التنكيلُ البوليسي السوري الهمجي باحتفالية نسائية كردية في يوم المرأة العالمي
المهرجان الاحتفالي الذي نظمه تنظيم ” اتحاد ستار ” النسائي على قمة جبل ” مشته نور ” المشرف على المدينة, والذي بدأ في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً, وبمشاركة أكثر من / 500 / إمرأة, وكان بحسب برنامجه المقرر سيشهد رقصاً وأغانٍ وكلمات متعلقة بالمناسبة كان في لحظاته الأولى, ولم يدم سوى ربع ساعة فقط, فالجهات الأمنية الانتهاكية ممثلة بالأمن العسكري والسياسي والجوي وأمن الدولة ودورية شرطة تابعة لمديرية منطقة ” كوباني ” ( عين العرب ), إضافة إلى تعزيزات أمنية من مدينتي ” جرابلس ” و ” منبج ” القريبتين جغرافياً إلى ” عين العرب “, وقوة حفظ نظام تابعة للداخلية السورية تعدادها أكثر من / 50 / عنصراً كانت وصلت في ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت 8 مارس إلى المدينة طوَّقت النسوة المتجمهرات.
ولإجهاض الاحتفالية النسائية لجأ عناصر من الأمن بدايةً إلى رشق النسوة المتجمعات بالحجارة, وحين ردَّت النسوة العزَّل بالمثل أطلقت القوى الأمنية الكثيفة رشقات من الرصاص الحي في الهواء لترويع النساء والفتيات وفض جمعهن بالإرهاب المكرر والمعتاد, واستمر الأمر على هذا المنوال لمدة عشرين دقيقة, لتلجأ قوة حفظ النظام القادمة من حلب خصيصاً لتفريق المحتفلات إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على الجمع النسائي المسالم والديمقراطي.
ولاحظ موفد المركز الكردي للدراسات الديمقراطية إلى مكان الاحتفالية أنَّ مدير منطقة عين العرب أعطى الأوامر بإطلاق الرصاص الحي في الهواء, وكذلك إطلاق الغاز المسيل للدموع بإشارة من يده.
أسفر الإرهاب الأمني السوري للاحتفالية المسالمة والديمقراطية في يوم للمرأة كان يفترض فيه التعامل الحضاري مع الحدث ورشق النساء بالورد عن ضيق تنفس لدى مجموعة من الأطفال والصغار والفتيات والنساء مصاحبا بالسعال والتهابات في العيون بنتيجة استعمال قوى الأمن الغاز المسيل للدموع, كما سجلت رضوض وكدمات بنتيجة رشق النساء بالحجارة والطلقات المطاطية من مسافة قريبة, إضافة إلى اعتقال الشاب ” نهاد مسي محمد حجي ” ( 28 سنة ) وهو صاحب متجر لبيع الأدوات الكهربائية كان متواجداً في مكان الاحتفال.
والمركز الكردي إذ يندد بهذا التغول الأمني ويستنكر طريقة التعاطي الأمنية السورية مع كل نشاط وحق في الاجتماع تكفله المواثيق الدولية جميعها, فإنه يطالب السلطات السورية بالإفراج الفوري عن الشاب ” نهاد مسي حجي ” وجميع المعتقلين السوريين في السجون والأقبية الأمنية السورية واحترام نصوص دستورها أولاً ثم جميع الاتفاقيات والمواثيق التي هي طرف فيها, وفي مقدمها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة, والتي صادقت عليها الحكومة السورية بتاريخ 28 مارس 2003.
المركز الكردي للدراسات الديمقراطية
8 مارس 2008