عن السيد محمد الأحمد و ردّه
إيناس حقّي
لقد قرأت ردود السيد الأحمد على البيان الذي كنت أحد الموقعين عليه في موقعي بوسطة وكلنا شركاء، وأكثر ما استوقفني في الرد إن السيد الأحمد كرر أكثر من مرة كلمة “شتمني ويريد شتمي” وتعابير أخرى متعلقة بالشتم، أنا لا أستطيع التحدث عن الصفحة المتعلقة بالفساد في المؤسسة ولا عن الردود الشخصية التي كتبها أي من الموقعين، ولكنني كموقعة على البيان أتساءل أين وجد السيد الأحمد شتماً لشخصه فيه، إلا إن كان الحديث في موضوع السينما السورية أو تقييم النقد الذي قدمه الأستاذ محمد لتجربة الراحل عمر أميرالاي محرماً من وجهة نظره.
تحدث السيد الأحمد عن أن الراحل أميرالاي كان رجل حوار وأنه كان رحمه الله رجلاً ديمقراطياً وأنه قال رأيه في تجربته كناقد له الحق في إعطاء رأيه الاحترافي- وإن خالفه في هذا الرأي كل النقاد والسينمائيين المخضرمين في سوريا وخارجها-، فلم لا يتسع صدر السيد الأحمد لانتقاد لنقده؟ هل هذا يعني أننا كجمهور متلق لهذا النقد لا يحق لنا إلا حفظه وترداده كما لقنا في المدارس؟ ألا يحق لنا أن نسجل اختلافنا مع رأي السيد الأحمد دون تجريح شخصه؟
لا يختلف أحد على أن السينما السورية ليست بخير، حتى السيد محمد الأحمد نفسه قال في أحد لقاءاته الموجودة على يوتوب، أن السينما السورية لم تتحول إلى صناعة، فهل بحثنا عن حلول لأزمة السينما السورية ومناشدتنا كجمهور اشتاق إلى ارتياد الصالات ومشاهدة أفلام من إنتاجنا، على فرض أن كل الأفلام السورية تصنع لنا لنشاهدها ونقيمها، يعتبر إهانة لشخص السيد الأحمد؟ وهل أصبح من المعيب أن نعترف أننا كنا نصنع سينما أفضل فيما سبق؟ وهل ليس من حقنا كجيل شاب أن يكون لنا صوت ورأي بما آلت إليه حال سينمانا؟
نقطة ثانية استوقفتني في رد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما إذ يقول: «يوجد منهم 250 لم أسمع بهم في حياتي. عدد الأسماء التي أعرفها لا يتجاوز 20 – 30 اسماً. يوجد بينهم موسيقيين وأطباء وغير ذلك، ما علاقة هؤلاء بالسينما؟ في النهاية يمكنني الآن أن أصدر بياناً ممهوراً بألف توقيع وأكثر يؤيّد محمد الأحمد ويقول إنّه أعظم مدير عام للمؤسسة العامة للسينما. هذه ليست قضية وليس عندي وقت لعمل ذلك».
أولاً، أستاذ محمد، هؤلاء الخمس مئة الذين لم تسمع بهم في حياتك هم جمهور السينما السورية ومحبوها – أو ما تبقى منهم على الأقل- فإذا كان هؤلاء لا يهمونك ورأيهم لا يعنيك ك”مهتمين بالسينما السورية” وهي صفة كل الموقعين على البيان، فلا يمكنني القول إلا أن هذه إشارة جديدة أنك تدير المؤسسة الوحيدة القادرة على إنتاج صناعة سينمائية و لا تريد أن تسمع صوت جمهورها، المطلوب منه فقط أن يصفق.
ثانياً أتوجه إليك كناقد وليس كمدير – بما أنك مصر على فصل الاثنتين- وأقول: كيف يوقع على البيان عدد كبير من الصحفيين والعاملين في المجال السينمائي يتجاوز عددهم المائة، وأنت لم تسمع بهم، أليس من واجب الناقد السوري أن يعرف –على الأقل بالاسم- العاملين في المجال الذي “ينقد” فيه.
أخيراً، إن من يقرأ الردود ورغبة السيد الأحمد بتحويل هذا الخلاف الفكري إلى خلاف شخصي سخيف يقول على سينمانا السلام، ولكن المشكلة تكمن في أنها سينمانا وليست سينماه وحده، لذا نرى أن من حقنا على الأقل أن نرفع صوتنا بكل احترام ونقول بموضوعية: نحن لا نوافق على الطريقة التي تتجاوب بها مع خلافنا معك، فنحن لسنا جمهوراً تتقاسم معه النجاح عندما يصفق، وتتبرأ منه عندما يعترض.
خاص – صفحات سورية –