عندما تقهر كلمة ” تئبرني”
أحاول أن أتلاطم مع موجة التأليه التي تواكب حياة دمشق منذ قيامها على الكوكب حتى الآن. تأليه لكل مايصاحب هذه المدينة من رصيفها لسمائها ،
كنت اتمخطر طربا عندما ارى محاولات تقليد اللهجة الشامية بالشكل القح فما يكاد أحد يميز اني من دمشق حتى يبدأون بتقليد كلمة ( شووو) ، و اتسلى بمراقبتهم ينصتون لكلامي علّهم يتعلمون مفردة شامية جديدة أ . استمتع برؤية نظرات البلاهة تشع من عيونهم كأني قادمة من مدينة تنتمي لمرحلة زمنية أخرى والغيرة تشتعل في عيون المصريين عندما تقهر كلمة “تئبرني” أبو الهول بجلالة قدره! ..شيء فشي مللت هذه اللعبة و و الأسئلة التي تفتح علي من كل صوب ، كل حسب طائفته ، فالشيعي يغبطني عالست الزينب و السني ع الجامع الأموي و الجزائري ع نهر بردى والتونسي ع سور المدينة والبدوية ع سر الزوجة الشامية في ربط رجلها عند قدميها.
طبيعي جدا أن اقوم بيني و بين نفسي بتأليه مدينتي ..و لكن لم أعد أرى أي مبرر أو منطقية في هذا التأليه و كأنه طقس اتفق عليه الجميع سرا. سوريا ليست دمشق فقط، أرثي لحال الرقة عندما اقرأ لياسين كلمات عن مدينته و أرى صور النهر الذي ما يزال يجري ولا احد يعلم عن وجوده عربيا مقارنة ببردى الذي جف ومات منذ سنين ومازال العالم خارجا يعتقدون أنه حي يرزق! استغرب جدا قول الحلبيين أن هناك حي في حلب اذا مشيتي فيه ستعتقدين أنك في فرنكفورت!!!أود أن ازوره ولا أعلم الطريق أليه.. من يعلم عن هذا الحي في باقي سوريا ..أو عربيا؟لا اعتقد أن في دمشق حي استطيع أن اضع له مواصفات الحي المتمدن الحقيقي. من جهة أخرى احسدهم ولا اتمنى لهم هذه اللعنة التي حلت على دمشق. فهم لا يدرون نعمة أن تبتعد أيدي الاستثمارات الخليجية عن شوارعهم و مطرقة الترميم عن مدينتهم.. كدت أتقيأ رعبا عندما سمعت عن وعد أحد المستثمرين بتحويل حمص إلى دبي أخرى ، و كأن دبي واحدة لا تكفي!!
موجة التأليه هذه يتوارثها الشاميون جيل بعد جيل، لا اعلم أهو الحظ او ماذا بالضبط الذي يدعم هذه النزعة.
كل جيل يستخدم أدوات عصره ، و يبدوا أنهم ينجحون في إغراق المدينة بصفات الألوهية أغنية ( أنتي أحلى ) مؤخرا رسمت دموع و عيون لأرصفة المدينة – كل ما بسمعها بحكي كيف هلأ بدي امشي عالرصيف بدون ماحس بالذنب!؟؟ و أمس قرأت أن لدمشق سقف و قصص قادمة من الجنة وثّقت بفيلم فاز بالحصان الفضي .
كل هذا أكثر من رائع بس شو مشان باقي الجمهورية؟
هذه الموجة هل ستغرق دمشق؟ أو الأصح أن اقول ان هذه الموجة أغرقتها و سكانها يتطلاطمون ولا يدرون.
أود لو افتح حملة ( أخرجوا من دمشق)
http://souriyya.blogspot.com/