تصريح من المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية
المركز الإعلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
سرقوا الموقع ثلاثة أيام، ووضعوا على واجهته رسالة طويلة موجهة للجماعة وأبنائها، تحثهم على طاعة ولي أمر المسلمين بشار أسد!.. وأن الخروج عليه يخالف الإسلام، وعدم جواز الخروج عليه شرعاً.. ووضعوا الأحاديث الشريفة التي -بزعمهم- تدعم ادعاءاتهم
فكان هذا التصريح من المركز الإعلامي للجماعة بعد استرداد موقعه الرسمي المسروق:
(.. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة: من الآية85).
في يوم الأحد بتاريخ 16/1/2011م، فوجئ فريق العمل في موقع المركز الإعلامي، ومتابعو الموقع في كل مكان، بتوقّفه عن العمل، وغياب موادّه كلياً عنه، ثم باعتراف الجهة التي قامت بعملية القرصنة والسطو عليه!..
إننا -في المركز الإعلاميّ لجماعة الإخوان المسلمين- نستنكر عملية السطو التي اقترفتها جهة مكشوفة لدينا تماماً، ونوضِّح الأمورَ التالية:
1- إنّ هذا التصرّف، إذ يدلّ على عقليةٍ صبيانيةٍ للجهة المرتكِبة له، فإنه يبيّن في الوقت نفسه، مدى الهلع الذي وصلت إليه أجهزة النظام الاستبداديّ السوريّ، وذلك بعد انتصار ثورة تونس الشقيقة على الاستبداد، الذي يشبه إلى حدٍّ بعيد.. الاستبدادَ الذي يمارسه هذا النظام منذ عشرات السنين.
2- كما يؤكّد هذا السلوك العدوانيّ، صحّةَ كل ما ينشره المركز الإعلاميّ، حول الجِبِلّة العدوانية للنظام، والمنهج الدكتاتوريّ الذي –به- يَذبح الإنسانَ والكلمة، ويُصادِر الرأي، ويخنق حريةَ التعبير، فضلاً عن الحريات العامة الأخرى، ويغتال الحاضرَ والمستقبل.. وذلك ضمن عملية اضطهادٍ عميقة الجذور، يقترف هذا النظامُ فصولَها دون أن يرفَّ له جفن.
3- كما يُقدِّم هذا العدوان، صورةً واضحةً بلا رتوشٍ أو ديكورات، عن درجة خطورة هذا النظام على حقوق الإنسان، الذي لم يكتفِ بطغيانه على شعبنا السوريّ الأبيّ داخل سورية، بل امتدّت ذراعه الخشبية إلى خارج البلاد، وذلك لشدّة هلعه، وما يُحِسّه من حالة عدم الاستقرار أو التوازن، نتيجة درايته الكاملة بما ارتكبه وما يزال يرتكبه من ظلمٍ وإذلالٍ ونهبٍ وفسادٍ وقهرٍ وسفكٍ للدم ونهجٍ أحاديٍّ في الحكم.. واستئصالٍ لكل مَن يُعارض ديكتاتوريّته، حتى لو كانت هذه المعارضة بالكلمة الحرّة، والقلم المعبِّر عن تطلّعات شعبنا الحُرّ.. الأمر الذي يدلّ على حقيقة شخص الحاكم في هذا النظام، ويجعله –بجدارة- ولياً لأمر الفاسدين والسفّاحين والنهّابين والمعتدين ومنتهكي القِيَمِ والأعراض والحُرُمات، ولقُطّاع الطُّرق وأرباب السطو، الذين كان سطوهم على موقعنا أنموذجاً لمنجزاتهم التي يفخرون بها، تماماً كعملية السطو العظمى، التي تحوّل بموجبها وطننا –بالانقلاب العسكريّ منذ عشرات السنين- إلى جمهوريةٍ عسكرية، ثم وراثية.
4- نؤكِّد على أنّ الحاكم، ليكونَ وليّاً لأمر المسلمين، عليه أولاً ألا يسطوَ على كرسيّ الحكم بالحديد والنار والقوانين الاستثنائية ومسرحيات تعديل الدستور، ثم أن يَـحكمَ بالإسلام الوسطيّ العادل الحق.. فمن يقتل الأحرار ويُنصِّب نفسه ربّاً على شعبه من دون الله عزّ وجلّ، ومَن تصل شظايا (ولايته للأمر) إلى طفلةٍ كطلّ الملوحي، وعجوزٍ نابغةٍ كهيثم المالح، وإلى حجاب المرأة المسلمة، ومساجد الجامعات، ومَصاحف سجن (صيدنايا) وأسراه، وتصبح -في ظلّ ولايته المستلَبة أصلاً- تلاوةُ القرآن الكريم في المدارس الرسمية والخاصة، جريمةً يعاقَب عليها الأطفال والمعلّمون والمعلّمات، وتُصبِح حقوق المواطَنة الكاملة –في عهده- حَصراً على فئاتٍ بعينها، ..، وغير ذلك من عمليّات القمع والاضطهاد والعدوان على الإسلام والمسلمين.. مَن يفعل ذلك، فمن الهراء -بالمفهوم الإسلاميّ- أن يوصَف بوليّ الأمر، ومن السُّفه والجهل أن تُساقَ بعضُ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم، للتدليل على أنّ حاكماً ظالماً عاتياً لا يحكم بما أنزل الله.. هو وليّ لأمر المسلمين!..
إننا في المركز الإعلاميّ لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ نوضّح هذه الحقائق بكل شفافية، لنؤكِّد أننا على العهد نمضي، وإلى وعد الأحرار والحرائر نسير، ولن يثنينا عن قول كلمة الحق طائش أرعن أو مستبدّ، وستبقى كلمتنا وأقلامنا حرّةً نظيفةً هادفةً مجاهدة، في سبيل إعلاء كلمة الله عزّ وجلّ، وإنهاء الاستبداد والطغيان والعدوان، كائناً مَن كان أصحابه، ولنا في تونُس الشقيقة عبرة، بحتمية إحقاقٍ الله عزّ وجلّ للحق، وإبطاله للباطل.. وذلك إلى أن يكتبَ الله سبحانه وتعالى -لنا ولشعبنا- أمراً كان مفعولاً.
والله أكبر، ولله الحمد.
الخميس في 20 من كانون الثاني 2011م
المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية