قصائـد للشـاعرة السـلوفاكية ماريـا ريدزونوفـا فيرنشـووافا
اليــد التــي ترســم تنتمــي دومــاً إلــى يــد أخــرى
ولدت ماريا ريدزونوفا فيرنشووافا العام 1975 في مدينة براتيسلافا. تخرجت من معهد السينما قسم كتابة السيناريو، قبل أن تذهب إلى باريس لدراسة الألسنيات. ترجمت إلى السلوفاكية العديد من الكتّاب الفرنسيين، وأصدرت عددا من المجموعات الشعرية.
سأتفوه بك
سأتفوه بك. لكن كما لو أن اليد التي ترسم
انتمت دوما إلى يد أخرى،
والجسد الممدّد على الأرض:
يذوي، يرتخي.
سأتفوه بكلمة:
تمثال!
وأتفوه:
بأن أراك أبيض دائما، من تلّة، من جسر.
لا أعرف متى أكتب ولا أعرف أين –
الفضاء أمر اعتباطي، اخترعته إحداثيات الأصابع
على مفاتيح البيانو؛
إنه متعدد الأبعاد، غير متناسق من جرّاء الحركة،
أعيد تركيبه.
هنا، حيث لا يوجد القوس الذي نسجه القلم –
حيث لا يوجد محتوى – حيث ما من
ظواهر مرتبطة بالنَفَس،
وتشكّ بأن اللغة ممكنة.
الآن، أنت مكمن الفكر
حتى جلدك، هنا، هو الداخل
غالبا ما بدأت الخطوط
بمغادرة إطارها
غالبا ما بدأت الخطوط بمغادرة إطارها؛
يقال إن الاستدلال الحالي لم يعد يكفي. تسرع
الألوان فوق أي سطح.
تجرؤ على التدخل
في الكلمات. تهاجر الأطر حينذاك
إلى مجالات أخرى.
الشيء الوحيد الذي ما زال يحتفظ بشرعيته
لا ينبثق – كما يبدو –
لا من اللغة، ولا من الحواس.
اتجاهات: دعامة: طريق واضح.
آلية ثقيلة
تتقدم بهدوء في أرض
موحلة.
في صالون الشاي الأدبي
في صالون الشاي الأدبي،
يتراكم البرد فوق الأرض بالضبط: الثقل
فوق الفناجين، إلى جانب أصوات الذباب
أصوات معلمي المدارس الذين تقاعدوا:
من المستحيل
تحريك الأكتاف.
أقرأ بالضبط مثلما ينبغي: أقرأ.
سبق وتعلمت بأن في المدن الأكبر
من المدن المتوسطة،
تتسرب اللغة إلى أوضاع الجسد،
لتتورط بذلك في الاستقلال الذاتي.
الصيف لا يرحل أبدا
الصيف لا يرحل، يبقى مثل التهاب على الطرقات النتنة
أحجار ساخنة، لا أثر لخطوات (ومع ذلك فالهواء نديّ)
لا تندمل الجراح؛ وكل يوم بعد الظهر
نجد الحركة ذاتها – اليد
تمحو غبار العيون وزيت الطرقات الحارق. هو شهر أوكتوبر.
ما من عودة حقا: الاستمرار في التصنع الكاذب
لا تتذكر المدينة شيئا،
وأنت أيضا لا تتذكر؛ أقدام جامدة، أياد
مشققة، لِمَ إذاً لا تعترف –
مضيق، ممر، وخلف زاوية يظهر
شارع، عوضا عن ذكرى ما.
شارع آخر. الشاعر عينه.
على رصيف المحطة، ثمة مجنون، مهمل بشكل كامل
(لا يخيف أحدا)؛ في محطة ريومور – سيباستوبول
في الأعلى، ينام رجل، في جاربيه
ثمة ضمادة تخرج من جارب واحد، قلّة
هم الذين يجرؤن على سد أنوفهم.
وراء نافذة بدون مصراعين، يسكر
أحدهم لوحده
خلف نافذة بمصراعين، أتبرج من جديد
لا أدع الهواء يمرّ، وبصمت أتضرع للهاتف
لغاية أن أغفو.
بين الطبقات
بين الطبقات، بين مواد الطمّي: ثمة إصبع
أتذكر.
تحت تخوم الشراشف السوداء،
خلف قباب الماء المحدّبة ذات السطح المتين –
يقاوم الشكل الذي أفرضه على الكلمات
ومع ذلك، لا يتعب، بل يستهلك ملحقه
تطلي الشكل القاسي، القرن الذي يتخطى.
شكل لاعضوي
أخشى أن أضعه في مكان آخر.
في أن يوضع في خلفية اللوحة.
لا ينذر الرمل نفسه، بل يتحرك:
أهبه الشكل
لا يرفضه، بل يمتصه ويجعله خطا واحدا.
التناقض بين إرادة التشكل المهووسة ورفض القسر
ليست سوى بداهة:
أستثمر نفسي
عن طريق الصدفة
لدرجة أن الحشرات تعيد الأجساد إلى الأرض.
ترجمة/ اسكندر حبش
السفير الثقافي