في وداع الرفيق المناضل المهندس عدنان محفوض أبو زياد
بتاريخ 7/8/2008 أفرجت السلطات السورية عن الدكتور عارف دليلة، أحد أركان ربيع دمشق بعد سجن دام سبع سنوات قضى منها ستة أعوام في سجن انفرادي، حيث تردت حالته الصحية تردياً خطيراً.
بقلوب يملؤها الأسى ويعتصرها الألم، شيعت مواكب الأصدقاء والأهل وسائر الرفاق والمحبين من كل أنحاء سوريا في بلدة وادي العيون ابنها البار المهندس عدنان محفوض الذي اختطفه الموت من بيننا إثر نوبة قلبية أودت بحياته ليل الأربعاء 7/8/2008.
– ولد عام 1957 في بلدة وادي العيون، وتلقى تعليمه في مدارسها، وفي عام 1976 انتقل إلى مدينة حلب لدراسة الهندسة في جامعتها.
– انخرط في النشاط الطلابي وتعرض إثر نشاطه للتوقيف عام 1978 فترة قصيرة.
– تعرف بعدها على رابطة العمل الشيوعي، وانضم إلى صفوفها، وفي عام 1981 اختير عضواً في المؤتمر التأسيسي لحزب العمل الشيوعي.
– انتقل للعمل في منظمة دمشق عام 1982، ورشح إلى عضوية اللجنة المركزية بصفة مراقب عام 1983، وعند تعرض الحزب لحملة الاعتقالات عام 1984 انتقل نشاطه إلى منظمة اللاذقية، وأصبح حينها عضواً أصيلاً في اللجنة المركزية، استمر عمله فيها لغاية اعتقاله.
– لعب دوراً هاماً على المستوى السياسي والتنظيمي في تطوير منظمة اللاذقية، وكان فيها ذو انضباط رفيع، والتزام حزبي دقيق، وكفاحية عالية مشهود لها.
– اعتقل بتاريخ 1987 إثر حملة واسعة على حزبه، من قبل فرع فلسطين، خضع لتعذيب بالغ القسوة استمر طيلة خمسة أشهر، أدى إلى أذيات جسدية وصحية. استمر توقيفه في الفرع بعد رفض الإدارة طلبه الالتحاق برفاقه في سجن تدمر الرهيب، أضرب عن الطعام احتجاجاً لغاية تلبية طلبه.
– اعتقلت زوجته المهندسة لينا الوفائي في نفس عام اعتقاله، وأمضت ثلاث سنوات ونصف في السجن، تاركة طفلتها نوار محرومة من رعاية الأب وحنان الأم معاً.
– خلال توقيفه في سجن تدمر برز هدوءه المتميز وقدرته على التكيف الإيجابي مع ظروف السجن القاسية، حيث ساعدته على لعب دور هام بين رفاقه في شد لحمتهم وفي تماسكهم لمواجهة الشروط الاستثنائية. وتميز بعلاقاته الجيدة مع رفاقه وأصدقائه من القوى السياسية الأخرى، واتسمت مواقفه بالانفتاح والتضامن، وكان يقوم بخدمة الآخرين، ويطلق مبادرات بناءة، وكان حريصاً على خلق أجواء إيجابية وإنسانية مع الموجودين معه على حساب راحته.
– شكل أسلوب مواجهته للمحاكمات الصورية إضافة جديدة لصلابته وثباته على مواقفه السياسية، حيث كان يقول على الدوام “بأن ما يقوم به من نشاط حق طبيعي له، ويستحق كل التضحيات. لم تثنه الأحكام الجائرة عن مواقفه.
– انتهت المحاكمات بحكمه 15 سنة أشغال شاقة مؤقتة مع حرمان لمدة سبع سنوات لاحقة إلى أن تم الإفراج عنه في تشرين الثاني 2001. وقد ظلت تلاحقه أحكام الحرمان لغاية وفاته، فلقد مات عدنان مجرداً من حقوقه المدنية، عدا تلك التي تربطه بأهله ورفاقه ومحبيه.
– لقد افتقدنا نحن ورفاق عدنان وحزبه وسائر المناضلين في إعلان دمشق مناضلاً صلباً عركته التجارب وصقلته المعاناة والتضحية تاركاً وراءه سيرة عطرة اتسمت بكل أشكال التفاني والفداء. إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري إذ نعزي أنفسنا أولاً نتوجه بالتعازي الحارة والمواساة القلبية لأهله وعائلته الكبيرة والصغيرة وخاصة زوجته الرفيقة المهندسة لينا وابنته الشابة نوار، وكذلك لسائر رفاق دربه وأصدقاء عمره.
“من مواد نشرة الرأي العدد 79”