دراسة المانية ترجمتها الى العربية تحرير السماوي: قراءة المهْجَر والمنفى بعيون أوروبية
عدنان حسين أحمد
صدر عن ‘دار المدى للثقافة والنشر’ كتاب مُترجم للكاتبة العراقية تحرير السماوي بعنوان ‘التحليل النفسي للمهجَر والمنفى’ لليون وربيكا غرينبرغ. وقد كتب مقدمة هذا الكتاب لنسخته العربية الشاعر العراقي المنفي عواد ناصر استجابة لطلب المترجمة التي رأت في هذا التقديم القيّم ما يعزز فكرة النفي أو الهجرة القسرية التي يتعرض لها عدد كبير من سكّان هذه المعمورة. أما مقدمة الكتاب الأصلي التي دبّجها هارالد ليوبولد- لوفنتال فهي غنية هي الأخرى، إذ توقف عند موضوعات شديدة الأهمية من بينها تعريف معنى ‘اللاجئ’ حيث قال : إن’اللاجئ هو بالضرورة من لا يمتلك وطناً’، وهو ‘ضحية ضعيفة ومحزنة وبريئة لأحداث لا يمكن للاجئ أن يتحمل مسؤوليتها’. أشاد هارالد بأهمية التحليلات النفسية لليون وربيكا غرينبرغ اللذين تعاطيا مع موجات اللاجئين المهاجرين من هنغاريا الى النمسا عام 1956. كما أشار الى سمعتهما العالمية الواسعة التي كسباها من أمكنة مختلفة لأنهما كانا يعيشان ويعملان في الأرجنتين واسرائيل ولاحقاً في اسبانيا. وخلال تلك السنوات الطوال احتشدت ذاكرة كل منهما بالعديد من التجارب المختبرية التي تتعلق بالمهجر والمنفى. ولم يفوّت هارالد الفرصة للتنبيه بأن كتابهما القيّم لم يقتصر على التجارب العيادية، وإنما يعالج أيضاً إشكالية الهجرة والمنفى كظاهرة تاريخية وحضارية. وفي التمهيد الذي كتبه المؤلفان ليون وربيكا غينبرغ أكدا بأن هذه التجارب المختبرية قد جمعاها من ثلاث دول وهي الأرجنتين واسبانيا إضافة الى النمسا بلدهما الأصلي. وقد اعتمدت آلية تحليل الهجرة على سؤالين فقط وهما ‘لماذا وكيف؟’ في تاريخ كل فرد أو عائلة. وقد توصلا الى النتائج المُرْضية بواسطة هذين السؤالين اللذين يسلطان الضوء على أسباب الهجرة ونتائجها. وفي ‘المَدخَل’ يوضح الكاتبان أهمية دراسة ‘علم نفس أمراض الهجرة’ حيث حاولا ‘تعريف مفهوم الهجرة ‘بمعناه الواسع والهجرات الجغرافية مختلفة الانماط: القريبة والبعيدة، المؤقتة والدائمة، الخيارية والقسرية وما الى ذلك. كما رصدا الظروف الخارجية التي تؤثر بشكل جوهري في شروط الهجرة واستيعاب نتائجها وتداعياتها بعد دراسة وتمحيص الأزمات الفردية والجمعية التي تؤدي الى الهجرة، كما تفضي لاحقاً الى أزمات نفسية جديدة. لا تقتصر العلاقة الشائكة على المهاجرين والبيئة المُستقبلة لهم، وإنما تمتد الى الناس الذين تُركوا في البلدان الأصلية. يبحث هذا الكتاب في مشاعر الشخص المُهاجر أو المَنفي تجاه جماعته الأصلية وجماعته المُستقبِلة، غير أن هذه الأخيرة أكثر أهمية لأنها تُحدد مصيره ومصير أسرته. فالمحيط الجديد ينظر اليه بوصفه دخيلاً، وطارئاً، ومنبوذاً الى حد ما، بينما تنظر اليه البيئة القديمة التي وفد منها على أنه متهور، وناكر للجميل، ولا يجدون ضيراً في أن ينعتوه بالخائن. لذلك فان على المهاجر أو المنفي أن يبذل قصارى جهده لتعزيز فكرة ‘التكيّف’ التي قد تأخذ معنى ‘الاندماج’ أو ‘التكافل’ أو ‘التكامل’ وغيرها من المصطلحات التي تكشف عن رغبة الوافِد الجديد في التعايش مع البيئة المُستقبِلة وعدم رفضها أو نبذها أو النفور منها. وعلى الرغم من التنازلات العديدة التي يقدّمها المهاجر أو المنفي الا أن مخاوف الاضطهاد التي قد يتعرض لها من قبل السكّان الأصليين تولِّد لديه احساساً قوياً بالكآبة الناجمة عن الحزن أو الرثاء وضعف الميكانيزمات الدفاعية، والخسائر الشخصية المتعلقة بالذاكرة الفردية التي قد تحتشد بوقائع جديدة مغايرة تماماً لوقائع الماضي وذكرياته القريبة الى النفس بحكم البيئة التي أنتجتها عندما كان فرداً قوياً ضمن مجموعة متآزرة ومتكافلة.
أما الآن فإن المهاجر أو المنفي يشعر بأنه إزاء ولادة جديدة ومشكلات متناسلة تبدأ بالفقد، والشعور بالذنب، والاحساس الاضطهاد، والخوف من المجهول، وانتهاء بعوامل التحدي الأخرى مثل صعوبة اللغة الجديدة وما ينجم عنها من صعوبة أكيدة في التفاعل مع المجتمع الجديد والتماهي مع اشتراطاته الصعبة التي قد لا تتفق بالضرورة مع طريقة تفكيره وفهمه للعالم المحيط به. يؤكد غينبرغ أن ‘البعض لا يعني ما يقوله، والآخر لا يستطيع قول ما يعنيه!’ وأنا أظن أن سبب الصعوبة التي يواجهها المهاجر أو المنفي متأتية من صعوبة فهم اللغة أولاً، وهضمها، ومعرفة مفهوماتها الاشارية والدلالية والتي تؤهله في النهاية لأن يقول أشياءً أو أفكاراً يعنيها، ويريد التحدث بها، والتعبير عنها بدقة متناهية. أما إذا ظل المهاجر يقول أشياءً لا يعنيها فانه سيقودنا حتماً الى حالة الهذر أو الهذيان اللذين يقعان في خانة العبث الذي لا طائل من ورائه. يتبع المؤلفان أولى أشكال الهجرة التي تعود الى آدم وحوّاء وقصة طردهما من الجنة، ونفيهما الى الأرض بعد أن ذاقا فاكهة الشجرة المحرّمة. ثم ينتقلان الى أسطورة برج بابل وأسطورة أوديب المعروفتين للقارئ الكريم أيضاً. وقد توقف المؤلفان عند أنواع الهجرة التي يمر بها الكائن البشري، فهو يتغذى بواسطة حبل السرة حينما يكون جنيناً قبل أن يهاجر من الرحم الى العالم الخارجي، ثم يبحث عن الثدي ليتناول طعامه، لكنه يتعرض لاحقاً الى مرحلة الفطام حيث يُحرم من حليب الأم ليجبر على تناول الطعام بنفسه، وهذه هجرة ثانية يبتعد فيها مُجبراً عن جسد الأم الذي كان ملتصقاً به. ثمة علاقة وطيدة بين المهاجر أو المنفي وهذه الأساطير خصوصاً فيما يتعلق بحالة الحزن والرثاء والاحساس بالذنب ومخاوفه من حالات طمس الشخصية والذكريات والارث الثقافي، وما ينجم عنها من حالة الكآبة التي تتفاقم وتتضخم كلما بعُدت المسافة واشتط المزار. ونتيجة لذلك قد تنقسم شخصية المهاجر الى شخصيتين أو أكثر، تحاول الأولى أن تكون أشبه بالخلية النائمة التي لا تريد أن تتذكر الأهل والأقارب والاصدقاء، كما لا تتذكر البيت والحارة والمدينة كي تتفادى الاحساس بالخسارة. وبالمقابل يخلق بعض المهاجرين والمنفيين نوعاً من الوهم والاعجاب بالعالم الجديد. كما ذكرنا في البدء أن المؤلفَين، وهما محللان نفسيان، يركزان على الجوانب النفسية للمُهاجر أو المَنفي، ولهذا فهما يعتبران الهجرة كحالة صادمة، وبالتالي فإن المهاجر أو المنفي يعاني من حالة فوبيا أو مخاوف صريحة كالأرق والكوابيس التي تصدر على شكل انذارات خوف، وهذه الانذارات بحد ذاتها حالة دفاعية لأنها تجنِّب المنفي تدفق فيض المخاوف ذات الطابع الكارثي المفجع. ولهذا فإن المؤلفين يصنفان الهجرة ضمن صدمة التوتر والصدمة التراكمية، ولكن ليس من الضروري أن ترافقهما ردود أفعال صاخبة، غير أن تأثيرهما سوف يكون عميقاً ودائماً.
أنواع الهجرة وأسبابها
هناك نوعان من الهجرة وهما الهجرة الداخلية والهجرة الخارجية. فالانتقال من المدينة الى القرية وبالعكس هي هجرة داخلية ضمن البلد الواحد ولأسباب تتعلق بالعمل والدراسة وتكون غالباً مؤقتة. أما الهجرة الخارجية فهي الهجرة من بلد الى بلد آخر أو الى قارة أخرى ولأسباب سياسية واقتصادية ودينية وقد أورد المؤلفان مثالاً للهجرات الأوروبية والافريقية باتجاه الأمريكتين الشمالية والجنوبية ولأسباب تتعلق بالفقر والحروب والاوبئة والكوارث الطبيعية. وفيما يتعلق بالمنفيين أو المشردين أو المطرودين أو اللاجئين فهم يقعون في خانة ‘الهجرة الاجبارية’ والتي تقابلها ‘الهجرة الاختيارية’ التي يستطيع فيها المهاجر أن يعود الى وطنه الأصلي متى ما أراد ذلك، أما عودة المنفيين فهي مستحيلة، ومرتبطة بزوال الأنظمة المستبدة التي اقتلعتهم من الجذور وشردتهم في المنافي النائية. لا تقتصر الهجرة الاجبارية على الخصوم والمناوئين للأنظمة الشمولية الدكتاتورية، وانما تمتد الى الجماعات. ويعزز المؤلفان غرينبرغ موضوع الهجرة الجماعية بما حدث في الهند والباكستان بين عامي 1947 و 1950 حيث أُرغم ’10’ ملايين نسمة، ولأسباب سياسية ودينية، على الهجرة من الباكستان الى الهند، و ‘7’ ملايين نسمة من الهند الى الباكستان. وهذه حقيقة أرقام هائلة تؤكد على امكانية الأنظمة في التلاعب بمقدرات الانسان بحيث تقتلعه من جذوره وتتركه نهباً للكوابيس والصدمات والأزمات والأمراض النفسية الخطيرة.
مشكلات المهجر أو المنفى
تتولد في المهجر أو المنفى مشكلات عديدة منها الغربة والاغتراب والحنين الى الوطن والعصاب والكآبة والانفصام بسبب عدم القدرة على التكيّف والاندماج في المجتمع الجديد. وقد توقف المؤلفان عند عدد كبير من النقاط الأساسية لكننا سنقتصر في حديثنا على بعض منها. فهما يرجعان حالة الحنين الى الوطن الى مشكلات طفولية ناجمة عن علاقات متأزمة بالأم لم تُحل حتى هذه اللحظة، لذلك فإن الحنين الى الوطن يأخذ شكلاً مرَضياً، ولا يندرج ضمن الحنين الطبيعي الذي نألفه عند عامة الناس. وينصح المحللان النفسيان بحل تلك الأزمة المستعصية مع الأم لضمان علاقة متوازنة مع الوطن البعيد الذي لفظ أبناءه.
من مشكلات المهجر المستعصية الوحدة أو الانكفاء على الذات والتي يُرجعها المحللان الى ضعف في شخصية المهاجر أو المنفي الذي كان طفلاً ذات يوم، غير أن هذا الضعف ظل ملازماً لشخصيته حتى بعد مرحلة النضج. أما المهاجرون القادرون على مواجهة الوحدة، وكسر طوق العزلة الفردية فهم في الأعم الأغلب يمتلكون شخصيات قوية منذ الصغر، بل ويفهمون طبيعة العلاقة بينهم وبين الوالدين، وبالذات الأم التي تعتبر الأكثر التصاقاً بالأطفال، لكنهم يظلون قادرين على مواجهة الوحدة وبناء حياتهم الخاصة على درجة عالية من السوية والاندماج مع الآخرين. إن أزمة الهوية من الأزمات الحادة التي يعاني منها المهاجرون والمنفيون فلا غرابة أن يتعمق الاحساس بأزمة الهوية عند المهاجرين والمنفيين الذين يشعرون بالوحدة والعزلة والاكتئاب، وربما يتطور الأمر الى الاحساس باللاإنتماء، بينما لا تشعر الشخصيات السوية بهذه المعضلة، ولا تجد في الغربة أو المهجر حالة مرَضية تستدعي الخوف أو العلاج.
أشقاء الزورق الواحد
يُشبِّه المؤلفان عملية الهجرة بمرحلة المراهقة التي تتصف بالقلق والتمرد أحياناً لأنها تنقل الفرد من مرحلة الطفولة الى النضج. فالمهاجرون أو المنفيون مثل المراهقين الذين ينتقلون من مرحلة الى أخرى، غير أنهم قابعون في زورق واحد تتقاذفه الأمواج والأعاصير لكنه يشق طريقه رغم المخاطر صوب العالم الآخر في صورته الحلمية المتشكلة في ذهن المهاجرين. الشيء المهم في أشقاء الزورق الواحد أو الطائرة الواحدة أو الباخرة الواحدة هو احساسهم بأنهم ينتمون الى عائلة واحدة.
حينما يصل أشقاء الزورق الى العالم الجديد نراهم يستجيرون بأشياء كثيرة من بينها حقائب السفر وما حملوه من أشياء رمزية بسيطة تذكرهم بالوطن الأم. إن ضياع بعض حقائب المهاجرين والمنفيين يولّد احساساً بالفقد والخسارة والضياع يتجاوز البعد الواقعي الى البعد الرمزي ليتحول الى فقدان للأنا وربما فقدان للهوية بمجرد وصول المهاجر الى البلد الجديد. ثمة احساس بالغربة والوحشة والكآبة ينتاب المهاجر ما ان يصل الى البلد المُضيف. لنمعن النظر فيما يقوله البطل الرئيسي لورنزو الذي هاجر من اسبانيا الى تشيلي ‘أحسستُ بالانقباض عندما شاهدت ذلك الكم الهائل من البشر لم أرَ له مثيلاً في حياتي. خمسة ملايين وجه يسير من أمام أنفي دون أن أتعرف على واحد منهم. قلت لنفسي، هذا أتعس من الصحراء!’ يا ترى، كم هو حجم الوحشة التي انتابت هذا المهاجر الذي يشبِّه رحلته في تشيلي وكأنه يسير في صحراء قاحلة تماماً. فلا غرابة أن يلجأ الى آليات الدفاع المعروفة وهي العودة الى الذاكرة أو الأهل والأصدقاء والأمكنة الحميمة ‘بدأت أتذكر بلدي وبيتي وأصدقائي والمزارع. فسألت أنيتا، يا ترى ماذا يفعل أهلي الآن وكم الساعة عندهم. .؟’ يلجأ المهاجر الى بعض الوسائل الدفاعية التي تنتشله ولو مؤقتاً من الكآبة والوحشة الى ‘النوم العميق والطويل نسبياً’ للتخلص من المتاعب والمضايقات التي لا يمكن تفاديها. وعلى الرغم من أن هذا النوم هو حالة هروبية إلا أنه علاج مؤقت أشبه ما يكون بالمسكِّنات التي تهدئ آلامه لمدة محددة من الزمن. ومن الحالات الهروبية الأخرى التي يلجأ اليها المهاجر أو المنفي كلما تفاقمت ظروفه العودة الى المأكولات والأطعمة التي اعتاد على تناولها في بلده الأصلي. وهذا الارتداد أو النكوص الى الماضي هو تعبير واضح عن النفور من أطعمة البلد المُستقبِل، كما أنه تعبير أدق عن الخوف من ضياع الهوية. ومثلما يخشى القادم الجديد على هويته فإن السكّان الأصليين يخشون بدورهم على معاييرهم الأخلاقية والدينية والاجتماعية ذلك لأن القادمين الجدد قد يهددون بنية هذا المجتمع ونسيجه الداخلي. تبدي بعض الشرائح الاجتماعية في البلد المُستقبل نوعاً من العدائية والامتعاض من القادمين الجدد مما يولد لديهم الاحساس بالاضطهاد. ففي رواية ‘القلعة’ لفرانز كافكا نلمس نفور أبناء القرية من مسّاح الأراضي الذي جاء ليعمل في القلعة حيث قالوا له: ‘ أنت لست من القلعة، أنت لست من القرية، أنت لا شيء. ولكن مع الأسف أنت شيء ما، أنت غريب، أنت شيء زائد يقف عثرة في كل مكان، ويثير المتاعب.’ لا شك في أن هذا الهجوم اللاذع يستهدف هوية القادم الجديد لأن السكان الأصليين يعتبرونه ‘لا شيء’ وحتى حينما يتراجعون ويعتبرونه ‘شيئاً ما’ يظل غريباً ومثيراً للمتاعب لأنه يقف حجر عثرة في طريقهم لذلك فهم يمارسون عليه هذا النوع من الاضطهاد الذي يستهدف إلغاء هويته ووجوده. ثمة فصول أخرى تعالج موضوعات شديدة الأهمية مثل ‘المهجر واللغة’ و ‘الهجرة والسن’ و ‘الهجرة والهوية’ و ‘العودة المستحيلة’ لأنه حتى لو قرر المهاجر أو المنفي أن يعود فإنه سوف يكتشف أن أهله وأقرباءه وأصدقاءه قد تبدلوا وسوف يعيش غريباً بينهم لأنه جاء بمعلومات جديدة، وثقافة مغايرة، ومعايير مختلفة امتصها بطريقة لا واعية جعلت منه إنساناً مختلفاً عما كان عليه قبل الشروع بالهجرة القسرية. تحفل الفصول الأخيرة من هذا الكتاب بشهادات ورسائل قيمة كتبها بعض الأدباء والفنانين والمفكرين من بينهم رسالة الكاتب توماس مان الى الروائي هيرمان هيسه والمعنونة ‘العودة اللاممكنة’، ورسالة سيغموند فرويد الى ماكس آيتينغون. أما خاتمة هذا الكتاب فهي خلاصة مؤكدة ودقيقة توصل اليها غرينبيرغ مفادها أن ‘المرء لا يعود أبداً، المرء يرحل فقط!’ وفي الختام لا بد من الاشادة بالجهد الابداعي الكبير للمترجمة العراقية تحرير السماوي في ترجمة هذا الكتاب القيم من الألمانية الى العربية بلغة علمية دقيقة تكشف عن ضلوعها في هذا الضمار. كما تجدر الاشارة الى سلاسة النص المُترجَم وتدفقه الى الدرجة التي يشعر بها القارئ العربي وكأنه يقرأ نصاً مكتوباً بالعربية أصلاً وليس مترجَماً من لغة ثانية. وسبق للكاتبة والمترجمة تحرير السماوي أن ترجمت بعض الكتب من بينها’ في تجربة الكتابة’ لـ ‘س. ر. مارتين’.
كاتب من العراق مقيم في لندن
القدس العربي