صفحات من مدونات سورية

استجحاش

جالساً في المقعد الأول ، ماداً رجليه على راحتهما و هي ميزة لن تجدها إلا في هذا المقعد حصراً ، لأنه لا راكب أمامك و قد تعود ركابنا على الانبطاح في كل شيء ، فنادراً ما ترى راكباً يجلس متزناً في مقعده  ، و لو قدر لنام في حضن الذي خلفه لولا أن آلية الإرجاع في المقعد لا تسمح له بذلك ، و أصحاب الباصات لجشعهم يصفون المقاعد متقاربة لتتسع لأكبر قدر ممكن من الركاب ، و لتضيق على الجالس فيكاد يختنق !
في استراحة منتصف الطريق و كان شارداً ينظر من النافذة ، اقترب منه مرافق السائق و أشار له بالنزول  ، الله يستر : قال في سره ، بس لا يكون تعطل الباص و بدو مني أدفش ، و الله ما بدفش لو طبقت السما ع الأرض .
–         إلك و لا للديب
–         تخسى كل دياب الرقة
–          بدنا منك طلب بسيط إذا ما فيها ثقلة
–          تكرم و لو
–         عنا بنتين قريبتين للشوفير بدنا نقعدهم محلك في مشكلة ؟
–         أبداً … ما في مشكلة بنوب !
شفتو العربي كلو نخوة و كرامة ، الله أكبر ع الأخلاق ، نفسي فداك شو صاير كريم ، المهم أحب أن يرى الفتاتين قريبتا السائق من باب الفضول ليس إلا ، و اشتعل غضباً عندما رآهما ، فتاتين بيضاوين مكشوفتا نصف غطاء الصدر ، تنورتاهما فوق الركبة بشبر ، و أما السائق فكان من شوايانا لوحته شمس الصحراء فاسمر وجهه حتى تفحم ، هكذا الأمر إذاً يا ابن الديوث بدك تتبروظ ع حسابنا !
كان غضبه وليد الكذبة التي قصها عليه المرافق ، فكان بمقدوره أن يخبره أنه يريدهما أن يجلسا في الأمام لينظر إليهما دون عناء ، و ليظلا تحت نظره ، فالله جميل يحب الجمال ، و بالإذن من الجنس اللطيف ، ما حدا يفهمنا غلط ، فأجمل النظر الوجه الحسن ، و هو ذات نفسه كان من الممكن أن يتصرف كما المرافق فيعطيهما مقعده حتى دون طلب ، لأنو بيكفي أمر عيونك  ، و لا شو ؟ 100% بيكفي و نص …

http://nawarshash.com/?p=5492&utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%25d8%25a7%25d8%25b3%25d8%25aa%25d8%25ac%25d8%25ad%25d8%25a7%25d8%25b4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى