صفحات من مدونات سورية

خليك منتصب يا حبي

* يوميات مسؤول
قررت محطة مواطن مرتاح ع الآخر ، في زمن صارت فيه بلد العجائب سوريا يابان الشرق كما يصرح المسؤلون فيها ليل نهار أن تقوم باستطلاع حي و مباشر عن واقع النقل في البلد ، و فيما حلت معظم البلدان ازدحامها المروري عبر ابتكار أساليب متعددة كمترو الأنفاق و الطرق الدائرية و القطارات السريعة و الجسور المعلقة ، حتى أنه في الصين بلد المليار و النصف نسمة اخترعوا الباصات المقنطرة التي يستقلها الركاب في الأعلى في حين تمر أسفلها السيارات الصغيرة بأريحية كبرى !
تفادياً لأي إحراج اختارت المحطة مدينة على الأطراف ، دخلت عليها مؤخراً خدمة النقل الداخلي من قبل القطاع الخاص ، لضمان تخديم المواطنين و إيصالهم إلى أعمالهم ، كونها خدمة رخيصة و مرغوبة ، و خلال خمس دقائق مرت ثلاث باصات ممتلئة عن آخرها يقف الراكب فيها على الباب من شدة الزحمة ، حينها أطلق المعلق عبارة ممزوجة بالدهشة : كلو عالواقف … يا حرام !
و الله كله ع الواقف … بباصات النقل معلق متل الخاروف ع شناكل المسلخ ، أمام الدوائر الحكومية مصلوب حتى يحن عليك موظف و يطج حافرو ، ع بواب الأفران و السفارات بالصف مشان رغيف خبز أو فيزا ، بس لا تزعل كتير مش على طول المواطن هيك ، الله يديم النعمة علينا ، ببيت الرب ع ركوع و سجود و الله أكبر إنا عباد الله ، و لما يطلبك المدير تأتيه زحفاً أو على بطنك ، أما لما الشباب يستضيفوك يمهم  أول كلمة بتحفظها منبطحاً و ع كواع و ركب ، لذلك حضرة السيد المواطن خليك واقف و منتصب القامة و أنا امشي !

http://nawarshash.com/?p=6262

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى