الحلقة العربية المفرغة : هل من مخرج ؟
عارف دليلة
جغرافيا ، على النطاق العا لمي ، وتاريخيا ، على النطاق البشري ، لاوجود للحلقة المفرغة، انما هناك التقدم ، إن لم يكن على شكل مستقيم صاعد ، فعلى شكل حلزوني صاعد .
اما على مستوى هذه المنطقة او تلك ، هذه الجماعة البشرية او تلك ، وفي زمن محدد ، فقد يتخذ التاريخ شكل الحلقة المفرغة . وربما كان العلامة ابن خلدون اول من لاحظ هذه الحلقة المفرغة عندما كتب قبل اكثر من ستمائة عام عن الصراع بين “البداوة ” و” الحضارة ” ، تطبيقا على المنطقة العربية انذاك ، حيث كانت الحواضر( المدن ) كلما حققت بعض التقدم والازدهار تتعرض لغزوات بدوية تدمر وتهلك وتنهب كل ماتحقق ، لتعود دورة التطورمن جديد .
كان ف . اي . لينين يرى بان الراسمالية تصبح في اعلى مراحل تطورها امبريالية ، اي امبراطورية راسمالية عا لمية ، لتسقط بعد ذلك بفعل تناقضاتها الداخلية ، التي كشفت عنها النظرية الماركسية – اللينينية ، لتحل محلها الاشتراكية التي تصبح في اعلى مراحل تطورها – الشيوعية . ماحصل في التطبيق هو ان ما تراءى للناس وانشغلوا به قرنا كاملا على انه الاشتراكية ، بل واطلق عليه الزعيم السوفييتي خروتشوف في الخمسينات ” الشيوعية ” ، هو الذي سقط ، مخليا الساحة العالمية لامبريالية أعلى هى “العولمة” ، ولئن كان الكثيرون يجادلون اليوم بان العولمة لاتحتمل صفة ايديولوجية كالامبريالية ، ويسمونها احيانا ” ما بعد الامبريالية ” ، لما تحمله من ايجابيات مشاعة ومتاحة لجميع البشر( وهذا صحيح نسبيا فقط وبقدر ما تتوفر الارادة المخلصة والتخطيط والعمل الهادف لدى المتخلفين للاستفادة منها ) ، الا أن الوقائع تؤكد اليوم على أن الامبريالية مازالت ملء العالم ، واذا كانت الأزمة الشاملة الراهنة قد ضعضعت أركانها ، فانها فقط قد زادتها وحشية على وحشيتها الأصلية ، ما دام ليس لها بديل في المستقبل المنظور .
بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم الى معسكرين متصا رعين كان الوطن العربي في موقع القلب من هذا الصراع فانقسم هو بدوره الى معسكرين مرتبطين بهما : معسكر تحكمه سلطات قبلية – اقطاعية ملكية ، ومعسكر نشأت فيه سلطات جديدة “جمهورية ثورية ” من منشا شعبي اتخذت لنفسها صفة اشتراكية، وكل من المعسكرين مقسم بدوره الى دويلات بخطوط كانت قد رسمتها على الرمال الايادي الامبريالية – الصهيونية في مطلع القرن العشرين لتأتمن عليها من تختارهم كموالين لها ، بل ” كأولي أمر” ، واجبة طاعتهم على شعوبهم ، وليس بعد الله ورسوله ، بل قبلهما او، بالاحرى ، من دونهما واضاعت الامة العربية يفاعتها على مدى النصف الثاني من القرن العشرين ، بل والعقد الاول من القرن الواحد والعشرين ، في التصارع الذي اغرقتها فيه وما زالت هذه السلطات التي لم تعن يوما باكتساب اى شرعية شعبية داخلية باعمالها ، ليتبين أخيرا ان” هابيل وقابيل” ( المتصارعين ) لم يكونا إلا زوجبن خائنين لإمرأة واحدة استنزفاها معا حتى جعلاها حطاما ، ألا وهى الأمة العربية في حالتها الراهنة.
الأمة العربية كلها تقبع اليوم أسيرة دائرة ( أو دوائر) مسدودة ، وليس فقط أسراها في سجون الإحتلالين الصهيوني والأمريكي ، وأسراها في سجون سلطاتها , وبمكن توصيف الدائرة (الدوائر) المذكورة على الشكل التالي :
_ عسكريا – أمنيا ، وسياسيا ، هناك دائرتان ، مغلقتان (حتى الآن ) : الدائرة الخارجية ، وتتمثل في الجيوش والقواعد العسكرية الأمبريالية – الصهيونية ،المقيمة على الأرض العربية والمطِوقة لها، (وتشمل حتى مايسمى ب ” قوات الأمم المتحدة ” المستضافة على الأرض العربية لالتحمي العرب ولكن فقط لحماية وتأبيد الاحتلال الصهيوني للارض العربية ) وكذلك الأنظمة والسياسات التى تحكمها ، والدائرة الداخلية : وتتمثل في جيوش وقوى أمن السلطات المحلية ( العربية ) والتي حرفت مهمتها وصرفت عن الدفاع عن الأرض والأمة في مواجهة العدوان والاحتلال ، وعن حماية المصالح العامة ، الى حراسة اللاشرعيات المحلية المتمثلة بالسلطات والسياسات والممارسات المصطبغة بالاستبداد والفساد ، المستقيلة من الاعتناء بالقضايا القومية والوطنية لتغرق في إشباع الشهوات الخاصة ، المنحرفة وغير القابلة للإشباع .
_اقتصاديا : الدائرتان السابقتان حولتا الاقتصادات العربية الى مجرد ” أكياس دم ” تنقل من خلالها الثروات الطبيعية والما لية العربية ،” المحررة ” بقوة هاتين الدائرتين المتحالفتين موضوعيا ، الى الجسد الامبريالي – الصهيوني الذي يعيش بفضل هذا النهب باكثر من استطاعته بكثير منذ ظهور الإستعمار وحتى اليوم . وتتغذى” اكياس الدم “هذه باستمرار من العروق العربية ، عروق الأرض والبشر ،التي ، بدلا من أن تغذي دورة ” التمحور على الذات ” العربية ، فهي تغذي الدورة الدموية الامبريالية العالمية ، الى أن يصبح الوطن العربي ، ارضا وبشرا ، ” جلدا على وضم ” ، أو “مدن ملح” ، كما توقعها الروائي الكبير الراحل عبد الرحمن منيف . وقد بدأ هذا التحول فعليا أبكر بكثيرمما كان متوقعا . ألم تتحول عدة دول عربية نصف نفطية (كما كانت تسمى قبل سنوات ) الى دول مستوردة صافية للنفط والغاز خلال السنتين الآخيرتين ، ودون ان تسمع سلطاتها النداءات بضرورة التهيؤ لهذه اللحظة ببناء طاقات انتاجية بديلة بثمن النفط المستنضب ؟ والأنكى من ذلك انها بادلت النفط الناضب غير القابل للتجدد باليورانيوم الاميركي- الصهيوني المستنضب الذي لايفنى .
هذه العلاقة الاقتصادية ذات الاتجاه الاحادي التبعي الى الخارج جعلت الاقتصادات العربية القطرية ، غنية أو فقيرة، دوائر مسدودة تجاه بعضها البعض ، مشرعة على الخارج ، محرومة ، لذلك ، من امتلاك القدرات الذاتية على التنمية .
_ علميا – تكنولوجيا : في المجال المعرفي مازلنا نتحدث عن خزينة العلوم العربية التي استولى عليها الغرب قبل قرون لينهض بوساطتها من الانحطاط الى الحداثة والتقدم بعد ان تخلى عنها وتنكر لها اصحابها العرب الذين آلت بهم سلطاتهم القبائلية الى الانحطاط والجاهلية ، وهي ماتزال اكثرتشبثا بهما اليوم ، بشهادة انها لاتقل شدة في طردها أو محاصرتها وإخمادها للبشر ، وبالاخص لأصحاب العقول والمبادرات والابداعات ، عنها في هدرها وتفريطها بالامكانيات المادية للوطن العربي ولمواطنيه . لقد اثبتت العقول والخبرات العربية ، اينما حلت في الخارج ، خطل النظريات العنصرية التي تحمل مسؤولية الفقروالتخلف الى “صنف” البشر . ولكن هذه القدرات العربية الخلاقة ، مثلها مثل الاموال العربية الهائلة المهاجرة ، تتحول ، مكرها أخاك لابطل ، الى جزء عضوي من الترسانة المادية والمعرفية للامبريالية – الصهيونية العالمية المستخدمة للهيمنة على العالم ، بما في ذلك الوطن الأم لهذه القدرات العربية . والأنكى من ذلك كله أن تسمع وتقرأ المسؤولين العرب والناطقين باسمهم يدينون النهب الامبريالي للثروات المادية والبشرية العربية ، هذا وهم يبرهنون يوميا على أنهم الأكثر عداء لبقاء هذه القدرات في أرضها أو لعودتها من الخارج ، لأن استدامة التخلف هي الضمانة الأقوى لبقائهم ” الى الأبد” والنتيجة التي يعرفها الجميع هي ان الوطن العربي أصبح أشد مناطق العالم تبعية علمية – تكنولوجية .
اننا نعلم جيدا ان الوطن العربي لم يقارب ، ليس فقط الثورة المعرفية المتفجرة حاليا ، بل ولاحتى أيا من الثورات الصناعية ، ليكون في عالم اليوم ، مجرد الأقدر في ” العالم الثالث ” ، ولا فخر، على الاستيراد والشراء والدفع ( حتى الآن) كمستهلك سلبي لنواتج ، وغالبا ، لنفايات ، هذه الثورات ، وبالتبعية ، لإرادة مبدعيها في كل صغيرة وكبيرة . وكم يكون ذلك مأساويا عندما يتعلق الأمر بشراء الغذاء والدواء ، وبالأحرى ، بشراء السلاح ، ليس فقط بأسعار ما أنزل الله بها من سلطان ، بل وبشرط عدم تجريبه ضد المعتدين ، حتى في الدفاع عن النفس ليصدأ في المستودعات ، إن لم يستخدم ضد الشعب (الذى ابتلي بدفع ثمنه غاليا ) ، حيث تثبت فعاليته في كل وقت.
_ اجتماعيا –ثقافيا –اعلاميا :يعيش المجتمع العربي ( والمجتمعات الاسلامية عموما ) انقساما تناقضيا حادا مابين القديم والجديد ، الى حد مغالاة كل منهما في التطرف لاثبات وجوده في مواجهة الآخر، وهو مايفتح الساحة للتدخل الخارجي الذي يمتلك من الوسائل مايجعل كلا ً من الطرفين يستقوي به ضد الآخر . وتبذل السلطة كل الجهود للادعاء بالوحدة وبالتماهي بين المجتمع والسلطة ، لدرجة عدم تحمل خروج كلمة واحدة من داخل البلاد من اي مواطن ليست مراقبة ومنسجمة مع خطاب السلطة الاحادي ، المتخشب ، بقدر ماهو متناقض مع الحقائق المشهودة . ان مصادرة حقوق المواطن ، اي عدم الاعتراف الرسمي بحرية الراي الآخر وبالتعددية والمساواة أمام القانون ، وبالحرية في العمل السياسي والاعلامي، يصبح من ” ضرورات ” السلطة التي تحرم المواطن من حقوقه الأساسية في وطنه وعلى رأسها حقه في نصيب عادل من الثروة القومية، يتمثل في العمل والتعليم والثقافة و السكن والصحة والغذاء ، لأن السلطة ، بدون مصادرة الحقوق السياسية للمواطن ، لايمكنها الشعور بالأمان وهي ممعنة في اغتصاب حقوقه الاقتصادية ، وهذا مايفسر احتلال الدول العربية الأكثر اغتصابا لحقوق مواطنيها أحط المراتب في القائمة التي تصدرها منظمة الشفافية العالمية سنويا عن انتشار الفساد في مختلف دول العالم ، كما يؤشر على ذلك أيضا تفاقم التفاوت الاجتماعي- الاقتصادي واتساع فجوة توزيع الدخل القومي باطراد بتزايد ثروات المتسلطين بأساليب غير شرعية ، وتزايد الفقر والبطالة والهجرة و الأمية وتردي القيم الايجابية والتعليم والثقافة وغير ذلك مما تعكسه بشكل فاقع تقارير التنمية الانسانية العربية . لكن جميع الاستار اهترأت ولم يعد بالامكان الاستمرار في صرف الناس عن الحقائق ، لابالاعلام الكاذب أو التكتيم ولا بجميع وسائل القمع ، كما لا يجدي الاحتماء وراء حالة الحرب مع العدو ، التي يفترض أن تشترط ، أول ماتشترط ، النزاهة المحصنة بالحرية المتاحة لجميع المواطنين ، وبالأخص أعداء الفساد والاستبداد ، رواد التقدم والارتقاء ، وليس العكس ، كما هو حاصل حاليا .
هل هذا هو الواقع ، أم أنه مجرد نصف الكأس الفارغ فقط ؟
في الحقيقة ،إن ” نصف الكأس الملآن ” المزعوم في بلداننا ليس الا السبب لنصف الكأس الفارغ . ان العلاقة بين ” نصفي الكأس ” في بلداننا هي علاقة نفي وتضاد غير شبيهة حتى بالعلاقة الهرمية في الدول الرأسمالية المتقدمة . ففي تلك البلاد اذا مر الاقتصاد بمرحلة الازدهار يتحسن وضع جميع الفئات ، حتى وان لم يكن بنفس النسبة . اما لدينا ، فالممتلئون يزدادون امتلاء باستمرار وبغض النظر إن كان الاقتصاد الوطني في حالة ازدهارأو انهيار، أو كان العامة في حال شبع أو في مجاعة . ان اكتنازالخواص في جميع الظروف هو احد أهم أسباب التردي العام ، بينما الغالبية الساحقة فنصيبها محفوظ لها في الجنة فقط ، دون أن يكون لها نصيب في دنيا وطنها في أي حال .
أفليس هناك من مخرج لنا ، نحن العرب ، من هذه الحلقة ( أو الحلقات المفرغة ) ؟
إن لم يكن هناك مخرج ، فليس هناك إلا الهلاك والفناء ، أي الخروج من التاريخ ومن الحغرافيا . ولعل البعض ، الذين يسابقون الزمن ويقتنصون الفرصة وهم يغمغمون ويغافلون شعوبهم علهم يحجزون لأشخاصهم مكانا في عربة الزمن” القادم ” ، إنما يتصرفون عن وعي كامل بأن استمرار مسارات التطور الراهنة المخططة والمنفذ ة من قبلهم لايترك للأمة مخرجا ، اللهم إلا الخروج من التاريخ ومن الجغرافيا ، والذي يتسارع جزؤه الأول (الخروج من التاريخ ) هذه الأيام . فلينفذوا بأنفسهم ، إذن ، إن كانوا بسلطانهم ينفذون .
بالتأكيد هناك مخرج من الدائرة المسدودة غيرالخروج من التاريخ ومن الجغرافيا. يتعلق هذا المخرج ، بكل بساطة ، بكسر هذه الدائرة (أو الحلقات ) المفرغة . لكن بقدرماهي بساطة ،على الورق ، بقدر ماتبدو وكأنها استحالة ، عمليا. انها قضية ثورية بامتياز، ولكن ليس بالمعنى السلطوي الذي خبرناه ، وانما بالاصلاح الشامل ، بالمعنى الذي يتحدث به ويعتقل من أجله المثقفون الديمقراطيون الأحرار في الدول العربية هذه الأيام .
ان الشرط الأول لهذا الاصلاح ، هو تنمية وعي الشعب على حقائق الواقع الذى يعيش ، وفتح باب البحث والنقاش الحرحول طبيعة الاصلاح المطلوب وتمكين المواطن من المبادرة لمباشرة مسؤولياته . فمن الذي يتولى هذه المهمة ، وكيف يؤديها ؟ إن ما يجري حاليا هو تعقيد وتشويش هذه المهمة من قبل السلطات ، باحاطتها بأسوار من الرهاب والتخوين باعتبار أى ” تدخل” للمواطن في الشأن العام ( الذي هو في الوافع شأن خاص يكل مواطن ) مساسا بقدس الأقداس ، ألا وهو السلطة وسياساتها ، ورجالها (المعصومون) وممارساتهم . والحقيقة ، إن هذه المهمة هي في أمس الحاجة الى التعميم والتبسيط ، وذلك بالغاء حصرها بما اعتدت أن أسميه ب (الكهنوت السياسي – البيروقراطي ) وبعدم اختزالها بكلمات غير قابلة للنقاش لايدخلها الباطل لامن يمين ولا من شمال ، وانما يجب وضعها بين أيدي العامة وتقريبها من حاجات الناس لتحفيزهم على المشاركة والميادرة ، وازالة العقبات التي تعيقهم عن ذلك . وهذا هو الذي يشعرالمواطن بقيمته . ولا تقتصر الحاجات على المتطلبات الحياتية الأساسية، ولكنها يجب أن تبدأ بها ، لترتقي بعدها الى المتطلبات الثقافية والوطنية العامة ، السياسية والاقتصادية والبيئية وغيرها .
ان تحقيق هذاالشرط هو فقط الخطوة الاولى علي طريق الألف ميل ولكن كل خطوة أخرى هي رهن بهذه الخطوة الاولى . ان تهيُب السلطات لهذه الخطوة واصرارها على الاستئثار بالشأن العام محصنة نفسها بكل وسائل الارهاب ، وما يستتبع ذلك من تهميش الشعب واستشراء الفساد والافقار وتمرير ذلك وغيره تحت غيمة من التصاريح والمعلومات المفبركة والمضللة ، المسخر لها إعلام قاصر متواطىء تدحضه بسهولة الوقائع الظاهرة ، ناهيك عن الخفية ، ان هذا التهيب هو السبب الأول والدائم للفشل في كسر اي حلقة مفرغة للتخلف المستدام . وأكثر مايثير الأسى في هذه الظروف الادعاء المتكرر ، على الورق وفي الإعلام ، بتحقيق النمو الاقتصادي، وتجاوز الاقتصادات الأخرى ، بينما على الارض ليس هناك الا الهبوط في جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية العامة ، والتراجع وراء الاقتصادات الأخرى ، الأمرالذي يصل بنصف المجتمع ، على الأقل ، الى أوضاع كارثية ، لاتستطيع حتى البيانات الرسمية الا ان تعترف بها ، وان كان بشكل مخفف جدا ، كالقول الرسمي بان الفقر في بلدنا ” سطحي وليس عميقا ”
كم هو سخيف ومثيرللشفقة حديثنا ، نحن العرب في القرن الواحد والعشرين ، عن هذه ” الخطوة الأولى” للخروج من الحلقة المفرغة العربية ، بعد أن أصبحت ومنذ عقود طويلة من مجريات الحياة اليومية العادية لدى الشعوب المتقدمة وأدت مهمتها العظيمة في انتقالهم من العصور الوسطى الى العصر الحديث .
نيل ارمسترونغ ، عندما وطأت قدماه سطح القمر، قال :” انها خطوة صغيرة للانسان ولكنها خطوة عظيمة للانسانية ” . فمتى تعتبر السلطة العربية الخطوة الاولي في مسيرة الألف ميل التي ندعو لها ” خطوة صغيرة بالنسبة لها ولكنها خطوة عظيمة بالنسبة للامة العربية ” ؟ والى متى ستبقى تعتبران الحرية وحقوق المواطنة الكاملة التي ضحى ويضحي من اجلها الكثيرون هي منحة وتنازل ومكرمة ، بل و”تضحية ” لاقبل لها بها ، ولوكانت ثمنا لخروج الأمة كلها من درك الهزيمة والتخلف ، وحصانة من الخروج من التاريخ ومن الجغرافيا ؟
وكم هي حداثة مبكرة قولة الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب قبل أربعة عشر قرنا : لاخير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ؟
اقتصادي سياسي من سوريا
خاص – صفحات سورية –