المواجهة الحاسمة: التفوا حول الدولة المصرية الإصلاح من الداخل ومواجهة قوى التخريب والظلام
شريف يونس
لقد وصلنا إلى اللحظة الحاسمة فى الصراع بين الانتفاضة والثورة المضادة. فقوى النظام تتشقق الآن وهناك أمل فى أن تُتوَّج الانتفاضة بالنجاح.
لقد اعتذر النظام رسميا عن مذبحة فجر 3 يناير، ولكن ما زالت بعض هذه القطاعات تواصل حشد البلطجية للهجوم مجددا على المتظاهرين فى ميدان التحرير. تتمثل أهمية تحطيم الانتفاضة، بصرف النظر عن عواقب ذلك الوخيمة، فى الأمل فى احتفاظ كل أطراف النظام بمراكزها، أو استعادتها. أما الإصلاح الذى يتعدى ما طرحه مبارك فيعنى تقديم كباش فداء ما، أو بمعنى أدق الانتقاص من مكاسب البعض أو إلغائها، مثلا بفتح تحقيقات جديدة فى ملفات الفساد، أو تهديد المراكز الاحتكارية المختلفة المتحلقة حول الحزب الوطنى.
بعد أحداث فجر اليوم يبدو أن هناك تغير جوهرى. المشهد العام يبدو وكأن قوى النظام المختلفة ومراكزها أصبحت لها أجندات مختلفة. بعبارة أخرى هناك خلاف حول كيفية حسم الموقف: بالقضاء تماما على المتظاهرين، أم بالتفاهم معهم، وحول شروط الإصلاح السياسى ومداه. ويبدو الأمر الآن وكأن قطاعات مهمة فى الدولة المصرية قد قررت بعد فشل عملية التصفية أن الأوان قد آن لاختيار مواقف أكثر جدية تحسم الصراع، لا لصالح المتظاهرين، فهم ليسوا قوة سياسية متماسكة بقدر ما هم ضمير أو شاهد عدل، بل لصالح إصلاح النظام نفسه بالاعتماد على الجيش والقوى الديمقراطية والأجهزة المركزية للدولة.
إن المتظاهرين يمثلون بسلوكهم السلمى وتضحياتهم كل ما هو حضارى وتقدمى، وانحياز الجيش وقوى الدولة الأساسية إذا تم سوف يعنى بدء مسيرة جديدة لإعادة بناء الدولة التى أصابتها أضرار فادحة من جراء الانتفاضة المضادة التى بدأت منذ اقتحام ميدان التحرير. إن مساندة النشطاء الذين صنعوا انتفاضة يناير ودفعوا ثمنها لهذا الخيار الذى تميل إليه القطاعات الأعقل فى الدولة المصرية شرط مهم لنجاح الانتقال.
توصيات بالمواقف الواجب اتخاذها:
إعلان أن المتظاهرين يمثلون كل ما هو حضارى وأصيل فى البلاد، وهم أكثر الناس حرصا على أمن مصر واستقرارها.
تحية النظام على إدراكه ولو متأخرا أن عناصر فى النظام هى التى تهدد أمن البلاد، وأن القوات المسلحة والقوى الديمقراطية هى عماد أى مستقبل زاهر لهذا البلد.
تهدئة متظاهرى مبارك بإعلان نية العفو العام عن مرتكبى أعمال الشغب الذين يتوقفون عند الساعة كذا. وكذلك عن عناصر النظام التى سيجرى تنحيتها بعد مرور وقت مناسب يتأكد فيه استقرار الأمن والنظام.
التأكيد على ضرورة تنحى مبارك وإعلان الثقة بالسيد النائب والسيد رئيس الوزراء.
عاشت الانتفاضة وتسقط الثورة المضادة