توصيات لبلاط نيرون في ظلال النيران
السّادة مسؤولي البلاط و مقبّليه و رؤوساء الأقسام و الشعب و الفروع و المصفّقين و المغنّين و المصففين و المخبرين
تحيّة و بعد
فيما يلي نفصّل لكم توصياتنا المبنية على دراسة معمّقة لتطورات الأوضاع في المنطقة إثر تطاول عربٍ (لا على التعيين) على رومهم (المعيّنين على قلوبهم كجلالته على قلوب شعبنا). نرى أنه, في حال تطبيق هذه التوصيات بشكل منهجي, لن يسقط في هذي البلاد إلا المتضوّرون جوعاً, و لهذا نشدد على ضرورة التطبيق بعناية لما فيه الفائدة للامبراطور و عسسه منّا و منكم.
أولاً: تأخير الساعة يومياً ما يكفي لإبعاد ساعة الصّفر قدر الإمكان.
ثانياً: الإعلان عن قدوم السيرك الناري العالمي برعاية الإمبراطور الكريمة لتقديم عروضه في شوارع البلاد كي لا يسيء مرضى الوجدان الظّن إن شاهدوا أحداً يحترق في شارعٍ أو ساحة.
ثالثاً: الاقتصاد في مكياج المذيعين و الراقصات و الوزراء احتراماً للشحوب الوطني.
رابعاً: ننصح بتشييد القصر الامبراطوري الجديد دون مخطط أو تقييد في سجلات البلدية أو الحكومة كي يرى الشعب أن إمبراطورهم يعيش في العشوائيات أسوةً بمعظمهم و يعاني ما يعانون.
خامساً: التقليل قدر الإمكان الظهور الإعلامي لماري أنطوانيت و الخبز, مع التركيز الإخباري على “الكاتوه” خصوصاً إذا كان صناعة وطنية.
سادساً: تنبيه الكوافير كي يترك شيبتين أو ثلاث في الشعر الإمبراطوري عند صبغه.. قرنان و نصف على العرش و شعر أسود لامع لا يجتمعان في رسالة جلالته الحضارية.. و لا مانع في أن نحمّل الشعب جميلة هذه الشيبتين اللتين ظهرتا بسبب التفكير المعمق في هموم المواطنين و احتياجاتهم.
سابعاً: تسمية جميع معتقلات البلاد باسم ولي العهد و إرسال وفد من المعتقلين (يفضّل اختيار من لم يفقد ساعداً أو رجلاً أو رأساً في أقبية التعذيب) إلى القصر لتقليده وسام “المعتقل الأول” و عرضه في المتحف الامبراطوري إلى جانب أوسمة: المهندس الأول, النصّاب الأول, الشارع الأول, مربّي الدواجن الأول, القطار الأول .. الخ
ثامناً: إرسال الشتاء في مهمة حزبية إلى ما وراء الشّمس.
تاسعاً: الإيعاز لقسم الأبحاث العلمية في الجامعات بنشر نتائج دراسات و تجارب أدّت (بالصدفة البحتة) إلى اكتشاف ميّزات خارقة للطبيعة في شخص الإمبراطور, كأن يكون قد ولد قبل أبيه أو أن يكون قد حوّل ثوراً إلى وحيد قرن بصفعة.
عاشراً: إرسال وزير الخارجية لتوقيع اتفاقيات عداوة و مؤامرات خارجية متبادلة مع عدد من الدول الشبيهة بنا و المشبوهة.
حادي عشر: منع النهايات السّعيدة في المسلسلات و الرّوايات و الأفلام كي لا يعتاد الرّعاع عليها (و يفضّل منع البدايات السعيدة كذلك).
ثاني عشر: حذف نصف حروف الأبجدية و اعتقال إشارتي الاستفهام و التعجّب.
ثالث عشر: استيراد أقفال أفواه (دون مفاتيح) من إحدى الدول الديمقراطية الصديقة.
رابع عشر: الإكثار من بثّ الأغاني الحماسيّة مع العناية بعدم بث الأغاني القديمة التي سُجّلت عندما كان أصدقاءُ اليوم أعداءً حرصاً على علاقات الصداقة و الأخوّة و الجيرة (و خطّ الهرب… لا قدّر الله).
خامس عشر: الإيعاز لمسؤولي النشرة الجوّية كي يجعلوا العواصف تصفّر في الشوارع و الحارات و الضمائر.
سادس عشر: دعم أسعار المخدّرات و المهدئات و المنوّمات و إعدام جميع تجّار القهوة و الشاي و بائعي الجرائد و أوراق اليانصيب (فقط الذين لا ينتمون لعائلة جلالته) بتهمة الإضرار بالاقتصاد الوطني و الرّوح المعنوية العامة.
ختاماً نهديكم تحيّة الزمالة و نرجوكم إيصال نفاقنا و ريائنا إلى جلالته المعظّم.
مستشارية التسويق و التشويق و العلاقات العامة.
http://www.syriangavroche.com/