صفحات سورية

قراءة في وضع أحزاب المعارضة السورية

null

حسين عيسو

أحاول اليوم دراسة وضع المعارضة السورية وأحزابها وما وصلت اليه من ضعف وما بها من أمراض بعيدا عن نظرية المؤامرة وتوزيع التهم كما يفعل البعض حين يعيد كل أسباب مرض المعارضة الى السلطات الاستبدادية التي تحكمت في سوريا منذ ما يناهز النصف قرن كي يريح ضميره ويرتاح مادامت الأسباب غير ممكن تفاديها حتى تفرجها السماء , لكن التساؤل هنا ألا توجد مشكلة في هذه الأحزاب وفي فكرها الذي لم تستطع تغييره ولم تفكر يوما بمراجعته لمعرفة الأخطاء وتفاديها مع أن أغلبها تكرر لفظة “النقد الذاتي” باستمرار دون أن يكون لديها الجرأة لمناقشة ما اعتبرته يوما بمستوى المقدس الذي لا يجوز الاقتراب منه مع أنه من صنعهم لاكتشاف ما فيه من أخطاء ظهرت نتيجة التطبيق العملي والتراكم المعرفي مثلا نرى أن المعارضة من المثقفين القوميين العرب يعيدون كل أسباب فشلهم في النهضة والوحدة العربية الى الاستعمار والصهيونية العالمية وأحيانا يضيفون اليها السلطات الاستبدادية التي هي من صنع أيديهم ثم انقلبت عليهم وهكذا يبرؤون أنفسهم مما تسببوا فيه من نكبات ومآسي للشعب السوري منذ نصف قرن , أعتقد أنه قد أصبح من واجبنا جميعا دراسة هذه المشكلة في مراجعة نقدية موضوعية لدراسة أسباب الأزمة التي تعيشها هذه المعارضة ولماذا وصلت الى ما وصلت اليه من الهزال والإفلاس وبعيدا عن إلقاء اللوم على الآخر ولنبدأ بالأحزاب الكردية ثم العربية المعارضة لمعرفة أسباب مرضها التي أعتقد أن لا شفاء منه وكيفية البحث عن البديل وما هو .

1- الأحزاب الكردية:

وصلت الحال بالأحزاب الكردية السورية في الآونة الأخيرة الى درجة توجيه الاهانة الى ما تم التعارف عليه عالميا بمصطلح “تحالف”المعروف معنى كحلف لليمين على الإخلاص في أداء عمل معين سواء بين مجموعات من الأحزاب أو الدول فقد تعرض هذا المصطلح للاهانة بسبب تصرفات هذه الأحزاب وكأن مجموعة منها قد تحالفت على أن تؤذي أحداها الأخرى متى سنحت لها الفرصة أو كما كان التندر فيما مضى من الأيام “أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا” قد يسأل أحدهم لماذا أورد دوما الأمثال العربية وأجيب على ذلك بأن السبب هو أننا والأخوة العرب كنا شركاء عبر التاريخ حتى في المعاناة والى اليوم وللحقيقة فهم مشهورون بالأمثال التي لو استفدنا جميعا منها لما كانت حالنا كما هي اليوم لأنها دروس وعبر ولكنها تردد للتسلية وليس للاستفادة والسبب الثالث هو ما قاله ابن خلدون في مقدمته المعروفة وهي “أن المغلوب يقلد الغالب في جميع أحواله ” و”نحن المغلوب هنا” وبما أن التقليد يكون عادة اعوج ولا يطابق الأصل ولأننا كما يبدو نقلدهم حتى في خيباتهم لذا فان العلة التي تعانيها الأحزاب الكردية السورية أعقد من إيجاد دواء لها.

ولنعد الى بداية النهاية فقبل أيام حصلت مشكلة حين انتقد أحد أطراف التحالف الكردي الفساد المستشري في كردستان العراق داخل غرفة الاجتماع ولأن وجود فساد يعني أن هناك مفسدين والمفسدون هم القادة الذين وكما قيل ذكروا بالاسم , لكن المشكلة أنه وبعد أيام تبين ان كل ما قيل انتقل الى تلك القيادة وهنا كانت الطامة الكبرى نعم لقد انتقد أحدهم أخطاء تلك القيادة ولو كنا كما في الغرب نحترم النقد ونعتبره أداة للإصلاح وكشف العيوب لكي يمكن تلافيها لما حصلت المشكلة ولو أن من انتقد هؤلاء كان جريئا ويقصد إصلاح أمورهم وفضح مفسديهم لما وجه نقده داخل غرفة مغلقة ومع آخرين مفروض انهم في حلف معه !.

أما ناقلو الإخبارية واسميها إخبارية لأن هذا هو الأسلوب الذي اتبعه من نقلوها فلو أن هؤلاء اعتبروا أن ما قيل مجرد تدليس على أناس معصومين عن هكذا أفعال لكان الأولى بهم أن يناقشوا القائل أو يستنكروا منه هذا الاتهام أو حتى فك التحالف معه ولكن الذي حصل هو انهم استخدموا أسلوب الإخبارية التي لا تليق بقيادات تحترم نفسها وما قد تمثله من كوادر اذا كانت هناك كوادر وانما هي فعل المخبرين وتذكرنا أيضا بأيام زمان في قرانا حيث يوجد دوما أزلام مقربون من الآغا أو المختار وفي المقابل هناك آخرون تقتلهم الغيرة من هؤلاء فيدسون عليهم لعل وعسى ان ينالوا الرضا والحلول محلهم وهذا دليل على أن قيادات الأحزاب الكردية مازالت امتدادا لأغوات ومشايخ القرن التاسع عشر , التسميات فقط تغيرت أما التصرفات فبقيت كما هي وأن علاقة ما يسمى بقيادات الحركة الكردية السورية بقادة كردستان العراق ليست تعاطفا وندّية بل هي تبعية لا تليق بأحزاب ذات فكر خاص بها كما هو المفروض , “مع ان هناك نصيحة للسبد مسعود البارزاني موجهة للحركة الكردية السورية يقول فيها بأن قضيتكم في دمشق وليست في أربيل وهذا دليل على حكمة الرجل وقوته” لكن ذلك لم يدفع هذه القيادات الى فك تبعيتها والتعامل معهم بندية لأنها تعاني اليوم من افلاس شديد على الصعيد الجماهيري بعد كل النكبات والمآسي التي تسببت بها للكرد السوريين نتيجة الأخطاء والأساليب الانتهازية التي مارستها بحق هذا الشعب المغلوب على أمره !. ويستطيع أي انسان أن يعرف مستوى تقييم الشارع الكردي السوري لهذه الأحزاب من التسميات التي تطلق عليها عبر مقالات الانترنت على سبيل المثال لا الحصر: الكردايتي أصبحت دكانة للمرتزقة – الأحزاب الكردية تناسل مخز – أحزاب تورز يعني أحزاب الرحلات وفرق الدبكة حيث كل حزب له فرقة دبكة يجلبونها للرقص أيا كان نوع المناسبة ومع محبتنا واحترامنا وتقديرنا للفولكلور الذي هو جزء هام من ثقافة شعبنا الا أن الاستخدام بهذا الشكل المبتذل لا يعني سوى أن هذه الأحزاب لم يعد لديها شيء سوى الرقص على جراح شعب عانى ومازال بسبب انتهازية قيادات كرتونية.

ولمعرفة أسباب وصول الحال بالحركة الكردية السورية الى هذا الدرك !. لنبدأ من البداية فقد تأسس أول حزب كردي سوري عام 1957 والخطأ عند تأسيس الحزب هو أن بعض من شاركوا في التأسيس كانوا ثوارا في كردستان تركيا وانتقلوا الى منطقة الاحتلال الفرنسي ” سوريا”بعد فشل الثورة هناك ومع أنهم كانوا شرفاء ومناضلين قاتلوا في سبيل حرية شعبهم الا أننا يجب أن نعترف بأنهم لم يكونوا مثقفين وسياسيين ولم ينتبهوا الى المتغيرات الدولية التي حصلت بعد “سايكس بيكو” وأن ما كان يسمى حتى عهد قريب “سهل ماردين” قد أصبحت واحدة من المحافظات السورية وأن هذه الحدود وضعت لتبقى وأن المنطقة التي ضمت الى سوريا تختلف عن المناطق التي بقيت تحت السيطرة التركية فهي جزء من منطقة سميت قديما “ميزوبوتاميا” ولم تكن يوما أرضا خالصة للكرد أو لغيرهم بل عاش فيها الآشوريون والكرد والعرب وغيرهم منذ مئات السنين وأنها تخص هذه الشعوب مجتمعين وليست خالصة لأي منها والخطأ كان في تسمية الحزب بداية “الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري” ولم ينتبهوا الى أنهم بعملهم هذا قد خدموا الطرف الشوفيني القومي العربي ليستخدم ذلك في الدعاية بأن الكرد يريدون اقتطاع جزء من سوريا وأنهم لاجئون قدموا حديثا الى سوريا بعد فشل ثورة 1925 الكردية في تركيا ومع أن الملتجئين كانوا فقط من القيادات المعروفة وعددهم قليل جدا وأنهم حتى ذلك الحين لم يعترفوا بهذه الحدود التي وضعتها اتفاقية سايكس بيكو الا أنها أصبحت حسب زعم الشوفينيين بمئات الآلاف وكانت نتيجتها كل الكوارث التي أنزلها الشوفينيون بالشعب الكردي السوري وما زالت وحين انتبه د.نورالدين ظاظا الى الخطأ حاول اصلاحه فقام بتصحيح الاسم الى “الكردي” بدل “الكردستاني” الا أن الشوفينيين في السلطة وخارجها استمروا في استخدامها لسببين أولا بسبب نظرية الاستعلاء العنصري واقصاء الآخر التي جلبها معه ساطع الحصري عضو “الاتحاد والترقي” الطوراني التركي والقادم أيضا من تركيا بعد “خسارة الحرب العالمية الأولى وهروب الاتحاديين الى خارج تركيا” والذي أصبح فيما بعد المنظر الأيديولوجي للقومية العربية , وثانيا للتغطية على الفشل المستمر ان كان في تحقيق الوحدة أو في مواجهة اسرائيل فكان لابد لهم من ايجاد عدو جديد يستطيعون التغلب عليه وسحب هويته السورية فلم يكن أمامهم سوى الكرد السوريين شركائهم في التاريخ والمعاناة فكانت قوانين الاحصاء الاستثنائي والحزام العربي وحتى تغيير أسماء القرى الكردية وتزوير التاريخ ليناسب طروحاتهم .مقابل ذلك وبسبب الاضطهاد غير المسبوق للشعب الكردي السوري قويت شوكة الوصوليين والانتهازين بين الكرد فكان أن حورب المرحوم ظاظا من قبل السلطة والوصوليين من القيادات الكردية معا ثم انقسم الحزب مع الزمن الى أحزاب لم نعد نعرف عددها اليوم بسبب التناسل المستمر نتيجة المعارك الشخصية بين قياداتها والتي أصبحت في بعضها أكثر من القواعد الحزبية أو لاقواعد لها ولم يستبعد الكثيرون وجود يد للسلطات في هذا التناسل الغريب وأمام عجز هذه القيادات عن فعل شيء من أجل خدمة هذا الشعب أو رفع الضيم عنه بدأت المزايدات بينها وفي الوقت الذي يحاول فيه الشعب الغريق التعلق بقشة كان هم هؤلاء الانتهازيين هو التلويح بهذه القشة الوهمية والشعب يغرق أكثر والانتهازي لا يهمه سوى مصلحته الخاصة ومدى استفادته منها وفي الطرف الآخر أي العربي هناك فريقان والصوت الأعلى للشوفينيين ومزوري التاريخ وهكذا بقي الشعب الكردي السوري المغلوب على أمره يدفع ثمن تلاعب قيادات انتهازية بمصيره واليوم أرى أن السكوت على ما يجري لن يكون الا في مصلحة الشوفينيين والانتهازيين من الطرفين العربي والكردي ومع أننا نعرف حجم هذه الأحزاب مجتمعة داخل الشارع الكردي السوري وأنها في أفضل الأحوال لا تزيد عن نسبة واحد في الألف من الكرد الا أنهم في الصورة وتستغل تصرفاتهم من قبل الطرف الشوفيني في السلطة وخارجها أما الأغلبية الصامتة فهي التي تعاني وأذكر كلمة قالها صديق ردا على أحد الأخوة العرب عن المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري كله بسبب السلطة الاستبدادية قائلا أما الكرد فمعاناتهم مزدوجة: – السلطة الاستبدادية – والأحزاب الكردية !. لذا أرى ان الواجب علينا جميعا وخاصة ككرد هو عدم السكوت بعد اليوم وفضح تصرفات هذه المجموعة المريضة وتلاعبهم بمصيرنا حتى لا نعتبر شركاء لهم في الأذى الذي تسببوا فيه ومازالوا لهذا البشعب الذي عانى ما لم يعانيه شعب آخر .

2- الأحزاب العربية

يقول الكاتب والباحث السوري جورج طرابيشي في كتابه “هرطقات “: قبل أن تنتهي الديمقراطية إلى صندوق الاقتراع فإنها لابد أن تبدأ بصندوق الرأس وان لم يتضامن صندوق الرأس مع صندوق الاقتراع فان هذا لن يكون الا معبرا الى طغيان جديد“.

هرطقات طرابيشي هذه تقول أن الديمقراطية ثقافة وفكر قبل أن تكون صناديق اقتراع والتساؤل هو هل أن معارضتنا وأحزابها تؤمن بالديمقراطية وهل هي أحزاب ديمقراطية في هيكليتها مع أن أغلبها تحمل صفة “ديمقراطية” ضمن ألقابها وهل حاولت نشر الفكر الديمقراطي وثقافة التواصل وتقبل الآخر بين مكونات المجتمع السوري حتى يؤمن الشعب بهذا الفكر كي يصبح مستعدا للتغيير الديمقراطي هل السبب في ضعف المعارضة هو السلطة الاستبدادية ام ان السبب الرئيسي هو في هزالها الثقافي وأنها اكتفت بما كان لديها من فكر منقول عن فترة ستينات القرن الماضي عن التفكير؟ هل تغيرت ثقافة أغلب أحزاب المعارضة هل إننا نواكب المتغيرات في العالم من حولنا أم انها مازالت تلف حول ذلك الموروث وتخشى الاقتراب منه أو محاولة نقده وتطويره وان مرض الجمود والخوف من التحديث الذي أصاب السلطة انتقلت الى المعارضة وأنها مازالت تجتر ما كانت تردده في الستينات وان النصوص التي كتبت يوما مقدسة ولا يجب الاقتراب منها ولذا لابد من النقل والاعتماد على ما كان ولا حاجة لاستخدام العقل…!.

قرأت منذ فترة مشروعي إعلان مبادئ لحزبين “ديمقراطيين” سوريين أحدهما حزب وطني “الديمقراطيون الاجتماعيون” والآخر قومي “الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي” لم أجد فروقا تذكر بين ما يطرحانه فالدولة المدنية الحديثة التي ينشدانها هي الدولة القومية أي الجمع بين مفهومين متناقضين !. إضافة إلى ذلك جملة وردت في مشروع الحزب القومي في البند التاسع يقول:”…. لابد من العمل على معادلة منظومة الحقوق والواجبات بما تتضمنه من أبعاد اجتماعية وثقافية واقتصادية لكافة فئات المجتمع من “أغلبية وأقوامية”……”!. ما نعرفه هو أن الأغلبية تقابلها الأقلية وان الشعب في الدولة المدنية الحديثة واحد ولا ينفي ان المجتمع متعدد الثقافات والأديان مهما كان تعداد قومية الأكثرية وكنت اعتقد أن ورود مثل هذه الجملة خطأ مطبعي وأن تصحيحا ما سيلحقها لأن مكان الجملة بهذا الشكل لا تعني سوى معنى القومية السيدة والقوميات المسودة أو التابعة , أما كلمة التجنيس التي تأتي ضمن نفس البند فتدل على أن أحزاب المعارضة السورية إما أنها لا تؤمن بالمساواة التي هي أساس الفكر الديمقراطي أي عكس ما تدعيه وتتناسى هذه المأساة التي حلت بشريحة كبيرة من الشعب السوري أو أنهم لم يكونوا في سوريا حين تم سحب وإلغاء جنسيات آلاف الكرد السوريين في ستينات القرن الماضي لا لسبب سوى أن هؤلاء “أكراد” أي لأسباب شوفينية عنصرية فقط متناسين التاريخ الذي لم يثبت يوما سوى أن الكرد كانوا إخوة للعرب في السراء والضراء وأنهم كانوا في مقدمة المدافعين عن هذه الأخوة وأنهم لم يغادروا هذه الأرض يوما الى أي مكان آخر !.

حول تجريد الكرد من جنسيتهم السورية يقول عالم الاجتماع السوري المعروف د.برهان غليون:”لا شك أن ما شجع على ذلك هو انسداد أفق التحولات التي ارتبطت بحركة القومية العربية نفسها.وإخفاق عملية التوحيد والعجز عن مواجهة إسرائيل .فقد بدا أن إخضاع الأكراد وتجريدهم ما أمكن من هويتهم هو أحد الانجازات التي يمكن للسلطات الفاشلة أن تبيعها لرأيها العام باسم القومية أو كبضاعة قومية لكن ذلك لا يعني أن لا مسئولية على المثقفين والمفكرين والقادة السياسيين في ذلك……….”. ما يؤكد كلام د.غليون هو أنه الى الآن لم يكلف أحد نفسه سواء من الأحزاب أو المثقفين السوريين للبحث في هذه المأساة وتداعياتها وإجراء مسح على الطبيعة لأعداد هؤلاء وأوضاعهم ومعرفة مدى الأضرار التي لحقت بهذه الشريحة من المجتمع السوري منذ أكثر من أربعة عقود.

ان مهمة المثقف اليوم هو اجراء مراجعة نقدية لموروث القرن العشرين حتى نخرج من المأزق الذي وصلنا اليه جميعا أرى ان واجب المثقف العربي السوري هو اعادة دراسة نقدية لفكر وتاريخ منظري القومية العربية ولا أقصد هنا رواد النهضة العربية الأوائل أمثال عبد الرحمن الكواكبي ونجيب عازوري وغيرهم ممن كانت أفكارهم مختلفة كليا عن أفكار ساطع الحصري مثلا والذي يعتبر من أشد هؤلاء تطرفا مع أن تاريخه يقول أنه كان منتميا الى منظمة الاتحاد والترقي التركية الطورانية العنصرية التي ألحقت الأذى بكل القوميات التي كانت تحت النير التركي ومنهم العرب يوم ذاك ولكنه بعد فشل الاتحاد والترقي بعد خسارتهم الحرب العالمية الأولى وهروبهم من تركيا انتقل الى جانب الملك فيصل في سوريا ثم هروبه معه من سوريا بعد انذار غورو وترك السوريين لمصيرهم كي يدافعوا عن بلدهم وحدهم ولم يساعدوهم حتى بجندي واحد ,ثم لينتقلوا الى العراق تحت حراب الانكليز لينشروا الفكر العنصري والطائفي هناك ضد الشيعة والكرد ليصلوا بالعراق الى ما هو فيه اليوم من مآسي !. لذا أرى أن مهمة المثقفين السوريين اليوم هي اجراء مراجعة نقدية لتاريخنا الحديث على الأقل ومفكريه بعيدا عن التقديس والمعصومية وبموضوعية وجرأة للبحث عن الأسباب التي وصلت بنا الى ما نحن فيه اليوم وهل أن البديل هو في الدولة المدنية الحديثة وأحزاب وطنية ديمقراطية ليس في الاسم وإنما في الهيكلية والتفكير؟.

كاتب سوري كردي مستقل

الحوار المتمدن


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى