بين صعود الطغيان و تكريسه , ملامح المرحلة
مازن كم الماز
يبدو أن الجميع قد استحوذ عليهم الخوف الوجودي فيدفعون الأمور إلى أقصاها و يحاولون الاختباء خلف قوة ما تبعث في نفوسهم الطمأنينة أو أن يتمترسوا خلف أي مصدر يعدهم بالقوة..رد الإخوان السوريون مؤخرا على إخوانهم بسؤال يحمل تلك الهواجس : هل تريدوننا أن نعود إلى السجون ؟ إن ذكريات تدمر و حماة ما تزال حاضرة بقوة في الذاكرة الإخوانية , في محاولة لاستخدام الأكثرية السنية في سوريا و لبوادر تجديد عصري لصراعات قروسطية بين الفرق و الطوائف و حتى المذاهب الإسلامية تميز خطاب الإخوان مؤخرا بنفس طائفي بحت , كان يجب لذلك تصوير الصراع في سوريا على أنه صراع بين السلطة العلوية المتورطة حتى النخاع في التآمر الشيعي “التاريخي” على
أهل السنة و الجماعة , يستحضر هذا مباشرة مواجهات الثمانينيات بينهم و بين أجهزة النظام , تلك المواجهات الدموية التي سحلت فيها الجماهير بين الطرفين اللذين استخدما أقصى العنف المتاح ضد الآخر و ضد الناس عند اللزوم كي نكون منصفين لكنه عنف غير مقنن على الإطلاق عنف منفلت سافر فظ خاصة من جانب النظام , كان المدخل المطلوب يومها للدولة الإسلامية في سوريا هي المواجهة المباشرة مع فرق الغلاة الهرطقية التي اعتبر النظام تعبيرا عنها , مقاربة النظام كانت أيضا طائفية بامتياز و صريحة بشكل فج , هذه المواجهة كانت استئصالية الطابع بالضرورة من الطرفين , معركة حتى النصر الكامل لا أقل , كان العلمانيون السوريون بالطبع أقرب لموقع السلطة مع استثناء مجموعة الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي و لدرجة أقل حزب العمل..ذات الخوف الوجودي يسيطر أيضا على العلويين في سوريا و ربما على معظم الطوائف التي تعتبر هرطقية وفق التعليم السني , و بديهيا أن يشمل هذا العلمانيين أي اليساريين و من بينهم من تلبرل منهم , الشيء الذي منع العلمانيين السوريين من الإحساس بذات الخوف العميق هو أنهم ليسوا هدفا محتملا حتى الآن لأي من الأطراف المتنافسة , سواء النظام ( باستثناء من أفصح عن معارضته للنظام , تلك الجريمة التي لا تغتفر بالنسبة له ) و لا حتى الإسلاميين ( على الأقل هم ليسوا الهدف المباشر ) إضافة إلى أن القوة التي كانت مرشحة لفرض تغيير النظام هي أمريكا و هي تفضل العلمانيين عن أي إسلاميين بالتأكيد و قد حرص العلمانيون الذين شكلوا بعض النخب المعارضة على إثبات أنهم يستحقون مثل هذه الوضعية الخاصة بالنسبة للمشروع الأمريكي الذي يبدو أنه اختار أخيرا مهادنة النظام تمهيدا لاحتوائه ربما أو لابتزازه من جديد حتى تنضج ظروف تغييره أمريكيا أو إسرائيليا , هذه كلها سيناريوهات محتملة..الغريب أنه عندما يتكلم المتحاربون , خاصة الصغار منهم , كما في حالة الحرب الأهلية اللبنانية فإنهم يعبرون عن خيبة أمل هائلة في هذه الحروب و خاصة في الزعامات و الخطابات التي جعلت منهم وقودا للحرب..لا نعرف ما إذا كان هذا هو نفسه رأي الملايين التي خاضت الحرب العراقية الإيرانية , و إن يبدو هذا أكثر منطقية حتى من الحالة اللبنانية لأن عبثية هذه الحرب مقارنة مع الخراب و التدمير الذي خلفته هو أكبر بعشرات المرات على الأقل مما جرى في لبنان , لكن يبدو أن هذا ليس رأي تلك الزعامات و القيادات التي خاضت الحروب أو المرشحين للحروب المتجددة , ففي سوريا إن قدرة القيادات السياسية التي أدارت تلك المواجهة الدموية نسبيا على استحضارها مرة تلو أخرى و العودة إلى خطابات المواجهة ذاتها التي قامت عليها يعني أن التاريخ متوقف في لحظة اندلاع الصراع تماما , سلطويا و بالنسبة للإخوان على حد سواء , و يمكن بكل بساطة استجلاب مشاركين جدد , عناصر أمن مهمتهم تعذيب المعارضين و خاصة الإسلاميين منهم رغم أنهم في حقيقة الأمر ضحايا فعليين للنظام , كثير من عناصر هذه الأجهزة يعيش في عش الورور و المزة 86 و القدم – أحياء حزام الفقر المحيط بدمشق , و “مجاهدين” متلهفين لمقابلة العدو و ربما للشهادة , و إن كان هؤلاء المجاهدين هم اليوم أبعد قليلا من الإخوان و أقرب للسلفية الجهادية…في العراق تماما كما في سوريا نرى ذات الخوف الوجودي عند السنة تماما كما هو عند الشيعة و الأكراد , ناهيك عن الأقليات الأصغر كالآشوريين و المسيحيين و التركمان و غيرهم..و استنادا إلى هذا الخوف يجري إعادة شرعنة قتل الآخر حتى درجة ارتكاب المجازر و شرعنة سلطة المرجعيات و القيادات الدينية و الأثنية المختلفة التي تعرض ليس فقط على أنها الهدف المنشود , بل على أنها خط الدفاع الأخير عن وجود الطائفة و القومية أو الأثنية نفسه , إننا نشهد حالة تمزيق شبه نهائية باتجاه طوائف مغلقة على قادتها و زعمائها و مرجعياتها يتم رص صفوف أعضائها “الذين لا يشترط كونهم مؤمنين بالمناسبة” وراء قياداتها اعتمادا على تعزيز هذا القلق أو الخوف الوجودي الذي مصدره هو الآخر الطائفي , المصاب هو الآخر برهاب الآخر , رهاب الاستئصال على يد الآخر..يجب التأكيد هنا أن الرموز الدينية , الطائفية هنا , تستعيد بسرعة تأثيرها المعنوي الميثيولوجي , ليس فقط عربيا أو إسلاميا , و لا يهوديا , بل حتى غربيا , يعود المضمون الميثيولوجي للهوية من جديد بكل زخمه الانفعالي ليشكل أساسا لحوار على غرار الجدل حول جنس الملائكة في روما القديمة , جدل يتركز حول بقعة مثقلة بالميثيولوجيا كمنطقتنا , يبدأ من القدس و جبل الزيتون أو الهيكل إلى بغداد و الكوفة و كربلاء و سامراء , وصولا إلى سيناء , تصور أن الحروب الحالية بإصرار الجميع ( أي كل المتحاربين ) تدور حول هذه الرموز و المعاني الميثيولوجية , أو دلالاتها في المكان و في الزمان المعطى – آخر الزمان بحسب كثير من هذه الخطابات , رمزية القدس وحدها تستفز الجميع و تستنتهض دعوات الحروب المقدسة , إن اليمين المحافظ المسيحي اليوم يتمتع بقوة هائلة في تكوين الوعي الجماهيري الأمريكي , و هنا أيضا يبدو الصراع الوجودي الذي لا بد أن يكون ذا طابع استئصالي مع بقية الحضارات لا يشغل فقط وسائل تكوين الرأي العام و صناعة السينما بل حتى الأوساط الأكاديمية , ينتظر الكثير عودة المسيح المنتظر مرة أخرى و المعركة الأخيرة ضد “الكفار” التي ستنتهي بالقضاء على الكفر طبعا , نفس الشيء هو ما ينتظره المسلمين مثلا لكن النصر في هذه المرة سيكون حليف جموع المسلمين و الزوال أو الإبادة ستكون من نصيب أعدائهم , و اليهود هنا أيضا يطلقون كل مخزونهم التاريخي من القهر و التمييز و حتى الإبادة ضد الفلسطينيين أساسا..هنا أيضا فإن الدلالة الملموسة لهذه الرموز الميثيولوجية تنتهي إلى أن ترتبط بأفراد و قوى واقعية تصبح تجسيدها “الزماني” , مستفيدة من وسائل إعلام هائلة في قدرتها و تأثيرها لا تقتصر على الإعلام المباشر وحده ( غربيا ) و تستخدم خطابات ( غربيا أو “شرقيا” ) مغلقة دوغمائية عدوانية بالضرورة ضد أي مظهر للتنوع و تحرم الاختلاف , سواء أكان ذلك بفظاظة شرقية أو بنعومة غربية مناقضة لكنها تساويها بل و تتفوق عليها في الانغلاق و احتقار الآخر و الإصرار على تدميره..هذه القوى مغلقة بحيث أنها تعتبر أية محاولة لنشر الفكر الآخر عدوانا و استفزازا , إن أية محاولة لاختراق خطوط العزل الطائفي أو الأثني أو القومي أو العقيدي تعتبر على أنها مؤامرة معادية تستلزم أقصى “وعي و يقظة” , هكذا تغلق الحدود على البشر و يصبح هؤلاء مجرد أرقام في جيب هذه القيادة أو تلك , هذه الزعامة “الدينية” أو تلك , أرقام يجب تثبيتها دون أي تغيير , هكذا مثلا ينظر البعض لتشييع الجماهير السورية أو للتبشير المسيحي في الشرق أو لوجود الإسلام في الغرب , مجرد وجوده ناهيك عن محاولة نشر الأفكار الإسلامية , كان على أوباما كشرط أساسي لإثبات مسيحيته و إخلاصه للعلم الأمريكي أن ينفي ليل نهار أي علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد , إن مفهوم الطائفة أو الدين يطرح فقط ككتلة مغلقة و أي محاولة لتغييرها تعتبر عدوانا غير مقبول , لكن يجب للأمانة أن نعترف أن زعماء الفصائل الشيوعية مثلا سواء في سوريا أو العراق أو أماكن أخرى كثيرة يعتبرون أي نداء أو دعوة للحوار أو ربما التنسيق أو الوحدة بينها على أنها محاولة لسلبهم أنصارهم أو هدم منظماتهم “المتماهية بالمفهوم السائد عن الطائفة المغلقة ! من الواضح أن الأصوليات كلها تقود إلى الطاحون !..في الحقيقة يجب التأكيد هنا أن القمع الذي مارسته الأنظمة ضد المعارضة , عموما و الإسلامية خصوصا, و الذي بلغ مستويات وحشية استثنائية في سوريا و العراق , و حتى مصر عبد الناصر , قد مثل الأساس الواقعي المباشر لهذا القلق الوجودي العام الذي يتمحور حول الميثولوجيا الطائفية أو العشائرية أو القومية الذي استخدمته أيضا هذه الأنظمة في فترة صعودها القائم على قمع الآخر..لكن للوضع جذور أبعد , فالقوى المسيطرة في هذا العالم , كما كانت دائما , ترفض أية مساومة , على حقها المطلق في فعل ما تريد و تشاء بالعالم , على رفض أية فرصة حتى لمعارضة سيطرتها..العولمة الرأسمالية تصر على أنها تمثل الحقيقة المطلقة , أنها كاملة الصحة , أنها تحتكر الحق في الوجود , و تنظر إلى أي شيء خارجها أو يعتبر نفسه خارجها على أنه هرطقة , إما معنا أو ضدنا ’ كان بوش صريحا في تحديد احتمالات الوجود , إما السمع و الطاعة أو أن تكون خارج احتمالات الوجود , لا يوجد أي بديل آخر على الإطلاق , فقط العنف الذي يصاحب الاحتجاجات المناهضة للعولمة يستطيع لفت وسائل الإعلام التابعة للاحتكارات , أما على الجهة الأخرى , أي الأصوليون فإن مجرد وجودهم يبعث الرغبة في التدمير عند رجال النظام العالمي الجديد , إنهم خارج إمكانيات الزمان الراهن وفقا لمنطق الحرب على الإرهاب بأي شكل أو مهما اختلفت خطاباتهم , ليس أمامهم إلا ممارسة العنف الدائم ضد الكفار , قد يكون هذا خيارهم , لكن خيار إجباري بالتأكيد..حتى أن العولمة تصر على أنه لا بديل فعلي لها , هذا أيضا يضع مناهضيها , بل و ضحاياها أولا , أمام مهمة إثبات الوجود أو تسجيل الموقف مبدئيا , هذا يعني أن هذه المعارضة في جزئها الأعظم ملزمة أن تكون عدمية بمعنى أنها لا تتجاوز مجرد تسجيل موقف الرفض و المعارضة لا البحث عن بديل , يريد مثلا مناهضو العولمة في احتجاجاتهم تدمير كل رموز تلك العولمة , مطاعم الفاست فوود الأمريكية , و إعلانات البضائع الأمريكية , هذه الإثارة وحدها تجذب إليهم انتباه مؤسسات السلطة الشمولية للسوق و يلفت انتباه مجتمع الاستعراض السلعي الرأسمالي لكنهم بذلك يجدون أنفسهم في عنق الزجاجة التي أراد لهم أبطال العولمة أن يبقوا عالقين هناك , مكتفين بالاعتراض أكثر من البحث عن و تأسيس البديل , أما الأصوليون فإنهم مهووسون بهاجس قتل أكبر عدد ممكن من الجنود الأمريكان أو وكلائهم المحليين , هذا هو جوهر خطابهم و هذا هو جوهر مشروعهم باختصار , اعترف الكثيرون مؤخرا من منظري الجماعات الجهادية أنه ليس لديهم مشروع جدي أبعد من هذا , لكن المؤسف أنهم ليسوا وحيدين في ذلك..الحكومات , العربية هنا , سواء أكانت ممانعة أو معتدلة , ممن يرضى عنها المحافظون الجدد و الليبراليون الجدد أو ممن يناصبونهم العداء , لأسباب لا علاقة لها بعدد السجناء السياسيين أو درجة وحشية قمع المعارضة , أو حتى في العراق و إسرائيل و لبنان , واحات الديمقراطية الحالية في الشرق الأوسط , تتصرف بذات الإقصاء تجاه الآخر , عمليا لا وجود لأي معارضة , لأي بديل , لأي حراك مستقل , و تحرص قوى فرض النظام على استمرار هذه الحقيقة , القوى المسيطرة في كل مكان في العالم تعتبر أن سيطرتها نهائية أبدية , و أن ضحاياها محكومون بالخضوع فقط , لا أي شيء آخر , هذا الآخر يجب أن يزال , يباد , باختصار , المجد لقوات الأمن المصرية و السورية و العراقية و حتى قوات أمن السلطة الوطنية الفلسطينية , هذا هو منطق الحكومات , هكذا نحكم جميعا..إن القسوة التي يعامل بها الأصوليين اليوم غير مسبوقة , يجري انتهاك إنسانيتهم بفظاعة لا إنسانية , و برضا صامت من إدارة بوش التي يبدو مشروعها لدمقرطة الشرق الإسلامي ليس أكثر من عملية خلق نخب ثقافية سياسية اجتماعية تؤمن بالمثال الأمريكي تماما لا زيادة و لا نقصان..يجري إلغاء أية معارضة بكل قسوة , ليست فقط المعارضة السياسية المباشرة بل أيضا المعارضة الاجتماعية للفئات و الطبقات المضطهدة بتحويل كل المؤسسات القائمة إلى جزء من بنية بيروقراطية الدولة و ربطها بالأمن أو بمؤسسات القوى السائدة , في لبنان و العراق لضعف الأمن هناك حتى الآن , بنشر ثقافة الخوف و الولاء و السمع و الطاعة , بالحسنى حينا و بالقمع في أحيان كثيرة..لا يوجد أي ملجأ لأي كان , خاصة لمن تضطهدهم الأنظمة القائمة , لممارسة أي نقد جدي ناهيك عن أي معارضة لما يجري..أبعد من ذلك فإن هذه القوى تصر على رفض أي موقف حيادي ناهيك عن رفض و إنكار حقيقة رموزها أو منظوماتها القيمية و الميثيولوجيا الدينية أو الوضعية التي تبشر بها , الغريب أن يكون بمقدور البعض وصف مثل هذا الإنكار على أنه عدمي , معادي للقيم , في الحقيقة إن هذه الميثيولوجيا معادية للإنسان , أي إنسان , بل و متعطشة للدماء البشرية , و ما تقدمه أساسا لضحاياها , الأتباع هنا , ليس إلا مجد الموت العدمي في سبيلها , شرف سحق الذات و معها العدو بالتأكيد في سبيل الميثيولوجيا , في سبيل مقدسها اللامتناهي و رموزه الزمانية المباشرة…هل سينتصر هذا الفريق أو ذاك , أية صورة أو شكل للديكتاتورية القادمة , هذه هي مهمة النخبة اليوم , أن تصرخ , أن تعبأ الضحايا الجدد , أن تبشر بمجد جديد أو باستمرار السلطة القائمة , لا فرق ! فما نحن بصدده هو إنتاج القهر و الظلم و الاضطهاد , السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الفكري , مرة تلو أخرى , هو إنتاج طغاة جدد أو استمرار القدامى , هو تكريس الطغيان كحالة وحيدة ممكنة للحياة البشرية , للخضوع للسائد و تحريم مخالفته أو حتى نقده أو حتى النظر إليه بحياد , تكريس الأوامر و النواهي التي يعدها لنا الآخرون كشكل وحيد للسلوك و التفكير , كشكل وحيد للوجود , أن تجري إضافة أكوام جديدة من السلاسل و القيود على حياتنا و عقولنا و ألسنتنا و قلوبنا , أن تبقى الحياة , باختصار , مجرد ترديد غبي أبدي للسلطة , للديكتاتورية أو للنخبة الحاكمة..قد يسود الظلام العالم لعقود و ربما لقرون مقبلة , هذا محتمل , فهناك ما يكفي من السجون , أو من مشاريعها , من تدمر و أبو زعبل و أبو غريب إلى غوانتانامو , لتحويل الحرية إلى سراب مرة تلو الأخرى , عبارة عن المزيد من القيود لا أكثر , لا تتوقف القضية على مستوى الفهم لدى قياداتنا أو لدى النخب , و لا على مستوى الكوليسترول الناتج عن الفحش في النهب الاقتصادي المسبب لتصلب دائم في شرايين الدماغ و بالتالي عقم التفكير لديهم , إن الأزمة هي أزمة المضطهدين , أزمة الضحايا , عجزهم عن تحطيم قيودهم , إن حقيقة الأزمة هي في نجاعة أساليب التدجين المتبعة , لإقناع الضحايا بأنهم في أحسن حال عندما يكون كل شيء حولهم ينضح بالقهر و الظلم , عندما لا يكونوا بشرا……..
خاص – صفحات سورية –