ثورة تونسصفحات الشباب

السوريون يشعلون الفيسبوك ابتهاجاً بالإنجاز التونسي

في ظل استمرار تجاهل إعلامهم للحدث:
دمشق – من يوسف سرحان: أشعل السوريون صفحاتهم على موقع (الفيسبوك) المحظور في سورية، بمشاعر الفرح والتأييد والمساندة لثورة الشباب التونسي التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي.
وبدل الكثير من المستخدمين، ومنهم كتاب وصحافيون وفنانون، صورهم الخاصة على صفحاتهم بالعلم التونسي.. فيما ألصق بعض السوريين العلم التونسي على جباههم، وقام آخرون بتلوين النجمة والهلال داخل العلم التونسي بألوان العلم السوري، في دلالة بصرية لا تخفى على أحد.. أتبعت بعبارة (أنا سوري… أنا تونسي).
وفيما استمر الإعلام السوري في تجاهل ما حدث في تونس، مكتفياً يوم السبت الماضي بنشر خبر أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا) ووزع على الصحف الرسمية الثلاث بالتتابع، حول إعلان حالة الطوارئ في تونس، وبيان الغنوشي الذي ألقاه، مع إشارة غامضة وغير مفهومة لمغادرة بن علي البلاد، من دون أي إشارة إلى حدوث اضطرابات أو احتجاجات في الشارع، وفيما حذت المواقع الإلكترونية السورية حذو الإعلام الرسمي، فإن موقع الفيسبوك بدا متنفساً لكثير من السوريين، الذين يتبادلون مواقع كسر الحجب المجانية كي يدخلوا صفحاته، في ظل الرقابة الأمنية المشددة (وغير المجدية) المفروضة على الانترنت ومستخدميه، والتي تماثل ما كان سائداً في تونس.
وتداول المستخدمون السوريون صوراً للصفحات الأولى من أبرز الصحف العربية التي صدرت صبيحة سقوط نظام زين العابدين بن علي وفراره خارج البلاد، وأبرزها ‘القدس العربي’ التي حملت عنوان: (هروب بن علي والانتفاضة مستمرة) و’النهار’ اللبنانية التي حملت عنوان: (بن علي أول رئيس عربي يسقط بانتفاضة شعبية)، و’السفير’ اللبنانية: (تونس: الشعب أراد الحياة) معتبرين عناوينها وصورها للذكرى، وأنها تعبير عن (بداية تاريخ جديد)، في الوقت الذي غابت مثل هذه العناوين عن الصحف السورية، بما فيها الخاصة أيضاً، والتي يدرك المواطن السوري أنها تعيش على رضا وجعالات السلطة، وأحياناً هي أقل استقلالية من صحفها.
وحملت صفحات السوريين على موقع الفيسبوك عشرات التعليقات اللاذعة من قبيل: (عقبال الآخرين) و(عقبال اللي ببالي) و(انتهى زمن الصمت) و(يا ريتني تونسي) و(التونسيون يكتبون فصلا جديداً من السيرة الذاتية لسياف عربي يا نزار) فيما حفل خطاب الرئيس الليبي القذافي الموجه للتونسيين بكم من التعليقات السورية الغاضبة، إلى درجة أن بعضهم اقترح (دعم ترشيح طائرة القذافي لتكون الطائرة الرئاسية الثانية التي تهبط في مطار جدة بعد طائرة بن علي).
ويرى الكثير من المراقبين أن الرقابة الأمنية المسلطة على الانترنت من قبل فرع المعلومات في أمن الدولة، وأن شراء الدولة لذمم أصحاب المواقع الإلكترونية عبر نشر بعض الإعلانات الحكومية على صفحات مواقعهم، وابرزها إعلان الجمعية السورية المعلوماتية، لا يغشي عيون السوريين، ولا يمنعهم من الوصول إلى الحقيقة والتعبير عن التضامن والفرح بالنصر التونسي الذي دغدغ مشاعرهم.. وفي المقابل يعتبر آخرون أن إطلاق بعض الحريات وفتح الحجب المفروضة على عشرات مواقع الإنترنت سيكون خطوة رمزية تجعل الناس ترى اختلافاً لواقعها عن الواقع التونسي الذي أنجب الثورة… لكن عدم اتعاظ الأنظمة العربية من الدروس، واتباعها سياسة العصا الغليظة وكم الأفواه في معالجة كل الملفات، يبقى هو العامل الأبرز الذي لا يجعل أحدا يتفاءل بإمكانية التغيير، بل ويجعل المثال التونسي ماثلاً في الأذهان والعزائم…. حتى لو غدا حلما مؤجلا إلى حين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى