صفحات الشعر

قصائــد لميشــال دوغــي

null
حنان عاد
ميشال دوغي شاعر وفيلسوف فرنسي وصاحب مسيرة أدبية وأكاديمية وثقافية ثرية جدا. اتسمت بداياته الشعرية بالغنائية لكنه تنازل عنها اثر انخراطه في جماعة مجلة Tel quel التي أحدثت أواخر الستينيات انقلاباً في المشهد الشعري من حيث تجريد القصيدة من النفس الغنائي ومن التراكيب الرمزية. وبتعبير آخر نحت تلك التجربة في اتجاه قصيدة بعيدة عن الانفعالية. مولود عام ١٩٣٠ في باريس درّس في جامعة باريس الثامنة. ترأس الكلية العالمية للفلسفة من ١٩٨٩ حتى .١٩٩٢ترأس بيت الكتّاب حتى نهاية ١٩٩٨ والمركز الدولي للشعر مارسيليا.أسس عام ١٩٧٧ مجلة شعر Poésie وترأس تحريرها. عضو لجنة مجلة الأزمنة الحديثة (Les Temps Modernes). حائز جوائز فينيون، ماكس جاكوب ومالارميه، والجائزة الوطنية الكبرى للشعر، وعن مجلة شعر جائزة انسيكلوبيديا اونيفرساليس.
ترجم هايدغر وبول سيلان ونشر مع جاك روبو أعمال ٢١ شاعراً أميركياً. أسّس مع فلورانس دولي ودنيس روش وآخرين l hexameron.
تحظى مؤلفاته باهتمام ملحوظ، ومن الدراسات الوفيرة التي تناولته واحدة لباسكال كينيار عن دار سيغير عام ١٩٧٥ وأخرى لماكس لورو عن غاليمار عام ١٩٨٠ وثالثة لجان ـ بيار موسارون عام ١٩٩١ بعنوان الشعر كمستقبل. وعقدت ندوة عالمية عام ١٩٩٥ حوله تحت عنوان: الشاعر الساعي كي أكونه.
من مؤلفاته:
عالم توماس مان ،١٩٦٢ قبر دو بلليه ١٩٧٣
أفعال ،١٩٦٦ قصائد ،١٩٧٣ ،١٩٨٦ راقدون ،١٩٨٥ أشياء من الشعر والمسألة الثقافية ،١٩٨٧ ليس الشعر وحيدا ،١٩٨٧ طاقة اليأس ،١٩٩٨ بلا عودة ،٢٠٠٤ المفرد ،٢٠٠١ معنى الزيارة .٢٠٠٦
هنا قصائد له:
مفعول به
لا تدعيني أجهل أين ستكونين
اقرئي لي مسوّدة الكوكب
أتراني أعرفك معرفتي بأشيائك
بتلات شعلة شعلتك ونواتها
رائحتك اسمك عمرك مفاصلك
بأعشابك البرية، أصارع، أعناق الأوراق،
رزمة النبض، وصولجاناً
أناقتك، قصصك، ثيابك، ألوانك
أذبل وردة احداهن
جواهرك أزرقك أهدابك ساعة يدك
القرب بعدنا
لآلئك صوتك شفتاك رسائلك
لا تدعيني أجهل أين أنت
اللفّة الرمادية ترمّل فسحتنا.
………………………………
رسمُ قلبيّ
كان السين أخضر على ذراعك
أبعد من جسر ميرابو تحت الروابي
كمن يتنفس
ضاحية المدينة كانت تجلّنا
وددت واحتجت كثيراً
أن تفكري بما هو حسن
لكن جرأة قلب كسجين غاضب
كقلب سيطرد من الغنائية ندمه!
طولُ النهار حَرَمنا النهارات
جَزْر الليل قصّر الليالي
آه يا حبي الغريب!
حرمنا روحينا من الشعر
لكن ستكون لنا الشجاعة في حرمان القصيدة
من طعم اللاشيء على طعم كل شيء.
ضفة
لِمَ تعود تلك الصورة الحبيبة
مرة بعد، على ضفة العالم
ما الضفة، ما معنى ضفة، أن تكون على ضفة
الحافة لدى بودلير
وشرفة الأمراء لدى ريمبو
مع اطلالة على العالم وكل شيء
كما لو انه عبر من هنا وسيعبر من هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى