برهان غليون: كلمة الفصل في الأزمة المصرية ستكون للشعب
أجرت قناة “روسيا اليوم” مقابلة مع المفكر العربي برهان غليون في 30 يناير/كانون الثاني.
وتناولت المقابلة الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها مصر، التي وصفها غليون بالدولة المفتاح في الشرق الأوسط وصمام الأمن الإسرائيلي، وإحدى أهم دعائم ما يُعرف بتيار الاعتدال في الشرق الأوسط، لذلك “لن يُسمح بانهيار الأمور فيها سريعاً”.
واعتبر برهان غليون ان الرئيس المصري حسني مبارك “يماطل”، ويرفض تلبية الرغبة الجماهرية بالتنحي عن السلطة، في محاولة للخروج من المأزق الحالي اذ انه، بحسب غليون يجري مشاورات مستمرة مع حلفائه الأمريكيين، يضمن أمرين.
الأول التحول باتجاه الديموقراطية ولو كحد أدنى، وهو ما يطالب به الشعب المصري، بالإضافة الى رحيل مبارك والأسرة الحاكمة، التي سماها بالمالكة في مصر.
الثاني ضمان “التزامات مصر الدولية” فيما يتعلق بسياسات مصر الخارجية وعلاقاتها بإسرائيل، في إطار معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين.
ورأى المفكر العربي ان ما يجري في مصر الآن هو محاولة لإيجاد صيغة ما، تمكّن من تلبية رغبات الشارع “ولا تغير المعادلة الاستراتيجية في الشرق الأوسط”، وهو أمر اعتبر غليون ان تحقيقه مستحيل.
كما رأى ان مصر الرسمية حالياً ومعها الأمريكيون في حالة تخبط في سعيهم للبحث عن وسيلة لحل الأزمة.
وأشار غليون الى انه في حال أجريت انتخابات ديموقراطية وحرة في مصر، فإن الشعب المصري سينتخب ممثلين عنه، يتعارض نهجهم بالكامل مع النهج المصري السياسي المتبع حالياً، الذي قال انه داعم لإسرائيل في حربها على غزة ولفرض حصارها على القطاع.
وأضاف ان الأمريكيين يواجهون تحدياً في المنطقة، لأن خسارة الإسرائيليين “صمام الأمان المصري سينقلب موازين القوى” في الشرق الأوسط.
كما قال ان مصر تشهد الآن “إعادة بناء النظام” بين الكتل الداخلية، وان الصراع السياسي سيستمر في البلاد، وان نوّه بأن هذا الأمر “يتوقف على مدى الزخم الذي ستستمر فيه مظاهرات الشارع المصري”.
ولفت المفكر العربي الى ان الجميع في مصر، سواء الشعب او النخبة الحاكمة او المعارضة في حالة من التيه في خضمّ الأحداث الدائرة، لكنه أكد ان كلمة الفصل في هذه الأزمة على المدى البعيد ستكون للشارع وللجماهير المصرية