تحرير عارف دليلة وعار النظام السوري
داود البصري
نظام دمشق المهزوم أبد الدهر والمتآكل حاليا وفق صيغة تصاعدية قد تسفر عن متغيرات درامية مفاجئة لم يخجل أبدا وهويعلن العفوعن الدكتور الحر ورمز ربيع دمشق السيد عارف دليلة الذي يمثل رمزا نضاليا شامخا وقلعة من قلاع الصبر والتحمل بعد أن قضى في سجون النظام المهزوم سبعة أعوام عجاف لاقى فيها ما لاقى من التعسف والظلم والهوان وتجرؤ صبية النظام الأغبياء من المتريفين عليه, فسجون النظام السوري معروفة وموثقة لنا جميعا ولا تحتاج لشهادة تعريف من أحد فقد دخلناها وخبرناها وعرفناها وعايناها ميدانيا وواقعيا, والعفو الرئاسي لا يمكن اعتباره مكرمة ولا دليل على التنازل عن صيغة الاستبداد فالدكتور دليلة لم يفعل شيئا يستحق من جرائه نيل تلك العقوبة الظالمة والتي لا مبرر لها أبدا , لم يتآمر على الوطن السوري, ولم يتخل أويبيع أجزاء منه! ولم يقامر بالسيادة والكرامة, ولم ينهب أويسلب أويحرف الدستور المزيف حسب الطلب! ولم يتفاوض أويتطارح الغرام العلني أوالسري أوفي الفراش الأميركي الوثير مع أعداء الوطن بل كان صوتا مدويا حرا وطيرا من طيور الحرية والانعتاق ونبراسا كاشفا يبدد ظلمات الاستهتار والاستبداد والفاشية, ألا يخجل نظام الصمود والتصدي المزعوم من استباحة حرية الأحرار وتذويب إرادة المناضلين وسحق كرامة الأحرار والمجاهدين? ألا يشعر بالخجل وهو يقارن في وسائل الإعلام بين الأسرى الذين كانوا في السجون الإسرائيلية ثم خرجوا بكامل صحتهم وعافيتهم زائدا شهادات دراسية عليا أتيحت لهم رغم كونهم وفقا للقوانين المرعية قتلة وإرهابيين! بينما لم يرفع الدكتور دليلة ورفاقه الأحرار السلاح بوجه أحد أبدا , لم يقتلوا شيخا أو يرهبوا طفلا أو يروعوا إمرأة! كل ذنبه الرهيب هو شجاعته في قول كلمة حق أمام سلطان جائر وحاقد وغشوم ومستبد, وكل عدته التسليحية هي القلم والورق واللسان وفصاحة القول والشجاعة في التصريح والتلميح, لم يرد الدكتور دليلة الموت لشعبه ولم يستحضر الدمار ولم يدع لإحتلال أوظلم بل دعا لحرية مسلوبة ولإستعادة كرامة وطنية مفقودة وعمل مخلصا لتحريك الراكد في مستنقع النظام الفاسد المتعفن الذي قامر بالوطن فخسر المقامرة, ورهن الشعب تحت ظلال تجاربه الفاشلة, وحول البلد بأسره لإقطاعية عائلية خاصة متوارثة هي اليوم في نزعها الأخير, بعد أن تآكلت من الداخل وباتت عصابات النظام تأكل بعضها بعضا في ظاهرة واضحة من ظواهر الانقراض والاضمحلال القريب والحتمي.
لله درك يا عارف دليلة وأنت تخوض التحدي وتتحمل الآلام بأسطورية في ظل تجاهل إعلامي عربي مرعب ونفاق دولي وغربي مخجل ومفضوح يضع كل الشعارات التحررية الغربية التي نسمعها تحت نعل حذاء الأحرار, مأساة الدكتور دليلة لا تمثل سوى نزر بسيط من مأساة الشعب العربي السوري المناضل المجاهد المسحوق تحت حراب نظام الرعب والقتل والاستبداد الشامل, وسجون نظام دمشق الرهيبة هي أهم أسلحته التدميرية الموجهة ضد الشعب السوري, وليس ضد أعداء الشعب والوطن, لقد أفلست الأنظمة الفاشية ولم يعد لديها ما تقدمه في ظل التسابق على نيل الرضا الهمايوني الأميركي والغربي والإستعداد للمفاوضات المقبلة مع الإسرائيليين بأولمرت أو من دونه كما قالت الرفيقة المناضلة بثينة شعبان مد ظلها الوارف! تحية لك وألف تحية أيها المناضل الأصيل وضمير الشعب السوري الدكتور عارف دليلة فبتضحياتك الهائلة قد رسمت طريقا للأحرار وبنضالك الكبير تتجمع طاقة المناضلين, فطوبى لك وقد نجحت في تعرية النظام المهزوم حتى من ورقة التوت, وستبقى إرادة الأحرار أقوى من كل كرابيج الظلمة والمستبدين , وكلنا ثقة بأن الشام العظيمة بشعبها العظيم على موعد مع الحرية وهو موعد لوتعلمون عظيم.
* كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com