سؤال إلى مسؤول أمني.. أو من يعنيه الأمر
السادة رؤساء الفروع الأمنية
ومن ينوب عنهم
ومن يسير بقافلتهم
لا تحية حين تكون مضمّخة بالدم والغبن والغضب..
أمّا بعد :
هناك سؤالٌ واحد فقط فيما يتعلق بقضيّة مقتل الطفل هاني برهان :
لو كان هذا القاتل يملك مدوّنة .. هل تهاونتم في معرفة هويّته ؟
لو لم يكن بوقاً لأجهزتكم، أو معارضاً، أو جائعاً رفع صوته يطالب برغيفٌ يسدّ رمقه، أو حتّى مطالباً بحريّة التنفّس الطبيعيّ دون “دحش” أحد مخبريكم في كلّ ذرّةٍ تدخل رئتيه.. هل كان الآن حرّا بفعلته ؟
أقدّر لكم عمليتكم الخارقة التي سميّت بـ “الضحك على اللحى*”، ولكن، هلّا قدّرتكم قليلاً أن تقاطع “نظريّة فرويد بإرجاع أصل البشرية إلى القردة” مع ” الحيوانات ليس لديها عقل وبالتالي لاتفهم” هو لا يعني بالضرورة أن هذا الإيمان هو الواقع أو الحقيقة، وإن هذه الفبركة الإعلاميّة التي خضتموها لتبييض صورتكم أمام الرأي العام قد حطّت من قيمتكم أكثر من ذي قبل.
كيف لجهازٍ أمنيّ بحجم جهاز الاستخبارات السوري أن يقف عاجزاً أمام عدة أشخاص صوتهم معروف، ولم يكن صعباً معرفة هويّاتهم أو أماكنهم.
وكيف لكم أن تمسكو طرف الخيط بعد أن تم قطعه وحرقه بمقتل الطفل هاني برهان ؟
بالله عليكم.. نحن لسنا قردة، ولا يوماً انتمينا إلى أصولٍ حيوانيّة، لا زلنا نملك عقولنا.. والحيّ الذي يجمعكم بنا.. ضيّق ولا يتّسع لمرور أكثر من شخصين ومخبر !
أعلم جيداً أن همّكم الوحيد هو السهر على راحة المواطن وأمن الوطن، وليس كما يقول بعض الفاسدين والمنافقين أنكم بين الخمّارات والكرخانات وعاهراتها !!
لذا..
أتمنّى في القريب العاجل أن تضطرّوني إلى الاعتذار منكم على ما اقترفته يداي من اتهامات بالطريقة التي ترونها مناسبة،
أتمنّى أن أكون مخطئاً.. في يوم آخر.. ولكن ليس اليوم..