افتتاحية النداء: بيان المجلس الوطني.. إعلان المبادئ
تعرّضت المعارضة الوطنية الديمقراطية بعد انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق لهزّتين: أولاهما من خارجه، من الأجهزة الامنية التابعة للنظام الحاكم التي شنّت حملة شرسة لم تتوقّف حتى الآن ولم تتراجع عنها . وثانيتهما من داخله، في ارتباك طبيعيّ أمام التحوّلات الكبرى، ولعلّها آلام الولادة.
وعلى الرغم من أنّ الردّ الامنيّ الآلي، الذي بدأ عشية يوم ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10/12/2007، يُمكن فهمه مع تركيبة النظام المحكومة بالسياسة الأمنية، بل يُمكن حتى تفهّم انفلات ردّ الفعل من الحدود المعقولة في اعتقال قيادات الإعلان وإحالتهم إلى المحاكمات الصورية المخجلة.. إلاّ أن تلك المراجعات وردود الفعل التي أعقبت المجلس الوطني من بعض قوى الإعلان ومؤيديه تبقى غير مفهومة.
وكانت الحملة الأمنية ضد قيادات الإعلان قد وضعت المؤيدين له بحالة دفاع أمام شراستها و ضغوطها ، وأحرجت مهاجميه في وقت الشدّة الوطنية والحاجة إلى التضامن والوحدة. وفي الحالتين هي سوء حظّ لا ينبغي أن يحجب الوقائع البسيطة.
تلك الوقائع التي لا يجب أن تغيب في حمّى النقاشات والسجالات، تجعل من المؤسف و المستغرب صدور دعوات إلى الدخول في حوار حول مبادئ يؤسّس لتحالف وطني ديمقراطي جديد، يرث إعلان دمشق (والتجمّع الوطنيّ الديمقراطي ايضاً!).
هو مؤسف لأنّه ليس تراجعاً إلى وراء وتبرّعاً من غير مردود ولا مكسب وحسب، بل لأنّه تصفية (بأيدينا) لأفضل ما حققه السوريون حتى الآن. إنه أيضاً دعوة للسجناء والمرشّحين للحاق بهم إلى نقاش من وراء القضبان أو أمامها، وهذا ليس عدلاً، على الأقل. كما أنه مستغرب لأن سياق انعقاد المجلس الوطني مختلف تماماً عمّا يُمكن أن يكون أرضية للنقاش الدائر.
لقد استغرقت صياغة الخطّ الذي خرج به بيان المجلس شهوراً، ولم يُعرض على النقاش والتصويت إلاّ بعد موافقة الأطراف جميعها ( نكرّر: جميعها!)، وبعد أن تمّت مناقشته بالكلمات والحروف، مع مراعاة مفهوم التوافق روحاً لأسلوب العمل، والموافقة المتكرّرة على إعادة فتح النقاش بعد إغلاقه وتعديله لاستكمال صياغته بدقّة.
وإذ نسمع الآن أن هنالك من يريد مناقشة مشروع إعلان مبادئ جديد للمعارضة الديمقراطية، لا بدّ أن نشير إلى أن بيان المجلس الوطني قد تمّت صياغته من مبادئ سبعة كما اقترحت قيادات حزبين من أحزاب إعلان دمشق، انطلاقاً من “روح وثائق الإعلان الأساسية” ومن “تجربة العامين الماضيين” باقتراح مباشر من قياديين في حزب منهما، ينتقد الآن ويُراجع. ومن يعدْ إلى نصّ البيان يجد أنه يسمّي نقاطه مبادئ بوضوح لا لبس فيه.
المبادئ السبعة مع المقدمة والخاتمة خلاصة لتفاهم وتوافق شاملين، ولا يُمكن استغراق خطّ حزب أو فردٍ بتفاصيله في أيّة وثيقة جامعة وجماعية. .
فلماذا إذن يرمى نتاج أكثر من عامين كاملين من الحوار والانشغال المضني، لماذا لا يتابع البناء ويتراكم الجهد حتى لو احتاج إلى تقويم هنا أو هناك، ومن سيثق بالعائدين مجددا إلى نقطة البداية؟ .أكثر من ذلك لماذا حدث كل هذا ؟!
هيئة التحرير
السبت/23/شباط/2008