هل نحن مُجبَرون على العيش مع الأكراد ؟
إرتوغرول أوزكوك
تردّدت طويلاً قبل كتابة هذا المقال. خشيت ألاّ أخرج سليماً من مسألة تشكّل حقل ألغام حقيقياً. كنت خائفاً، لكنّني فكّرت وأدركت أنّه لا فائدة من الشعور بمثل هذا الخوف، وأنّه يجب التحلّي بالشجاعة. وهذا البلد بحاجة، بأيّ حال، إلى أشخاص شجعان. أطلب منكم إذاً قراءة هذه السطور عبر مشاطرتي هذه الحالة الذهنية نفسها والتخلّص من أحكامكم المسبقة أياً تكن، تحسّباً للتشكيك في مبدأ، غير ملموس ظاهرياً، قائم منذ أكثر من 80 عاماً [إعلان الجمهورية عام 1923].
تناقش تركيا، للمرة الاولى في تاريخها، المسألة الكردية وجهاً لوجه وبواقعية. في هذا السياق، أعتقد أنّ الوقت حان لسماع قصة مختلفة. ومن هذا المنظار، إنّها نقطة مهمّة أن أوّل من تحلّى بالشجاعة لقول كلام مختلف عن هذه المسألة هو كاتب افتتاحيات في “جمهوريت”، وهي صحيفة [قومية] يمكن اعتبارها أحد المعاقل التي تدافع بالقوّة الأكبر عن مفهوم الدولة الوحدوية.
إليكم إذاً ما كتبه أورهان بورسالي: “لا يملك الوطن التركي حالياً سوى ورقة رابحة واحدة: رغبة غالبية الأكراد في الانفصال عن الأتراك. يفترض أيّ انفصال، سواء تمّ بصورة طبيعية أم لا، دفع ثمن معيّن”.
لنطرح إذاً معاً السؤال الآتي “هل الأتراك والأكراد مجبَرون على العيش معاً؟” إذا وجب أن تكون الغلبة للرغبة في تقاسم مصير مشترك، إذا تمكّنّا وأخيراً من العيش معاً، فلنفعل ذلك إذاً. من الواضح أنّه الخيار الأفضل، للأتراك والأكراد على السواء. لكن إذا لم نكن قادرين على العيش معاً، فلنتقبّل هذا الواقع.
تذكّروا: عندما قال تورغوت أوزال [رئيس الوزراء من 1983 حتى 1989، ثم رئيس الجمهورية حتى وفاته عام 1993]، قبل عشرين عاماً “يجب أن نتكلّم عن كل شيء، بما في ذلك عن مشروع اتّحاد [تركي-كردي]”، أثار كلامه استنكاراً. أما الآن فيمكننا التطرّق إلى هذه المسائل من دون عقد ومن دون أن نشعر وكأنّها نهاية العالم. لقد قطعنا شوطاً كبيراً في عشرين عاماً!
يطرح دستورنا مفهوم الدولة الوحدوية باعتباره آفاقاً لا يمكن تجاوزها. إذا رسمنا صورة عن تركيا اليوم، فإن النظام الحالي يستند – ويجب أن يستند – إلى هذا المفهوم. لكن ماذا سيحصل لاحقاً؟ كم من الوقت يجب أن ننتظر لنشهد إعادة نظر في هذا كلّه؟
ترجمة نسرين ناضر
(كاتب عمود خاص في صحيفة “حرييت”)