كتاب جديد: تسلل الكوماندوز الاسرائيليين الى شمال شرقي سوريا في منتصف آب 2007 كاد ينكشف
فيما كانت اسرائيل تشعر ان هناك مسؤولين في الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية يشككون في صيف عام 2007 بان الرئيس السوري بشار الاسد كان يقوم ببناء منشآت نووية، قامت بارسال 12 من رجال الكوماندوز في منتصف آب (أغسطس) للقيام بعملية تسلل الى سوريا بطائرتي هيلكوبتر بقصد جمع عينات من التربة خارج الموقع النووي المفترض. وكادت مهمة الكوماندوز ان تنكشف عندما مرت دورية سورية على مقربة من موقع هبوط الطائرتين الاسرائيليتين. وتصف صحيفة “جيروزالم بوست” الاسرائيلية هذا الحادث بانه احد الاعمال الدراماتيكية التي تم الكشف عنها والتي يحتوي عليها كتاب جديد للصحافي الاسرائيلي رونين بيرغمان سيصدر في الولايات المتحدة الاسبوع المقبل.
ويقول بيرغمان في كتابه ان المهمة الجريئة داخل سوريا كانت ناجحة وان النتيجة جاءت “لتقدم برهانا ناصعا على المشروع النووي المشترك.” ولم يلبث ان قام سلاح الجو الاسرائيلي في الشهر التالي بتدمير تلك المنشآت.
اتصل نائب الرئيس الاميركي ريتشارد تشيني برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعد التقييم المثير للجدل الذي اعدته دائرة التقييم الاستخباراتي الوطنية الاميركية عن برنامج ايران النووي في اواخر العام الماضي لابلاغه ان الولايات المتحدة “لم تتخل” عن امكانية “القيام بعملية عسكرية اميركية ضد الاهداف النووية الايرانية”.
ويضيف الكاتب ان جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية (موساد)” يعتقد منذ شهر أيار (مايو) من هذا العام ان الرئيس جورج بوش “سيأمر بقصف ايران مدفوعا بعقيدته الدينية والايديولوجية”.
ويكشف بيرغمان في مكان آخر من الكتاب عن تفصيلات عدم القاء فرنسا القبض عمدا على قائد ميلشيات “حزب الله” عماد مغنية عندما مر بمطار شارل ديغول في باريس في منتصف الثمانينات، لانها كانت تخشى ان يؤدي احتجازه الى مزيد من الاعمال الارهابية ضد مصالحها.
ويتحدث عن مغنية فيقول انه كان العقل المدبر عام 1983 لشاحنة المتفجرات التي انفجرت في بيروت ضد قوات المظلات الفرنسية والبحرية الاميركية وأدت الى مقتل 58 فرنسيا و241 اميركيا وانه كان مستهدفا بصورة رئيسية من قبل وكالات الاستخبارات الغربية في ذلك الوقت ولعشرين سنة بعد ذلك. واتهم مغنية في الارجنتين بتفجيري 1992 و1994 ضد السفارة الاسرائيلية ومكتب الجالية اليهودية، واعتبر العقل المدبر وراء استراتيجية “حزب الله” في الحرب اللبنانية الثانية. وقد اغتيل مغنية في دمشق في شهر شباط (فبراير) الماضي ولم يعلن اي طرف مسؤوليته عن الحادث.
ويدعى بيرغمان في كتابه ان مغنية كان متوجها من لبنان الى السودان للقاء مسؤولين في الاستخبارات الايرانية وقدامى محاربي المجاهدين من افغانستان، وأنه توقف في مطار شارل ديغول. “وقد زودت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية فرنسا بتفاصيل جواز السفر المزور الذي كان يحمله مغنية، ورغم تأكد الاميركيين من ذلك في المطار الا ان الفرنسيين لم يحتجزوه مدعين انه تمكن من الافلات من بين ايديهم”.
ونقل الكاتب عن ضابط الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الاسرائيلي ديفيد باركاي الذي كان مسؤولا عن “ملف مغنية” قوله: “بعد ان احتجز حزب الله فرنسيين في لبنان قامت وزارة الخارجية الفرنسية بهدوء بالتوصل الى اتفاق سلام مع “حزب الله” “.
ويدعي بيرغان ان مغنية كان “حلقة وصل رئيسة” بين تنظيم “القاعدة” التابع لاسامة بن لادن وايران، ومصدرا يمهد الطريق لبن لادن ويساعد في تنفيذ مهامه. ويتحدث عن اجتماع محوري بين الرجلين عقد في الخرطوم وصف فيه مغنية لبن لادن “التاثير الرهيب للعمليات الانتحارية ضد الاميركيين والفرنسيين في اوائل الثمانينات في لبنان”.
ويضيف مستندا الى افادات شهود من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي انه عشية هذا الاجتماع “قام “حزب الله” بتزويد “القاعدة” بالارشادات الخاصة بالمتفجرات، واستخدمت ايران “حزب الله” لتزويد بن لادن بالقذائف. وجرى تدريب معظم افراد “القاعدة” في معسكرات في ايران”.
وكتاب بيرغمان الجديد هو توسيع وتحديث باللغة الانكليزية لكتابه الشهير باللغة العبرية “نقطة اللارجوع” الذي كان على قائمة افضل المبيعات العام الماضي.
وهو يكرر في كتابه باللغة الانكليزية الادعاءات اليهودية التي تشكك في صحتها مصادر اخرى من ان الروس زودوا ايران بصواريخ “إس 300” وانها نشرت لحماية المنشآت النووية الايرانية.
المصدر:القدس الفلسطينية