إمام الجامع الأموي البوطي يعزو سبب انحباس المطر عن سوريا: الى المسلسل التلفزيوني “ما ملكت أيمانكم” وطرد المنقّبات
انتقد امام الجامع الاموي في دمشق الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الدعوة الى صلاة الاستسقاء بالطريقة التي جرت في سوريا، وأرجع عدم هطول الأمطار إلى بثّ مسلسل درامي في شهر رمضان الفائت، وإلى قرارات صادرة عن وزير التربية السوري.
وحذّر الشيخ البوطي في درسه الأسبوعي الجمعة الماضية والذي تلا الدعوة الى صلاة الاستسقاء قبل أيام، من أن عدم الرجوع عن هذه القرارات الوزارية، وعدم توبة الممثلين في المسلسل ستؤدي إلى أخطار لم يحددها، إنما قال ان شح الأمطار هو بدايتها فقط.
واضاف: “يا عباد الله، تعلمون أننا قد دُعينا إلى إقامة صلاة الاستسقاء في هذا اليوم، ونظراً إلى أن ميعاد هذه الصلاة متداخلة مع صلاة الجمعة كما ترون فلسوف نسير في تنفيذ الذي دعينا إليه على النحو التالي: ستكون الخطبة الثانية خطبة استسقاء، ننفذ فيها السنة المأثورة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ونكثر من الالتجاء إلى الله عز وجل بالتضرع والدعاء، ثم إننا نصلي كالعادة ركعتي الجمعة ثم نتبعهما بركعتي صلاة الاستسقاء وهي كصلاة العيد تماماً ليس بينهما أي فرق، وهكذا نكون قد جمعنا بين هاتين الشعيرتين، صلاة الجمعة التي تحتضن في الوقت ذاته صلاة الاستسقاء”.
كان الشيخ البوطي قطع درسه الأسبوعي عند حديثه عما فعله المأمون بالإمام أحمد بن حنبل بعد تأثره بالمعتزلة، وقال للحضور أنه استخار الله في أن يحدثهم في “أمر من الأمور الناجزة التي تشغل بالنا اليوم”.
وأشار إلى صلاة الاستسقاء وشح الأمطار وقال: “هناك أسباب لهذه البلية إذا ارتفعت ستنهمر الأمطار من دون صلاة الاستسقاء، وإذا بقيت ستجدون أن هذه الحالة ستستمر وتتطور”.
وفي شرحه للأسباب أوضح أن السبب الأول هو ما سماه “المسلسل المشؤوم الذي بعث الشؤم في هذا البلد”، موضحاً أنه سبق ونبه إلى هذا الخطر منذ أربعة أشهر، في اشارة إلى انتقاده مسلسل “ما ملكت أيمانكم” للمخرج السوري نجدت أنزور. وقال أن السبب هو انتقاد أصحاب المسلسل للقرآن، من خلال إسمه، واتهامه القرآن بأنه “يرسخ الذكورية في المجتمع ويرسخ مجتمع الجواري في النساء، ثم وجد من احتضن هذا المسلسل ونشره ونثره خلال ثلاثين حلقة”.
وأما عن السبب الثاني، فقال أن الرئيس بشار الأسد أصدر توجيهاً بمنع النقاب في قاعات التدريس والدراسة وفي قاعات الامتحان. وأشار إلى أنه كان في مقدمة من أيدوا ذلك القرار “لأن مجالس العلم سبب من أسباب الرخصة في ما يتعلق بالنقاب”. وأضاف: “لكن وزير التربية، أصلحني الله وإياه، أصدر أمرا بطرد نحو 1200 مدرّسة صالحة، قيل بسبب النقاب… وليس فيهن واحدة تفقد عقلها لتقف تدرس والنقاب على وجهها!”. وتساءل: “لكن لماذا طردن؟ لأنهن متدينات ولأنهن حريصات على دينهن!”
وأشار الى تأثير هذا القرار بالقول أن هؤلاء المطرودات “يبكين في الليالي الحالكات. يدعون الله. ظلمن من دون موجب، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: اتقِ دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب”.
أما السبب الثالث والأخير الذي أشار اليه في درسه، والذي يؤدي إلى شح الأمطار، فهو ما سمّاه المدارس الخاصة، في إشارة إلى الإنذارات التي تلقتها المدارس الخاصة السورية بسبب تشددها من الناحية الدينية، وقال : “نضع أولادنا فيها كي نربيهم تربية دينية، ما دخلكم بنا ؟! سجادة الصلاة ممنوعة، والمصاحف الدينية ممنوعة، ولا يجوز فصل الذكور عن الإناث في المرحلة الابتدائية! لماذا هذه المعاداة لمظاهر الدين؟” مضيفاً: “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر…”
لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام النجاة من هذا الخطر وربطه بزوال هذه الأسباب فقال “ان زالت هذه الأسباب باذن الله ستجدون الرخاء قد عاد، وان بقيت هذه الأسباب، فالأمر خطير هذه هي سنّة ربّ العالمين، استمرار هذا الأمر بهذا الشكل ينذر اكبر معين للماء بالنضوب”.
وفي حديثه عن كيفية زوالها، طالب مخرج مسلسل “ما ملكت أيمانكم” والممثلين فيه أن يتوبوا إلى الله ويعلنوا خطأهم، كما طالب بـالتراجع عن قرارات وزير التربية وبـ “ردّ الظلامة عن المدرسات وإعادتهن”
وفي سياق متصل، انتقد في الدرس ذاته، الطريقة التي دعي الناس فيها الى صلاة الاستسقاء، وتحديداً في أن يصلي الناس فرادى في مساجدهم ويتداعون فيما بينهم إلى التوبة ورد المظالم. وقال “ليس هذا المأثور عن المصطفى”. وذكّر بأن صلاة الاستسقاء بحسب فقهاء المسلمين يسبقها صوم لثلاثة أيام وتتم جماعياً في مكان واحد لا كل بحسب المسجد الذي يصلي فيه. وأضاف: “إذا صلوا الاستسقاء من دون هذه الشروط، لن يستجاب الدعاء، وعندئذ ستكون نتيجة هذه الصلاة أن نسمع الاستهزاء والاستخفاف بنا…”.
وذكر في حديثه أنه في أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، اقترح قيام صلاة الاستسقاء بشروطها وقيودها كاملة، وأبلغها الى الرئيس الراحل، وتمت الدعوة باسمه واجتمع نحو نصف مليون من الناس في سوق الحميدية ومحيط المسجد الأموي بدمشق… وفي آخر الأسبوع هطلت الأمطار ثم أعقبتها الثلوج.
ونقل موقع “نسيم الشام” الإسلامي المقرب من الشيخ البوطي كلامه صوتا وصورة.
دمشق – من جوني عبو
النهار
البوطي يربط شحّ الأمطار بـ “طرد المنقبات” ومسلسل “ما ملكت أيمانكم”
انتقد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الدعوة لصلاة الاستسقاء بالطريقة التي تمت الدعوة إليها في سورية، وأرجع عدم هطول الأمطار إلى بثّ مسلسل درامي في شهر رمضان الفائت، وإلى قرارات صادرة عن وزير التربية السوري.
وحذر الشيخ البوطي في درسه الأسبوعي والذي تلا الدعوة لصلاة الاستسقاء منذ أيام، من أن عدم الرجوع عن هذه القرارات الوزارية، وعدم توبة الممثلين في المسلسل ستؤدي إلى أخطار لم يحددها إنما قال ان شح الأمطار هو بدايتها فقط.
وكان الشيخ البوطي قطع درسه الأسبوعي عند حديثه عما فعله المأمون بالإمام أحمد بن حنبل بعد تأثره بالمعتزلة، وقال للحضور أنه استخار الله في أن يحدثهم في “أمر من الأمور الناجزة التي تشغل بالنا اليوم”. وأشار إلى صلاة الاستسقاء وشح الأمطار وقال: “هناك أسباب لهذه البلية إذا ارتفعت ستنهمر الأمطار بدون صلاة الاستسقاء.. وإذا بقيت ستجدون أن هذه الحالة ستستمر وتتطور”.
وفي شرحه للأسباب أوضح أن السبب الأول هو ما أسماه “المسلسل المشؤوم الذي بعث الشؤم في هذا البلد” موضحاً أنه سبق ونبه إلى هذا الخطر منذ أربعة أشهر، في اشارة إلى انتقاده مسلسل “ما ملكت أيمانكم” للمخرج السوري نجدت أنزور. وقال البوطي أن السبب هو انتقاد أصحاب المسلسل للقرآن ، من خلال اسمه، واتهامه القرآن بأنه “يرسخ الذكورية في المجتمع ويرسخ مجتمع الجواري في النساء (…) ثم وجد من احتضن هذا المسلسل ونشره ونثره خلال ثلاثين”.
وأما عن السبب الثاني فقال البوطي أن الرئيس بشار الأسد أصدر توجيهاً بمنع النقاب في قاعات التدريس والدراسة وفي قاعات الامتحان. وأشار إلى أنه كان في مقدمة من أيدوا ذلك القرار “لأن مجالس العلم سبب من أسباب الرخصة فيما يتعلق بالنقاب”.
وأضاف البوطي: “لكن وزير التربية، أصلحني الله وإياه، أصدر أمرا بطرد حوالي 1200 مدرسة صالحة، قيل بسبب النقاب… وليس فيهن واحدة تفقد عقلها لتقف تدرس والنقاب على وجهها!!!”. وتابع البوطي: “لكن لماذا طردن؟ لأنهن متدينات ولأنهن حريصات على دينهن!!”
وأشار البوطي لتأثير هذا القرار بالقول أن هؤلاء المطرودات “يبكين في الليالي الحالكات… يدعون الله… ظلمن بدون موجب، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: اتقي دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب”.
أما السبب الثالث والأخير الذي أشار له البوطي في درسه، والذي يؤدي إلى شح الأمطار، فهو ما أسماه المدارس الخاصة، في إشارة إلى الانذارات التي تلقتها المدارس الخاصة السورية بسبب تشددها من الناحية الدينية وقال البوطي: “نضع أولادنا بها كي نربيهم تربية دينية، ما دخلكم بنا…؟! سجادة الصلاة ممنوعة، والمصاحف الدينية ممنوعة، ولا يجوز فصل الذكور عن الإناث في المرحلة الابتدائية!! لماذا هذه المعاداة لمظاهر الدين؟” مضيفاً: “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر…”
لكن الشيخ البوطي ترك الباب مفتوحاً أمام النجاة من هذا الخطر وربطه بزوال هذه الأسباب فقال: “ان زالت هذه الأسباب باذن الله ستجدون الرخاء قد عاد، وان بقيت هذه الأسباب، فالأمر خطير (…) هذه هي سنّة ربّ العالمين، استمرار هذا الأمر بهذا الشكل ينذر اكبر معين للماء بالنضوب”. وفي حديثه عن كيفية زوالها، طالب البوطي مخرج مسلسل “ما ملكت أيمانكم” والممثلين فيه أن يتوبوا إلى الله ويعلنوا خطأهم، كما طالب بـالتراجع عن قرارات وزير التربية وبـ “ردّ الظلامة عن المدرسات وإعادتهن”
وفي سياق متصل، انتقد البوطي في ذات الدرس، الطريقة التي دعي الناس فيها لصلاة الاستسقاء، وتحديداً في أن يصلي الناس فرادة في مساجدهم ويتداعون فيما بينهم إلى التوبة ورد المظالم. وقال “ليس هذا المأثور عن المطصفى”. وذكّر بأن صلاة الاستسقاء بحسب فقهاء المسلمين يسبقها صوم لثلاثة أيام وتتم بشكل جماعي في مكان واحد لا كل بحسب المسجد الذي يصلي فيه. وأضاف البوطي: ” اذا صلوا الاستسقاء بدون هذه الشروط، لن يستجاب الدعاء، وعندئذ ستكون نتيجة هذه الصلاة ان نسمع الاستهزاء والاستخفاف بنا…”.
وكان الرئيس السوري قد دعا يوم الأحد الماضي لصلاة الاستسقاء، وأهابت وزارة الأوقاف بأئمة وخطباء المساجد إقامة الصلاة في جميع مساجد المحافظات السورية. وهو ما حدث فعلاً ظهر اليوم الجمعة.
وذكر البوطي في حديثه أنه في أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد، اقترح قيام صلاة الاستسقاء بشروطها وقيودها كاملة، وأبلغها للرئيس الراحل، وتمت الدعوة باسمه واجتمع حوالي نصف مليون من الناس في سوق الحميدية ومحيط المسجد الأموي بدمشق.. وفي آخر الأسبوع هطلت الأمطار ثم أعقبتها الثلوج.