مهزومون ..ونبحث عن الأبطال !
محمد ديبو
ثمة حاجة غريزية لدينا للبحث عن أبطال نحتمي بهم من سواد أيامنا, ونرفع صورهم على جدران منازلنا وأغلفة قلوبنا, تعويضا عن خيبة ما.
وحال يختفي الأبطال من واقعنا المأزوم, نجد أنفسنا نستحضر أبطالا من زمن غابر, للدلالة على أننا أسوياء, بدءا من صلاح الدين الذي بات حضوره في مسلسلاتنا أكثر من الحضور اليومي لأي شيء معاصر نصدفه يوميا, إلى جول جمال وغيفارا وهوشي منه ونلسون مانديلا وبوليفار..
وعندما يختفي الأبطال, نجد أنفسنا غارقين حتى الثمالة في رفع أعلام المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم, وعندما ينتهي المونديال, نرفع صور نانسي وأليسا وسارية السواس..وصولا إلى “كارلا بروني” التي أجبرنا ساركوزي على تهذيب نظرتنا إليها بعد أن أضافت لقب السيدة إلى الالقاب الاخرى التي حاصرتها ولازالت..
ولكن هذا الحضور الطاغي للبطولة, يدخل في خانة العجز والدونية, أكثر منه رغبة في محاكاة هؤلاء الابطال والوصول إلى قاماتهم, وسبق لأحد العظماء أن قال: مسكينة هي الأمة التي تحتاج إلى أبطال !
حقا إننا مساكين, لأن الأمة الطبييعة والمستقرة دولتيا وسيكولوجيا لا تحتاج إلى أبطال, الأمة التي تعي واقعها وحاضرها تدرك ان كل مواطن هو بطل في مكانه, بدءا من عامل المعمل, وصولا إلى الزبال الذي يقضي ليله في الشوارع كي نحظى بصباح يتنفس “صحة وخيرا” ما أمكن في بلد تحتل القمامة كل شوارعه!
لايعني ماسبق, الحط من قدر الأبطال الاستثنائيين حقا, الذين قدموا في لحظات تاريخية الكثير لتحيا أوطانهم وقضاياهم فاستحقوا مكانهم بين رجال التاريخ, أو “الرجال الرجال” الذي خلا منهم واقعنا المعاصر.
الأمم التي أنجبت أبطالها المعاصر, مثل ألمانيا /ماركس, وفرنسا /ديكارت, وروسيا/لينين, وجنوب أفريقية/ مانديلا..هي أمم عاشت لحظة البطولة الفردية مع هؤلاء الابطال, وانتقلت بعدها إلى لحظة البطولة الجماعية, حيث يصبح الشعب والعمل والقيم والتقدم هي البطل القادم والمرتجى.
يعني ماسبق أن البطولة الفردية, التي كانت نتاج لحظة تاريخية تضافرت بها كل الظروف المساعدة, مهدت لولادة البطولة الجماعية التي ساهمت في استقرار هذه الأمم, فأنجبت قوانين ودساتير ودول, وقدمت مصانع وأبحاث علمية وتكنولوجيا وصلت القمر والمريخ وربما مابعد وبعد…
ووصلت هذه الأمم إلى نقطة لم تعد بحاجة إلى حضور أبطالها بشكل يومي وتراجيدي بحياتها, إلا كذكرى تستدعي الوفاء من شعوب أدركت مدى ما قدمه هؤلاء الابطال لأممهم.
ولكن نحن الأمة المعطوبة والخارجة من التاريخ, مازلنا نستحضر كل أبطال الارض, وكلما نبت بطل جديد استولينا عليه وأضفناه إلى القائمة, ومع كل رقم يضاف إلى القائمة , نتراجع قرنا إلى الوراء..
شوكوماكو –
أولا أستاذي الكريم لم يذكر أبطالنا العرب في الكاركتير و البلياردو وكذالك التفحيط
وأكتفى بأبطال ألمانيا وفرنسا ورسيا وجنوب أفريقيا او كما قال افريقية
لعله نساهم أو انه تناسهم حتى لا يضع نفسه في موقف محرج فعلا
أستاذي القدير نحن نلهث وراء البطولات لنرها ونرى منتجيها
و الي اليوم لا نريد ان نصبح بمواقف الإبطال أو أبطال حقيقيون
فنحن في البلاستيشن وكذالك الثرثرة أبطال لا مثيل لهم
يقول قائل
الغرب يصنع طائرات وصواريخ والشرق الأوسط ضاع نفطه ببلاشي
أنا لا أأيد البطولات الفردية ولكنها قد تصنع بطولات جماعية
أهم أحدى ميزات الغرب بطولاتها الجماعية بعيدة عن البطولة الفردية بحيث ترجح كفة الميزان
لمصلحة المضمون والأفكار لكن لا بد للبطولة من أشخاص يقودونها حتى تؤثر في الجماعة
وتتأثر بها
أن الإبطال الحقيقيون هم من يصنعون واقعاً جديداً له قيمه ومبادئه
ليس كمثل أبطالنا الآن حينما يظهر كبطل الفن وبطل العفن وبطل النقد الحاد
أبطالنا هم إبطال التجاوزات والحجوزات والجوازات فقط ..
أنا لن أنكر أبطال من أقاموا الدول والثوار و و و…
هناك منا الكثير من الأبطال ولكنهم يتقلصون شيء فشيئا
وننتظر الانقراض على أي حال
شكرا