«إخوان سورية» لعاكف: هل تريدون عودتنا إلى السجون؟
أزمة جديدة، تعرض لها التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان المسلمين»، من خلال الهجوم الحاد الذي شنه «اخوان سورية» على المرشد العام للجماعة في مصر محمد مهدي عاكف، بسبب تصريحاته التي أدلى بها قبل يومين في لقاء أجرته معه قناة «الحوار» الفضائية، وطالب فيها «إخوان سورية» في الخارج بالعودة إلى بلدهم والانضمام إلى صفوف «الممانعة»، علما أن القانون السوري يجرم الانتماء إلى الجماعة ويعاقب من تثبت إدانته بالإعدام.
مصادر قريبة من «إخوان مصر»، قالت لـ «الراي»، إنه «لوحظ عقب التصريحات، أن عددا كبيرا من إخوان سورية المشتركين في المنتديات وساحات الحوار العامة على الإنترنت، شنوا هجوما على عاكف، معتبرين ما قاله محاولة لفرض الوصاية على الجماعة في سورية، وهو الأمر الذي يرفضونه تماما، حتى ان أحدهم وجه سؤالا للمرشد منتقدا موقفه: يا أخي، عاكف، هل طالب إخوان سورية أيام السباعي والعطار، من إخوان مصر، أن ينضموا إلى صف الممانعة، وحين كانت الوحدة بين مصر وسورية، وحين كان عبد الناصر يقود بعنترياته، كعنتريات النظام السوري القومية العربية».
«الإخوان» السوريون في الخارج، انتقدوا أيضا موقف المراقب العام الجديد لـ «اخوان الأردن» همام سعيد، المحسوب على الصقور، وقالوا إنهم «رغم تربيتهم في دروسه أيام عذابات الغربة في الأردن الشقيق، إلا أنهم فوجئوا به يعزف اللحن والمعزوفة نفسهما». وأضاف أحد المشاركين في المنتديات: «أستغرب من شيخ فلسطيني يدرك ويفهم معادلة العذابات على أيدي جلاديه، أن يطالب الإخوان السوريين بالعودة إلى السجون»
وتساءل اعضاء المنتدى من سورية: «لماذا لا يستخدم هؤلاء – يقصد عاكف وسعيد – إن كانوا جادين في حرصهم على تمتين الصف العربي والإسلامي، نفوذهم لدى النظام السوري ليطالبوه بإلغاء هذا القانون، ويطالبوه بالإفراج عن الأبرياء من رموز إعلان دمشق، الذين لم يمنحوهم ولو جزءاً من وقتهم للتنديد باعتقالهم واحتجازهم؟ ولماذا لا يطالبون النظام بالسماح للإخوان المسلمين السوريين إن كانوا وطنيين كحال من يتعاون معهم النظام في الأردن ومصر وفلسطين للعمل من أجل الممانعة المزعومة»؟
وعلق محللون سياسيون وخبراء في شأن الجماعات الإسلامية في مصر، على الهجوم بقولهم، ان «الأزمة الجديدة التي حدثت تعيد طرح اسئلة كثيرة حول فكرة التنظيم الدولي التي تتغنى بها قيادات الجماعة»، الامر الذي علق علىه أيضا النائب الإخواني الذي اختير اخيرا لعضوية مكتب الإرشاد محمد سعد الكتاتني بقوله، «إن دور التنظيم الدولي اقتصر في الفترة الأخيرة على التنسيق والتشاور في المواقف المهمة في تحركات الفروع في كل دولة ويكون ذلك عبر اللقاءات التي تعقد في الدول الأوروبية وتدعى إليها قيادات الجماعة وكان آخرها المؤتمر الذي عقد في لندن لقيادات الجماعة في الخارج».
الكتاتني دافع أيضا عن موقف المرشد، قائلا «لم يقصد تقديم الإخوان في سورية إلى الإعدام، لكنه هدف إلى إيجاد دور فعال لهم في صفوف المعارضة»، لافتا إلى أن «ليس لأحد الوصاية على فرع آخر في الجماعة، ورأي قيادات الإخوان في مصر استشاري، لأن أهل مكة أدرى بشعابها».
الراي العام