قراءة إسرائيلية لاغتيال العميد محمد سليمان مستشار الأسد
يؤكد معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن هناك دوافع واحتمالات مفتوحة متعددة تقف خلف اغتيال العميد محمد سليمان مستشار الرئيس السوري بشار الأسد، ويرى أنه مبعث قلق للنظام الحاكم.
ويلفت الباحث المشارك في المعهد كوليك أمير في مقاله بكراسة المعهد في شهر أغسطس/آب الجاري إلى أن هناك تفسيرات وتقديرات مختلفة حول هوية منفذ عملية الاغتيال التي تمت مطلع الشهر الحالي.
وأوضح كوليك أن مقتل ذلك الضابط يستبطن دلالات متعددة وأحيانا متناقضة بالنسبة للنظام الحاكم في سوريا ولإسرائيل ولجهات أخرى في المنطقة.
ويوضح الباحث الإسرائيلي أنه بالإمكان الإشارة لثلاثة مجالات انشغل بها الضابط محمد سليمان، أولها يتعلق بقضايا سورية داخلية مرتبطة بالنظام والحزب، والثاني يتعلق بشؤون عسكرية حساسة، في حين شكلت قضايا لبنان المجال الثالث.
ويرى أنه يمكن تشخيص جهات مختلفة داخل كل واحد من هذه المجالات كانت ترغب في رحيل محمد سليمان، ويشير إلى وجود معنى مختلف لاغتياله في كل واحد من الاحتمالات المطروحة.
ويقول ضمن الاحتمال الأول إن اغتيال سلمان جاء نتيجة صراعات القوة في القيادة السورية ويشير إلى أن عملية تولي بشار الأسد مقاليد الحكم منذ العام 2000 كانت مقرونة باستبدال عدد غير قليل من القيادات.
ويشير الباحث الإسرائيلي إلى أنه من أبرز تلك التغييرات تنحي وزير الدفاع مصطفى طلاس عام 2004 وتنحي عبد الحليم خدام نائب الرئيس في 2005 إضافة إلى تسرب معلومات عن توتر بين الأسد ورئيس الاستخبارات العسكرية آصف شوكت.
استقرار النظام
ويرى الباحث الإسرائيلي أنه من المبكر جدا التدليل باغتيال سليمان على مدى استقرار النظام الحاكم في دمشق، لكن الاغتيال برأيه يحمل معنى مقلقا إذ إنه يؤشر “لاحتمال وجود جهات حول الرئيس لا تدين له بالولاء وبوجود صراعات على القيادة”.
وفي البعد العسكري يقول كوليك إنه من الصعب الإشارة لدافع معين للاغتيال وسط نقص المعلومات، ويرجح أنه تم اغتياله بعد أن كشف عن أسرار دولة لكنها برأيه غير كافية لتصفيته من قبل جهات داخلية.
وفي المستوى المتعلق بلبنان يقول الباحث الإسرائيلي إن شخصيات سورية طالما اكتوت بالمرجل اللبناني وإن سليمان ربما انضم لقائمتهم.
أصحاب مصلحة
وفي السياق يشير كوليك إلى احتمال أن تكون إسرائيل صاحبة مصلحة باغتيال سليمان في ظل تقارير عن علاقته بتهريب السلاح لحزب الله اللبناني, مشيرا إلى أن ذلك من شأنه إثارة خيال محبي قضايا التجسس والحروب الاستخباراتية السرية ومع ذلك من الصعب معرفة ما إذا كان سلمان قد لعب دورا جديا في التهريب أم لا.
ويخلص الباحث للقول إن احتمال اغتيال سليمان من قبل جهات لبنانية ضئيل بسبب العلاقة الوثيقة بين دمشق وحزب الله وبسبب طريقة الاغتيال غير المألوفة لبنانيا ويؤكد أنه حدث مقلق للرئيس الأسد في كافة الاحتمالات.
الجزيرة نت