شهادة عن وحشية بلطجية الامن في المظاهرات- وسط القاهرة ٢٦ يناير ٢٠١١
مني برنس
في حوالي السادسة و نصف مساء يوم الاربعاء ٢٦ يناير ٢٠١١، انضممت انا و أصدقاء و آخرين لا اعرفهم الى مسيرة سلمية احتجاجية في منطقة وسط المدينة، في شارع قصر النيل. و كان المتظاهرون يسيرون بكل ادب من شارع الي اخر في محاولة للهرب و تجنب قوات الامن المركزي الذين بدوا في حيرة و ارتباك حول كيفية محاصرتنا و تفريقنا، خاصة بعدما توجهنا الى شارع الشواربي. كنت انا و المجموعة التي معي في الخلف، و من امامنا و خلفنا ضباط الامن يتكلمون في اجهزتهم اللاسلكية و سمعناهم يقولون ما مفاده انهم لا يعرفون كيف يحاصروننا. استمررنا في السير بشجاعة و دون خوف، و اضم الينا الكثير من الشباب و البنات من الشوارع الجانبية و المحلات، و كنا نردد ” ارحل ” و ” الشعب يريد اسقاط النظام ” لم نعتدي على منشآت او سيارات و لم نهاجم احدا. كنا نسير و سط الشوارع دون أن نمنع مرور السيارات و ان كنا أبطأنا سيرها باتجاه شارع ٢٦ يوليو. ثم ظهرت قوات الامن المركزي من الامام و الخلف ر بدأت تجري نحونا بقوة، فجرينا متفرقين محاولين الاحتماء بالمحلات. و فجأة بدأ بلطجية الامن و وزارة الداخلية الذين يرتدون ملابس مدنية في القبض العشوائي علي الشباب و البنات و ضربهم بقوة. رأيتهم يقبضون على شاب كان يسير أمامي و لم يفعل اي شيء سوى الهتاف مثلنا، دفعوه بزخذيتهم و القوا به الي الأرض و انهالوا عليه ضربا و ركلا و لكما حتى اغمي عليه. اعترضت على ما يفعلون و صرخت فيهم الا يتصرفوا مثل الحيوانات و انهم ليسوا رجال و ليسوا بني آدمين، فاندفع نحوي ٤ او ٥ رجال ضخام الحجم و جروني من شعري، ضربوني علي و جهي، أخذوا يضربونني بعنف و يركلونني ثم القوا بي الى الآرض بجانب الشاب الذي فقد وعيه و هم يقولون ” طب يللا حصليه يا بنت القحبة “. فرد اخر ” مرة قحبة ” و استمروا في ضربي و ركلي بضعة دقائق و يدوسون علي رأسي و جسدي بأحذيتهم حتى سال الدم من فمي و هم يسبونني بأقذر السباب و الصفات، الى ان سكت و لم استطع الكلام. ثم جرجروني و هم ما يزالرن يركلونني و يسبونني الى شارع ٢٦ يوليو ثم القوا في واحد من تلك الميكروباصات التي لا تحمل لوحة ارقام. و فعلوا نفس الشيء مع شباب اخرين و القوا بهم الى داخل نفس السيارة، من بينهم الشاب الذي كنت ادافع عنه و فقد وعيه. و في اثناء محاولتهم حشري داخل السيارة، كانوا يتحرشون بي جنسيا، و يحاولون تعريتي واحد مسكني من صدري، و الحر من وسطي و شخص اخر مسكني من اسفل ظهري ثم دفعوني الى الداخل. كان هناك نحو ٥ او ٦ و ربما اكثر شباب داخل السيارة. حاولت الاتصال بأصدقاء بشكل هامس و بعيد عن اعين الامن لكنهم رأووني. سحبوني من داخل الميكروباص و امروني بالنزول و هم يسبونني و في نفس الوقت يسدون باب السيارة ” بتكلمي مين يا بنت ….” و خطفوا مني التلفون المحمول بالقوة ثم شدوني خارج السيارة و القوا بي الي الاسفلت.
رغم الألم سوف استمر في الاحتجاج
كاتبة مصرية و استاذة بالجامعة
القاهرة ٢٧ يناير ٢٠١١
الفيس بوك