صفحات مختارة

لقاءات على الأنترنات: الحبّ في ثورة

باسكال لارديلياي Pascal Lardellier
ترجمة : المنتصر الحملي
ثمّة ظاهرة في أوج تفجّرها، إنّها اللّقاءات على الخطّ الّتي تعبّر عن صعوبة العثور على النّصف الآخر في عصرنا، وتقطع كذلك خطوة في طريق إبعاد الجسد الّذي هو خاصّيّة مجتمعاتنا المعاصرة. علاوة على ذلك، وخلف مظاهره اللاّهية، يطرح هذا النّوع الجديد من اللّغة المصطنعة سؤالا جوهريّا: ما معنى علاقة؟
ماتش.كوم، ميتيك، نات كلوب، العشّاق.كوم…، هذه المواقع المخصّصة للّقاءات على الأنترنات وغيرها من منابر النّقاش على الخطّ تمثّل ظاهرة مجتمعيّة حقيقيّة، لأنّها تجمع حاليّا الملايين من الأفراد العزّاب الباحثين عن النّصف الآخر، وأيضا عن المغامرات. فكيف أصبحت الأنترنات في ظرف بضع سنوات الألدورادو الحقيقيّة لجميع هؤلاء الأشخاص المطاردين للحبّ؟ ما هي أنظمة الرّموز الّتي تدير اللّقاء على الخطّ، وبماذا تخبرنا عن معنى العلاقة اليوم؟
للإجابة على هذه الأسئلة، أجرينا تحقيقا (عن طريق الاستبيانات والحوارات) مع عدد من مستعملي هذه المواقع. بيد أنّه ينبغي لنا أن نذكّر قبل كلّ شيء بأنّ «اللّقاءات عن بعد» لم تولد مع الأنترنات، ولكنّها تندرج ضمن سياق أكثر قدما وشموليّة هو سياق أزمة اللّقاء.
العزوبة، ظاهرة مجتمعيّة
أكّدت نهاية التّسعينات ومنعطف القرون حدوث ثورة مزدوجة في المجتمعات الغربيّة: من ناحية أولى أكّدت تزايد عدد العزّاب باستمرار مرّتين عمّا كان قبل ثلاثين سنة [عددهم الآن في فرنسا حوالي 12 مليونا]. هؤلاء الوحيدون Singles- حسب العبارة الّتي أصبحت دارجة اليوم- نفذوا داخل إمكانية مذهلة للمشاهدة الإعلاميّة والصّحافيّة مثلما تشهد على ذلك ظاهرة بريدجت جونز Bridget Jones. ومن ناحية أخرى، نجحت الأنترنات بشكل هائل في اختراق المجتمع من أجل استنباط استخدامات وإمكانات غير منتظرة، والتّأثير في جميع مجالات المجتمع من الاقتصاد حتّى أوقات الفراغ، ومن الثّقافة حتّى البيداغوجيا.
يبدو من المنطقيّ إذن أن يستثمر العزّاب التّكنولوجيا الاجتماعيّة الهائلة المتمثّلة في الأنترنات حتّى يبتكروا فيها طرقا جديدة للّقيا. ذلك أنّ عدد العزّاب المتزايد باستمرار يعبّر ويكشف قبل كلّ شيء عن وجود صعوبة معاصرة في العثور على النّصف الآخر، ولو أنّ العديد من العوامل المتباينة والمعقّدة قد ساهم في التّطوّر البطيء للزّوج التّقليديّ. [كلمة الزّوج هنا ترجمة لـ coupleالتّي تعني ذكرا وأنثى لا يجمع بينهما الزّواج بالضّرورة. (تنويه من المترجم)]
بسبب التّمدّن، وانعتاق المرأة سياسيّا واقتصاديّا وجنسيّا، وضغط الخطابات الإعلاميّة، والظّهور التّراجيدي لمرض السّيدا…، تعرّض الأزواج وأسلوب ممارسة الحبّ إلى ثورات متعدّدة منذ نهاية الخمسينات وقبل قدوم أدوات الاتّصال الجديدة بدءا بالمينيتال ثمّ الهاتف المحمول وصولا إلى الأنترنات. منذ ذلك الحين، زاد الصّعود القويّ«للرّقابة الاجتماعيّة» (وهي في الأصل أمريكيّة شماليّة) على العلاقات في تعقيد المسارات الكلاسيكيّة للإغراء (فاعتبرت المعاكسة الفحوليّة للفتيات La « drague macho » الّتي تعني في اللاّتينيّة أحبّ بمثابة الممارسة الرّجعيّة البدائيّة المهينة). وقد يصل الأمر أحيانا إلى حدّ تقنين العلاقات وابتذال مفهوم التّحرّش(الأدبيّ والجنسيّ).
بموازاة هذا «التّحويل الجليديّ» للعلاقات، رأى العزّاب منذ بضع سنوات كيف يهتمّ بهم المختصّون في سوق النّشر وأوقات الفراغ، وكتّاب السّيناريو في السّينما والتّلفاز، ورجال الإشهار وخبراء العلاج، بحماسة يضاهي حجمها حجم عددهم الهائل. في نهاية التّسعينات، كانت الظّروف مجتمعة لكي يفعل «التّطعيم الرّقميّ» فعله. ذلك أنّ على النّسيج العنكبوتيّ أن ينظر إلى نفسه باعتباره آلة ضخمة لإنتاج الاتّصالات، لنسج الرّوابط، لتوليد العلاقات. ومن هنا فصاعدا، سيخلق الحاسوب مغامرات وقصص حبّ، وصار عدد أزواج الأنترنات يحصى بعد بالملايين.
أنماط جديدة من اللّقاءات
إذا كان النّاس لفترات طويلة يتزوّجون وهم خاضعون لمنطق الطّبقات والطّوائف، فهم اليوم يحبّذون الازدهار الشّخصيّ والمهنيّ، وخوض تجارب علائقيّة وحبّيّة متعدّدة. إذن، فحتّى قبل أن يتشكّل الزّوج، تعترض الأعزب اليوم صعوبة أولى تتمثّل في اللّقاء. وللتّخفيف من هذه الأزمة، أنجزت وكالات الزّواج لمدّة طويلة وظيفة اجتماعيّة رصينة وناجعة في نفس الوقت. ولكن منذ السّتّينات، اكتسبت أنماط أخرى من اللّقاءات بموازاتها عنوان الشّرف. فالإعلانات الصّغيرة الّتي تتميّز بأنّها أقلّ تدخّلا من الوكالات، وأقلّ تكلفة، وتضمن لصاحبها سرّيّة كبيرة، ازدهرت في الصّحف والمجلاّت بقدر ما تفاقمت ظاهرة العزوبة. فالصّيّاد الفرنسيّ Le Chasseur français والملاحظ الجديد Le Nouvel Observateur والتّحرير Libération (وشقيقاتها)، هذه المؤسّسات الصّحفيّة الفرنسيّة الثّلاث، الّتي تخاطب مجموعتين كبيرتين من القرّاء الّذين يستمرّون سواء في المدن أو في الأرياف في ذات الملاحقة للنّصف الآخر، قد ساهمت في تشييد الإعلانات الصّغيرة دفعة واحدة حتّى صارت للعزّاب موعدا لا يمكن تجاوزه ومحرارا سوسيولوجيّا أيضا. ثمّ جاء المينيتال الملتهب والمثير للجدل (بما فيه الورديّ) في الثّمانينات، ليكون رغم كلّ شيء تجربة اجتماعيّة مدهشة سبقت بخمس عشرة سنة الضّجّة الكبيرة للأنترنات.
النّات، ثورة اجتماعيّة وعلائقيّة
ولكن، بداية من نهاية التّسعينات، قلبت الأنترنات ومواقع اللّقاءات ومنتديات الحوار استراتيجيات الإغراء رأسا على عقب. لقد صارت الثّورة بعد كمّيّة، بما أنّ النّات قد افتتن افتنانا مذهلا بربط الصّلة بين ملايين البشر الباحثين عن الحبّ، وبأن يكون خصوصا الأمميّة العجيبة للعزوبة. ماتش. كوم، ميتيك، نات كلوب، عشّاق. كوم، هذه عيّنة من مواقع اللّقاءات الّتي شهدت ازدهارا مذهلا، وللبعض منها مكانة هامّة في البورصة.
على مواقع اللّقاءات، يصبح كلّ فرد في حدّ ذاته ولذاته «وكيل زواج آليّا». باسم مستعار وبطاقة عرض ونصّ قصير يختصر الشّخصيّة والمطلوب وصورة عند الضّرورة يجد الأعزب (أو العزباء) نفسه جاهزا للدّخول إلى الحفلة التّنكّريّة الكبرى للنّات العاطفيّ. بعدها، يتراسلون عبر صناديق الرّسائل الإلكترونيّة (وهكذا تصبح العلاقة لامتزامنة) أو عبر الحديث المباشر على منابر الحوار chattings forums)). ولأنّها أكّالة للوقت، أصبحت الممارسة أخّاذة إلى درجة أنّ الكثير من عزّاب الشّبكة العنكبوتيّة يعانون من الإدمان على النّات، وتوضّح رغبتهم ما يصفه بعض المختصّين بطغيان التّوصيل (دومينيك وولتون) أو بوسواس العلاقة.
ليست الأنترنات ثورة اجتماعيّة وعشقيّة فحسب بل ثورة علائقيّة أيضا، طالما أنّ الخجولين يمكنهم أن يجرؤوا من خلالها على ما لا يستطيعون فعله في الحياة الواقعيّة. فهم على النّات منعتقون من نظرة الآخر ومتحرّرون من ثقل تلك الأجساد الّتي كانوا لا يعرفون ما يفعلون بها.
من هنا فصاعدا، سيكون العزّاب المختفون وراء الشّاشة والاسم المستعار وغياب الأجساد، البعيدون عن فضاءات التّمثيل الاجتماعيّ، قادرين على أن يجرؤوا كما يشاءون. أمّا الكبرياء والخجل والاعتبار الشّخصيّ فسيتمّ إبعادها بطقطقة واحدة على الزّرّ، ونفيها نهائيّا إلى صفّ النّفايات العلائقيّة لما قبل «العالم السّيبرني»، حتّى لو أدّى ذلك إلى تعميم الانفلات العلائقيّ وتصنيع المعاكسة. ذلك أنّ المبحرين ينتقلون من أشخاص إلى آخرين دون أيّ تعليل أو تفسير، وتسمح لهم لعبة الرّسائل عبر «النّسخ- الإلصاق» بالاتّصال بعشرات الأشخاص في الوقت ذاته.
منذ صفحات الاستقبال، تقترح مواقع اللّقاءات طرق بحث ناجعة، مرفقة بقائمات من الأصدقاء ومن غير المرغوب فيهم (القوائم السّوداء) ومن خفقات القلوب. هذه الحزمة من العوامل تصدّق على عصر علائقيّ جديد يتّسم بواقعيّة وذرائعيّة تسعيان إلى درء الخطر والخطأ والهفوات. إنّ المنطق الوجدانيّ المفروض ذو طابع استنزافيّ بصورة واضحة: الحدّ من المجازفات من أيّ نوع، تصنيف ألفاظ الطّلب، محاولة تحقيق المعادلة بين التّطلّعات الشّخصيّة والحدود الدّقيقة جدّا للشّريك المثاليّ، وللزّوج المنشود. يضاف إلى هذا في كثير من الأحيان وهم الاعتقاد بأنّنا ننتقي بطريقة جيّدة الشّخص الّذي سنحبّه وفقا لعدّة معايير جسديّة واجتماعيّة وأخلاقيّة: من أجل هذا بالطّبع لا بدّ من أن تكون العلامات المناسبة في الخانات المناسبة. يمكننا بحقّ أن نتحدّث عن فنون تسويق الحبّ.
ولكنّ السّياق الرّقميّ أيضا هو أوّل من يشهد تحوّل المجهولين إلى أصدقاء حميمين، والوقوع الافتراضيّ في الحبّ، والإغراء المتبادل دون تعارف، معيدا بذلك لو جاز لنا القول تشكيل النّظام الاجتماعيّ وفلسفة العلاقات.
من قبل، كانت العلاقة (والعشقيّة بالأحرى) قائمة على تلاقي الأجساد كقراءة أولى. (انظر في الفكرة الرّومنسيّة عن الحبّ من نظرة أولى كما حصل لفادر أمام الجميل هيّبّوليت). ومن هنا يبدأ كلّ شيء. غير أنّ الشّبكة العنكبوتيّة تسمح بقراءة الأمور بالمقلوب، بما أنّ الواحد يتعرّف على الآخر من الدّاخل.
رجال ونساء، وانتظارات مختلفة
يقوم النّات الشّعوريّ في مواقع اللّقاءات على سلسلة من اللاّتساوق المؤسّس. فعند الحديث عن الحبّ، يوجد اختلاف جذريّ بين الرّجال والنّساء يتعلّق بانتظارات كلّ منهما، وهو منذئذ مصدر للكثير من سوء التّفاهم والخيبات. فأغلبيّة المشتركات يدخلن هذه المواقع لأنّهنّ يتمنّين لقاء جدّيّا، لا بل لقاء يغيّر حياتهنّ. فموضوعة الأمير اللّطيف دائمة الحضور، ونجد في مواقع اللّقاءات استخداما أنثويّا مفرطا لحروف البداية التّي تؤمثل الحبّ والقيم المتّصلة به.
«يميل جمهور النّساء إلى تعظيم لقاءاته الافتراضيّة. فهنّ يفصلن الشّعور بالحبّ عن الرّغبة الجنسيّة، ويرسمن للآخر صورة قريبة من الحلم الّذي يحملنه بداخلهنّ. فقد يكون النّات إذن وسيلة جيّدة لتجنّب الجسد (1).» وعلى العكس من ذلك، كثيرون هم الرّجال في تلك المواقع الّذين يبحثون عن المغامرات السّريعة الّتي ربّما تفضي إلى الحبّ. لأنّ الجنس عندهم دائما تقريبا منفصل عن لظى الحبّ. وقد أصبحت الأنترنات عرضيّا النّاقل الأوّل لفيروس الزّنا الرّقميّ. فالمعاكسة على التّلفاز والكلام المتكلّف والدّعارة مدفوعة إلى النّجاح أكثر من أيّ وقت مضى بفضل مواقع اللّقاءات. بعد بضع عقود من الزّمن على البدايات الأولى للمينيتال الورديّ، ها أنّ موضة الجنس الشّفاهيّ أي الملفوظ تعود من جديد. وتنهض هذه الإيروسيّة الجديدة على التّبادل التّراسليّ (ثمّ سريعا الهاتفيّ) للتّخيّلات الجنسيّة بين المشتركين الّذين ربطوا بعد علاقة افتراضيّة حميمة.
إنّ هذا الجنس المتلفز ليس مجرّد ظاهرة ثانويّة، فهو كذلك يتعلّق بهذا الإبعاد المعمّم، وبهذا التّحكّم الكلّيّ الّذي يريد الأعزب (والعزباء خصوصا) الما بعد حداثيّ أن يمارسه مطلقا. فمن الأمان أكثر أن تسيطر على رغبة الآخر وأن تلعب – وربّما تتمتّع – بهذا التّحكّم. وكثيرون هم الّذين يذكرون القوّة الخارقة الّتي تنجم عن التّصرّف في عشرات العلاقات العشقيّة الافتراضيّة المتزامنة.
الأنترنات، رابطة اجتماعيّة ورابطة عشقيّة
للشّبكة العنكبوتيّة بتوسّعها الحاليّ تأثيرات اجتماعيّة وعلائقيّة خطيرة. ولكن قبل كلّ شيء، تثير الشّبكة أسئلة اجتماعيّة ذات بال. فالأنترنات تجدّد مفهومي الرّابطة الاجتماعيّة والعلاقة لا أكثر ولا أقلّ.
ما معنى علاقة؟ إنّها لم تعد فقط وجها لوجه، بل أيضا صلات يمكن أن تتجاوز الحضور والوجه لتجد منبتها في مكان آخر، قبل هذين الأخيرين، وتوجد دونهما. لقد قامت هجمة الأنترنات بالفعل بقلب المعايير الكلاسيكيّة والعائدة إلى آلاف السّنين عن تعريف العلاقة.
منذ حوالي 15 سنة، تطرح التّكنولوجيات الجديدة للنّات بحدّة سؤالا إيبستيمولوجيّا حقيقيّا، يشتغل خصوصا على ثورة كوبرنيكيّة بما أنّنا نشهد تحوّلا في المنظور. وتكمن أولى ثورات الأنترنات في الواقع في لامركزة الرّوابط الاجتماعيّة وفصلها عن الجسد، ولهذا تستمرّ هذه الرّوابط في التّوالد مهما كان رأي المحتقرين لها. والحالة هذه، فانّ العزّاب هم أوّل المستفيدين من هذا «التّحوّل لما هو اجتماعيّ». وهم يعيشونه بشدّة، مع ما يتّصل بخصوصيات الشّبكة من مخاطر وملذّات جديدة.
قد تكون الأنترنات شكلا جديدا لما كان ڤريڤوري باتيسون Gregory Bateson يدعوه«بنية تعيد الرّبط». إذ يتعلّق الأمر برحم اجتماعيّ يقوم على غرار الطّقوس أو الحفلات بتوليد العلاقات، ويساهم في إنجاب المجتمع وإنتاجه داخل الكثافة المغلقة والعمق المتعذّر لمسه لألغازه. إنّ التّكنولوجيات الاجتماعيّة لمجتمع مفرط في الفرديّة تنتج بشكل متناقض شروط وجود «ترابطيّة» جديدة، تربط بين «عزلات جماعيّة» (د. وولتون).
كان غيستاف فلوبير يؤكّد «ليست اللآلئ هي الّتي تصنع العقد بل الخيط». عزّاب في النّات، ولآلئ في العقد، في النّهاية فانّ الاستعارة شفّافة. من هنا فصاعدا، هم لا يساوون شيئا بعيدين عن بعضهم البعض. لآلئ وخيط منذ وقت بعيد، عزّاب وشبكة منذ عهد قريب جدّا. تلك هي سنّة الحياة، قطعا.
* المقال منشور على موقع Sciences Humaines.com
** باسكال لارديلّياي، أستاذ علوم الإعلام والاتّصال بجامعة بورڤوني، نشر مؤخّرا كتاب الطّقوس الجديدة، Belin، 2005. وكتاب المداواة بالنّات. العزوبة والحبّ على الشّبكة، Belin، 2004. ويعتبر المقال الحالي تطويرا لبعض النّقاط النّظريّة الواردة في هذا الكتاب.

الهامش:

1-    P. Leleu، نيوبيز، عدد 17، جانفي، 2002

موقع الآوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى