سوريا، يا وجعا في القلب
نضال الصالح
أعلنت المضيفة عن قرب وصولنا مطار دمشق وطلبت من الركاب ربط الأحزمة والإمتناع عن التدخين. بدأت طائرة الخطوط الجوية التشيكوسلوفاكية تهبط وتحط على أرض المطار وأخذت محركات الطيارة تبطئ دورانها حتى وقفت بالكامل وبدأ المسافرون يستعدون للهبوط.
كان على متن الطائرة وفد من الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، حضر إلى سوريا بناءا على دعوة من حكومة الجبهة الوطنية في سوريا بقيادة حزب البعث والتي كانت تضم وزراء عن الحزب الشيوعي السوري. جلس بجانبي مرافق للوفد وهو شيوعي أردني معروف كان يدرس وقتها في براغ و أصبح بعد سنوات رئيسا للحزب الشيوعي الأردني.
نزلت من الطائرة وافترقت عن أعضاء الوفد الذي كان في إنتظارهم بعض المسؤوليين السوريين وتوجهت إلى شباك الهجرة والجوازات. وقفت في الصف الطويل أنتظر دوري، حاملا بيدي جوازي السفر الأردني. كان السفر إلى الأردن من تشكوسلوفاكيا يمر إما عبر بيروت وإما عبر دمشق، فلم يكن بين تشيكوسلوفاكيا والأردن في ذلك الوقت أي علاقات دبلوماسية ولم يصل البلدين أي خطوط جوية.
قدمت جوازي لضابط الجوازات وانتظرت. تصفح الرجل جوازي بعناية ثم أخرج من الدرج قائمة أخذ ينظر فيها ثم تصفحني وطلب مني الوقوف جانبا، فوقفت. وقفت منتظرا أكثر من نصف ساعة حتى جاء رجلان في ملابس مدنية أشارا إلي بصمت أن أتبعهما، ففعلت. أدخلوني إلى غرفة صغيرة وطلبا مني الإنتظار، ففعلت. لقد علمتني التجربة أنه لا فائدة من الجدال مع قوات أمن ومخابرات الدول العربية، فإنك إن فعلت فلن تصل إلى نتيجة لأن الحوار العقلاني مع أفراد الأمن والمخابرات في بلادنا مستحيل.
بعد ساعة عادا ومعهما شرطي وضع يدي في الأصفاد وطلب مني اللحاق به، ففعلت. ذهبنا إلى مكان وصول الحقائب وطلب مني أخذ حقيبتي، طلبت منه أن يحرر يدي حتى أستطيع أن أحمل الحقيبة الثقيلة فرفض. حملتها بأطراف أصابعي وجررتها خلفي حتى خرجنا من المطار وتوجهنا إلى موقف سيارات الأجرة وأشار إلى إحداها.
فتح السائق باب السيارة الخلفي المعد للحقائب وانتظرني. طلبت منه أن يساعدني في وضع الحقيبة في السيارة فرفض. قال أنه سائق سيارة وليس حمالا. حملت الحقيبة بصعوبة ووضعتها في السيارة، ثم طلب مني الشرطي أن أجلس بجانب السائق، ففعلت. تحركت السيارة بعد أن أعطى الشرطي العنوان للسائق، فهمت من كلامة أنه مكان للتوقيف. عندما وصلنا طلب مني الشرطي أن أدفع أجرة السيارة ففعلت وكانت بالعملة الصعبة ولم تكن رخيصة.
حملت حقيبتي ودخلت خلف الشرطي إلى المبنى الذي ظهر كأنه مركز للشرطة ولتوقيف المطلوبين. أشار الشرطي علي أن اضع حقيبتي في ركن المدخل وتحدث همسا مع الضابط المسؤول. تقدم هذا مني، فك قيودي وطلب مني اللحاق به، ففعلت. فتح باب غرفة وطلب مني الدخول، فدخلت، ثم أغلق الباب خلفي بالمفتاح.
كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل وكان الظلام يعم المكان فوقفت خلف الباب لا أعرف أين أنا وإن كنت وحدي. سمعت شخيرا وسعالا وحشرجات تقطع الصمت المخيم على المكان. بعد دقائق بدأت عيوني تعتاد على محيطي فوجدت نفسي في قاعة مليئة بالمساجين وكان بعضهم جالسا والآخر منحني على الحائط والبعض الآخر واقفا لعدم وجود مكان كاف للجلوس.
وقفت أنظر بهلع إلى منظر القاعة المليئة بالأجساد وكان منظري بالبدلة والقميص الأبيض وربطة العنق مثير للهزل والحزن. نظرت العيون المتعبة إلي ثم شاحت عني وذهبت إلى سبيلها غارقة في همومها. بقيت واقفا خلف الباب حتى تعبت ساقي فجلست على الأرض متكئ على الباب وأخذت أتسائل. ما الذي فعلته لسوريا؟
بعد مرور أكثر من اسبوع على إقامتي في ضيافة هذا المكان المرعب جاؤوا لي وأخذوني إلى مركز المخابرات العامة. كانت بدلتي قد أصبحت خرقة وقميصي الأبيض فقد لونه وربطة عنقي قبعت طوال المدة في جيبي. كنت متعبا، مرهقا، رائحتي تفيح بالعرق الممزوج برائحة السجن المطعم برائحة الفساء والبول.
أدخلوني إلى غرفة جلس فيها رجلان، كانت لهجة الأول سورية والاخر أردنية. طلبوا مني الجلوس فجلست. نظر لي صاحب اللهجة الأردنية وقال: “إسمع ولا، إنت في سوريا وهون ما في البابا حتى يحميك، هون منكسر راسك.” نظرت إليه وقلت: ” ماذا فعلت لك حتى تواجهني بهذه الطريقة، هل سبق والتقينا وقمت بإيذائك؟” قفز من مقعدة وتوجه نحوي وهو يتفتف ورذاذ فمه يتطاير وشعرت أنه سيقوم بلطمي فنزعت عن وجهي نظارتي حتى لا يحطمها. لم يلطمني فلقد صاح زميله عليه وطلب منه الجلوس وبدأت الأسئلة تنهال علي. نفس الأسئلة التي سألني إياها آخر في نفس المكان وقبل عدة سنين. نفس الأسئلة التي واجهتني من قبل عاملي المخابرات في بلاد عربية أخرى. من هم رفاقك في التنظيم، من هم أصدقاءك، لماذا سافرت إلى الإتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية وغيرها. يخيل إلي أن الأسئلة توزع على جميع عاملي المخابرات العربية من مصدر واحد.
التهمة هي نفسها في كل مرة، العضوية في تنظيم شيوعي. كان عندي دافع قوي للضحك ولكنني لم أضحك مع أن الموقف مثير للضحك والحزن معا. كان غريبا أن توجه لي تهمة الشيوعية من بلد يدعي اليسارية والإشتراكية وفي حكومته ثلاث وزراء شيوعيون. هم يستقبلون على نفس الطائرة التي حطت بي وفدا من الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي الذي كان يرافقهه شيوعي أردني أصبح فيما بعد زعيما للحزب الشيوعي الأردني وفي نفس الوقت يريدون معاقبتي على تهمة الشيوعية. هذا في الوقت الذي كان معروفا لدى الجميع أنني، مع يساريتي التي لم تتغير، لم أكن وقتها عضوا في أي تنظيم شيوعي أو غيره.
إنتهى الإجتماع كما إنتهى غيره قبل سنوات بأنني شخص غير مرغوب فيه، وقاموا بترحيلي إلى الحدود الأردنية. كان الترحيل على حسابي الخاص، كما كانت رحلتي من المطار إلى السجن، فلقد أرسلوني مع شرطي بسيارة أجرة، دفعت أجرتها ذهابا وإيابا.
السؤال الذي ظل يحيرني هو، ما الذي فعلته لسوريا حتى تعاملني هذه المعاملة؟ لقد عشقت سوريا منذ طفولتي وترعرعت على عشق هواءها وطعامها وشعبها وثقافتها. فماذا فعلت لها حتى تحقد علي وتعاملني معاملة الكلاب الضائعة. فأنا لم أكتب في حقها وحق حكامها مقالا ولم أشترك يوما في مظاهرة ضدها أو ضد حكامها بمختلف الوانهم ولم أنضم إلى أي تنظيم سوري، موالي أو معارض ، يساري أو يميني. لم أرتكب في حق سوريا أي جرم كان فلقد كنت آتيها زائرا محبا.
صديقي حاكم الفايز، ينتمي إلى عشيرة عربية كبيرة ومعروفة في الأردن هي عشيرة الفايز. حاكم هو أيضا ربيب حزب البعث ولقد شارك في أعمال المؤتمر القومي للحزب الذي عقد في دمشق عام 1966 حيث تم انتخابه عضوا في القيادة القومية إضافة إلى ثلاثة من رفاقه الأردنيين. ولقد وصل في الحزب إلى أعلى المراكز واستلم حقييبة وزارية في حكومة الأتاسي في دمشق. ويحدثنا عن الصراع الذي كان دائرا بين أقطاب الحزب والدولة في سوريا ويقول لقد بدا واضحا للجميع أن هناك خلافات داخل قيادة الحزب والدولة فكان هناك خلاف بين وزير الدفاع آنذاك حافظ الاسد من جهة ورئيس الدولة الاتاسي وصلاح جديد من جهة أخرى وعمل الجميع في القيادة على تأجيل الخلافات إلى مؤتمر الحزب من اجل الحسم في المؤتمر ويصف حاكم الخلافات بأنها كانت صراعا على السلطة ليس أكثر.
انعقد المؤتمر القومي للحزب عام 1970 وكان عدد أعضائه 78 مندوبا وحضر الاتاسي وجديد وحافظ الأسد المؤتمر ورفض المؤتمر توجهات الأسد ولم يقف معه إلا خمسة أعضاء، وأثناء المؤتمر كان الصراع محتدما ولكن بمجرد انتهاء أعمال المؤتمر كان الجيش قد طوق قاعة المؤتمر في حركة سميت بالتصحيحية، وتم اعتقال رئيس الجمهورية الاتاسي وصلاح جديد والدكتور يوسف زعين وغيره من قيادة الحزب بأمر من الأسد.
ويحدثنا حاكم كيف استطاع الهرب من سوريا إلى لبنان مباشرة مع ثمانية أعضاء من القيادة القومية للحزب من اجل تنفيذ قرارات المؤتمر ولكن بعد فترة قليلة تم اعتقاله من قبل المخابرات السوريية في بيروت حيث نقل مباشرة إلى سجن المزة وبقي هناك لمدة 23 سنة. ويضيف حاكم أنه طيلة إقامته في السجن لم يسأله أحد سؤالا واحدا ولم يخبره أحد عن سبب سجنه. وجد حاكم في السجن الاتاسي وصلاح جديد ومصطفى رستم ثم جاء ضافي الجمعاني وبقيا معا بعض طيلة فترة الإعتقال. طلبت منهم إدارة السجن أن يكتبوا للرئيس حافظ الأسد استرحاما واعتذارا من اجل اطلاق سراحهم إلا أنهم كانوا يرفضون.
يحدثنا حاكم عن لحظة خروجه من سجن المزة فيقول:” في عام 1993 وبينما كنت مع صلاح جديد في الغرفة وكنت احلق ذقني جاء قائد الحرس وقال لي يا أبا الفهد لملم أغراضك، فسأله صلاح إلى أين فقال سيتم إخلاء سبيل أبي الفهد وفعلا تم اخلاء سبيلي وتم نقلي من السجن إلى مكتب اللواء علي دوبا الذي كان مديرا للمخابرات السورية. رحب بي وقال لي أهلا رفيق … فقلت له أي رفيق بعد 23 عاما في السجن …. فقال لي أن السيد الرئيس يحبك وسألني إن كان لدي أي طلبات، فطلبت منه أن اتصل مع شخص سوري اعرفه وهو يقوم بإحضار سيارة من اجل أن تقلني من مكتب دوبا إلى السفارة الأردنية بعد أن طلبت منه الإتصال بها.
بمجرد أن وصل حاكم إلى السفارة الأردنية وجد السفير والموظفين بانتظاره وتم تصويره وقاموا بإعطائه ورقة مرور لأنه لم يوجد معه جواز سفر ، لقد أمضى حاكم في دمشق يوما واحدا ثم جاءت عائلته واصطحبته من دمشق الى عمان . وبقي اللواء صلاح جديد في سجن المزة حتى وفاته في 19/آب/1993م، أما نور الدين الأتاسي، فقد أطلق سراحه بعد أكثر من عشرين عاماً قضاها في السجن، ومات بعد ذلك بقليل ، وقد لقي العديد من البعثيين (المدنيين والعسكريين) المعارضين لحافظ أسد نفس المصير.ِ
خرج حاكم من السجن منهكا معتل الصحة وهو الآن قابع في بيته، مصاب بالشلل، تصعب عليه الحركة ويصعب عليه الكلام. حاكم مع كل ما أصابه ما زال مخلصا لعروبته ويرفض ان يكون اداة إعلامية لشتم سوريا.
صديقي وقريبي بسام من مواليد مدينتي نابلس في فلسطين، درس في جامعة براغ في تشيكوسلوفاكيا. تربى هو الآخر في أحضان حزب البعث وكان مخلصا له ولقيادته. بعد تخرجه سافر إلى موطن عشقه العروبي سوريا وعمل هناك في إحدى المؤسسات الحكومية المهمة حتى وصل إلى مركز نائب المدير. لم أذكر اسمه بالكامل حفظا عليه وعلى ما تبقى من إنسانيته. قبل أعوام ألقي القبض عليه، وبدون أن يرتكب أي جريمة سواء في حق وظيفته أو في حق سوريا أو نظامها، زج به في السجن حيث مكث عدة أعوام. خرج من السجن محطما جسديا ونفسيا، شارد الذهن، لا يعرف الذهاب إلى الحمام لوحده. لا أدري ماذا فعل به رفاقه في أروقة مخابراتهم وفي غياهب السجن، ولكن الحالة الجسدية والنفسية التي خرج بها تدل على أن معاملتهم له أثناء سجنه لم تكن قط إنسانية.
ذكرت هذين الرجلين لأنني أعرفهما شخصيا وأعرف مقدار تفانيهما وإخلاصهما للعروبة بشكل عام ولسوريا بشكل خاص. لا يوجد هناك أدنى شك في هذا الإخلاص وفي التفاني في العشق لوطنهما العربي ولأمتهما العربية ولحزبهما. وهنا نجد نفسنا أمام السؤال الصعب، ما الذي يدفع رفاق الأمس ليعاملوا رفاقا لهم، أفنوا حياتهم في خدمة سوريا وفي خدمة وطنهم العربي ، بهذه الطريقة الغير إنسانية؟
المنظمات الإنسانية العالمية ومنها منظمة العفو الدولية تحدثنا في تقاريرها بأن السجناء في المعتقلات السورية محتجزون منذ ثلاثين سنة بلا تهمة في “قبور” موبوءة بالفئران والجرذان. وتجري في سوريا محاكمات مثقفين وكتاب وصحفيين ويسجنون تحت تهم تثير في المراقب العجب من سخفها وعدم منطقيتها مثل، “نشر أخبار كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة”، و”إضعاف الشعور القومي”، و “الإنتماء إلى جمعية ذات طابع دولي”، و”النيل من هيبة الدولة” و “تعكير الصفاء بين عناصر الأمة” و”الإنتماء إلى جمعية سياسية دون إذن الحكومة ” وإلى آخره من التهم التي تثير في النفس الحزن على ما وصلت إليه حقوق الإنسان والديموقراطية في سوريا. كما ترد الأخبار عن حالات تعذيب وإهانة للكرامة الإنسانية ضد مفكرين وفنانين ذنبهم الوحيد أنهم صرحوا برأيهم في أمور تتعلق بإدارة مجتمعهم و وطنهم.
سوريا وجع في قلب أصدقاءها و محبيها وفي قلب كل وطني غيور عليها وعلى مستقبلها. وجع في قلب كل عربي، ديموقراطي، حريص على كيانها ومستقبلها، يسعى إلى بناء وطن حر ديموقراطي يتسع لكل الآراء والإتجاهات والأيدولوجيات. سوريا وجع في قلب المحبين الذين ينتظرون منها أن تفتح لهم قلبها وذراعيها لتضمهم جميعا في أحضانها.
د. نضال الصالح / فلسطين
نعم نعم نعم – ومليون نعم إن سوريا وجع في قلوبنا جميعاً وجع شديد لايخففه طبيب ولا مسكنات الدنيا كلها – وإذا تكلمت المقال عن شخصين مقصودين وبعض الأشخاص عرضياً – فإنني أقول إن هناك الألوف الذين حبسوا مثل حاكم الفايز وبسام – النابلسي – ليس إنتقاصاً من معاناتهم – حاشا لي أن أستهين بمعاناة أحد أبداً ولكن للعلم هناك الألوف ممن دخلوا سجون الرئيس (( البطل المناضل إبن الشعب البار حافظ الأسد )) منذ ثلاثين سنة ولم يخرجوا منها حتى اليوم – والأكيد أنهم عوملوا معاملة أسوأ وأصعب بكثير مما لاقاه السيد الفايز وصحبه – والمؤلم أن هؤلاء لم يجدوا من يكتب عنهم ومن يعمل للإفراج عنهم فقد ذابوا وانتهوا في السجن خلال هذ ال30 سنة كما تنتهي بقعة الماء التي تتشكل من الأمطار حيث تختفي من جانبين في بطن الأرض وفي الهواء الجوي تدريجياً – عالم دمشقي قابلته بإحدى دول الخليج عام 1995 – قال لي بأنه قابل حافظ الأسد في ليلة من ليالي رمضان المبارك شهر الرحمة والتسامح – وطلب منه طلب إنساني – فقط من يموت في المعتقلات أن يسلم لأهله شهادة وفاة – قطعة من الورق تستخدم في الضرورات الإجتماعية كمعاملات المواريث والزوجات الصغيرات(شبه الأرامل ) حيث هذا مصطلح جديد في الفقه السوري – ورفض حافظ الأسد هذا الطلب الإنساني وبغضب شديد – أية إنسانية تلك وأية إشتراكية وحرية ورسالة خالدة – وأية قومية عربية مافعله الأسد برفاقه السوريين والعراقيين ومن جميع الوطن العربي – المؤسسين الكبار للحزب ماذا فعل بهم الأسد ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني ومحمد عمران والأتاسي وزعين وجديد و و و لقد باع الحزب بكامل أفكاره وتراثه لبريطانيا وإيران فهو مرتبط ببريطانيا سياسياً وبإيران طائفياً عقائدياً – ياحزبيين سوريا يا أغنام الأسد ويا أحزاب الجبهة يا أرانب الأسد تباً لكم جميعاً وتبت أيديكم كما تبت يدا أبي لهب