بيانات وتقاريرصفحات سورية

ســـاركـوزي فــي دمشــــق

null
يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دمشق الأربعاء المقبل الموافق 3 أيلول/سبتمبر في أهم خطوة غربية لإخراج النظام السوري من عزلته المستمرة منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري. تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي ترزح فيه سورية تحت الإعلان المشؤوم لحالة الطوارىء، ويحكمها نظام ديكتاتوري ذو سجل حافل بالاعتقالات السياسية، وتعيش حالة من الفقر والبطالة غير مسبوقة، غير أن كل ذلك لا يدخل بالطبع في برنامج زيارة ساركوزي، حيث أن مبادرته ترسمها مجموعة من المصالح الفرنسية في المنطقة، ليس إلا.
الأهداف الفرنسية من الزيارة متعدِّدة: فهي تريد إعادة إحياء الدور الفرنسي في الشرق الأوسط، ولعب دور مقرِّر في العلاقات السورية- اللبنانية (العلاقات الدبلوماسية وإتمام الانتخابات التشريعية اللبنانية القريبة)، ودور نشط في المفاوضات السورية- الإسرائيلية. ومحاولة إبعاد سورية عن محور طهران- دمشق- حزب الله- حماس، كما تهتم بتوقيع مجموعة من العقود والمشاريع في سورية، وفتح أوسع للسوق أمام البضائع الفرنسية، مما سيشكل خطوة إضافية للَّبرلة الاقتصاد السوري؛ هذه اللَّبرلة التي يحث النظام الخطى إليها من سنوات.
أما النظام في سورية فله حسابات أخرى تتباين وتتقاطع مع الأهداف الفرنسية: فهو أولا يَعْتَبِر الزيارة فرصة لمناورة جديدة لتجاوز متطلبات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، كما يجد في الزيارة إعادة الاعتبار لدوره المتعلق في لبنان، ومحاولة اقتسام الكعكة اللبنانية مع فرنسا، ولا يغيب عن أهدافه إعادة الحياة إلى علاقاته مع الولايات المتحدة، ويسعى النظام لإغراء الفرنسيين بدور نشط في المفاوضات السورية الإسرائيلية، وذلك على غرار ما فعله الرئيس بشار الأسد في زيارته الأخيرة لباريس. غير أن حقيقة الاهتمام الرسمي ليست المفاوضات، ولا هو دور فرنسي فيها بقدر ما هي استعادة الرضا الأمريكي عنه، وتأمين استمراره؛ وهو الأمر المفصلي للنظام منذ عقود في ظل غياب شرعيته أمام الشعب السوري.
إن لجنة التنسيق تؤكد أن هذه الزيارة لا تصب في مصلحة الشعب السوري، وسيستغلها النظام لمتابعة سياساته الاستبدادية، وانتهاكاته لمواثيق حقوق الإنسان، واستمراره في نهج تعذيب وسجن المعارضين، والإيغال في لعبه بمصير الشعب اللبناني الشقيق، والإمعان في إفقاره للشعب السوري لمصلحة طغمة من كبار الضباط والأزلام والمقربين والأثرياء.
لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية
باريس – الاثنين الأول من أيلول / سبتمبر 2008
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى