من طرائف …. الأرياف
أشارتْ إلىّ خاصرتها اليُمنّى من جهةِ الظهر , فَوقَ الكُليّة اليُمنّى , و قالت : هاهُنا مَوضّع الألّم ؟
سألتها : و ماذا عن الجهةِ اليُسرى .. هلْ هناكَ ألم
… لا … فقط مِن هذه الجهة .
هلْ قُمتِ بعملٍ عَنيف , كَحملِ شيءٍ ثَقيل أو ما شابه .
هّزت رأسها نافية …
حسناً : هلْ لاحظتِ تغير في لونِ البول , أو هناك حرقة … أو صعوبة أثناء التبول ؟؟
…. لا أعرف ؟؟؟!!!
كيفَ لا تعرفين … أيُعقل هذا ؟!
لستُ أنا المريضة .. يا دكتور .. شقيقتي الكبرى هي المريضة !! لكنها لا تستطيع المجيء .. فأخبرتني ماذا أفعلُ أمامك .. لكنها نسيتْ .. أنْ تُخبرني عن الحرقةِ و عسرة التبّول …. , و بقية الأشياء الأخرى التي ذكرتها .
……………………………………….
هّي تجاوزت عتبة الثمانين عاماً بالتأكيد … نحيلةٌ .. ذات تراسيمٌ تحوي بالطبية ككلِ من هّن بمثلِ سنها ..
قالت : أشكو يا بني .. من وهن و ضعف … و فقدان شهية و ألم في المفاصل .. و جفاف في الجلد و ضعف في النظر …… هّي ذكرت كل ما درستهُ أنا بالتأكيد … و ربما أكثر .
حسناً يا جدتي : إسمّحي ليّ بأن أقيس الضغط عندكِ ..
بالفعل و ليس إكتشافاً .. كانت تعاني من إنخفاض الضغط , عدا أعّراض تقّدم العمر التيّ ذكرتها هي آنفاً .
إسمعي يا جدتي … كل ما ذكرتيه يتعلق بالسن و ليس مقتصرٌ عليكِ …
عليكِ بالغذاء الجيد و الحركة المعتدلة .. فأنتِ تخافين المشي .. كما أخبرني أبنك …. و يجب إضافة بعض حّبات الملح على طعامكِ المعتاد لتساهم برفع الضغط …
قالت : و إذا لَمْ … لم يرتفع الضغط … ماذا أفعلْ ؟! .
قلتُ ( مازحاً ) : تابعّي قناة التلفزيون الوطني ؟؟؟!! فهّي ترفع الضغّط بالتأكيد
مّرت عدة أيام … جاءت بعدها حفيدتها لتخبرني بأن جدتها تبلغنيّ تحياتها و تتسأل إن كانَ بإمكانها تغير القناة التي وصفتها لها … لأنها تُسببُ لَها الصداع … و طنين في الأذن اليسرى …
……………………………………….
عبدوش : عجوزٌ في بداية السبعينات من عمره …. هوايته المفّضلة .. إلتهام كل ما يقع تحت يديه مّن أدوية …. لكنّه يأتي في اليوم التالي ليُخبرني و يريني ماذا تناول …. و حُجته في ذلك : بأنه إذا أراني الدواء قبل أن يتَناوله …. سوف أمنعه … لذا و الكلام له : آخذ الدواء أولاً و أتيك … مستفسراً عمّا تناولته تالياً .
ذات يوم … جاءني و في يديه علبه دواء —– تستخدم لتنظيم الدورة الشهرية عند النساء ؟!
سئلني : لأي شيءٍ يُستخدم هذا الدواء يا طبيب
قلت : و مّن أينَ لكَ هذا الدواء يا عّم ….
قال : وجدته فوق الثلاجة .. هذه الملعّونة زوجة إبني على ما يبدو أنها أخفته عنيّ … لعنة الله عليها , كما هي بخيلة و شريرة ؟!..
عّم دعدوش : هذا الدواء مخصص لتنظيم الدورة … فهل عندك مشاكل و إضطرابات في الدورة …
سكت و نظر إليّ بتمعن … ثم قال : أتعرف أنك طبيب فهيم , بل و أنك أشد دهاءً من المُشرف الزراعي …. كان عندي مشاكل في الدورة الفلاحية , إذ أنني هربت منها لمدة يومين … و لم يعرف المُشرف بذلكِ … و أنتَ عّرفت بمجرد النظر إلى علبة دواء … بأنه كانَ عندي مشاكلٌ في الدورة … يتابع : العلم … بحر .
……………………………………….
قالت ليّ بعد أن أنهيت فحصها و وصف الدواء لها .. بأن شقيقة زوجها الصغرى الطالبة في المّرحلة الدراسية الأخيرة … تبلغني تحياتها … و تستفسرُ عن سببِ تعرقّ يديها الشديد …. و بعض الأمور الأخرى …
قلتُ لها : و أين هي ّ الآن … و لماذا رفضت الحُضور معكم ..
حسناً .. كيف أفحصها و أضع لها تَشَخِيصاً صَحِيحاً و هّي تبعدُ عنيّ حواليّ الكيلومتر الواحد على الأقل ..
لّم ترد علّي .. و لا الفتاة التي جاءت برفقتها …
تابعتُ .. يعنّي أتريد منيّ أن أقومَ بالفحص عنْ طريق الـ بلوتوث ….. إذهبي إليها و دَعيها تشغّل بلوتوث الجّوال .. و أنا من عندي .. أشّغل … بلوتوث جَوالي و نبدأ المعاينة .. فور إتمام الإتصال !!! .
ردت : طبيب .. ليسَ عندنا سوى جوالٌ واحدٌ .. هو لزوجي .. أي شقيقها … و هو الآن ليس في البيت , هل من المّمكن أن نستخدم جوال .. جارتنا …. سنعطيك الرقم … الآن إذا شئت .
http://walidsham.wordpress.com