صفحات العالمما يحدث في لبنان

ألعاب استخبارية كبرى في لبنان والمنطقة

سعد محيو
دخول إيران القوي أخيراً على خط أزمة المحكمة الدولية في لبنان، يؤذن بولوج هذه الأزمة مرحلة جديدة ودقيقة .
الدخول جاء على لسان علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني الذي انتقد للمرة الأولى التطورات الأخيرة في ملف المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، مُعتبراً أنها (التطوارت) “تهدف إلى الضغط على إيران وحزب الله في لبنان لمساعدة الكيان الصهيوني على طرح برنامج جديد للسلام” .
بالطبع، لم يكن لاريجاني ليربط بين أعمال محكمة تُحقق في عملية اغتيال فردية، ومشاريع إقليمية جديدة، لو لم تكن لديه معلومات عن قرب طرح هذه المشاريع، ليس على المسار الفلسطيني  “الإسرائيلي” فقط، بل أولاً وأساساً على المسار السوري  “الإسرائيلي” .
لكن أين موقع المحكمة من هذه المشاريع؟
مصادر مقرّبة من حزب الله باتت ترسم السيناريو الآتي الذي يستهدف في نهاية المطاف توريط إيران وتشويه سمعة حزب الله كقوة مقاومة، وتسهيل ولادة التسوية الجديدة، من خلال الترويج لمعلومات مفادها ان عناصر من حزب الله هي التي نفّذت عملية الاغتيال، وهي تشمل ليس  فعاليات تنفيذية فقط، بل بعض الكوادر الحزبية العليا أيضاً مروراً بتحميل عماد مغنية الذي تم اغتياله في دمشق في وقت سابق، المسؤولية، وصولا الى اتهام ايران بالوقوف وراء العملية برمتها .
وتقول هذه المصادر إن مثل هذه الاتهامات التي يتم الترويج الى انها ستصدر عن المحكمة الدولية، هدفها الرئيس إحداث ضجة كبرى في لبنان والمنطقة العربية، الأمر الذي سيشكّل (كما قال لاريجاني عن حق)، ضغطاً هائلاً على كل من إيران وحزب الله، ويضعهما في مواقع الدفاع بعد أن كانا منذ حرب 2006 في الخطوط الأمامية للهجوم، هذا علاوة على أن هذا الضجيج سيخدم كستار دخان لمحاولة إبرام صفقة تسوية جديدة في الشرق الأوسط .
والمفارقة هنا أن أطراف 14 مارس/ آذار لا تنفي هذا السيناريو بل تروّج له هي أيضاً، على رغم أنها تكتفي في هذه الفترة بتحييد إيران عنه وتركّز عوض ذلك على “بعض العناصر غير المنضبطة” في حزب الله والتابعة لمغنية .
ماذا تعني كل هذه التطورات المتلاهثة؟
إنها تعني أن المنطقة مُقبلة على ألعاب استخبارية كبرى، لا يشكّل فيها الاجتياح المخابراتي “الإسرائيلي” للبنان سوى رأس جبل الجليد المختفي تحت سطح البحر، كما أنها تعني أن الشرق الأوسط ربما يتجه نحو عملية خلط أوراق واسعة النطاق، قد تسفر في خاتمة المطاف إما عن فتن كبرى، وإما عن حروب جديدة يكون ل”إسرائيل” كما لإيران الدور الأول فيها .
والدخول الإيراني على خط المحكمة الدولية للمرة الأولى، دليل فاقع على أن خلط الأوراق هذا، ربما بدأ بالفعل .
الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى