كـُنْ إكليلَ رضى
نصر جميل شعث
كـُنْ إكليلَ رضى لحظةَ تأويلِ الذاتْ
ألنّاسُ كلامٌ طَهِّرْهُ بِصمتكَ،
إغفرْ للسَّهْوِ، وَزِدْ أوْرِدَةَ الطيرِ حنينًا لهُناكَ…
وَكُـنْ حاضِرَكَ النبويَّ خلالَ الضِّدِّ…
سِياقـُكَ أنتَ… فـَ حلـِّقْ.
تحتَ قميصِكَ نَهرٌ سِرّيٌّ مَشّاءٌ جارٍ رَقـْراق.
ورهيفٌ قلبُكَ.
إمشِ لوجْهةِ مَنْ فيكَ سيكفيكَ،
وكرِّرْ إلحاحَ الحكمةِ فيكَ
بإملاءِ القلبِ فرارًا مِنْ ذاتِ الأعناق.
كـُنْ ما بَعْدَكَ، تغدو ما أبْعَدَكَ الآنَ،
وماءً مغسولاً بالملحِ العَذبِ…
هناك… هُنا جَرَسٌ لسؤالِكَ؛
قلبُكَ مكمَنُ أجراسْ!!
كـُنْ أنتَ حِجابَكَ دُونَ حِصار الأشياء،
حصارُ الناسِ الناسُ،
وأنتَ بَراحُكَ رُؤْيتـُكَ
اكـْتبْ رَقـْرَقةَ الإحساسْ.
الجيشُ دُمُوعُ أنايْ.
خُذ، مَثلاً، دفترَ ساقي مكتوبًا بالطلقةِ مُنذَ صِبايْ!
أجسادُ الناسِ لدى الناسِ دفاترُ،
والناسُ خرابٌ حُرٌّ،
وحصارُكَ خَضُّ اسْمِكَ في بَلَدٍ تـَنداسْ.
الناسُ سِياقٌ…
هاتِ الأسماءَ وطرِّزْهَا بالرُّوحِ
على أقمِشةِ الهَفـْوَةِ.
كـُنْ بعضَكَ حين تُعزِّيكَ الصُّحبةُ بالقـُبلةِ؛
كـُنْ درْسَ الهدأةِ…
فالمشكاة ُ تُحاضِرُ فيكَ نبيّـًا في الظلْمَةِ يَشَتاقُ النورْ.
إغـراقٌ
إغـراقٌ
إغـراقْ
كـُن مِثلَ قِماشِ البَرْقِ يُعرِّي الليلَ من الداخل،
ويُضَمِّدُ بالكشْفِ الأعماقْ.
كـُنْ وقتَكَ سوفَ تُحسّ الهجرة َ تطهيرًا،
كـُنْ إكليلَ رضى لحظةَ تأويلِ الذاتْ.
الذّاتُ سؤالُ اللذاتْ!
‘ شاعر من فلسطين
القدس العربي