حتى البطاطا !!!
ككل المواطنين السوريين المتعبين ، ينتظر نهار الجمعة ليسرق ساعة نوم من عين الزمن ، و ككل الرجال المتزوجين لا يحلمن بأن تتحقق هذه المعجزة ، فما أن تدق الساعة السابعة صباحاً ، حتى توقظه أم العبد ، يا رجل استيقظ الأولاد جاعوا ، حق كيلو البطاطا خمسة و ثلاثون ليرة سورية بالدكان ، روح ع سوق الجمعة الأسعار أرخص ، و بدنا … و بدنا ، و ليتخلص من نقها الذي لا يتوقف ، يلبس ثيابه و يمضي إلى السوق .
هناك كل شيء متوفر ، ناس من كل الأجناس و الألوان ، و بضائع وصلت حديثاً و أخرى من العصر الحجري ، خضار و ملابس و خزائن ، ووين بدك تفتل يا أبو العبد ، صاير سوق الجمعة مثل شارع تل أبيض أسعاره نار ، ما البلد في ازدهار مستمر و عم تتطور ، و بالنقود التي يملكها يا دوب يشتري حق عشر كيلوات بطاطا و أجرة التاكسي ، و في غمرة ضياعة سمع صوتاً يصرخ البطاطا بعشرين ، الحمد لله بعد كل هالفتلة لقينا المطلوب ، و اشترى شوال بطاطا و رجع مبسوط ، أكيد أم العبد راح تفرح و تبطل تزنّ براسي .
رجع عالبيت متل الملك ، وضع الكيس في خلقتها ، و على أساس راح يكمل نومته ، عشر دقائق بالتمام و الكمال ، أتته برقية استنفار عاجلة من أم العبد مع سيمفونية “ولي” طويلة و ممطوطة ، و أتى إليها يتعوذ و يحوقل : خير يا مرا ؟! قالتلو : طلعت البطاطا حامل !!!! كل حبة كبيرة معفنة جواتها حبة بطاطا صغيرة ، ما بتطلع بالشوال قبل ما تجيبه ؟ ، الله يرحم أهلي لما خطبتني قالوا عنك حمار و ما صدقتهم ، طلعت أنا الحمارة !!!
كان يحكي لنا الحكاية و يخبط على رجله ، فسألته : أكيد اشتكيت على التاجر ، قال : لا و الله … طلع من الذوات و كان راح يوديني عالشرطة بتهمة تشويه السمعة ، أيه طول بالك يا أبو العبد ، منيح كان شريف و حطلك بطاطا صغيرة بدل الحجار و قلك روح قاتل بفلسطين ، مو بس البطاطا حامل هالبلد إلها حامل بحكومة عشر سنين مصت دمها و دمنا و ما عرفت روحتها ، و بعلمي أبو العبد حدي و إذا قفاه يختفي آخر الشارع ، طول عمرك يا أبو العبد تمشي الحيط … الحيط و أنا خايف شي يوم يوقع هالحيط عليك ، و إذا طيف سيدنا عزرائيل يطل علي و أنت يا أبو النور ضلك حامل هالسلم بالعرض ، و لا بد بشي نهار تجيك ستيشن و يشحطوك ، ساعتها راح تتمنى أنك برفقتي !
http://nawarshash.com/?p=6452