميركي المقبل, أما الأوراق الأخرى فهي المفاوضات التي شرعت فيها مع إسرائيل عبر تركيا, وربما مشاركة سورية في تصفية عماد مغنية.
إعادة توزيع السلطة في “بيت الأسد“
“الفيغارو”: آصف شوكت في الإقامة الجبربة باللاذقية بعد تحميله مسؤولية قصف المفاعل واغتيال مغنية
في مقال لمراسلها “جورج مالبرونو”، ذكرت جريدة “الفيغارو” الفرنسية في عدد أمس الأربعاء أن اللواء آصف شوكت موضوع “تحت الحجر في اللاذقية”. وتعتبر “الفيغارو” أن إبعاد صهر الرئيس يمثّل إشارة قوية وجّهتها دمشق إلى المجتمع الدولي.
كتب جورج مالبرونو: “وسط تكتّم بالغ، تمّ إعادة توزيع السلطة بين أعضاء القيادة العائلية التي تحكم سوريا بيد من حديد. وكان الضحيّة الأولى للعبة “الكراسي الموسيقية” هذه هو صهر الرئيس، مدير الإستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت، الذي تراود المجتمع الدولي شكوك بتورّطه في عملية إغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، رفيق الحريري.
وكشف مصدر مطّلع على خفايا النظام السوري أن “آصف وُضِع في الحجر في اللاذقية”. وقال أن آصف الذي كان- بموافقة بشّار- قد وضع رجاله على رأس أجهزة الأمن الأخرى “يدفع ثمن إخفاقين”. الإخفاق الأول هو القصف الإسرائيلي لمفاعل نووي سوري في 6 سبمتبر 2007 قرب دير الزور (في الشمال الشرقي)، الذي سمحت به صور التقطها من الأرض أكراد ربما كانوا يعملون لحساب “الموساد”. ويضيف الخبير: “لقد نجح أشخاص في الإقتراب من الموقع. والحال، فإن جهاز شوكت هو المسؤول عن حماية هذا الموقع”. وكانت العاقبة الأولى لهذا الفشل هو خفض وزن الإستخبارات العسكرية في الجهاز الأمني السوري لصالح “المخابرات العامة” التي يرأسها اللواء علي المملوك. ويضيف المصدر أن عناصر “المخابرات العامة” هم “أشخاص أفضل سمعة، حيث أنهم ارتكبوا عدداً أقل من الجرائم خارج سوريا”. علاوة على ذلك، قرّر الرئيس السوري أن “يحيط” صهره بالرقم 2 في الجهاز، اللواء علي يونس، الذي يرفع تقاريره للرئيس مباشرةً. (حول اللواء علي يونس: كان “الشفّاف” قد نشر، قبل حوالي السنة، معلوماتٍ من مصادر سورية معارضة أفادت أن الرئيس السوري قام بتعيين اللواء علي يونس في الجهاز للحدّ من صلاحيات صهره، وأن “بريد” الجهاز بات يمرّ باللواء علي يونس..).
سيناريو شبيه بسيناريو “لوكربي“
وكان الإخفاق الثاني المنسوب إلى آصف شوكت هو إغتيال عماد مغنية في 12 فبراير 2008، في أحد شوارع دمشق. هل تمّت عملية الإغتيال بفضل تواطؤ محلي، أم لا؟ وإذا كان هنالك تواطؤ، فعلى أي مستوى؟ .. مرة آخرى، يقع قسم من المسؤولية على الإستخبارات العسكرية التي أخفقت في مهمّتها كما أشارت أرملة عماد مغنية وكذلك الجنرال محسن رضائي، القائد الأسبق للباسداران الإيراني، مع أنه يُعتَبَر بين حلفاء دمشق.
ومع أن إبعاد آصف شوكت قد لا يكون نهائياً بالضرورة، فإنه يندرج ضمن ما تبذله سوريا من جهود لتفادي صواعق المحكمة الدولية التي ستحاكم قريباً قَتَلة رفيق الحريري. ويقول أحد الديبلوماسيين: “قالوا لآصف شوكت: لديك منزل جميل في الجبل، إبقَ فيه حتى إشعارٍ آخر”. هل يمثّل هذا الإبعاد بدايةً لسيناريو شبيه بسيناريو “لوكربي” لتحفيف الطوق المضروب حول دمشق؟ إن فوائد عملية “التنظيف” هذه واضحة من زاوية بشّار: فهو يهمّش “الإستخبارات العسكرية” التي يواظب الغربيون على اتهامها بزعزعة إستقرار العراق ولبنان. كما أنه يخطو خطوةً باتجاه الولايات المتحدة، التي جمّدت أموال شوكت، وباتجاه فرنسا التي لم تعد تقبل باستقبال شوكت. ويضيف أحد الخبراء في شؤون العلويين: “يجب ألا ننسى أن الحؤول دون صعود أي رأس جديد كان أحد وصفات حافظ الأسد، وإبنه يستخدم الآن نفس الوصفة لحسابه“.
أحدثت عملية إبعاد آصف شوكت خضّة ضمن عائلة الأسد. فآصف شوكت، وعمره 58 سنة، كان يستقي قسماً من نفوذه من زوجته “بشرى”، التي كانت الإبنة المفضّلة لحافظ الأسد. ولكن أرملته، “أنيسة”، انحازت هذه المرة لإبنيها بشّار وماهر، علماً أن ماهر هو قائد الحرس الجمهوري ويكنّ حقداً راسخاً لصهره. وكانت سرت شائعات حول رحيل “بُشرى” إلى باريس أو أبو ظبي، ولكن فرار أسرة آصف شوكت إلى الخارج يبدو مستبعداً. ويقول أحد الذين يتعاملون مع آصف شوكت منذ سنوات: “إنه يعرف الكثير من أسرار النظام، الذي يحرص على إبقائه في متناول اليد”، ويضيف: “آصف رجل صلب، إنه المظلّي الحقيقي في القوات الخاصة، وهو رجل عنيد إلى درجة أنه يملك القدرة على الردّ (على قرار إبعاده) بفضل نفوذه لدى العسكريين“.
مع ذلك كله، فاعتزال آصف يمثّل أحد الأوراق التي يمكن أن تقدّمها سوريا في إطار صفقة نفوذ كبرى في الشرق الأوسط تأمل في أن تتفاوض حولها مع الرئيس الأميركي المقبل. أما الأوراق الأخرى فهي المفاوضات التي شرعت مع إسرائيل عبر تركيا، وربما مشاركة سوريا في تصفية عماد مغنية. وبدون أن تعيد النظر في تحالفها مع إيران وحزب الله، حتى الآن، فإن دمشق تكثر من إرسال إشارات إلى الغرب من أجل الخروج من عزلتها. هل يعني ذلك أن سوريا تعدّل خطوتها من أجل العودة إلى الحظيرة العربية؟ إن إتصال الرئيس ساركوزي ببشار الأسد في الأسبوع الماضي، واستعداده لإرسال مدير الرئاسة الفرنسية، كلود غيّان، إلى دمشق، يهدف إلى تشجيع الأسد على المضي قدماً في هذا الإتجاه الجديد.
بيار عقل
شفاف الشرق الوسط
صحيفة ألمانية: الأسد أحبط محاولة انقلاب ضده قام بها صهره
العربية نت
برلين: ذكرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية -في عددها الذي يصدر اليوم، نقلا عن مصادر مخابراتية ألمانية “وأجنبية”- أنه جرى بهدوء إحباط محاولة انقلاب ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية تآمر للاستيلاء على السلطة، بينما كان الأسد يستضيف قمة جامعة الدول العربية في دمشق في فبراير/شباط الماضي. واعتقل شوكت، وهو زوج شقيقة الرئيس السوري، ومائة من ضباط المخابرات.
وأضافت الصحيفة الألمانية أن الأسد حصل على معلومات بذلك من عماد مغنية، القيادي البارز في جماعة حزب الله اللبنانية، والذي قتل بعد أيام من إيصاله المعلومات للأسد، في انفجار قنبلة في 12 فبراير/شباط الماضي بدمشق.
ورجحت المصادر أن يكون أعوان شوكت قد اغتالوا مغنية انتقاما منه، وفي تسريبها للقصة اليوم الجمعة قبيل مثولها للطبع قالت الصحيفة، إن بعض المتآمرين ربما تربطهم صلات بجماعات إسلامية تتبنى العنف.
وقالت “دي فيلت” إن السفارة السورية في برلين رفضت قصة الانقلاب، ووصفتها بأنها غير صحيحة كليا، وبدون تسمية مصدر قالت الصحيفة إن دبلوماسيين ألمان علموا بالواقعة ولكنهم لم يستطيعوا تأكيدها كحقيقة.
مدريد تسلم الكسار إلى واشنطن
وفي شأن سوري آخر، وافقت الحكومة الإسبانية على تسليم تاجر السلاح السوري منذر الكسار -62 عاما- للولايات المتحدة، حيث يواجه هناك العديد من التهم منها التآمر لقتل مدنيين وعسكريين أمريكيين وبيع أسلحة لمجموعة كولومبية مسلحة.
ويواجه الكسار، الذي اعتقلته السلطات الإسبانية في يونيو/حزيران من العام الماضي بمطار مدريد تهما أخرى، من بينها تقديم الدعم “للإرهابيين” في العراق أيضا، وتزويد المقاومة العراقية بالمال والصواريخ المضادة للطائرات، بالإضافة إلى عمليات غسيل للأموال التي جمعها من التجارة في السلاح.
وكانت المحكمة الوطنية الإسبانية التي تنظر في قضايا الإرهاب قد وافقت العام الماضي على تسليم التاجر السوري لواشنطن، بشرط ألا يواجه المتهم عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.
وكانت صحيفة “آل موندو” الإسبانية ذكرت في شهر يناير/كانون الأول الماضي، نقلا عن مذكرة للاستخبارات الإسبانية، أن المخابرات السورية حذرت من تسليم الكسار إلى واشنطن، وقال مصدر أمني لتلك الصحيفة وقتها إن اللواء آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية السورية كتب إلى نظيره الإسباني “إذا كنتم تعتقدون أننا سنغض النظر عن الإهانة التي سيلحقها شرطيون من أمريكا الشمالية بأخينا (منذر الكسار), فإنكم لا تعرفوننا جيدا، ولستم أصدقاء الشعب السوري“.
وقالت الصحيفة آنذاك إن الاستخبارات الإسبانية تعتقد أن الجنود الإسبان المنتشرين في لبنان في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) قد يستهدفون في حال تسليم الكسار.
الجدير بالذكر أن الكسار حصل في عام 1985 على حكم بالبراءة؛ لعدم كفاية الأدلة في قضية اختطاف سفينة الركاب الإيطالية “أكيلى لاورو“.