الثقافة الغربية تبدي إخفاقا مؤسفا فـي تخيل الثقافات الأخرى
تيــري ايغلتــون
ترجمة : خالدة حامد
يصعب مقاومة النتيجة التي مؤداها أن كلمة <<ثقافة>> فضفاضة بإفراط وضيقة بإفراط على نحو تغدو فيه غير مفيدة إلى حد كبير ; فمعناها الأنثروبولوجي سيشمل كل شيء بدءا بتصفيفات الشعر وعادات الشرب, وصولا إلى الكيفية التي يمكن بها مخاطبة ابن عم والد الزوج, في حين يتضمن معناها الجمالي كما عند ايغور سترافنسكي(1) Igor Stravinsky, ولا يتضمن الخيال العلمي, لأن الأخير ينتمي للثقافة الجماهيرية mass أو الشعبية popular وتلك فئة تتأرجح, بصورة مبهمة, بين ما هو أنثروبولوجي وما هو جمالي. وعلى العكس من ذلك, قد يجد المرء أن المعنى الجمالي مضب ب أكثر مما ينبغي, والمعنى الأنثروبولوجي عسير أكثر مما ينبغي. أما المعنى الآرنولدي(2) Arnold للثقافة, الذي يعدها كمالا وعذوبة وتنورا , وأنها افضل ما تم التفكير به وقيل, وانها النظر إلى الشيء كما هو في الواقع, وما إلى ذلك, فهو غير دقيق على نحو يبعث على الإرباك.
وهكذا فنحن م سل مون هنا بأننا واقعون الآن في ش ر ك بين تصورين للثقافة, أحدهما واسع إلى حد يبعث على العجز والآخر صارم بصورة مربكة, وتتمثل حاجتنا الم لح ة بتخطي الاثنين. وتلاحظ مارجريت ارشر Margaret Archer ان مفهوم الثقافة أبدى <<اضعف تطور تحليلي لأي مفهوم أساسي في السوسيولوجيا, كما انه مارس أكثر الأدوار تذبذبا في النظرية السوسيولوجية>>(3). ولعل توكيد إداورد سابير Edward Sapir ان <<الثقافة ت عر ف بحسب أشكال السلوك, وأن مضمونها يتألف من هذه الأشكال التي تو جد بأعداد لا حصر لها>>(4) هي الحالة الملائمة هنا. وهكذا قد يبدو من الصعب اللحاق بتعريف فارغ ذي بريق أكثر.
فما مقدار ما تتضمنه الثقافة بوصفها طريقة حياة, وفي أية حالة كانت ? أيمكن ان تكون طريقة حياة ما واسعة ومتنوعة إلى حد لا يسمح بالحديث عنها بوصفها ثقافة, أم هل تكون صغيرة إلى الحد نفسه? يرى ريموند وليامز Raymond Williams ان مدى الثقافة <<متناسب مع مساحة اللغة, لا مساحة الطبقة(5) class, على الرغم من إمكانية الطعن في هذه المسألة ولا ريب لان اللغة الإنجليزية تمتد فوق مساحة شاسعة من الثقافات, كما ان ثقافة ما بعد الحداثة تغطي نطاقا متنوعا من اللغات. فالثقافة الأسترالية, مثلما يذكر اندرو ميلنر Milner Andrew, تتألف من <<طرق أسترالية متميزة في إنجاز الأمور: الشاطئ beach, وحفلات الشواء, وعادات الزواج, والماكزمو(6) hismomac و[مسلسسل] جاك الجائع Hungry Jack, ونظام التحكيم وقوانين كرة القدم الأسترالية>>(7) لكن لا يمكن ان نأخذ كلمة <<متميزة>> بوصفها تعني خاصة ب-<<peculia>> لأن الماكزمو لا تقتصر على استراليا فقط, وكذا الحال مع الشواطئ, وحفلات الشواء. وهكذا فان القائمة التي يقدمها ميلنر تخلط بين فقرات خاصة باستراليا, وأخرى غير خاصة بها تتوافر فيها بأعداد كبيرة. ف-<<الثقافة البريطانية>> تتضمن قلعة وورويك(8) Warwick, لا مصنع أنابيب الصرف الصحي, و[تتضمن] غداء الفلاحين, لا أجورهم. وعلى الرغم من الهيمنة الواسعة التي شهدها المعنى الأنثروبولوجي, كما يبدو, ثمة شعور مفاده أن بعض الأمور دنيوية بإفراط إلى الحد الذي لا يمكن أن نعد ها فيه ثقافة, في حين ي ستشعر أن البعض الآخر غير متميز بإفراط. وما دام البريطانيون ي صن عون أنابيب الصرف الصحي بالطريقة نفسها التي ي صن عها بها اليابانيون, ولا يرتدون زيا وطنيا خاصا, ولا يترنمون أثناء العمل بأغان تراثية تبعث النشاط, لذا فان تصنيع أنابيب الصرف الصحي يخرج من فئة الثقافة بوصفه واقعيا بإفراط, وغير محدد بإفراط. ومع ذلك, فقد تنطوي ثقافة النوير(9) Nuer أو الطوارق Tuareg على اقتصاد القبيلة أيضا. وإذا كانت الثقافة تعني كل ما يشيده الإنسان, عدا ما تمنحه الطبيعة, فعندئذ لابد ان يتضمن ذلك, من الناحية المنطقية, الصناعة إلى جانب الإعلام, وطرق تصنيع الدمى المطاطية إلى جانب أساليب ممارسة الحب أو التسلية.
ربما تعجز ممارسات معينة مثل تصنيع أنابيب الصرف الصحي عن ان تكون ثقافية لأنها ليست ممارسات تدليلية signifying , وهذا تعريف سيميائي للثقافة شاع, لبرهة من الزمن, في السبعينيات. فكليفورد غيرتز(10) >>Cliford Geer, على سبيل المثال, يرى الثقافة شبكات تدليل webs of signification يتم فيها تعليق الإنسانية(11). ويكتب وليامز عن الثقافة انها <<النظام التدليلي الذي من خلاله يتم إيصال نسق اجتماعي, وإعادة إنتاجه وخ بره واكتشافه>>(12). ويكمن خلف هذا التعريف معنى بنيوي لطبيعة التدليل الفاعلة التي تتلاءم مع إصرار وليامز ما بعد الماركسي على أن الثقافة أساسية للعمليات الاجتماعية الأخرى, لا محض عاكسة أو ممثلة لها. إن لمثل هذه الصياغة مزية كونها محددة بما يكفي لتعني شيئا : أي <<التدليل>>, إلا أنها واسعة بما يكفي لتكون غير نخبوية; فمن الممكن ان تتقبل إعلانات عن فولتير والفودكا لكن إذا كانت صناعة السيارات تقع خارج نطاق هذا التعريفات, فان الأمر ينطبق على الرياضة أيضا لأنها, مثل أية ممارسة إنسانية, تشتمل على تدليل لكنها قل ما تكون ضمن الفئة الثقافية نفسها التي تضم شعر هوميروس الملحمي و<<الكتابات الآنية>>(13). graffiti ولا شك في ان وليامز حاذق في التمييز بين مختلف درجات التدليل هنا, أو بالأحرى, بين مختلف الن س ب بين التدليل وما يطلق عليه اسم <<الحاجة>> need فالنظم الاجتماعية كلها تتضمن تدليلا, لكن ثمة فرقا بين الأدب, وسك العُملة coinage, على سبيل المثال, لأن العامل التدليلي <<ذاب>> في العامل الوظيفي, أو بين التلفزيون والهاتف. فالإسكان مسألة حاجة, لكنه يصير نظام تدليل حالما تبدأ الفروق الاجتماعية تلوح للعيان بضخامتها داخله. كما ان الساندويتش الذي يتم تناوله على عجالة, يختلف عن وجبة طعام في فندق ريتز Ritez يتم الاستمتاع بها وقت الراحة ; إذ قل ما يتناول شخص ما طعامه في الريتز فقط لأنه جائع. وهكذا, تنطوي النظم الاجتماعية كلها على تدليل, لكن لا تكون كلها نظما تدليلية أو <<ثقافة>>. وهذا فرق مهم يتفادى التعريفات الشمولية للثقافة, [التي تتميز] بأنها إجحاف, وشمولية من دون جدوى. إلا انه إصلاح, ولا ريب, لثنائية <<الجمالية, الأداتية>> التقليدية, كما انه عرضة لذلك النوع من الاعتراض الذي جذبه ذلك, عادة.
من الممكن تلخيص الثقافة بوصفها م ركب القيم والأعراف والاعتقادات والممارسات التي تشكل طريقة حياة جماعة محددة, وأنها <<ذلك الكل المركب>> complex whole وهو التعريف الشهير الذي قدمه الأنثروبولوجي تايلر E.B. Taylor في كتابه الثقافة البدائية Primitive Culture, <<الذي يتضمن المعرفة, والاعتقاد, والفن, والأخلاق, والقانون, والعرف, وأية قابليات وعادات أخرى يكتسبها الإنسان بوصفه فردا في مجتمع>>(14). إلا أن <<أية قابليات أخرى>> هي فضفاضة بتهور: إذ يصبح الثقافي والاجتماعي, عندئذ, متطابقين بفاعلية. فالثقافة هي كل شيء لا يمكن انتقاله جينيا. إنها, مثلما يقول أحد السوسيولوجيين, الاعتقاد بأن البشر <<هم ما يدرسونه>>(15). ويقدم ستيوارت هول Hall Stuart رأيا رائعا بالثنائية, مشابها لما سبق, بوصفها <<الممارسات المعيشة>> lived أو <<الأيديولوجيات العملية التي تمكن مجتمعا أو جماعة أو طبقة أن تخ ب ر experience شروط وجودها وتعر فها وتؤولها وتعقلنها>>(16). وعند رأي آخر, تعد الثقافة معرفة ضمنية بالعالم يستطيع الناس من خلالها التفاوض بشأن طرق العمل الملائمة في سياقات محددة. فعلى غرار الفهم التطبيقي phronesis عند أرسطو تعر ف الثقافة بأنها معرفة الكيفية لا معرفة السبب, أو مجموعة من الأفهام الضمنية أو الإرشادات التطبيقية بوصفها مقابلا لترسيم الواقع نظريا. وبإمكانك رؤية الثقافة بتحديد أكبر نوعا ما, من منظور جون فرو John Frow, بوصفها <<كامل نطاق الممارسات والتمثلات representation التي من خلالها يتم بناء واقع (أو أكثر من واقع) لجماعة اجتماعية ما, والمحافظة عليه>>(17), على نحو قد يقصي صناعة صيد الأسماك, لكنه قد يقصي لعبة الكريكيت أيضا. فالكريكيت يمكن أن تكون جزءا من صورة المجتمع لذاته self- image, ولا ريب, إلا أنها لا تعد بالضبط ممارسة تمثيلية represented بالمعنى الذي يكون عليه الشعر السريالي أو مسيرات دولة أورانج الحرة .Orange
وفي دراسة مبكرة جدا يض من ريموند وليامز <<فكرة معيار الثقافة بين التعريفات الكلاسيكية للثقافة(18). وقدم, لاحقا, في كتابه>> الثقافة والمجتمع>> 1780 – 1950(1970 – Culture and society 1950 ) أربعة معان متميزة للثقافة بوصفها عادة فردية للذهن, حالة التطور الفكري للمجتمع ككل, الفنون, كامل طريقة حياة جماعة من الناس(19). وربما قد يتبادر للذهن ان أول هذه التعريفات ضيق أكثر مما ينبغي, وآخرها واسع أكثر مما ينبغي, إلا أن وليامز لديه دافع سياسي وراء هذا التعريف النهائي, طالما ان قصر الثقافة على الفنون والحياة الفكرية يعني المجازفة بإقصاء الطبقة العاملة من الفئة. ومع ذلك, فإنك حالما تتوسع فيها لتشمل المؤسسات ونقابات العمال والتعاونيات, مثلا , تستطيع عندئذ ان تؤكد, بعدالة, ان الطبقة العاملة تمكنت من إنتاج ثقافة غنية, مركبة, وإن لم تكن فنية بالدرجة الأساس. وضمن هذا التعريف, ربما تكون هناك حاجة لإدخال مراكز الإطفاء ودورات المياه العامة ضمن فكرة الثقافة طالما أنها تع د مؤسسات أيضا. وفي أي من الحالتين تصير الثقافة متساوية في الامتداد مع المجتمع, وبذا تخاطر بفقدان حدها المفهومي القاطع. فعبارة <<مؤسسة ثقافية>> تعد, في أحد معانيها, حشوا ليس إلا, طالما لا توجد مؤسسات غير ثقافية. لكنك قد تجادل, مع ذلك, بقولك ان نقابات العمال مؤسسات ثقافية لأنها تعبر عن معان جمعية, في حين ان دورات المياه العامة لا تقوم بذلك. وي درج وليامز في كتابه <<الثورة الطويلة>> The Long Revolution تنظيم الإنتاج, بنية العائلة, بنية المؤسسات التي تعبر عن العلاقات الاجتماعية أو تتحكم بها, الأشكال المم يزة التي من خلالها يتواصل أفراد المجتمع>> ضمن تعريفهم للثقافة(20). ومما لاشك فيه ان هذا تعريف سخي حقا لأنه لا يقصي أي شيء تقريبا.
وفي موضع آخر من الكتاب نفسه يقترح وليامز تعريفا آخر للثقافة يقول فيه إنها <<بنية الشعور>> وهو مفهوم شبه ط باقي oximoronic مؤداه ان الثقافة محددة [لا لبس فيها] لكنها غير محسوسة في الوقت نفسه. وبنية الشعور هي <<النتيجة المحددة لعيش العناصر كلها في التنظيم العام(لمجتمع ما)… أما نظرية الثقافة فهي دراسة العلاقات بين العناصر في طريقة حياة بكاملها>>(21). ولهذا يمكن القول إن <<بنية الشعور>>, مع طرحها الجريء لما هو موضوعي objective ووجداني affective, هي طريقة للتباحث في ازدواجية الثقافة, بوصفها واقعا ماديا وخبرة معيشة معا. وعلى أية حال, فان التعقيد الذي تنطوي عليه فكرة الثقافة لم تتم البرهنة عليه بعمق أكبر في أي موضع مما في حقيقة أن ريموند وليامز, وهو أبرز منظريها في بريطانيا ما بعد الحرب, يعر فها في أوقات مختلفة بوصفها معيار الكمال, عادة من عادات الذهن, شكلا من أشكال الفنون, تطورا فكريا عاما , طريقة حياة بأكملها, نظام تدليل, بنية شعور, علاقة متبادلة بين العناصر في طريقة حياة ما ; كل شيء بدءا بالإنتاج الاقتصادي والعائلة إلى المؤسسات السياسية. وكخيار آخر بإمكانك محاولة تعريف الثقافة وظيفيا, بدلا من تعريفها جوهريا, بوصفها كل ما يعد فائضا على متطلبات المجتمع المادية. وعلى وفق هذه النظرية, لا يعد الغذاء ثقافيا, بل أن الطماطم المجففة بالشمس تعد ثقافية, كما أن العمل ليس ثقافيا, بل ان ارتداء الجزم المسننة [المثبتة فيها مسامير قصيرة عريضة الرؤوس] أثناء العمل ممارسة ثقافية. وفي معظم المناخات, يعد ارتداء الملابس ضرورة طبيعية, أما نوع ما ترتديه من ملابس فلا يندرج تحت هذه الضرورة. ثمة غاية ما من فكرة ان الثقافة فائض والتي لا تبعد عن التناسب الذي يذكره وليامز بين التدليل والحاجة, إلا ان مشكلة التمييز بين ما هو فائض وما هو ليس كذلك مروعة تماما . فقد يقوم الناس بأعمال شغب دفاعا عن التبغ أو الفلسفة الطاوية باستعداد أكبر مما لو كانت القضايا الملحة ذات طابع أكثر مادية. وحالما يصير الإنتاج الثقافي جزءا من إنتاج الخدمات العام, يصعب عندئذ تحديد الموضع الذي ينتهي عنده عالم الضرورة والموضع الذي تبدأ عنده مشكلة الحرية. ولما كان السائد هو ان الثقافة, بمعناها الأضيق, تستعمل لشرعنة السلطة [جعلها مشروعة] – أي, تستعمل بوصفها أيديولوجية – فان الوضع كان كذلك دائما, إلى حد ما.
وفي الوقت الراهن, افترض الصراع بين معنيي الثقافة الأوسع والأضيق طابعا يبعث على المفارقة بوجه خاص ; فالذي حدث هو أن مفهوم الثقافة, المحلي والمحدد باعتدال, بدأ بالتكاثر عالميا. ومثلما أشار جيوفري هارتمن Geoffrey Harttman في كتابه <<قضية الثقافة المصيرية>> The Fateful Question of Culture لدينا الآن <<ثقافة الكاميرا, ثقافة السلاح, ثقافة الخدمة, ثقافة المتحف, ثقافة الصم, ثقافة كرة القدم…ثقافة التبعية, ثقافة الألم, ثقافة فقدان الذاكرة و… الخ>> فعبارة من قبيل <<ثقافة المقهى>> لا تعني الأشخاص الذين يرتادون المقاهي فحسب, بل بعض الذين يرتادونها كطريقة حياة, طالما انهم لا يفعلون الشيء نفسه في حالة زيارة أطباء أسنانهم, ربما. فالذين ينتمون إلى المكان نفسه, أو المهنة نفسها أو الجيل نفسه لا يشكلون ثقافة بالنتيجة, ولا يكونون كذلك حقا إلا حينما يشاطرون بعضهم الآخر عادات الكلام, التراث الفلكلوري, طرائق التواصل, أطر القيم, صورة جمعية للذات. ولعله من غير المألوف أن ننظر إلى ثلاثة أشخاص بوصفهم يشكلون ثقافة لكن ليس الحال كذلك مع ثلاثمائة أو ثلاثة ملايين شخصا. أما ثقافة المؤسسة فتضمن سياستها بخصوص الإجازات المرضية لا بخصوص أنابيب المياه فيها, وترتيبات إيقاف السيارات [في مواقف السيارات] بترتيب هرمي, لكن ليس حقيقة انها تستعمل أجهزة الكومبيوتر. فالثقافة تغطي تلك الجوانب التي تجسد طريقة متميزة في رؤية العالم, لكنها ليست بالضرورة طريقة متفردة في الرؤية.
وقد يتعلق الأمر بالاتساع والضيق, ونجد أن هذا الاستعمال يجمع أسوأ العالمين. ف-<<ثقافة الشرطة>> مبهمة أكثر مما ينبغي ومحددة أكثر مما ينبغي, بمعنى أنها تغطي, دون تمييز, كل ما يضطلع به ضباط الشرطة سوى الإيحاء بأن مكافحي الحرائق fire-fighters أو راقصي الفلامنكو هم شريحة مختلفة بالمرة. فإذا كانت الثقافة تشكل, في أحد جوانبها, مفهوما نقيا بإفراط, فإنها تعاني الآن من ترهل المصطلح الذي لم يترك سوى القليل القليل, لكنه نما- في الوقت نفسه- هذا المفهوم ليصبح مفرطا في التخصص على نحو يعكس فيه, بإذعان, تشرذم الحياة الحديثة بدلا من السعي وراء إصلاحها, كما هو الحال مع مفهوم الثقافة الكلاسيكي جدا. وقد كتب أحد المعلقين يقول <<مع الوعي الذاتي الذي لم نشهده مطلقا من قبل (والذي حر كه الأدباء, بقوة) أصبح كل شعب يركز الآن على نفسه, ويتخذ موقف المقاتل من الشعوب الأخرى في لغته, وفنه, وأدبه, وفلسفته, وحضارته وثقافته>>(22). وربما يكون ذلك وصفا ملائما لسياسة الهوية المعاصرة, مثلا, على الرغم من أن تاريخها يعود إلى عام 2791, ومبدعها هو المفكر الفرنسي جوليان بيندا(23). Julian Benda
من الخطورة أن ندعي أن فكرة الثقافة تشهد أزمة هذه الأيام, فمنذ متى لم تكن كذلك? فالثقافة والأزمة يسيران يدا بيد مثل لوريل Laurel وهاردي(24) Hardy وإن كانت الحال كذلك, فقد زحف التغيير المفاجئ على المفهوم الذي صاغه هارتمن بوصفه صراعا بين الثقافة [عموماً] وثقافة ما, أو, إذا ما فضل المرء شيئا آخر, بين (ثقافة)(25) Culture والثقافة culture ومثلما هو معروف, كانت الثقافة طريقة نستطيع أن ن غرق فيها خصوصياتنا(26) particularisms الصغيرة في وسط أكثر سعة, وأكثر شمولية, إلى حد ما. وبوصفها طريقة للذاتية الكونية universal subjecthood, فهي تدل على تلك القيم التي نشاطرها فقط بفضل إنسانيتنا المشتركة. فإذا كانت الثقافة – بوصفها الفنون – مهمة, لكان ذلك مرد ه انها قامت بتنقية تلك القيم بشكل يمكن تبنيه بصورة ملائمة. فعند القراءة أو المشاهدة أو الاستماع, ن علق ذواتنا الإمبريقية empirical , مع كل احتمالاتها الاجتماعية والجنسية والعرقية, وبذا نصير ذواتنا الكونية أنفسنا. وكانت نقطة استشراف الثقافة العليا, كثقافة الكلي القدرة The Almighty, هي النظر من كل مكان وكل زمان.
ومع ذلك, كانت كلمة <<ثقافة>> تتأرجح, منذ الستينيات, فوق محورها لتعني- بالضبط- العكس تقريبا, وتعني الآن إثبات هوية محددة – قومية, جنسية, عرقية, إقليمية – بدلا من التعالي عليها. وطالما أن هذه الهويات كلها ترى نفسها واقعة في قبضة الاضطهاد, فان ما بدا مرة عال ما من الإجماع consensus قد تحول إلى منطقة صراع. باختصار, تحولت الثقافة من كونها جزءا من الحل, إلى جزء من المشكلة; فهي ما عادت تعني فض النزاع السياسي, وهو بع د أسمى أو أعمق نستطيع من خلاله مواجهة أحدنا الآخر بصفة رفاق في الإنسانية تماما, بل صارت جزءا من معجم الصراع السياسي نفسه. ويكتب إدوارد سعيد <<بعيدا عن كونها عالما هادئا من التهذيب الابوليوني Appollonian gentility , يمكن ان تكون الثقافة ساحة قتال تصطرع فوقها القضايا تحت أضواء النهار ويباري أحدها الآخر>>.(27) وبالنسبة لأشكال السياسة الراديكالية الثلاثة التي هيمنت على جدول الأعمال العالمي خلال العقود القليلة الماضية – القومية الثورية, النسوية, الصراع العرقي – فإن الثقافة, بوصفها علامة sign, وصورة ذهنية image ومعنى, وقيمة, وهوية, وتضامنا, وتعبيرا عن الذات, هي المتداولة في الصراع السياسي, وليس بديلها الأولمبي. Olympian ففي البوسنة أو بلفاست, ليست الثقافة ما تضعه في جهاز التسجيل بالضبط, بل هي ما تقتل أنت من اجله. فما تخسره الثقافة في سمو, تكسبه في التطبيق. وفي هذه الظروف, في أحسنها وأسوأها, لا يمكن أن يكون ثمة شيء أكثر زيفا من الاتهام القائل أن الثقافة بعيدة عن الحياة اليومية.
وبسبب ذلك, تحول بعض نقاد الأدب (ممن كانوا يعكسون – بأمانة – هذا التحول الهائل في المعنى) من المسرح الجاد [دراما تيودور drama Tudor](28) إلى مجلات المراهقين أو قايضوا باسكال Pascal بالأدب الإباحي. ثمة شيء مقلق إلى حد ما في عيون أولئك الذين تدربوا على شبة قافية pararhyme, أودكتيل dactyl [تفعيلة من تفاعيل الشعر] الذين يبدون اقتراحاتهم عن الذات ما بعد الكولونيالية أو النرجسية الثانوية أو نمط الإنتاج الآسيوي, وهي قضايا يرغب المرء برؤيتها في أيدي أقل تبرجا إلى حد ما. لكن الحقيقة هي أن الكثير مما يسمى بالدارسين المحترفين, كما هي الحال مع الموظفين الغادرين treasonable clerks, قد تخلوا عن مثل هذه القضايا; وبذا أسقطوها في أحضان أولئك الذين هم, ربما, أقل تدربا على تولي مثل هذه الأمور. فالتعليم الأدبي له فضائله الكثيرة, إلا أن الفكر المنظم ليس واحدا منها, كما أن هذه الانتقالة من الأدب إلى السياسة الثقافية ليست شاذة على الإطلاق, طالما ان فكرة الذاتية هي الآصرة التي تربط هذه العوالم. فالثقافة تعني ميدان الذاتية الاجتماعية- وهو ميدان أوسع من الأيديولوجية لكنه أضيق من المجتمع.. اقل وضوحا من الاقتصاد, وأكثر ملموسية من النظرية. ولهذا يبدو من غير المنطقي, وإن كان من غير الحكمة أيضا, الاعتقاد بأن الذين تدربوا على أحد علوم الذاتية- النقد الأدبي- هم الأفضل أهلية لمناقشة علامات ملائكة الجحيم الممّيزة Hell Angels أو سيمياء التسوق.
لقد لعب الأدب, في ذروة البرجوازية الأوروبية, دورا رئيسا في تشكيل هذه الذات الاجتماعية, وأن تكون ناقد أدبيا يعني انك تحتل مكانة كبيرة على الصعيد السياسي. ولم يكن الأمر متعلقا بالتأكيد, بجونسون أو جوتة, هازليت Hazlitt أو تين(29) Taine, فالمشكلة هي أن ما منح هذا العالم الذاتي – الفنون – أبرع تعبير كان أيضا ظاهرة نادرة مقتصرة على أقلية تتمتع بالامتيازات, ولهذا أصبح من الصعب, مع مرور الزمن, أن تعرف إن كان الناقد مركزيا بكل ما للكلمة من معنى, أو فائضا تماما. وضمن هذا المعنى كانت الثقافة مفارقة يستحيل احتمالها ; فقد كانت بالغة الأهمية في فترة من الفترات – لأنه كان هناك القليل ممن لم يفعلوا أكثر من الإيماء بقبعاتهم – ثم قل ما كانت لها أهمية أبدا, وربما يستطيع المرء دائما رؤية هكذا تناقضات بوصفها تابعة لأحدها الآخر. فحقيقة أن الدهماء من الرومان القدماء Plebes والفلسطينيين القدماء Philistines لم يكن لديهم الوقت للثقافة هي أوضح شهادة ممكنة على قيمتها, لكن هذا الأمر وضع الناقد في موقع المنشق دائما, وهو ليس الموقع الأكثر راحة للعيش مطلقا. بيد ان التحول من(الثقافة) إلى الثقافة قد حل هذه المشكلة من خلال المحافظة على موقف المنشق لكنه دمجه مع موقف الشعبوي. populist وهكذا تشكلت الآن ثقافة فرعية sub-culture بأكملها كانت نقدية سابقا. لكن أثناء طريقة الحياة تلك, لعبت الفنون دورا توكيديا إلى حد كبير. وبذا, ربما يتسنى للمرء ان يكون دخيلا في الوقت الذي يتمتع فيه بملذات التضامن, طالما ان الشاعر السيئ ditpoete mau الأصلي لا يستطيع ذلك.
قل ما يمكن فهم الطبيعة الراديكالية لهذا التغير في المعنى, لأن الثقافة في معناها الأكثر كلاسيكية لا تعني ما هو غير سياسي فحسب, بل تم إعدادها, في الحقيقة, بوصفها نقيض السياسة تماما. ولم تكن غير سياسية من قبيل المصادفة فحسب, بل بإصرار أيضا. لذا, بإمكان المرء أن يؤشر اللحظة – في التاريخ الأدبي الإنجليزي, في موضع ما بين شيلي وبداية تينيسون- التي أ عيد فيها تعريف <<الشعر>> بوصفه النقيض, تحديدا, لما هو عام, واقعي, سياسي, خطابي, نفعي. وربما كان كل مجتمع يقتطع لنفسه فضاء يكون فيه, بسبب لحظة واحدة مباركة, حرا من تلك القضايا, ويتأمل, بدلا من ذلك, في ماهية الإنسان تحديدا. وتتعدد, تاريخيا, أسماء هذا الفضاء: إذ يمكن أن يطلق عليه المرء اسم الخرافة أو الدين أو الفلسفة المثالية أو ما ساد مؤخرا (الثقافة) أو الأدب Literature أو الإنسانيات Humanities; فالدين الذي يصوغ علاقة بين خبرة المرء الحميمة جدا وأكثر قضايا الوجود جوهرية – مثل لماذا يوجد أي شيء أصلا بدلا من العدم المحض – قد خدم هذا الغرض خدمة قصوى آنذاك. وبالفعل, لايزال يحدث الأثر نفسه عند المجتمعات المتقية التي تخشى الله حيث يكون للدين سمو أيديولوجي يصعب على الأوروبي الاعتقاد به. إن الثقافة, في معناها المتخصص جدا, مخلوق هش غير مؤهل بقوة لأداء تلك الوظائف, وحينما ي توقع منه القيام بما لا يطيقه- أي حينما يطلب منه أن يصبح بديلا هزيلا عن الميتافيزيقا أو السياسة الثورية- تتجلى عندئذ أعراضه الم ر ضية.
وهكذا فإن تضخم الثقافة يعد جزءا من قصة العصر الم علمن ]الذي اصبح علمانيا [, كما هو منذ ارنولد فصاعدا, أي أدب- كل شيء !- الذي ورث المهام الأخلاقية والأيديولوجية بل حتى السياسية الثقيلة التي ع هد بها مرة إلى خطابات أكثر تخصصية أو عملية, نوعا ما. وهكذا فان الرأسمالية الصناعية, بمنحاها العلماني العقلي, لا يمكن أن تساعد على جلب قيمها الميتافيزيقية إلى دائرة <<سوء الصيت>>, وبذا تقو ض الأساس الذي يحتاجه ذلك النشاط العلماني لإضفاء الشرعية على نفسه. لكن إذا فقد الدين قبضته على الجماهير العاملة, تتبدى (الثقافة) بصفة خليفة من الدرجة الثانية, وتلك هي نقطة التحول التاريخية التي يشير لها ارنولد, والفكرة محتملة تماما : فإذا كان الدين يقدم العبادة, والرمزية الحسية, والوحدة الاجتماعية, والهوية الجمعية, وخليطا من الأخلاقيات التطبيقية والمثالية الروحية وصلة بين المفكرين وعامة الناس, فالثقافة تفعل ذلك أيضا. وإن كانت الحال كذلك, فان الثقافة بديل للدين جدير بالرثاء لسببين على الأقل. ففي معناها الفني الأضيق, تكون مقتصرة على نسبة تافهة من السكان, أما ضمن معناها الاجتماعي الأوسع فانها تكون بالضبط في الموضع الذي يتحد فيه الرجال والنساء, في الأقل. إن الثقافة, ضمن هذا المعنى الثاني للدين وللقومية والجنس والعرقية وما إلى ذلك هي حقل; وهكذا تصير الثقافة الأكثر تطبيقية ميدانا لنزاع شديد الضراوة. ولهذا السبب كلما صارت الثقافة تطبيقية أكثر, تناقصت قدرتها على القيام بدور توفيقي, وكلما كانت أكثر توفيقية تضحى أكثر عقما.
الهوامـــش
* وبهذه المناسبة, أرجو الانتباه إلى أن الكلمات الموضوعة بين قوسين مربعين [ ] هي من إضافة المترجمة لغرض إضاءة النص, أما الكلمات الموضوعة بين قوسين هلاليين( ) فهي موجودة في النص الأصلي.(المترجمة)
(1) سترافنسكي : موسيقى روسي( ولد في 5 يونيو 1882 قرب سانت بطرسبرغ وتوفي في 6 ابريل 1971 نيويورك). كان لعمله أثر ثوري في الفكر الموسيقى قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها, وبقيت مؤلفاته الموسيقية حجر الأساس الذي انبنت عليه الحداثة. وكان والده من أقطاب الأوبرا في روسيا.(المترجمة)
(2) ماثيو ارنولد : يقال ان الشاعر الذي بداخله مات, وو ل د الناقد محله, قدم أهم أفكاره في كتابه <<مقالات في النقد>> و<<الثقافة والفوضى>>.(المترجمة)
(3) Margaret Archer, Culture and Agency , Cambridge, 1996, p. 1
(4) Edward Sapir, The Psychology of Culture, New York, 1994, p.84.
وللاطلاع على مجموعة متنوعة من تعربفات الثقافة, يمكن الرجوع إلى :
,Kroeber and C. Kluckhon, Culture: A Critical Review of Concepts and Definitio
Papers of the Peabody Museum of American Archeology and Ethnology, vol. 47 ( Harvard, 1952).
(5) Raymond Williams, ( London, 1958 , reprinted Harmondsworth, 1963
(6) الماكزمو : نمط من سلوك الشباب الذكور في أمريكا اللاتينية, يهدف الى المحافظة على الشرف والتحلي بالشجاعة والظهور بمظهر مميز من الرجولة المفرطة. ومن معانيه الأخرى عبادة الذكر التي تسود في المكسيك بين عائلات الشعوب الزراعية.(المترجمة)
(7). Andrew Milner, Cultural Materialism, Melbourn, 1993, p.1
(8) مقاطعة وورويك في إنجلترا, الشهيرة بقلعتها التاريخية التي شيدت على نهر افون. وكانت ووريك قصبة ملكية تضم 225 منزلا أمر ويليم الأول بتوسيعها. ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر. وهي من أعمال عائلة بوشامب.(المترجمة)
(9) النوير : قبائل غير مسلمة تعيش على ضفتي النيل الأعلى عند الحدود السودانية – الزائيرية (جنوب السودان), يتكلم أفرادها إحدى لغات البانتو.
(10) غيرتز : بروفيسور العلوم الاجتماعية في معهد الدراسة المتقدمة في جامعة برنستون( ابتداء من 1970), واصبح في شيكاجو رئيسا للأنثربولوجيا الرمزية التي تعني بأثر الرموز في المجتمع. وهو يرى أن الثقافة <<نسق من التصورات الموروثة التي يتم التعبير عنها بأشكال رمزية يستطيع البشر من خلالها إدامة معرفتهم وتطويرها وإيصالها>>, وتتمثل وظيفة الثقافة بفرض المعنى على العالم وجعلها مفهومة. أما دور الأنثروبولوجي فهو تفسير رموز كل ثقافة. تميل كتاباته إلى أن تكون ذات طابع بلاغي ولها مسحة خاصة, زاخرة بالاستعارات والأمثلة. من أشهر أعماله<<دين جاوة>>(1960) <<الشخص والزمن والسلوك في [جزيرة] بالي>> (1966) و<<تأويل الثقافات>>(1973) و<<المعرفة المحلية: مقالات أخرى عن الأنثربولوجيا التأويلية>>( 1983) و<<أعمال وحيوات: الأنثروبولوجي مؤلفا>>( 1988 ). وكتابه المهم <<بعد الحقيقة: دولتان, أربعة عقود>>. (المترجمة)
(11) .Cliford Geertz, The Interpretation of Culture (( London, 1975), p.5
(12) Raymond Williams, Culture (Glasgow, 1981), p.13.
(13) أية كتابة أو رسومات آنية بسيطة أو علامات محفورة على جدران البنايات, لتمييزها عن الكتابة القصدية المعروفة. ويكون هذا النوع من النقش الذي يتم فيه تخديش الصخر بآلة حادة أو الكتابة بطباشير احمر اللون أو اسود شائعا جدا.(المترجمة)
(14) .E..B. Taylor, Primitive Culture ( London, 1871, vol. 1, p.1
(15) ,Legislators and Interpretors: Culture as Ideology of Intellectua,Zygumunt Bauma
, p. 315..in Hans Haferkamp ed Social Structure and Culture New York, 1989
(16) Stuart Hall,ulture and the Statein Open University,
The State and Popular Culture ( Milton Keynes, 1982 0, p. 7
(17) John Frow, Cultural Studies and Cultural Value ( Oxford, 1995 ), p.
(18) Raymond Williams,The Idea of Culture Westwood (eds.),in John McIlory and
.Sallie Border Country: Raymond Williams in Adult Education ( Leicester, 1993 ), p.61
(19) Williams, Culture and Society, p. 16.
(20) Raymond Williams, The Long Revolution ( London, 1961, reprinted
.Harmondsworth, 1965 )
(21) المصدر نفسه, P. 63 و. P. 64 وربما يتسنى لي أن أضيف ملاحظة شخصية هنا, وهي أن وليامز اكتشف مفهوم<<الإيكولوجيا>> ecology, قبل أن يشيع بمدة طويلة, وقد وصفه لي مرة بقوله أنها <<دراسة العلاقة المتبادلة بين العناصر في نظام المعيشة>> – علما أنه لم يكن قد سمع به من قبل – وهذا مقارب تماما لتعريفه للثقافة هنا.
(22) .Julian Benda, The Treason of the Intellectuals (Paris, 1927), p.29
(23) جوليان بيندا 🙁 ولد في 26 / كانون الأول 1867 في باريس, وتوفي في 7 يونيو 6591) روائي وفيلسوف كبير, قائد حركة معاداة الرومانسية في النقد الأدبي. تخرج في جامعة باريس في 1894. كان طيلة حياته يواصل هجومه على فلسفة برجسون. من أهم أعماله <<خيانة المفكرين>> الذي أعلن فيه ان الذين يخونون الحقيقة والعدل لاعتبارات عنصرية وسياسية هم الخونة حقا.(المترجمة)
(24) هاردي ولوريل : اسمهما أصلا هو آرثر ستانلي جيفرسون (16 يونيو 1890 إنجلترا, توفي في 23 شباط 1965 كاليفورنيا) وأوليفر نورفيل هاردي (18 يناير 1892 الولايات المتحدة, وتوفي 7 اغسطس 1957). وهما يمثلان أول أعظم فريق كوميدي لأفلام الصور المتحركة.
(25) ينبغي الالتفات هنا إلى أن الكاتب يستعمل مفردة ثقافة بصيغتيها culture وCulture, وللتمييز بين الاثنتين آثرنا حصر الثانية بين قوسين, أي صارت ترجمتها على النحو الآتي(الثقافة).(المترجمة)
(26) الخصوصية : مدرسة الفكر الأنثروبولوجي التي اقترنت بعمل فرانز بواس Boas Franz الأنثروبولوجي والأثنولوجي الأمريكي الذي كان له أعظم الأثر في الدراسات الأنثروبولوجية والأثنولوجية الحدية/ والذي يعد أب الأنثربولوجيا في الولايات المتحدة, الدارس الميداني الذي أصر على تطوير طريقة علمية دقيقة لجمع المعلومات عن الشعوب البدائية, ورفض الملاحظات العابرة والتعميمات النظرية, ورفض فكرة إعادة بناء تاريخ الحضارة ). والخصوصية, بوصفها فلسفة, تختلف عن التطورية والحتمية الجغرافية ويؤكد بواس على دراسة الثقافات الفردية باعتماد تاريخها الخاص.وهو يرى ان مهمة الأنثروبولوجي الأولى هي وصف سمات ثقافة ما وإعادة بناء الأحداث التاريخية التي أدت إلى ما هي عليه في الحاضر.(المترجمة)
(27) .Edward Said, Culture and Imperialism (London, 1993), p. xi
(28) دراما تيودور : يطلق عليها أيضا اسم <<المسرح>> ; فن يعنى, بالدرجة الأساس, بأداء العروض الحية لايجاد جو درامي متماسك ومهم. وعلى الرغم من ان كلمة <<مسرح>> مشتقة من الكلمة اليونانية theaomai أي يشاهد, فان العرض هنا قد يكون مرئيا او مسموعا. ويعد المشاهد عنصرا مهما جدا في هكذا نوع من العروض.(المترجمة)
(29) هيبولت تين Hyppdltite Taine فيلسوف فرنسي اشتهر بنزعته الطبيعية المتطرفة, وحاول تطبيق نزعته هذه على الأعمال الفنية.(المترجمة)