«قصة عن الحب والظلام»… كل شيء عن عاموس عوز
عباس بيضون
ليست ترجمة رواية عاموس عوز «قصة عن الحب والظلام» بحد ذاتها مسألة، فقد سبق لمؤسسة الدراسات الفلسطينية أن ترجمت يوميات انتفاضة 1936 الفلسطينية وحرب 1948 من تاريخ الهاغاناه (الجيش الإسرائيلي). اعانت هذه الترجمة على ترتيب الذاكرة الفلسطينية وكانت فائدتها واضحة فما بالك برواية مهما كان شأنها.
لكن غير المفهوم هو إهداء الترجمة العربية الى جورج الخوري الشاب الذي راح يهرول في الحي اليهودي فقتله شابان من «كتائب الأقصى» ظنا منهما انه يهودي. والمهدي والده الياس د. الخوري. نتعاطف مع جورج البريء وكل بريء ومع الوالد الياس ومأساته. لكننا لا نفهم مكانه من الطبعة العربية لرواية عاموس فهو ليس المؤلف ولا المترجم ولا الناشر ولا يهدي المرء شيئاً ليس له. ثم اننا لا نفهم مراد الياس من إهداء رواية عوز ولا لماذا هذه الرواية بالذات. إذ كيف يمكن إهداء رواية عوز لفلسطيني وهو الذي لم يقدم على مدى 765 صفحة تشكلها روايته فلسطينيا واحداً رغم ان الرواية تدور في القدس وفي فلسطين. ليس للفلسطيني هنا وجه ولا تاريخ ولا هوية وكأنه هكذا يتعرض لقتل رمزي وأي درس في التسامح يُستخلص من ذلك إذا كان هذا مراد الياس خوري من إهداء الترجمة لولده.
ليست هذه المقالة في أدب رواية عوز بقدر ما هي في سياستها. إلا ان رواية عاموس عوز أدب أولاً، ولا بد من مرور سريع بهذه الناحية. ينجو عوز من فخ الرواية وفخ السيرة معاً، الرواية سيرة معلنة إلا ان عوز يمشي بها كرواية مفتوحة، او كمتوالية روائية هو قادر على كسر حدودها كلما بدا ان توشك ان تنغلق على دائرة ما، او تعميرها من جديد في سلسلة ثانية. يستخلص عوز من حياته ما ينجو من الثرثرة اليومية. يجلو العاديات ويمنحها خيالاً آخر ويمنح كلا منها كيانا خاصاً. الرواية هكذا عنقود من القصص القصيرة او البورتريهات المتكاملة. ما من ثرثرة هنا لا تنقذها للشاعرية. حين تندفع الرواية في تأليف باروكي سيّال وتتال بلا حدود تتباطأ كثيراً في نسج ذاكرة ووجود لشخصيات وأحداث ليس لها سوى حضور شبحي. كأنها بذلك تستخرج جذوراً خيالية وتنحتها بقوة الإصرار والمراجعة والكشف البطي والإضاءة الصناعية والدوران والتأخير. لا ننسى هنا ان الروايات لا تتألف من حقائق بل تصنع حقائق. هذا ما تفعله رواية عوز التي تتجّه من اليوميات الى الأسطورة، وتزاوج بين قراءة شعرية للتفاصيل وقدرة على اللعب الساخر، وخلفية ملحمية.
رواية عاموس عوز شبه عائلية، انها عن الأخوال والأعمام والجدود الذين هاجروا الى فلسطين او بقوا في بولونيا وروسيا ليلقوا هناك مصيرا تعسا. الجميع مثقفون متمكنون ارتضوا حياة القلة والفقر ليكونوا كما قال جد عاموس «نحن هنا في بلادنا، شرفنا لن يدوسه أحد بعد». رواية عائلية وبلسان الطفل الذي كان عاموس. ليس هناك أدعى للبراءة والأمان ورفع المسؤولية من ان تكون الرواية عائلية وبلسان طفل. لكننا في الحقيقة في أكثر من ذكريات طفل في حي يهودي في القدس قبل سقوط فلسطين. اننا وبشكل مواز لليوميات العائلية في زمن تاريخي بل وملحمي بل نحن تقريباً في رواية نشوء وتأسيس إسرائيل، وان يروى نشوء إسرائيل في قصة بيتية وعلى لسان طفل فهذا بالتأكيد سيحصّنه من أي سؤال. إذ لا يمكن ان يوجد شيء أكثر بداهة من ذكريات بيتيه يرويها طفل، ولن يفكر أحد في ان يلقي على ذلك ظلاً من الشك او الاستفهام.
سيكون كلام الطفل اذن محمياً من أي شبهات وسيطمئن بالطبع لذلك ويطمئن القارئ الذي لن يراوده أي شك، حتى وهو يرى «بأي براءة وطفولة» يصاغ الحلم الصهيوني الذي سيكون الآن تلقائياً وبديهيا كحكاية عائلية، لن يلاحظ حتى حين يخرج من ثياب الطفل النبيه المؤرخ الذي يروح يتابع سير المهاجرين في مواطنهم الأولى، والمذابح التي تعرض لها من بقوا ولم يغادروا أوروبا التي تشربوا روحها في «سبيل وطن انطوائي مسلح، الأمر الذي تعلموه من أسوأ أعدائهم» كما يروي (الطفل/ المؤرخ عن عمه). ماذا حل بيهود هذه المواطن التي غادرها أهله، انتظرتهم المذابح التي أودت بالعم ذي الحلم الأوروبي وبـ25 ألفا في موطن أمه (روفنو). يتمهل الطفل المؤرخ طويلاً في تتبع هذه الروايات وسردها. بفعل ذلك بمزيد من البطء ولكن ايضا بمزيد من التشديد والإلحاح، كأنه بذلك يرمي بذوراً ويتعهدها وينتظرها الى ان تنبت ويرتفع نبتها. المقارنة بعملية الزرع هذه ليست جزافاً. فالأرجح ان مراوحة عاموس الطويلة عند هذه القصص وإبطاءه في سردها اشبه بإيجاد جذور او تجذير هذا الحلم الذي حمله بتطرف جابو تنسكي هؤلاء المهاجرون المثقفون. أهل الكيبوتز كانوا في غنى عن هذه المحاولة إذ كانوا يقصدون مباشرة الى الأرض وبمناجلهم وبولدوزراتهم يشقون فيها ما يعتبرونه فوراً جذوراً حقيقية. أما مثقفو عاموس عوز فكان ينبغي لهذه الحيلة الروائية ان تصنع لهم ما يقابل الجذور. على كل حال فإن في القصة العائلية نفسها ما يشعر بهذه الجذور فالعائلة هي تقريباً جذر يتسلسل من ابن لأب. هكذا نفهم كيف يكون الأدب او الشكل الأدبي (على ما يذهب غولدمان) معادلاً او نظيراً لموضوع ذي طبيعة اخرى. يبدأ عاموس عوز من هذا «الجذر» الروائي ويبنيه روائياً على مهل، وبالطبع فإن الروائي يستدعي المؤرخ لعمل كهذا لكنه هو الذي يتصدى للجواب حين يطرح سؤال ما على المؤرخ، حين يستطيع قارئ مشاكس ان ينفذ من جلد الرواية ويسأل عن الجذور فإن «العائلة» ستكون هي الجواب. بل ستضاف معاناة اليهودي قبل الهجرة الى فلسطين الى رصيده في فلسطين وكأنهما شيء واحد بل ستغدو هذه المعاناة أيضا جذراً مباشراً لمشروعه في فلسطين. إذا لم يفهم واحد الصلة بين التاريخين واستعصى عليه ان يجدهما واحداً ولم يفهم مسؤولية فلسطين عن مجزرة روفنو ستكون الحبكة الروائية هي الجواب. لو هاجر العم الى فلسطين لنجا او هاجر الـ25 ألفا في روفنو لنجوا. تعادل الهجرة عندئذ الخلاص، الجواب هنا. في فلسطين (انتهت والى الأبد إمكانية ان ينكل أي شخص باليهودي)، من المحرقة فوراً الى فلسطين. اما ان فلسطين ليست ألمانيا ولا بولونيا ولا روسيا فسؤال يتجاوزه عاموس او يطرحه على نحو مقلوب.
لا فرق بين فلسطين وألمانيا في الرواية. العرب يغدون بسهولة سليلي النازيين وذابحي اليهود (هل ستحدث، مذبحة، مجزرة، يقوم العرب ويذبحوننا جميعاً). والعرب اقلية في فلسطين والقدس، «ليسوا كثيرين انهم نصف مليون «اليهود أكثرية مطلقة بين سكان القدس 65%» العرب اذن ينضمون الى مصفي اليهود وهذا يكفي لكي لا يبقى هناك اعتبار لانتمائهم الوطني بل يغدون بلا هوية على الإطلاق. انهم غرباء وفضلاً عن ذلك فهم أقلية. ليس بين روفنو ولفنا في بولونيا وأوديسا وفلسطين أي فاصل او حاجز، العرب لن يشكلوا أي عقبة من هذا النوع. انهم غرباء وأقلية في «هذه الأرض التي هي من وجهة النظر العربية… كانت أرضا عربية».
ذاكرة الطفل تتسع بل وتؤرخ لحدث تأسيسي كنشوء إسرائيل لكن أحداً بالطبع لن يجادلها لأنها ذاكرة طفل. لأنها كذلك لن يسأل احد عاموس عوز كيف حدث اننا لم نصادف عربياً واحداً على طول الـ765 صفحة التي تشكل الرواية، وان حلقت ذاكرة الطفل نفسه في تواريخ ما قبل ولادته. لم نصادف عربياً واحداً، ليس هذا صحيحاً تماماً. نصادف عرباً مرتين في مناسبتين مختلفتين. الأولى لم تكن مقصودة فالعمة غريتا التي كانت ترعى الطفل في غياب الأهل تمضي بالطفل الى متجر عربي لتمارس هوايتها في تبديل الملابس! في المتجر تسترعي الطفل فتاة فيلحقها ويتبعها بخطاه الى ان تلتفت وتسفر عن وجه عجوز قبيح يجعل الطفل يهرب لكن هذه المغامرة جعلت طريق عودته كابوساً. تحول المتجر الى متاهة واختبأ الطفل رعباً الى ان خلصه «عربي» عطوف. يعرف عاموس عوز المثل العربي «ذكرني فوك عذاري حماري» الذي صدر عن قصة تشبه قصة عاموس مع الطفلة/ العجوز. أتساءل إذا لم يكن بين استحالة الطفلة وكابوسية المتجر صلة لازمة بهويته العربية.
وفي المرة الثانية يزور عاموس مع أسرته أسرة عربية ثرية هي آل السلواني. ويحملون إليهم هدية غريبة، البوم صور عن حياة الكيبوتزات تمثل إحداها كما يروي عاموس «فلاّحا ينظر مذهولاً، وهو يمسك بقوة برسن حماره، ينظر الى جرار جنزير عملاق» المفارقة واضحة في الهوية الغريبة، والذي يزيد الأمر إلتباساً هو ان عائلة عاموس، كما نفهم من الرواية، لا تحبذ الكيبوتزات. هذه الهدية ترسم الحدود من البداية، انها مع ذلك حدود شائكة إذ ان الحمار على نحو ما يدخل ثانية في صورة العربي. مع ذلك فإن الثري إذا كان عربياً فقط يتيح لليهودي الفقير ان ينفس عن حقد طبقي اتني في آن معاً «اعتادوا ان ينظروا إلينا على اننا شعب مسكين، طلاب معاهد دينية ذليلين» ولا نعرف الى من ينسب عاموس تلك «النظرة». أهي للعرب الذين يقول عنهم في مطرح آخر انهم يرون ان «هؤلاء المستعمرين اليهود النشطين سوف يبتلعون البلاد كلها ويزيلون عنها ما يشير الى عروبتها، كما فعل البيض في أميركا لسكان البلاد الأصليين» هؤلاء البيض النشطون هل هم «الشعب المسكين، طلاب المعاهد الدينية». هل هو ثراء آل السلواني الذي يجعل لهم أفضلية على «السكان الأصليين» كما توجس عاموس ام انه، كما فعل مراراً، يسقط على العرب صوراً من مضطهدي اليهود في أوروبا. المهم ان زيارة آل السلواني تنتهي بحادثة يسفر فيها آل السلواني عن «حقيقتهم العربية الفظة» التي لم يموهها ثراؤهم وحين يغادر عاموس يرى شخصا «يضرب بعنف عائشة (الطفلة الشاعرة) ليس كمن يعاقب طفلاً لكن كمن يصب جام غضبه على فرس أو جمل عاق».
هذا كل ما رآه عاموس الطفل من عرب فلسطين. حادثتان العربي فيهما يلازم حماره او يعامل معاملة حماره او فرسه او جمله. لا يحتاج عاموس عوز في كل هذه الرواية الباروكية عن نشوء إسرائيل الى ان يكلم عربياً واحداً. الى ان يسأله عن تاريخه على هذه الأرض، هو الذي يتقصى تواريخ اليهود في بولونيا وروسيا. لا تحتاج روايته نفسها الى لقاء كهذا لتكتمل ولتكون منصفة.
رغم ذلك فهو يقول كل شيء عن العرب وبدون حرج وبدون حاجة الى معرفة مباشرة حتى لجيرانه الذين احتار أهله في تحديد إذا كان الجبن الذي يبيعونهم إياه بأسعار رخص تناسبهم هم الفقراء، احتاروا في تحديد إذا كان هذا الجبن «من نتاج الخارج او انتاج البلاد». احتاروا إذا في تحديد إذا كانوا أجانب في بلادهم، فضلاً عن انهم «ليسوا كثيرين» عددهم في البلاد ربما كان نصف مليون، لكننا سنتعامل مع الأقلية بنزاهة وشرف» انهم غرباء وأقلية، ثم «ان حماسهم القومي يشبه ما عند اليهود لكن بفارق، بدون سفك الدماء». والعربي في مكان آخر من الرواية، «حساس جداً ويميل الى الأخذ بالثأر»، والعرب «هم الأغيار هم الذئاب السبعون». سيقال هذا ما يراه ويسمعه الطفل وليس سوى طفل لا يؤخذ على ما تشربه لكن الطفل هنا ليس وحده، انه يسمع ويرى كل شيء وهو تقريبا الذاكرة الهائلة لنشوء إسرائيل. العربي بدون أن نراه هو الفظ الثأري السفاك، أليس هكذا يخترع الآخر. أليس هكذا اخترع اليهودي نفسه.
كان الطفل كبر واصبح مسؤولاً أكثر عن كلامه لدى 1948. من كل 1948 يذكر عاموس عوز على سبيل التعداد أحياناً حادثة دير ياسين وتلك الطفلة التي ماتت على الطريق حين أخرها حاجز إسرائيلي عن بلوغ المستشفى. في غير ذلك كل ما فعله اليهود في العرب مبرر ومستحق وفعل العرب باليهود أكثر منه، «جميع المستوطنات اليهودية التي سقطت بأيدي العرب مسحت تماماً عن وجه الأرض والسكان اليهود أسروا او قتلوا… ولم تسمح السلطات لأي منهم بالعودة» بينما «بقي مئة ألف من العرب» بدلاً من الفلسطينيين النازحين «جاء آلاف اليهود الذين طردوا من البلاد العربية» هذا إذا سواء بسواء وليس على إسرائيل أي جريرة في هذا المجال. إذا تكلم المؤرخون الاسرائيليون الجدد عن الطرد القسري فحجة عاموس تكفي لإسكاتهم. ثم هناك «العدوان العربي على اليهود بالتحالف مع البريطانيين الذين سهلوا حصار القدس وغضوا عن المجازر التي اودت بالحي اليهودي وقافلة العلماء (تأمل العلماء في مقابل العرب الجهلة)». الأقلية العربية غير المحددة الهوية تجاه بلادها تعتدي بالتحالف مع البريطانيين الأقوياء وتضطر اليهود الى جرائر ليست شيئا بالقياس الى ما فعله العرب والبريطانيون بهم، لكنها جرائر والتعالي الأخلاقي اليهودي يدعو عاموس عوز الى الإقرار بها (حادثة الفتاة على الحاجز الإسرائيلي) وفي هذا السياق يلجأ عاموس الى نظرية الأخوين المضطهدين اللذين يضطهد مع ذلك احدهما الآخر. رواية عاموس عوز حديثة العهد فالكتاب بوشرت كتابته عام 2000. لكن اعتذار عاموس المتعالي يعني وحده انه لم يكن الراوية الطفل غير المسؤول، وانه مسؤول نوعا ما عما لم يعتذر عنه. ان الستيني الذي كتب الرواية لا يستطيع ان يستتر على الدوام وراء الطفل الذي يرويها.
نفهم ذلك أكثر حين يورد عاموس عوز حديث افرايم افنيري «قتلة وما الذي تتوقعه منهم، من وجهة نظرهم نحن أغراب هبطنا من الفضاء الخارجي وغزونا أرضهم، ورويداً رويدا سيطرنا على أجزاء منها، وفي الوقت الذي كنا نعدهم بأننا جئنا فعلاً لنغمرهم بالخيرات، كنا نضم إلينا بمكر واحتيال المزيد من أراضيهم… ماذا نظن بأنهم سيقدمون إلينا الشكر على أحساننا ومعروفنا، ما العجب في انهم حملوا ضدنا السلاح».
اذن السؤال الذي لم يبد انه خطر لعاموس عوز كان موجوداً. هل انتظر عوز افنيري ليسمعه ام انه فعل كل شيء ليتفاداه، ويقذفه الى النسيان او يملأ فراغه. هل كانت تلك «الجذور الأدبية» هذا النسيان العمد للفلسطيني، قفزاً متواصلاً فوقه. هل بقي مدفونا الى ان نبشه افنيري. يسأل عاموس عوز افنيري لماذا لم يقاتل معهم، لماذا يحمل السلاح هنا (في الكيبوتز). لن أتابع جواب افنيري فهذا هو مأزق افنيري وعاموس عوز ليس فيه.
أحب عاموس عوز رواية جدل فيرن «فوق الأنقاض» التي يخفي فيها الأهالي أبناءهم عن المحتل بثمن قتلهم، ويخرج هؤلاء الأبناء من المخبأ بعد ان رحل الجيش فيجدون أنفسهم بلا أهل وعليهم ان يأخذوا كل شيء على عاتقهم. يعترف عوز بأن مشاعر أوديبيه دعته الى ان يغبط هؤلاء على تحررهم من آبائهم. تُرى بأي مشاعر نسي عاموس عوز الفلسطينيين، الآباء الفعليين للأرض. هل أرادهم ان يكونوا من البداية موتى ومدفونين. يحاور عوز افنيري لكن ليس واضحاً انه يريد ان يغير روايته او ان يغير سؤاله او ان يعود الى السؤال الاساسي. يعرف افنيري ان لا خيار امامه لكنه يرفض ان يسمي الفلسطينيين قتلة او نازيين. أما عاموس عوز الذي لم يجد للفلسطيني صورة محددة فقد تركه عرضة لاسقاطات قد يكون بينها القاتل والنازي، بل الواضح ان الصفتين الاخيرتين هما اللتان تعلقان بالفلسطيني أكثر فأكثر وبمقدار ما يحتد الصراع والعنف.
كتب عاموس عوز روايته الباروكية في ستيناته، من الواضح انها رواية غير منتهية وتبقى مفتوحة. إذا كان الأمر كذلك فأنا لا اعرف ماذا يحدث لو اضفنا الى دير ياسين وطفلة الحاجز العشرة آلاف سجين الفلسطيني ومئات الأطفال والأبرياء الذين دفنتهم القاذفات الإسرائيلية تحت الركام.
السفير الثقافي