معــرض الكتــاب فــي دمشــق النشـر كمهنـة ثانيـة وهوايـة للمتقاعديـن
راشد عيسى
يستحق معرض الكتاب الذي يعقد سنوياً في مكتبة الأسد بدمشق، أن يتوج مناسبة كبرى للقاء المثقفين والمبدعين السوريين من كل لون، فمن لم يخرج إلى نشاط ثقافي طوال العالم، يصعب أن يتخلى عن احتفال ثقافي بهذا الحجم. البعض من أجل لقاءات مضمونة لزملاء وأصدقاء المهنة، وهناك من يترك لنفسه الاستسلام لمصادفات قد تجمعه بأشخاص من الذاكرة. لذلك يصلح أن تضم أروقة المعرض مقهى ثقافياً كذاك الذي شهدناه في مناسبات ثقافية ناجحة. وبالطبع هناك من خرج من أجل الكتاب، ولو على سبيل متعة التسوق، حتى لو كان من نوع الWindow Shopping .
يخطر للمرء أن لمعرض الكتاب في دمشق وظائف قد لا تجدها في معارض عالمية، فإذا كانت تلك تختص بالناشرين وحدهم، أو تجّار الجملة، فإن المعارض العربية تتعدى ذلك إلى وظائف أخرى، حين تتوجه إلى القارئ مباشرة، ذلك يعني أن هناك وسائط محذوفة في عملية النشر. حُذف دور مكتبات المدينة، وحذفت عادة شراء الكتاب كفعل يومي، وعادة اجتماعية، بدلاً من ذلك راح الناس يعدون قوائمهم لآخر العام، ويأخذون كتبهم جملة. ذلك يعني أيضاً أن القارئ غير معني بزمن الكتاب، حين يكون هذا جزءاً من موجة عالمية ما، هذا سبب إضافي كي تصلنا الموجات فيما تكون انقرضت في بلادها.
لا جدوى من الانتظار إلى آخر المعرض من إجل إحصاءات نهائية، منذ البداية سيقول الناشرون إن حركة البيع إلى تراجع دائم، مع أن دُور النشر إلى ازدهار. وفي الأساس لا سبيل إلى الإحصاء هنا، أربع وعشرون دورة لمعرض الكتاب ولم نجد سبيلاً لإحصاء عدد الزوار والمبيعات واتجاهات القراءة (وبالمناسبة؛ ينبغي أن لا نأخذ كلام الناشرين على محمل الجد، يقولون إنهم خاسرون في محاولة لابتزاز الكتّاب، وإذا سألتهم عن الكتب الأكثر مبيعاً يعطونك أسماء الكتب غير النافقة في محاولة للدعاية والتضليل). أخذ الناشرون الجدد مواقعهم في المعرض المزدحم. من أبرزهم دار ممدوح عدوان التي لها من العمر سنتان، أنجزت خلالها ستة وأربعين كتاباً، من بينها سلسلة ذاكرة المسرح وتتضمن ستة وعشرين عنواناً من المسرح السوري أسهمت أمانة »دمشق عاصمة الثقافة« في نشرها. إلهام عبد اللطيف، صاحبة الدار وزوجة الراحل ممدوح عدوان قالت إن »الدار تحية لممدوح صاحب الـ٦٥ كتاباً بين التأليف والترجمة، بين شعر ومسرح ورواية وبحث، هو الذي قضى كل عمره بالكتابة. عشت معه ثلاثين عاماً آمنت فيها بالكتابة، وأحس بالذنب لو سألني أحد عن كتاب له لم يجده، ثم إنني لا أريد أن أخضع لابتزاز المؤسسات، وفي الوقت نفسه بلا عمل بعد أن تقاعدت من وظيفتي، ولا بد من أن أوجد لنفسي طريقاً ما«. عبد اللطيف تقول إن من أسباب نجاح الدار »أنا احترمت شغلي واحترمت الكتاب. حاولت أن أقدم كتباً بلا أخطاء وبطباعة جيدة. ولعلي أيضاً كنت محمية باسم ممدوح عدوان«. ولكنه قبل ذلك تؤكد: »هناك كذبة اسمها أن الكتاب خاسر! هذا غير صحيح، فالكتاب على الأقل يردّ كلفته وأكثر«.
مهنة ثانية
نفهم إذاً أن النشر وصناعة الكتاب نوع من مهنة ثانية للكاتب والمثقف، للمشتغلين بالثقافة وما حولها. الكاتب محمود الوهب أنشأ داراً أسماها »نون أربعة« ونشر حوالى اثنين وثلاثين عنواناً، من بينها كتب لوليد إخلاصي وفؤاد المرعي وسعد الدين كليب ونضال الصالح. الوهب قال: »أنشأت دار نشر استكمالاً لرؤيتي في الحياة ولرؤيتي السياسية والأدبية. أنا بدأت من الأدب ثم تحولت إلى السياسة، ثم عدت من جديد إلى الأدب. إنه عمل في النهاية. النشر عمل تجاري، لكن لا يفلح فيه إلا من هم داخل المهنة«.
لا ندري إذاً إن كانت مهنة النشر التي صارت للمتقاعدين نوعاً من مهنة جديدة ستتأثر بروح الشيخوخة لديهم، فيما يحتاج الكتاب وأزماته في بلادنا لروح شابة من أجل أفكار جديدة، وربما مجنونة. ألا يستحق الكتاب أن يكون مهنة أولى؟ نجد الكاتب نادر السباعي كما لو أنه على رصيف المكتبة، يبدو أنه فعلاً أضيف لاحقاَ، وما زال من غير لافتة تحمل اسم داره »مركز الانماء الحضاري«. يقول إنه كان، إلى جانب كونه أديباً، مدرس فلسفة وعلم اجتماع »أجد فكرة دار النشر مجالاً أيضاً، وقد طبعت في مجال اللسانيات لأسد نقصاً واضحاً في المكتبة العربية«. السباعي كان نشر على مدار سنوات كتب رولان بارت. وبدا مصراً على النشر إصراره على المشاركة في معرض الكتاب، حتى ولو على رصيفه«.
الكاتب والناشر لؤي حسين، صاحب دار »بترا«، قال: »إن مهنة النشر بالنسبة لي هي مهنة أولى، لكنني لو خيرّت لجعلتها مهنتي الثانية. ليس عندي مهنة أفضل أتعيّش منها. فأنا محاصر ككاتب ومضيّق عليّ. كان عندي سابقاً محل فطائر وكان هو مهنتي الأولى، وهو ما كان يغطي تكاليف النشر، وحين تركته مرغماً تدهور النشر عندي. إن كثيراً من الناشرين يصرفون على نشر الكتاب من مهن أخرى«.
أما مجد حيدر، الطبيب الذي غادر مهنته تقريباً وكوّن واحدة من أبرز دور النشر السورية المختصة بترجمة الرواية، هي دار »ورد« قال: »إن النشر بالنسبة لي مهنة أولى، هي حرفتي التي أستمتع بها وأحبها. أحب صناعة الكتاب، وأجد فيها شيئاً إبداعياً. يصبح لدى المرء خبرة كبيرة، تنشأ من القراءة والمراجعة والتصحيح وضبط النص، يصل معها إلى خبرة بأساليب الكتابة. هذا عدا عن أن وجودي في عائلة حيدر حيدر (الروائي السوري المعروف) يجعل عندي مزاجاً محباً لمهنة النشر«. وحول ما إذا كانت مهنة النشر رابحة تجارياً أكثر من مهنة الطب بالنسبة إليه قال حيدر: »مهنة النشر تتطلب تكاليف كثيرة، وأنا أرضى بمعدل ربح معقول. مصداقيتي مع القارئ ووجودي على رأس الكتب في مختلف المعارض تحقق قدراً جيداً من البيع، وهناك نسبة ربح أعتقد أنها تقدم دخلاً جيداً أفضل مما يفعل طب الأسنان«.
الناشرة الشابة سمر حداد، صاحبة دار »أطلس« قالت: »إن النشر ينبغي أن يكون مهنة لا ترفاً. إنها مهنة أولى وتجارة يعوّل عليها. أما أن تكون شاباً فذلك يعطي المهنة زخماً، وتنوعاً، وحيوية، وأفكاراً أقرب إلى روح الجمهور. الناشر (المتقاعد) قد ينشر ما يحب هو، ولا يعنيه موضوع التجارة«. وعما فعلته كناشرة شابة قالت حداد: »أستطيع أن أدّعي بكل تواضع أنني أول من بدأ حفلات توقيع الكتب بالشكل الذي صار متداولاً الآن. كما عملنا معارض للكتب في أماكن غير مألوفة؛ في مطاعم ومراكز ثقافية متنوعة. ذهبنا بالكتاب إلى حيث لا يُتوقع. صار معرضنا في بيت جبري الدمشقي تقليداً رمضانياً. كذلك في المحاضرات التي أجريناها حول الكتاب خرجنا عن التقاليد المتداولة«.
حسين العودات، صاحب واحدة من دور النشر العريقة في سورية، هي دار الأهالي، لم يطبع هذا العام سوى سبعة عناوين، من بينها »المقاومة المدنية في عناصر المناعة الذاتية للمجتمعات«، و»دراسات إعلامية« لحسين العودات. حين نسأله عن هذه العناوين القليلة التي طبعتها الأهالي أمام دور قدمت هذا العام أكثر من ثلاثين عنواناً استغرب هذه الأرقام، قال »لا أظن أن ناشرا سورياً يطبع أكثر من عشرة كتب في العام، إلا إذا كانت مدعومة«. ويؤكد العودات، الذي يقول إن الفترة الذهبية لـ»الأهالي« كانت بين عامي ١٩٩٠ و١٩٩٨ حيث كانوا يطبعون من الكتاب حوالى ٢٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ نسخة تباع كلها في عام ونصف العام، فيما لا يُطبع الآن أكثر من ألف نسخة لا تباع في خمس سنوات. ويفسر العودات: »لم يعد للكتاب سوق، صار سلعة غير مطلوبة وغير قابلة للتداول لأسباب عديدة، منها الانترنت، والرقابة، وعدم جدية المؤلفين الذين لم يعودوا يهتمون بالتأليف الجدي بسبب المردود غير المجدي«. أما لماذا يشكل النشر مهنة ثانية بالنسبة للكثيرين فـ »لأن مهنة النشر لا تقتضي جهداً كبيراً، فهي مهمة لـ»البريستيج« والعلاقات العامة، وربما لا يوجد في سوريا سوى اثنين أو ثلاثة من الناشرين الجادين، من بينهم دار الفكر«. أما بالنسبة له فهي »ليست مهنة أولى، ولعلها كانت كذلك قبل أن يتراجع النشر، علماً بأن لا مهنة لي غيرها، ولكني لم أعد مهتماً«.
التواطؤ مع الرقابة
لا شك في أن لمعرض الكتاب حتى اليوم لجاناً تقرّ وتمنع العناوين التي لا تروق. نقصد بـ»حتى اليوم« التذكير بزمن الانترنت والمكتبات العملاقة على الشبكة ووسائط الاتصالات المختلفة والفضائيات. لكن اللافت أن دور النشر، أكثر من أي مرة سابقة، تتواطأ مع المنع وترفض التصريح عمّا منع لها من عناوين. يقولون إنهم يكتفون بمصيبة المنع، ولا يحتملون تهميشاً في المعرض، أو أي إجراء عقابي، كما يفترضون. إنها لقمة العيش، اللقمة الأغلى من الحرية، ومن الكتاب الذي يمنع. الدكتور علي العائدي، مدير معرض الكتاب، قال »إن المنع تقييميّ، لكتب لا تليق بمستوى المكتبة. إما لكتاب مزوّر، أو فيه مسّ شخصي، أو أنه نوع من الخزعبلات«. لا يأتي العائدي على ذكر أي منع سياسي، ولا يفسر منع بعض كتب دار »الساقي« ومن بينها كتب حازم صاغية، وكتاب »القاعدة وأخواتها«. ثم إن »النهار« اللبنانية التي تشارك لأول مرة في المعرض تأتي أيضاً من دون كتبها الساخنة، لا نعرف إن كانت مُنعت، أم أن الدار قدّرت حساسية الكتب فلم تأت بها أصلاً. وكذلك لم نعثر على رواية السوري خالد خليفة »مديح الكراهية« التي وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية في دورتها الأولى، ولا على رواية »القوقعة« لمصطفى خليفة. لا سبيل أمام دور النشر إلى صدّ الرقابة والمنع، الخيار الوحيد هو التعايش مع هذا الوضع؛ ما يمنع في معرض هذا البلد قد يسمح في بلد آخر، وما يمنع اليوم قد يسمح به بعد عام، وهذه دار الشروق المصرية تقول إن إدارة المعرض متسامحة هذا العام، فقد سمحت لها بكتب سيد قطب والغزالي، ورغم أن رفوفها اكتظت بكتب يوسف القرضاوي إلى جانب هؤلاء، فإن »الشروق« تقول إن من أفضل مبيعاتها »تاكسي ـ حديث المشاوير« كتاب خالد الخميسي الذائع الصيت، و»واحة الغروب« رواية بهاء طاهر، التي حازت جائزة بوكر العربية، ورواية خيري شلبي »وكالة عطية«. في النهاية من الأفضل لدور النشر، على ما يبدو، بناء حلف مع الرقابة ومن وراءها، والسكوت من أجل جناح بارز في المعرض، أو واسع، إنها شروط بيع وتجارة في النهاية. لا شيء آخر.
تتكاثر دور النشر، ويغلب طابع الكتب الدينية، بل وتغلب دور النشر المختصة بنشر الكتب الدينية. وقد تعطي أسماء الدور وحدها انطباعاً كافياً؛ فمن الأردن دار الإسراء، ومن دمشق دار العصماء، ومن لبنان »عالم الكتب للطباعة« المختصة بنشر الكتب الدينية، ومؤسسة »الإيمان للطباعة. وستجتمع في جناح واحد دار طيبة السعودية ومكتبة ابن حزم السعودية في دمشق، ومن مصر كثير وغالب من دور النشر الدينية.
ما يريده الشارع
لكن ثمة نماذج لدور نشر أكثر احترافاً، هي نوع من خلطة الكتب التي يريدها الشارع، وهي من الاحتراف بحيث تعطي مهنة النشر حقها الكامل في الدعاية والإعلان، لكنها في الجوهر تنطوي على قدر كبير وواضح من التدين، ولعل دار »الفكر« نموذج لذلك، الدار التي توزع للشيف رمزي وكارلا وتستضيف الأول في أحد المعارض لحفل توقيع لم يجر مثله لأشهر الكتاب العرب، تبيع أيضاً كتباً تستعير شكل مجادلات فكرية بين متدينين وعلمانيين. نرى على المنوال ذاته داراً اسمها »مركز الناقد الثقافي«، وتقدم في جناحها إصداراً بمناسبة المعرض، يقدم إصداراتها كما يستعرض بعض فعالياتها خلال العام، وتكتظ النشرة بصور المشايخ وعلي عقلة عرسان، الرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب، إلى جانب عناوين مثل »حوار مع متطرف« و»لا للفتنة« اللذين كتبهما المدير الإعلامي في الدار، إلى كتاب »من أجل الدين والأمة« لعبد الكريم بكار، و»الحريات العامة في الدولة الإسلامية« للشيخ راشد الغنوشي، و»لسنا أعداء لكم« كتاب وهبة الزحيلي ومحمد الحبش ومحمود العكام، و»المرأة في حياة محمد« لمحمد الحبش، وغير ذلك كثير على منوال هذه العناوين. لكننا نجد أيضاً عناوين جاذبة أخرى مثل »المدخل إلى قلب زوجك«، و»وثيقة اتيكيت (للمتزوجين حديثاً)«، و»العاشقين الجيدين (هكذا بالضبط) ـ طرق الزواج الناجح«، و»كي تجعلها تحبك«.. وكي ترضي الدار شريحة قراء الأدب فقد ذهبت إلى كتب هيفاء بيطار، فنشرت معظم أعمالها مثل »يكفي أن يحبك قلب واحد كي تعيش«، و»الساقطة«، و»مهزومة بصداقتك« و»موت البجعة« وسواها. هذه الدار الوليدة أنجزت هذا العام ٦٥ عنواناً، في الوقت الذي قدمت فيه »الأهالي« سبعة عناوين. لكن علاء آل رشي، المدير الإعلامي للدار يفسر: »من يقُل إن الكتاب في مأزق فهو مجرد تبرير لعجزهم«. وقد برر اختيار كتب هيفاء بيطار »لأن لديها مرافعات جريئة عن المرأة المقهورة والمقموعة«. لكن دور النشر الراسخة طبعت أيضاً عدداً مماثلاً من العناوين، لكن رسوخها يفسر، فـ»الريس« قدمت ٧٥ عنواناً هذا العام من أبرزها »مفاهيم الليبرتارية« و»تاريخ لبنان الحديث« لفواز طرابلسي. والهيئة العامة للكتاب في وزارة الثقافة قدمت ستين عنواناً، بين تراث وشعر ورواية وكتب فكرية ونقد وعدد من كتب الأطفال، لكن الأكثر مبيعاً لديها سلسلة »آفاق« الثقافي الشهرية.
أما دار المدى، العراقية، التي لم تتنكر لمسقط رأسها فكتبت دمشق جنسية لها لا بغداد، فقدمت أربعين عنواناً، من بينها ديوان مظفر النواب »للريل وحمد«، و»خمسة أصوات« لغائب طعمة فرمان، و»ديوان الشعر الأمريكي الجديد، عالم مملوء بالعظام والريح« اختيار وترجمة عابد اسماعيل. اللافت في جناح »المدى« كتب سعدي يوسف التي وضعت في مكانة بارزة، لم تؤثر فيها حرب الكلام بين يوسف و»المدى«.
دار »الحوار« التي يديرها الروائي نبيل سليمان قدمت ثلاثين عنواناً، من أبرزها كتابا فريدريك نيتشه »مولد التراجيديا« و»عدو المسيح«، و»سيميائيات الأنساق البصرية« لأمبرتو إيكو. في »المركز الثقافي العربي« نجد »سقوط بغداد« لجون لي آندرسن، و»كافكا على الشاطئ«، لهارودكي موراكامي، و»العلامة، تحليل المفهوم وتاريخه« لأمبرتو إيكو. أما دار »الجمل« فتظل أحسن مبيعاتها »هكذا تكلم زرادشت«، وديوان رامبو ورواية »ثلج« لأورهان باموق. وفي »دار الكتاب الجديد المتحدة« سنجد أن أفضل مبيعاتها من »سلسلة نصوص«، بعناوينها المتعددة مثل »تاريخ الرقابة على المطبوعات«، و»سوسيولوجيا المثقفين«، و»الميديا« وغيرها.
تتعدد العناوين، تتكاثر دور نشر بينما تموت أخرى، تحيا رقابة وتموت، لكن تظل الأزمة عندنا هي الأزمة، ولنتذكر هذه الإحصاءات التي صدرت عن منظمة اليونسكو العام ١٩٩٦: كتاب واحد لأكثر من ثلاثمئة ألف شخص في المنطقة العربية. كل ما يستهلكه العالم العربي من ورق في صناعة الكتب يكاد يوازي ما تستهلكه دار نشر أوروبية واحدة. لكننا نعرف قبل تلك الإحصاءات أن أحسن كتاب لدينا لا يطبع ويوزع أكثر من ألف نسخة، إنها بالضبط على قدر الثلاثمئة مليون عربي.
(دمشق)
السفير