صفحات سورية

اسماعيل عمر . . وداعاً

null
ويرحل معارض سوري آخر
سليمان يوسف يوسف
لم تمض سوى أيام قليلة على رحيل الشخصية الوطنية السريانية المرحوم(كبرو تازة)،القيادي في حزب العمال الثوري العربي، أحد الأطراف الأساسية في (التجمع الوطني الديمقراطي) المعارض ومن مؤسسي “اعلان دمشق” للتغير الديمقراطي،حتى فجعت الحركة الوطنية السورية برحيل المعارض الوطني البارز وأحد رجالات الحركة الكردية السورية،الاستاذ( اسماعيل عمر)،رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي(يكيتي) في سوريا، المنضوي في “اعلان دمشق”،الذي وافته المنية في مدينة القامشلي صبيحة يوم الاثنين 18 تشرين الأول الجاري اثر نوبة قلبية حادة.
عرفت الراحل عن قرب، من خلال العمل في حقل السياسة والحراك الديمقراطي المعارض الذي شهدته سوريا في السنوات الأولى من عهد الرئيس بشار الأسد. وقد تراجع هذا الحراك وكاد أن يختفي من الحياة السياسية في سوريا بعد عودة السلطات الى سياسة تضييق الخناق على المعارضة الوطنية وتشديد القبضة الأمنية على المجتمع السياسي والحراك الديمقراطي.عرفته مناضلاً كردياً سوريا وطنياً.. محباً لشعبه الكردي ومخلصاً لوطنه السوري..يعتز بهويته الوطنية السورية مثلما كان يتفاخر ويعتز بقوميته الكردية…سعى الى التقارب والتعاون بين الحركة الكردية والحركة الآشورية، لأيمانه العميق بوحدة المصير والمستقبل بين الشعبين الآشوري والكردي في سوريا.
رغم وضعه المعيشي المتواضع استقال من مهنة التدريس في المدارس الحكومية ليتفرع الى العمل السياسي وللدفاع عن الحقوق القومية والديمقراطية للأكراد السورين ولإعادة الجنسية السورية لمن حرم منها بموجب الإحصاء الجائر في محافظة الحسكة لعام 1962.والراحل لم يبخل في الدفاع عن حقوق الانسان السوري بغض النظر عن انتمائه القومي أو السياسي أو الديني.
بإعلان المناضل (اسماعيل عمر) عن حزب كردي جديد في تسعينات القرن الماضي، وان جاء نتاج حالة انشقاقية عن حزبه الأم (الحزب الديمقراطي الكردي(البارتي) في سوريا،لم يكن مجرد إضافة رقم حزبي الى الخريطة السياسية الكردية في سوريا، وانما كان مشروعاً سياسياً،أرسى في الساحة الكردية نهجاً سياسياً وطنياً ديمقراطياً،استقطب قطاعات مهمة من الشارع الكردي،أكثر الشوارع السورية حيوية ونشاطاً.انطلق الراحل في خطه السياسي الجديد من رؤية وطنية شاملة للقضية الكردية في سوريا،مؤمناً بالحل الوطني الديمقراطي لها على قاعدة العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع الشعوب والقوميات والأقوام السورية،عرباً وكرداً وآشوريين وأرمن وغيرهم.. عمل الراحل على تعزيز وتعميق قيم التآخي والتعايش والاندماج الوطني بين مكونات المجتمع السوري.تميز خطابه القومي بالواقعية والموضوعية والاعتدال والابتعاد عن التطرف والمبالغة في طرح الشعارات السياسية. كان يتطلع ويعمل للانتقال بسورية الى دولة مدنية ليبرالية ديمقراطية (دولة المواطنة الكاملة) لكل أبنائها ومواطنيها. آمن بالتحول الديمقراطي السلمي في سوريا لأنه الضمانة الوحيدة لاستقرار البلد وصيانة وحدته الوطنية وتماسك جبهته الداخلية..
بفضل نهجه الوطني نال ثقة واحترام مختلف القوى الوطنية في سوريا،من عربية وآشورية وكردية وليبرالية واسلامية ومنظمات المجتمع المدني ولجان حقوق الانسان.. نجح الراحل الى حد كبير بأن يكون عاملاً توفيقاً في الساحة الكردية التي تعاني من التشرذم الفكري والسياسي بسبب التعددية الحزبية المفرطة…
برحيل المناضل الكردي والمعارض السوري البارز(اسماعيل عمر) خسرت الحركة السياسية الوطنية السورية عموماً والحركة الوطنية الكردية خصوصاً أحد رجالتها البارزين، لما كان يمثله الفقيد من وجه كردي ووطني ديمقراطي منفتح على الآخر..
معرفتنا بحزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي) في سوريا تعطينا الثقة بأن الحزب سيكمل المسير التي بدأها الراحل وسيبقى أميناً لخطه السياسي ونهج الوطني.كما وكلنا ثقة بقدرة حزب الوحدة والحركة الكردية عموماً على تجاوز هذا المصاب الجلل وعلى ملء الفراغ السياسي والنضالي الذي تركه الراحل الكبير في الساحة الكردية والوطنية….
الأعزاء في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي(يكيتي) في سوريا…العزاء عزائنا جميعاً في الحركة السياسية السورية بكل طيفها الحزبي والقومي والفكري.لكن أخلص العزاء لأسرة الفقيد،ومناصريه، وأصدقائه، على امتداد ساحة الوطن السوري الكبير..
للفقيد واسع الرحمة ولأسرته وذويه الصبر والسلوان.
آشوري سوري
ايلاف
إلى صاحب الظلِّ العالي إسماعيل عمر أبو شيار
بدرخان علي
أحسدُ، اليوم، بحقّ مَنْ لم يعرفك عن قرب، أو عَرِفك كسياسيّ واحد بين المئات من القيادات الكرديّة التي تكدح لإنصاف هذا الشعب المغبون، لكنّك كنتَ عندي شيئاً آخر قبل أن تكون قياديّاً بارزاً. كنت ذاك الإنسان الكبير، الذي أشعر بندمٍ كبير على معرفتي به. أأقول تبّاً لذاك اليوم، أم ألومك على فيض إنسانيّتك؟
نفهم أنّك لم تكن تحبُّ الأضواء؛ لكن حتّى في رحيلك النهائيّ تنسحب بصمت وبلا مقدمّات؟ وتتركنا للمرّة الأولى هكذا دون أن تحسب لنا أيّ حساب من بعدك؟  ليس من شيمك أبداً أن تفكّر بالراحة لنفسك، وحدك، وتتركنا هكذا بلا سَنَد.
بلى، هي المرّة الأولى، والأخيرة، التي تتسبّب بالآلام والأحزان لغيرك. ما عهدناك كذلك يوماً ما. لكنّه خطأ السماء، في حقّ الأرض، وبحقّي، لا ذنبك.
أعرف تماماً أنّك كنت متعباً هذه السنين الأخيرة . فظاهرك هو مرآة لباطنك. كنت إنساناً طبيعيّاً، في كلّ شيء، بلا رتوش وبلا إضافات. كنت أعرف، كغيري، هشاشة قلبك من الداخل، لفرط ما حملت من أوجاعٍ وهموم ومحبّة، رغم شموخك وكبريائك. رأيت الدموع مرّات في عينيك، دون أن تذرفها. عيناكَ مرآةُ قلبك. قلبُكَ عينا روحك. روحُكَ سرير الملائكة؛ روحُك متعَبة.
كنّا نظنّ أنك ستعيش إلى الأبد، وتواسي كلّ من تعرفه عند الملمّات والمِحَن..  أشعر بالاختناق، وأنا أفكّر فيكَ، و بالحياة من بعدك. الحياة من بعدك، أبو شيار، ليست كما هي معك.
الموتُ مصادفةٌ. لكنّ حبّك لم يكن مصادفة.
الموتُ حقيقة الكائن. حقيقة العدم. عدم الحقيقة. حقيقة الفراغ و الهيولى. تلاشي الحقيقة. يا لسخرية القدر أن تموت، وحيداً، في بيتك الذي لم تأوِ إليه، إلاّ قليلاً. أمّا كيف تجرّأ أحدهم على نزع روحك الرقيقة، ككلامك الطيّب، عن جسدك المضيء، فهذا ما لا يمكنني تخيّله.
أنت راقدٌ هناك، تتأمّل في حالنا، على الأرجح .هل أخذت معك بعضاً من قصاصات الورق التي كانت في جيبك دوماً؟ من سيقول لنا، مثلاً، أننا يجب أن نبحث عن أكبر عددٍ من الأصدقاء لقضيّتنا ، وكيف؟ من سيعلّمنا “الأولويّات” و”ترتيبها”؟ كيف نعرف مثلاً ما يجول في خاطرك هذه اللحظة عن “موازين الربح والخسارة” في السياسة. عن “التوازن بين الحقوق والواجبات” في المواطنة؟ من سيبيّن لنا معنى “المسؤولية” في الكلمة والموقف والسلوك، ومن سيجسّدها، من بعدك؟ فالفارق بين موقف سياسيّ وآخر، لديك، كان “الشعور بالمسؤوليّة”، لا أكثر ولا أقل. كم كنت تردّد هذه العبارات، دون ملل.
من يربّي فينا الأمل الصغير، دون افتعالات أو أوهام كبيرة؟ و النوروز القادم هل سيكون من دونك؟ وما قيمة مديتنا في غيابك الخاطف؟ ومن سيخطب في الناس، بخجلك المعهود و صوتك الخفيض، دون صخب؟ والمساجين حين يرجعون من العاصمة ، ألَنْ تزورهم؟
ثمّة خطأٌ ما، في مكانٍ ما على هذا الكون. خطأٌ ما اُرتُكب صبيحة الأثنين الأسود، و لا سبيل إلى تصحيحه. كلُّ شيء، انتهى، في لحظةٍ واحدة، أيّها المعلّم، ويبقى طيفك النورانيّ، مشعّاً على سماء المدينة.
ليس هذا الوقت للإكثار من الكلام عليكَ أيّها الكبير في حياته ومماته؛ عن اعتدالك في كلِّ شيء، عن حكمتك، عن بساطتك وصدقك ونُبلك…..هذا وقت للصمت والبكاء، وحسب.
المفجوعُ بك، إلى الأبد….بدرخان

21-10-2010

إسماعيل عمر غائباً حاضراً
إبراهيم اليوسف
لما أزل، تحت هول الصدمة الكبيرة، التي تلقيتها اليوم، حين استلمت من الصديق حسن مشكيني رسالةsms
على هاتفي، يعلمني فيها برحيل المناضل الكبير إسماعيل عمر؟؟!، حيث كنت في مكتبي، في هذا الصباح، أنجز بعض ما هو مطلوب مني، وعلى عجالة، كي أنطلق-بعد ذلك- إلى منطقتين جميلتين في دولة الإمارات، أتعرف عليهما، ضمن مشروع عمل كتابي يتناول جماليات المكان، انتبه إلي زملائي، وأنا أضرب رأسي بطاولة مكتبي، لا شعورياً، بعيد قراءة تلك الرسالة المهتوفة، كما فعلت ذلك في ثاني أيام عيد رمضان، وأنا أتلقى نبأ رحيل ابن عم لي(هو نذير ملا صالح) عزا به أبو شيار، كأحد رفاقه السابقين في مدرسة البارتي، حيث استيقظت هذا الصباح لأفكر كيف أكتب عنه في أربعينه الذي يصادف هذه الأيام، من دون أن أعلم بأني سأكتب عن أبي شيار الذي باتت صورته منذ يومين تلازمني، وهو ما لم يحدث لي من قبل مع أحد من قبل.
جيئة وذهاباً أقطع مكتبي كطائر مذبوح، وسط ذهول، ومواساة من حولي بي، أهتف إلى الوطن، أتصل بأسرتي، لعل الأمر لا يكون بهذا الشكل الصاعق، الذي سمعته، فلا أجد ما يشفي الغليل، ويرسم بعض أمل في نفسي، كي أتصل بعدد من الأصدقاء الكتاب” هنا، لأتأكد – ووا أسفاه- أن الخبر صحيح، ولا منجى من القدر.
أجل، لم أدر ماذا فعلت؟، وأنا أجهش ببكاء مختنق، بالغاً ذروة التوتر، تاركاً ما بين يدي، من عمل انكببت عليه، جانباً، ولأتصل بسائق الجريدة-الآسيوي- أبلغه أن الرحلة تأجلت- هكذا- إلى إشعار آخر، وكيف لا؟، و إسماعيل عمر، ليستحق أن أعلن الحداد عليه، وعلى طريقتي، وهو الذي عرفته في أول أسبوع، جلست فيه على مقاعد الدراسة في قامشلي، حيث كان يدرسنا مادة الجغرافية التي كان من أبرع مدرسيها، على الإطلاق، ولعل أبناء جيلي يتذكرون أن الرجل، حتى وبعد تركه للتعليم، راح يعد في طليعة من وجهوا طلابنا إلى كيفية دراسة هذه المادة، من خلال براعته في تفكيكها، وفي زمن لم يكن في جيوبنا أجر متابعة دورات دراسية، خاصة، كما يضطر أبناؤنا الآن أن يفعلوا.
لقد بات يعتمد علي، في مساعدته في بعض الأمورالخاصة- وأنا طالب صغير-مولياً الثقة بي، وقد كان متزوجاً آنذاك للتو، بعد أن منحته أسرة كردية -في مابعد علمت أنها أسرة الشاعر أحمد حيدر- غرفة من منزلها، إن لم تخني الذاكرة، يقيمان فيها، ولأواظب على زيارته، إلى أن ترك ذلك البيت، وانشغل كل منا بعالمه، ليكون ولده أحد طلابي في مدرسة الحمدانية، أعيد إليه بعض ديون أبيه في ذمتي، ما استطعت، وليظل أبو شيار محافظاً على علاقتنا الخاصة، يزورني في منزلي، كمجرد صديق، مع أنه كان قد عرفني من خلال أبي، وأسرتي.
وما دمت أتحدث على الصعيد الشخصي، فإن أبا شيار كان أحد قياديي الحركة الكردية الذين واسوني، وأنا أفقد عملي بعد زيارتي الأخيرة إلى قامشلي- وهنا أنا في مقام وصف تواضعه وطيبته وإنسانيته- مواسياً أسرتنا-مع قادة غيارى آخرين”……”- أكاد أسميهم- عندما اعتقل حفيظ عبدالرحمن، و كان أكثر هؤلاء جمعياً في ترجمته “المعنوية” لمواساتنا، بل ولقد كان من أوائل قادة الحركة الكردية الذين هنأوا حفيظاً، وزاروه في بيته، حين أطلق سراحه، ليحاكم طليقاً، كما أنه من أوائل الذين وقفوا معنا حين فجيعتنا الكبرى بأكرم كنعو أبي لقمان(رئيس مجلس أمناء ماف) في نيسان الماضي.
واثق أن آلاف الأسر في منطقة الجزيرة، وفي سوريا، عموماً، كانت علاقته بها-على هذا النحو- يشارك ذويها آلامهم، وأفراحهم، وكأنه واحد منها،كما كان يفعل معنا، تلك هي أخلاق وسجايا معلمي أبي شيار التي جعلتني أكن له هذا الاحترام الكبير.
ولعلي لن أنسى البتة أن حزب الوحدة- وبرعاية أبي شيار- كان الوحيد الذي دأب أن يكرم الصحفيين في عيدهم، وعلى ضوء ممكن السياسة -بحسب قراءته- ولقد كنت على الدوام من بين مكرميهم، كما فعل ذلك خلال عيد هذه السنة السوداء، وشاءت المصادفة أن نجلس قريبين من بعضنا بعضاً، وهو يستمع بهدوء إلى مداخلات بعض الكتاب، كي يناقشهم بكردية فصحى، جميلة، مدهشة.

كلما كان أبو شيار يلتقيني-وهو الذي يعرف أني أمضيت جزءاً نفيساً من حياتي في صفوف الحزب الشيوعي الذي ما زلت مؤمناً بأفكاره، وفق رؤيتي الخاصة، كان لا يكف عن القول: إبراهيم نحن نعدك رفيقاً لنا في الحقوق، لا في الواجبات، وهو كلام لم أسمعه من أي قائد سياسي، من قبل، بهذا العمق، وبهذه البساطة،والصدق، بالرغم من أنني كنت على علم تام بأن “بعض” النمّامين من حوله، كانوا يريدون نسف علاقاته بالكتاب، أجمعين، لينظر من خلالهم إلى العالم أجمع، وأنى لهم ذلك؟.
وإذا كنت أتناول-هنا- شخصية أبي شيار، من خلال علاقتي الشخصية به،حاذفاً الكثير الكثير مما دونت، هنا، وهي رؤية وجدانية، فحسب، فإن ذلك لا يمنع من أني أعرف الكثير عنه الكثير، وعن قرب، تماماً، وإن كنت لم أعمل معه في مجال العمل السياسي، بل كنت أدرك أنه ذلك السياسي الذي يعمل بعقل الشيوخ-بل بحكمة الحكماء- وقلب الشباب، ومن هنا، فإن حزب الوحدة- صانه الرب متماسكاً كما عرفناه- ليعد أحد أكبر الأحزاب الكردية في سوريا، وإن أباشيار كان شعاره في المرحلة الحالية” الحفاظ على الذات وعدم المغامرة، لئلا يلحق الأذى بأي كردي” وهو من صلب سياسته ضمن المعادلة الوطنية.
لقد تم التدليس على أبي شيار، أكثر من مرة، وثمة ما كان يقوله- ويدفع الضريبة على التزامه بقولة الحق- أكد صوابيته، وإن كنت هنا، أستعرض آراءه، فحسب، بروح حيادية، وهي أمور حبذا لويتاح لنا أمر تدوينها، مادام أنه لم يقصر في الدفاع عن أصدقائه، والمناضلين في وجه بائسي الحوار والمهزومين.
مؤكد أن الحركة السياسية الكردية في سوريا، بل والحركة السياسية السورية-عموماً- قد خسرت برحيل إسماعيل عمر، أحد أنبل وأنقى وأطهر الساسة الوطنيين، على الإطلاق، وأكاد لا أجد إلا قلة نادرة قد تتمتع بخصال هذا القائد الاستثنائي، كأحد قديسي السياسة- وإن كان يدفع كثيراً ضريبة طهرانية روحه وبراءتها- بعيد الرؤية، متروياً في مواقفه، استطاع أن يكون رقماً تنظيميا ًصعباً في النضال السياسي السلمي، الوطني، من دون أن يساوم-مثقال ذرة- على إنسانه، بل ومن دون أن يجعل من موقفه وسيلة موقوتة للدعاية الحزبية، أو الشخصية ، بأشكالها المتعددة المرفوضة في عرف هذا الرجل الشاهق كجبل كردي.
-غداً، ستكون قامشلي ناقصة، بعد غياب نجلها البار، الوفي،إسماعيل عمر.
وغداً، فإن الرقم المدون في هواتفنا باسم أبي شيار، سيظل بارداً، لن يرد، وسيحس كل بيت كردي أن فرداً منه قد غاب وإلى الأبد.
غداً: أول يوم في صفحة قامشلي من دون أبي شيار
غداً أول يوم في تاريخ كرد سوريا من دون أبي شيار
وداعاً أبا شيار- معملي- وصديقي، ولكم يعتصر الألم قلبي لأن مسافة أربعة آلاف كيلومتر، تبعدني عن الأهل والأصدقاء، وهم يشيعونك إلى مثواك الأخير، في مسقط رأسك –قره قوي- التي عزيناك فيها أكثر من مرة، برحيل أبيك، وأمك، وإن كنت في قرارتي أريد أن يكون ذلك في إحدى مقابر قامشلي، التي أحببتها منذ مطلع شبابك، حتى آخر نبضة في قلبك الذي أتعبه حب الأهلين ومواجعهم.
طوبى لتراب قره قوي يحتضن ذلك الجسد الطاهر
طوبى لروحك التي لم تهدأ من أجل أهليك
طوبى لأبويك اللذين ستحل ضيفاً عليهما في صباح يوم غد الثلاثاء
طوبى لك مؤدياً رسالتك على أكمل وجه.
وصبراً، لنا جميعاً، ونحن نضطر أن نتهجى غيابك الصافع المرير..!
عصر18-10-2010

قتلناك بجهلنا يا أسما… عيل
عمر كوجري
أكثر من مرة أقف متهيباً، كسير الفؤاد أمام الحروف للكتابة عن الفقيد الأستاذ إسماعيل عمر، وذكر مناقبه وخصاله الحميدة، ولأردَّ له بعضاً من دينه علينا نحن محبيه  تقديراً لوفائه وسخائه بلا حدود من أجل الوطن.. كللل الوطن فأفقد الحماسة، ربما لجهة أن الكلمات لا تعيد إلينا عزيزاً، ومن جهة ثانية ربما تعب قلبي وهو ينسج أغنيات الرحيل للوديعين .. الرائعين الكبار، تعبه وهو يدمي كمداً على أحبة كانوا عنوان الجمال في حياتنا.. لكنهم آثروا الرحيل، ومضوا إلى غامضهم الواضح، واشتهوا السباحة في بحر الملكوت.
وربَّما لأن عيني وهي تفيض بالعبرات المدرارة كلما خطرت ذكرى هؤلاء الكبار على سجية أميرة الرثاء الجاهلية.. تعبت، وأصابها البلى لكثرة من يرحلون كالوميض الذين كانوا حتى الأمس يضعون لنصوص الفشل واليأس اليأس الكبير في حياتنا أحلى العناوين.
الفقيد الراحل إسماعيل عمر كان من طينة الكبار.. كان عالياً وشامخاً في كل مواقفه.. دقيقاً.. متزناً حكيماً.. لذا كانت خسارته وفي هذا الزمن المر مدوية لعموم السوريين وبمختلف مشاربهم وطوائفهم ومؤسساتهم السياسية، وأدخلت الكربة والحزن في قلوب كل من عرفوه شخصياً، وتواصلوا، وتناقشوا، واختلفوا معه، لكنه – وهو العالي- لم يكن يقطع حبال الود بمجرد اختلافك معه، وهو الذي بمستوى حضوره الجميل كان غائباً كثيراً ومتوارياً أكثر.
لذا لم أصدق كغيري من أحبته أنه رحل بتلك السرعة، وهو السليم ” ظاهراً”  حيث كان يفاجئ الكثيرين بعمره الحقيقي، إذ عُدَّ دائماً شيخ شباب المسؤولين الكرد.
الفقيد «إسماعيل عمو» كما كنا نتداول اسمه وسيرته العطرة في نقاشاتنا التي بدت بعمومها عقيمة، كان بارعاً في قراءة واقع أهله الكرد في وجه التخصيص، وأهله السوريين في وجه التعميم، لم يكن متهوراً.. ولا مندفعاً.. ولا سباقاً لالتقاط مواقف ظنها زملاؤه من أهل الصف الأول من حركتنا أنها هي المسار الصحيح، فلم يقبضوا إلا على الريح، وولوا يمنحون أقدامهم الكسيحة للريح عند أول اختبار، لكنهم لم يعلنوا فشلهم في سياساتهم” الرعناء” بل اعتبروا أن ذلك المنصب كمالاً ما بعده كمال، ومزية ما بعدها مزية، فاستأسدوا على رفاقهم وأهلهم، وثمة مَن أمن لأهله حياة رغيدة، وترك الرفاق يكتوون بالنار من كل الجهات دون أن ترف له جفن، وآثر الهجرة مع الطيور، لكن الطيور لها هجرة سنوية، أما هم فبدلوا ياقات قمصانهم، ومعتقداتهم وقيمهم من أجل هواء أكثر برودة حسبما يظنون.
بقدر ما قدرت مواقف إسماعيل، بقدر ما حوربت من ضعاف النفوس والصائدين في الماء “الحرام”
لكن .. بعضُ كردنا بارعون في وأد الأحلام الجميلة لشعراء من منزلة ” إسماعيل عمو” ونسف قراءاتهم للواقع والظروف.
لقد ساهمنا في قتل إسماعيل عمو بهذا الشكل أو ذاك، والأزمة القلبية لا تأتي من عدم.. إنها تراكم وركام أحزان وخيبات كثيرة ، فتتفجر الأوردة، وتتجلط الدماء.
إن مساهمتنا في قتل إسماعيل وغيره من الكبار هي أننا جاهلون بالمصائر التي تنتظرنا.. جاهلون بل أميون في قراءاتنا الكثيرة لكنها النافقة.. والمريضة لكل الحبائل التي تربطنا من هنا وهناك.
مشكلتنا أننا نصرُّ دائماً أن كل ما قمنا به وخططنا له، وما سننجزه هو في حكم الصحيح، وغيره هو الخاطئ.. التائه.. الضائع. لهذا ترانا نخسر كل يوم، ونرتكب الأخطاء ذاتها، دون أن تنهض عقولنا من رقادها.
نحن نساهم بقتل إسماعيل وغيره الجميلين، عندما تنفرخ أحزابنا كل يوم، وتدور حركتنا حول نفسها كالدجاجة الدائخة دون أن نستحي لا من ذواتنا ، ولا من شعبنا.
وعندما نصل إلى موقع نصدق أنفسنا أنه رسم على مقامنا، فنطوّبه بأسمائنا إلى اللحد، وعندما لانستقر على نسق ولا على نظام، فيصير كلُّ مَن زغب ريشه الطري صقراً على أهله، وأولاده، وهو البُغاث الوضيع الطيران.
لقد عيل صبرُ شعبنا يا إسماعيل بنا نحن ” الكرتونيون” الأفاقون.. الدجالون الذين لانفيق إلا وقت الكروب، ونعاود بعدها النوم متحدين جماعة الكهف وأهله وكلبهم الباسط ذراعيه، لكن بعضنا الأجمل لن تكل أصابعه، ولا متْنهُُ وهو ينقر على شباك القادمين من كردنا أن: كفانا نوماً.. كفانا ضحكاً على بعضنا.
فنمْ قريرَ العين هناك.. أيها العزيز.. فقد أراحك قلبك من حروبنا التافهة مع بعضنا البعض، واستأسادنا على بعضنا.. وتقاتلنا على التهام أجسادنا، وقتل أحلام الأطفال ليستمر تناسل الأحزاب، وتناسل الأخطاء، وغزارة الخيبات

إعلان دمشق وأحزاب ومنظمات سورية يعزون برحيل القيادي الكردي اسماعيل عمر

تنعي الامانة العامة لاعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي الى الشعب السوري وقواه الوطنية والديمقراطية الاخ اسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الكردي والعضو السابق للامانة المؤقتة للاعلان والذي توفي صباح هذا اليوم
الاثنين 18 تشرين الاول 2010 من جراء ازمة قلبية حادة في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا.
والامانة العامة لاعلان دمشق اذ تودع الفقيد اسماعيل عمر الذي تولى مسؤولية قيادية في الاعلان منذ تأسيسه قبل خمس سنوات مضت، اعطى الاعلان وحركة المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية كل جهده وطاقته مساهماً الى جانب رفاقه في الاعلان في الانجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية.
ان الوفاء لذكرى صديقنا واخونا اسماعيل عمر انما هو تأكيد على خيارات الوطنية والديمقراطية التي عمل من اجلها مع ابناء سوريا من عرب واكراد وآشوريين وغيرهم من ابناء الشعب السوري.
لعائلة الراحل اسماعيل عمر وحزب الوحدة الكردي ولجماهير شعبنا الصبر والسلوان وللفقيد الراحل الرحمة.
دمشق 18-10-2010
الامانة العامة لاعلان دمشق

………………………..
برقية تعزية من الأمانة العامة للإعلان إلى حزب الوحدة برحيل القيادي الكردي اسماعيل عمر
الرفاق الاعزاء في حزب الوحدة، الرفيق العزيز محي الدين شيخ آلي سكرتير المكتب السياسي لحزب الوحدة واعضاء قيادة الحزب وقواعده..
بمزيد من الحزن والالم تلقينا نبأ رحيل الاخ العزيز اسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الكردي الذي كان شخصية وطنية ديمقراطية صادقة في رحلة عمله السياسي، وقد عملنا معاً في اطار اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، وكان نعم الاخ والمناضل.

ان رحيل اسماعيل عمر يشكل خسارة كبيرة لنا ولكم ولكل الشعب السوري، لايعوضها سوى استمرار السير على الطريق الذي اختاره واختاره حزبكم واعلان دمشق من اجل تغيير وطني ديمقراطي في سوريا.

لكم ولعائلة الراحل العزاء والصبر وللفقيد الرحمة

الامانة العامة لاعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
دمشق 18-10-2010
الحسكة :التجمع الوطني الديمقراطي
هي ذي محافظة الحسكة تودع قامة أخرى من قاماتها فها هو الاستاذ اسماعيل عمر وافته المنية ,إثر نوبة قلبية حادة ,وها هو الموت يخطف منا وطنياً آخر ,و ما زالت مدينتا بحالة حداد إثر رحيل الوطني “كبرو تازة ” أبو بسام , ها نحن اليوم نودع شخصية وطنية أخرى من أبناء سوريا العظيمة المرحوم “إسماعيل عمر”
ونحن في التجمع الوطني الديمقراطي نقدم أحر التعازي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي “يكيتي” ولكافة الشخصيات الوطنية السورية ولذوي الفقيد أحر التعازي بفقدان المناضل الوطني “اسماعيل عمر”
لنا ولكم ولذويه الصبر والسلوان وتغمده الله برحمته .
التجمع الوطني الديمقراطي في محافظة الحسكة
الحسكة 18/10/2010
…………………
الرفاق في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي ) الشقيق :
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة الرفيق الاستاذ اسماعيل عمر ( أبو شيار) رئيس حزبكم الشقيق ، وبرحيله خسرت حركتنا التحررية الكردية والحركة الوطنية والديموقرطية السورية عموماً أحد قياداتهاالمناضلة الذي اختطفه الموت قبل الأوان .
لكن عزاؤنا بأن رفاق الفقيد سيواصلون النضال من أجل الاهداف التي ناضل الاخ ابو شيار لتحقيقها الا وهي تامين حقوق شعبنا الكردي القومية والديموقراطية ومن اجل تقدم وازدهار بلادنا سوريا.
وبهذه المناسبة الاليمة نعزي أنفسنا وجميع رفاق حزبكم الشقيق وأهله وذويه متمنين للجميع الصبر والسلوان وللفقيد فسيح الجنان .
انالله وان اليه راجعون
القامشلي في 18/10/2010م
المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردي في سوريا (البارتي)
………………
برقية عزاء
الأخوة الأعزاء في قيادة حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي ) المحترمين
أهل الفقيد وزملائه ومحبوه المحترمون.
ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ الرحيل المفجع للأستاذ إسماعيل عمر ( أبو شيار ) رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي ) أثر أزمة قلبية حادة صباح هذا اليوم 18 / 10 / 2010
إننا باسم المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا ( DAD )، نتقدم إليكم بأصدق وأطيب مشاعر الحزن والعزاء، ومن خلالكم إلى جميع رفاق حزبكم، وإلى جميع زملائه وأصدقائه في القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية والنقابية والحقوقية…، وإلى أهله وذويه وعموم أبناء شعبه الكردي والسوري.
لقد عرفنا الراحل الكبير عن قرب، فكان مثالاً للوطنية والصدق والوفاء…، مؤمناً بقضايا الإنسان وحقه في العيش بكرامة وسلام وآمان…، في ظل مجتمع يسوده الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة…، وينتفي فيه جميع صنوف القمع والقهر والإذلال والاستبداد والاضطهاد.
الأخوة الأعزاء:
أن رحيل الأستاذ إسماعيل عمر ( أبو شيار )، وهو في قمة عطائه، يشكل خسارة كبيرة ليس لحزبه ولأسرته ولأبناء شعبه وللحركة الوطنية الكردية في سوريا فقط، وإنما لعموم المجتمع السوري وحركته الوطنية والديمقراطية.
تغمد الله الفقيد واسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وألهمكم جميعاً الصبر والسلوان.
18 / 10 / 2010 المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا ( DAD )
………………
وفاة رئيس حزب الوحدة الكردي الديمقراطي المعارض في سورية اسماعيل عمر
الرأي 18/10/2010
نعى المرصد السوري لحقوق الإنسان إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) المعارض الذي توفي الاثنين جراء أزمة قلبية حادة في مدينة القامشلي شمال شرق سورية.
وإسماعيل ( 63 عاما ) كان انتخب في عام 1980 عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي) وأسس عام 1990 مع نشطاء أكراد الحزب الديمقراطي الكردي الموحد.
وفي العام 1993 انتخب في المؤتمر التأسيسي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا سكرتيرا للحزب ،وفي العام 2001 انتخب رئيسا لحزب الوحدة ، كان احد ابرز مؤسسي” تجمع إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي” المعارض المحظور سنة 2005 .
………………………………………………………….
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان التيّار الإسلامي الديمقراطي بمناسبة رحيل القيادي الوطني المناضل إسماعيل عمر

لقد فُجِع التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري بوفاة الأستاذ إسماعيل عمر-أمين عام حزب الوحدة الكردي- وهو لا يزال في قمّة العطاء ونشاط الشباب .

لقد نشأت علاقة وثيقة وصداقةٌ قوية بين حزب الوحدة الكردي والتيّار الإسلامي الديمقراطي ، على خلفية المبادئ الأصيلة الّتي يحملها كلا التيّارين والّتي تمتد جذورها في عمق الأمّة والمجتمع وقد كان الفقيد رحمه الله يعمل على تفعيلها في كلِّ مناسبة وقد استندت هذه المبادئ إلى الأسس التالية:

1-الروابط الدينية والثقافية والتاريخية المشتركة بين العرب والأكراد.

2- العمل المشترك نحو تفعيل المساواة والمواطنة الحقيقية بين جميع القوميّات والطوائف في ظل سيادة القانون ومن خلال دولة مدنية ديمقراطية تحترم الإسلام من خلال الدستور وهو دين الأغلبية والموجه الثقافي لباقي الطوائف الأخرى.

3- العمل على إزالة الضيم عن ما أصاب إخواننا الأكراد من تهميش وطمس لهويتهم الثقافية والوطنية نتيجة سياسات ماضوية لم تستطع السلطات التحرر منها بعد.

4-التركيز على وحدة الوطن السوري أرضاً وشعبا والتبرؤ من العناصر الإنفصالية الأقلوية.

5- الإبتعاد عن كل ما يسيء إلى العمل الوطني السلمي المعارض من شبهة الإمتدادات الخارجية الأجنبية.

6- العمل على توحيد المعارضة الوطنية السورية البناّءة من أجل تفعيل سيادة القانون العام وإغلاق ملفات حالة الطوارئ والكف عن الإعتقالات العشوائية والإفراج عن المعتقلين السياسيين تحت شتّى المسميات والوصول إلى مناخ كامل لحرّية الرأي والتعبير والتعددية السياسية من خلال قانون حر وشفّاف للأحزاب السياسية والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية بعد إنهاء القضايا الإنسانية العالقة للمغتربين والمهجرين القسريين والمفقودين وصولاً لطي صفحة الماضي الأليم.

إنّ الأخ القيادي الراحل إسماعيل عمر كان يحمل فكراً سياسياً مبدعاّ وأخلاقاً كريمة عالية ولذلك كان لا يتوانى عن التواصل مع الجميع وخاصةً مع التيار الإسلامي الديمقراطي للإرتقاء بالمجتمع والدولة من خلال المبادئ المشتركة المذكورة عملاً على الوفاق العام دون تهميش أو غرور من بعض الأطراف المعارضة القليلة.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه وعزاؤنا لإخواننا في حزب الوحدة بوجود شخصيّات وكوادر واعية مناضلة تحمل هموم شعبها ووطنها تسير على خطا الفقيد الراحل

العزاء كل العزاء لحزب الوحدة والشعب العربي والكردي على السواء ولكافة فصائل المعارضة والصبر والسلوان لأهل الفقيد وذويه وأعظم الله أجر الجميع ورحم الله الفقيد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

دمشق 12 ذي القعدة1431هج.

الموافق19/10/2010 م. التيّار الإسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري
………………….
نص كلمة الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي)
في مراسم تشييع الراحل الكبير الأستاذ إسماعيل عمر/رئيس الحزب
*********************
أيتها الأخوات
أيها الأخوة والأصدقاء ممثلو المنظمات والأحزاب الوطنية السورية والشخصيات العربية المستقلة…
باسم الهيئة القيادية لحزب الوحــدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي) نرحب بكم ليس ضيوفاً يشاركوننا في هذه المناسبة الأليمة، بل كإخوة أفاضل وأصدقاء أعزاء، دفعَ بهم حسهم الوطني والإنساني النبيل ليتحملوا عناء السفر والمجيء إلى هذه القرية من ريف الجزيرة لنتشاركَ معاً في مراسيم دفن جثمان رئيس حزبنا الأستاذ إسماعيل عمر الذي لطالما كان واثقاً كلَّ الثقة وحريصاً كل الحرص على إبراز حقيقة كون بلدنا سوريا وطناً للجميع تجمعنا خيمة واحدة وعلَمٌ واحدٌ، لتتضافر وتتكاتف جهود جميع القوى الوطنية والديمقراطية وكل من تعزّ عليه سمعة ومكانة سوريا وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، للمضي قدماً صوب تحقيق مزيد من الألفة ونبذ مختلف أشكال التمييز والتعصب والاستعلاء القومي أو الديني، وذلك دفاعاً عن مصالح ومستقبل شعبنا السوري بعربه وكرده وجميع شرائحه.
إننا أيها الأخوة سنسعى جاهدين لنكون عند حسن ظنكم في متابعة مسيرة العمل من أجل غدٍ أفضل لا مكان فيه للعسف والتمييز، غدٍ يعلو فيه القانون ويسود على الجميع، وذلك كي نكون أوفياء للقيم والمبادئ التي كان يحملها أخوكم الراحل إسماعيل عمر الذي كرّسَ جهدَه دفاعاً عن قضية الديمقراطية وتأمين حقوق شعبنا الكردي في إطار حماية وتمتين وحدة البلاد أرضاً وشعباً من خلال حثّ الخطى لعقد مؤتمرٍ وطني كردي ينجم عنه خطابٌ سياسي عقلاني وتنبثق عنه ممثلية سياسية بمثابة مرجعية وطنية كردية، على طريق مواصلة المسعى لعقد مؤتمر وطني شامل تشارك فيه من هم في الجبهة الوطنية القائمة وخارجها للتباحث في الشأن العام وصولاً إلى طرح عقد اجتماعي جديد تسود فيه مبادئ العدل والمساواة واحترام التنوع القومي والديني والثقافي.
إن الرحيل المفاجئ للرفيق إسماعيل عمر لم يشكلْ خسارة فادحة لحزبنا فحسب، بل خسارة لمجمل الحراك الوطني الديمقراطي في بلدنا سوريا.
مرة أخرى نتقدم منكم بجزيل الامتنان راجين العلي القدير ألا يفجعكم بفاجعة، متمنين لكم الصحة والسلامة ودوامَ العمل لما فيه خير هذا الشعب والوطن.
الهيئة القيادية
لحزب الوحــدة الديمقراطي الكردي في سوريا(يكيتي)
19/10/2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى