صفحات سورية

كوشنير يتصرف كوسـيط بين بيـروت ودمشـق: لا شـروط للـعـلاقـات … بـيـن الـدول الثـلاث

زياد حيدر
دمشق :
أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، من دمشق أمس، أن »عصرا جديدا من العلاقات بين سوريا وفرنسا قد فُتح«، فيما شدد الرئيس السوري بشار الأسد على اعتماد الحوار والدبلوماسية لحل النزاعات، ما اعتبر إشارة إلى الملف النووي الإيراني، حيث قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ»السفير« إن الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي سيبحثانه خلال لقائهما في دمشق في ٣ أيلول المقبل.
وفيما أشار كوشنير إلى انه بحث مع الأسد الوضع في طرابلس الذي يمكن أن يتفجر والتهديدات الإسرائيلية للبنان ورد حزب الله عليها، اعتبر نظيره السوري وليد المعلم أن »موضوع العلاقات السورية اللبنانية هو محض إرادة مستقلة للبلدين« داعيا فرنسا إلى القيام بدورها في ترسيخ الاستقرار والتوازن في المنطقة، ومشيرا إلى أن العلاقات بين باريس ودمشق بدأت تعود لطبيعتها.
وبالرغم من المضمون السياسي العادي لزيارة كوشنير، التي اعقبت زيارة قصيرة ايضا الى بيروت ولقاءات مع الرؤساء الثلاثة وفريقي الغالبية والاقلية، إلا أن رمزيتها تأتي في ظل التطور السريع للعلاقات بين البلدين، الذي سيشهد نقلة كبيرة بزيارة ساركوزي لدمشق.
وأوضح بيان رئاسي أن الأسد أكد لكوشنير »ضرورة اعتماد الحوار والدبلوماسية كأسلوبين وحيدين لحل الصراعات«، موضحا أن »إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والسلام الدائمين في منطقة الشرق الأوسط«.

وأضاف البيان أن كوشنير »شكر الأسد على الدور البناء الذي تؤديه سوريا بقيادته، في البحث عن الحلول السياسية للأزمات في منطقة الشرق الأوسط«، مضيفا أن »فرنسا، كرئيسة للاتحاد الأوروبي، تحاول أن تؤدي أوروبا دورها وأن تتحمل مسؤولياتها في الشرق الأوسط«.
وأشار كوشنير إلى أن »عصرا جديدا من العلاقات بين سوريا وفرنسا قد فتح«. وأعلن أن سوريا ولبنان سيتبادلان السفراء قبل نهاية العام .٢٠٠٨ وقال »لمست النية الطيبة في مواصلة عملية (تطبيع العلاقات مع لبنان) مع تحديد موعد لتبادل السفراء قبل نهاية العام. وأنا سعيد بذلك«.
وتحدث عن زيارته السريعة إلى بيروت و»التقدم والتحسن في لبنان«، منوها بالحياة اليومية التي »أصبحت أسهل« على حد تعبيره. وعدد التطورات السياسية الأخيرة في لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية إلى تشكيل الحكومة وإنجاز البيان الوزاري، مشيرا إلى انه »يتعين الآن على الرئيس (ميشال) سليمان أن يشرف على الحوار الوطني المقبل«. وأضاف »فرنسا تحب لبنان وتدعمه، وأنا سعيد جدا أن ألاحظ التوجهات السورية الموازية في هذا الاتجاه«.
وأشار إلى أن ساركوزي والأسد »سيتحدثان عن الوضع في لبنان والجدول الزمني الذي أشرنا إليه ونشجعه«. وقال »لسنا من يتخذ القرار، لأن سوريا ولبنان هما بلدان ذوا سيادة سيتخذان هذه القرارات«.
وحول الضمانات باستمرار تطور العلاقات بين فرنسا وسوريا، قال كوشنير »أنا لم أضع شروطا، ولم اطلب أدلة خطية. تحدثنا عن استمرار العملية والعلاقات الدبلوماسية في الأشهر المقبلة، لكن هناك الكثير من المسائل التي تزعجني وتحدثت بها مع الرئيس الأسد، كالوضع في طرابلس وبعض المزايدات التي قد تؤدي إلى انفجار الوضع، وتناولنا موضوع حزب الله والخطابات الأخيرة التي سمعناها بين لبنان وإسرائيل وخطاب (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله أمس الأول، وقد تحدثت عنها بإيجاز«، موضحا انه سيترك التفاصيل لزيارة ساركوزي. ونفى أن يكون تم بحث موضوع الملف النووي الإيراني.
وهنا تدخل المعلم، موضحا أن كوشنير أشار أيضا إلى تصريحات »وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك حول شن حرب على لبنان«.
وحول العلاقات اللبنانية السورية والدور الفرنسي، أعلن المعلم أن »موضوع العلاقات اللبنانية السورية هو محض إرادة مستقلة لبلدين شقيقين هما سوريا ولبنان، ونحن نقدر ما نسمعه من تشجيع فرنسي، وغير فرنسي لهذه الخطوات«.
وعما إذا كان تحقق تقدم في المحادثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، قال المعلم »مع الأسف لم تتقدم بما فيه الكفاية لتصبح مباشرة، لكننا نشعر بأن الطرفين جادان في حل المسائل القائمة التي هي موضع نقاش، وأبرزها تحديد خط الرابع من حزيران ١٩٦٧«.
محادثات بيروت
وكان كوشنير أجرى، أثناء زيارته بيروت، محادثات رسمية مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، بحضور السفير الفرنسي اندريه باران، وعقد مؤتمرا صحافيا في مطار رفيق الحريري الدولي ـ بيروت قبل توجهه إلى دمشق.
وعلمت »السفير« أن كوشنير استفسر من سليمان عن الملفات التي بحثها مع الأسد خلال زيارته دمشق، وسير تنفيذها، لا سيما إقامة العلاقات الدبلوماسية، وما إذا كانت هناك عراقيل، ليثير الأمر مع الجانب السوري في دمشق. وقد طمأن سليمان الوزير الفرنسي إلى انه مرتاح لنتائج زيارته دمشق والاتفاقات التي اقرها مع الرئيس السوري، وان المحادثات بينه وبين الأسد كانت صريحة وصادقة، وكل الأمور تسير في مسارها الطبيعي، وان كانت هناك بعض الملفات التي تحتاج إلى وقت لتنفيذها لأنها معقدة بعض الشيء وتحتاج الى آليات تنفيذية، كموضوع المفقودين والموقوفين مثلا.
وكان كوشنير استقبل في قصر الصنوبر صباح أمس رئيس »تكتل التغيير والإصلاح« النائب العماد ميشال عون واستضافه إلى فطور صباحي، بعدما كان قد التقى مساء أمس الأول، بعيد وصوله إلى بيروت، عددا من أركان »قوى ١٤ آذار«، بينهم الرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع والوزير السابق احمد فتفت.
وأبدى كوشنير، في مؤتمر صحافي قبل سفره إلى دمشق، أمله في أن تسمح زيارة ساركوزي إلى سوريا »بتعزيز العلاقات الايجابية والجديدة بين لبنان وسوريا«. وأعلن انه لا يتخوف من التهديدات الإسرائيلية للبنان، و»إن كان يجب أخذها على محمل الجد من حيث المبدأ«.
السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى