كلمات تحكي تاريخنا
بسام بركة(*)
لماذا يشرب أهل بلاد الشام “الشاي” ويأكلون “البرتقال” في حين يشرب أهل تونس “التاي” ويأكلون “التشيني”، مع العلم أن الشراب واحد والفاكهة واحدة؟ الأمر يتعلق بطبيعة الكلمات وتفاعلها مع البشر وبين الشعوب. فالمفردات مثل الكائنات الحية، تُولد وتعيش وتتزاوج وتموت.
والكلمات تهاجر أيضاً وتسافر عبر الأصقاع. وعندما تمرّ في بلدٍ ما إما أن تستقر فيه وتصطبغ بصبغته المحلية أو أن تغادره لتنتقل إلى مناطق أخرى وتدخل في لغات أخرى. وفي هذا وذاك، تحمل معها أصولها وتحتفظ في تراكيبها وتحولاتها بذاكرة الأحداث والوقائع التاريخية التي مرت بها.
تنطبق هذه الملاحظة على اللغات والشعوب كلها. يقول ستالين في مقاله المشهور الذي ظهر في صحيفة “البرافدا” في 20 حزيران/يونيو عام 1950: “تُولد اللغة من كامل مسيرة المجتمع ومن تاريخه عبر العصور. وهي لا تبتدعها طبقة اجتماعية بعينها، أياً كانت هذه الطبقة، بل إن كافة الطبقات الاجتماعية تشترك في ذلك”.
وإذا كان التواصل بين أفراد المجتمع الواحد يحتّم ضرورة أن تبقى اللغة دون تغيير كبير في نظامها الأساسي، فإن طبيعتها الداخلية تجعل منها كياناً يتأثر بالوسط الذي تُستعمل فيه. والكلمات هي الجزء الأساسي من اللغة الذي يخضع لهذا التأثر وذلك التغيير، ويحمل بالتالي آثاره البيّنة.
وفي هذا المجال، قام الباحث الفرنسي “كلود حجّاج” بدراسةِ ما أطلق عليه عبارة “الإنسان الناطق” (أو “إنسان الكلام”، وهذا هو عنوان الترجمة العربية لكتابه). وهو يعني بذلك دراسة اللغة من حيث هي ظاهرة نفسية واجتماعية واكبت تطوّر البشر من حيث هم “أفراد” أو “جماعات”. فهو يقول إن للكلمات بُعداً تاريخياً لا جدال فيه، لدرجة أن تُخوم اللسان تعجّ بالظواهر التي نستطيع أن نقرأ عبرها التمثّلات الذهنية في المجتمع البشريّ ونستطيع بالتالي أن نلقي الضوء على الأحداث القديمة التي أدت إلى نشوء الكلمات والتعابير. فإذا قارنا مثلاً الكلمتين “عمِل” و”عامل” بين العربية وبعض اللغات الأخرى لرأينا أن فعل “عمِل” يدلّ بالنسبة إلينا، وفي معناه الملموس، على أن يقوم امرؤ بفعلٍ أو مهنة، وهو يتضمّن بالإضافة إلى ذلك مفهومَ السعي في سبيل الآخر، ومن هنا جاء في الآية الكريمة عبارة “والعاملون عليها”.
أما في اللغة الرومانية (أو الداكو رومانية)، فهناك كلمتان للدلالة على الفعل نفسه، وكلّ كلمة منهما تحمل قيمة اجتماعية وأيديولوجية مختلفة. يرجع الفعل الأول إلى أصل لاتيني بمعنى “كسب المال”، وتُستعمَل هذه الكلمة خصوصاً في الجنوب من رومانيا الحالية، أي في المناطق التي لم تقع تحت حكم الأمبراطورية البيزنطية. أما الفعل الثاني، وهو شائع عند كلّ أبناء اللغة الرومانية، فيعود إلى اللغة السلافية ويأتي أصله من كلمةٍ بمعنى “تعذَّب”، مما يذكّرنا بتاريخ العبودية والخدمة الإقطاعية القسرية التي كانت مفروضةً على سكان هذه البلاد لفتراتٍ طويلة من تاريخها. وإذا عدنا إلى أصول الكلمة نفسها في اللغة الفرنسية، مثلاً، لوجدنا الدلالات الإقطاعية والعمل القهري نفسه، إذ أن كلمة “travailler ” عمل، اشتغل) تأتي من كلمة لاتينية بمعنى “النير وآلة التعذيب”.
***
وهكذا نستطيع القول إنه ليس هناك أفضل من الكلمات في رسم تاريخ الشعوب، وخصوصاً تلك الكلمات التي تهاجر من لغة إلى أخرى، عبر الأزمنة أو عبر البلاد، فتحمل في ثناياها صوراً واضحة من التأثّر والتأثير بين الحضارات والثقافات. فإذا أمعنا النظر في مجموع المفردات المستعملة في اللغات الأوروبية، وخصوصاً في الإسبانية والفرنسية والإيطالية، لوجدنا أنها تحكي جوانب مضيئة من تاريخ التبادل بينها وبين الحضارة الإسلامية العربية.
من بين صفات الألوان التي يستعملها العامة من الناس في بعض اللهجات العربية كلمة “أورنج” أو “أورانج”، وهي تعني “برتقالي اللون”، وقد استعارتها اللغة العامية من كلمةٍ فرنسية تدلّ على اللون وعلى البرتقال في الوقت نفسه. لكن هذه المفردة مرّت برحلاتٍ وعرفت تحوّلات أشبه بمغامرات السندباد البحري. فهي فارسية الأصل، إلا أنّ صيغتها الأولى “نارنج” لا تدلّ على البرتقال الذي نعرفه اليوم بل على الليمون المرّ، ويُدعى هنا وهناك في البلاد العربية “بو صفير” و”زفّير” و”….”. المهم هو أنه ثمرة شجرة الليمون أو البرتقال البرية. وقد أخذ الأوروبيون هذه الكلمة كما هي عن طريق العرب، واستعملوها في البداية للدلالة على الثمرة نفسها. ولكنهم ما لبثوا أن تعرّفوا، ومرّةً أخرى عن طريق العرب، على ثمرة مشابهة ولكن ألذّ طعماً، وبالتالي أكثر انتشاراً. ولكن هذه الثمرة كانت تأتي من بلاد الصين هذه المرّة، فأطلقوا الكلمة العربية؟ الفارسية التي كانوا يعرفونها على الثمرة الصينية الجديدة. واحتفظوا بهذه التسمية حتى يومنا هذا ـ إذ نجد هذه الصيغة “أورنج” في معظم لغات أوروبا الغربية للدلالة على الثمرة المعروفة ذاتها، وكذلك على اللون المنسوب إليها.
أما عند العرب أنفسهم فإن الكلمة مرّت بمغامرةٍ أخرى. فقد تخلّت اللغة العربية عن كلمة “نارنج” واستبدلتها بما هو أقرب إلى واقعهم وإلى واقع تجارتهم بهذه الثمرة. فبما أنهم كانوا ينقلونها من بلاد الصين بواسطة أساطيل التجارة البرتغالية، فقد أطلقوا عليها كلمة “برتقال”، التي هي تصحيف للـ”برتغال”، وهو البلد الذي كان يملك مستعمرات عديدة في إفريقيا وآسيا الجنوبية لفترة طويلة من التاريخ الحديث. وقد انتقلت هذه الكلمة إلى اللغة الفصحى واستقرت فيها. أما في العامية، فإنّ الأسماء التي يتداولها العرب في هذه الأيام تتعدد بتعدد اللهجات: فقد حُرّفت هذه الكلمة لتُنطَق في شكل “برْدقان” أو “برْدآن” (ساحل الشام)، أو أنها استُبدِلت بالكلمة التي تدل على مصدرها، وهي الصين، لتأخذ الشكل الأجنبي لاسم هذا البلد. إذ أصبح البرتقال يحمل اسم “تشينا” في شمال أفريقيا، أو “ليمون” في بعض دول الشرق الأوسط (وهي كلمة فارسية الأصل كذلك)، أو “يافاوي” للدلالة على مدينة حيفا التي اشتهرت بهذه الثمرة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
أما “الليمون الحامض”، فإنه ثمرة أخرى شبيهة بالأولى. دخلت في بداية الأمر إلى إيطاليا، وما لبث أن تعرّف معظم الغربيين عليها وعلى اسمها من خلال احتكاكهم بالعرب أيضاً. ومن كلمة “ليمون” اشتقوا كلمات عديدة، أحدها العصير الذي ندعوه في عاميّتنا بالـ7-7-ليموناضة”، وهذا مثال على رحلة الكلمات ذهاباً وإياباً بين العربية واللغات الغربية. أعطيناهم “الليمون”، فجاءونا بـ”الليموناضة”.
والجدير بالذكر أن أهل مدينة طرابلس في شمال لبنان هم الوحيدون من أبناء اللغة العربية (في لبنان وغير لبنان) الذين يسمّون الليمون الحامض في لهجتهم المحلية بلفظة “مراكبيّ”، نسبة إلى المراكب التي كانت تنقل هذه الثمرة المشهورة من مرفأ المدينة إلى مرافئ المدن المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط.
الثمرة واحدة واللغة واحدة كذلك، ولكن التسميات متعددة ومتنوعة. وكل تسمية من هذه التسميات تحمل في طياتها حكاية طويلة تروي تاريخ كل فئة من المتكلمين بهذه اللغة الواحدة في المفهوم الذي كونته عن هذه الثمرة من خلال التعامل بها واستعمالها.
وللشاي حكاية أخرى. فإذا قارنا بين مختلف الكلمات التي تدلّ عليه في اللهجات العربية لرأينا أن مصدر التسمية الأساسي يعود إلى لغة المنطقة الجغرافية التي صدّرته إلى دول العالم، وهذه المنطقة هي الصين. هناك يُسمى الشاي بكلمة “تشا”، مع نبرة طويلة على الألف.
فكيف يُسمى الشاي في مختلف اللهجات العربية وفي أي صيغةٍ نقله العرب إلى الأوروبيين ولغاتهم؟
في المشرق العربي، يُدعى الشاي شاياً، أما في المغرب العربي فهو “تاي” أو “التاي”. هذا الاختلاف يحكي مسيرة القوافل التجارية التي كانت تأتي بهذه النبتة الشهيرة من بلادها الأصلية. فالعرب في المشرق كانوا يأخذونها مباشرة من بلادها الصين، عبر القوافل البرية التي كانت تنقلها على طريق الحرير المعروف آنذاك. وكان مصدر هذه النبتة شمال الصين. لذلك جاءت الكلمة أقرب ما يكون إلى الأصل الصيني المستعمل هناك، أي في شمال الصين، وهو “شاي”، وقد أضيفت الياء للتعويض عن النبرة الموجودة في آخر الكلمة الصينية وحُذفت التاء، لأنّ لغة الضاد لا تقبل بساكن غير متحرك في بداية الكلمة. ويبدو أن النبرة الموجودة على ألف المد في نهاية هذه الكلمة هي التي أدّت إلى لفظها اليوم في بعض مناطق الخليج العربي في صيغة : “شاهي”.
أما العرب في المغرب فإنهم عرفوا الشاي عن طريق آخر هو المراكب التي كانت تمخر عباب البحار والمحيطات بين الصين والمرافئ الأفريقية. وكان ذلك عبر طريقين : الطريق الأول هو الاستيراد المباشر من الصين، ولكن انطلاقاً من المرافئ الجنوبية فيها، حيث تُلفظ الكلمة “تا” وليس “تشا” كما في الشمال، فاللغة الصينية تتكوّن كما هو معروف من لهجات متعددة ومختلفة. أما الطريق الثاني، فهو أن الكلمة انتقلت ـ مع السفن والبحّارة ـ في شكل “ته” عبر اللغة المالية، وهي لغة أندونيسيا، ثم عبر اللغة الأنكليزية (في شكل “تي”) التي بدورها نقلت السلعة واسمها على حاله إلى الفرنسيين ولغتهم. ومن هذه الأخيرة أخذ أهل بلاد المغرب صيغتهم الحالية.
***
عندما نتكلم عن تاريخ العلاقة بين اللغة العربية واللغات الأوروبية، فإنّ أول ما يخطر على بالنا هو بلاد الأندلس التي كانت بدون أي شك ساحة الفعل والتفاعل بين العرب والأوروبيين. والواقع أن هذا الاحتكاك الدائم قد امتد على طول قرون عديدة، وهو لم يكن محصوراً في عصر الحكم الأندلسي ومجاله فحسب. بل تعدّاهما في الزمان إلى عصور تقع بين التوسع العربي ـ الإسلامي إبان نُزول الوحي وانتشار الدعوة، من جهةٍ، والفترة الاستعمارية الحديثة، من جهةٍ أخرى، كما تعداهما في المكان إلى مناطق متعددة لا تقتصر على إيطاليا، وصقلية، ومالطة، وبلاد البلقان. فكلامنا على الشاي والبرتقال خير دليل على أن انتقال الكلمات متعدّد الدروب ومختلف الأشكال والأساليب.
وآخر مثال نسوقه في هذا المجال هو كلمة “الصفر”. ذلك أن للعرب كذلك فضلاً كبيراً في نقله إلى الغربيين، في المفردات الدالة عليه كما في طريقة استعماله في العمليات الحسابية. صحيح أن الشعوب القديمة فطنت إلى ضرورة الإشارة إلى “غياب العدد المحسوب”، إلا أنهم كانوا في معظم الأحيان يهملون كتابته، كما أنهم لم يعتمدوه بأي شكل من الأشكال كرقمٍ يدخل في سلسلة الأرقام المعروفة لديهم. ولم تعرف شعوب العالم الاستعمال المنهجي لمفهوم “الصفر” إلا عند مجيء علماء الحساب المسلمين.
وهكذا فإن العلماء الغربيين عندما انفتحوا على الفكر الإسلامي العربي استفادوا من عدة مناهل هي: أعمال العرب أنفسهم، وأعمال اليونان التي كان العرب قد نقلوها إلى لغتهم وشرحوها وناقشوها، وأعمال الفلاسفة والمفكرين الشرقيين من الهند وفارس. وكان لموقعين رئيسين الفضل الأكبر في نقل المؤلفات العربية إلى اللغة اللاتينية التي كانت لغة العلم والفكر آنذاك. وهذان الموقعان هما: من جهة، الأندلس ومدينة طليطلة على الأخص، ومن جهة ثانية، جزيرة صقلية مع مدينة “سالرنو” التي تقع في جنوب إيطاليا بالقرب من نابولي. والحقيقة أن قصة انتقال فكرة “الصفر” إلى أوروبا وانتشار الرقم “العربي” فيها تمر عبر هذين الموقعين اللذين انتقلا إلى حكم المسيحيين الأوروبيين بعد أن خضعا للحكم الإسلامي لعدة قرون. وتظهر هذه القصة بجلاء في تاريخ الكلمات التي تدل عليه في اللغات الأوروبية.
لقد أطلق الغربيون على “الصفر” كلمة “شِفر” chiffre وهي تأتي مباشرة من مقابلها العربي “صفر”، الذي يعني في البداية “الفراغ” (ومنها عبارة “صفر اليدين”). لكن الغربيين ما لبثوا أن تخلوا عن هذه التسمية واستعملوا بديلاً عنها كلمة “زيرو” zero. لكن الكلمة العربية “صفر” بقيت في شكلها الأول chiffre في عدد من اللغات الأوروبية، فهي تدل في الفرنسية مثلاً على “الرقم” بالتحديد أو على الترميز بالكلمات السرية. ومما يدعو إلى العجب أن العرب عادوا واستعاروا كلمتهم الأصلية في شكلها الأوروبي المحوَّر عن لغتهم، وذلك للدلالة على الترميز السري، في ما يدعونه “الشيفرة”. وهذا أيضاً مثال حيّ على رحلات “الذهاب والإياب” الذي تقوم به المفردات بين اللغات.
ولا بد لنا من ملاحظة أخيرة هي طريقة إجراء العمليات الحسابية في اللغات الأوروبية، وبالتحديد عمليتي الجمع والطرح. فهما يؤكدان التأثير العربي في ذلك المجال، إذ ينتقل المرء فيهما تدريجياً من مرتبة الآحاد إلى مرتبة العشرات فالمئات بالاتجاه من اليمين إلى اليسار، وليس من اليسار إلى اليمين كما هي العادة في الكتابة الأجنبية، أي أن هذه المرتبات تنظَّم في الاتجاه الذي تسلكه كتابة اللغة العربية. وهذا دليل آخر على أن العربية هي المصدر الأساسي الذي نهل الغربيون منه ليتعلّموا علم الحساب، من بين علوم أساسية أخرى.
إن رحلة الكلمات العربية وتوغلها في البلاد والأمصار واندماجها باللغات الأخرى واللهجات أمر يدلّ ـ فيما يدلّ ـ على أن العرب، بالإضافة إلى نشر الفكر والفلسفة والعلوم، قاموا بتطوير التجارة بين البلاد التي وُجدوا فيها أو التي تواصلوا معها. والتجارة ـ كما يقول المفكر والفيلسوف الفرنسي “مونتسكيو” (توفي سنة 1755) ـ “تشفي من التحيّز والتحامل والأفكار الهدامة، فالقاعدة الأساسية المعروفة لدى الجميع هي أنه من الملاحظ أنه حيث وجدت العادات السمحة والتقاليد الطيبة والأخلاق الدمثة وُجدت دائماً التجارة، وأنه حيث كانت التجارة كان دائماً الانفتاح وتقبّل الآخر”.
***
هذه الملاحظات حول رحلة الكلمات العربية ومغامراتها هي بعض ما توصلتُ إليه في دراسات قمتُ بها مع الباحثة الفرنسية “هنرييت فالتر”، وقد نشرناها باللغة الفرنسية في باريس في كتاب بعنوان “أرابيسك : مغامرة اللغة العربية في بلاد الغرب”.
ولا بد في نهاية الأمر من التأكيد على أن اللغة العربية أعطت وأخذت، وهي اليوم تأخذ وتعطي. فهذا من طبيعة كل لغات العالم. فاللغة، كما يقول كلود حجّاج، تتشكل تحت تأثير لاوعي الجماعة والأمم، وهي تتخذ قوالب تقي أبناءها من مخاطر المغامرة، مغامرة كلّ ما هو حيّ، وتعينهم على مواجهتها، وكأنّ اللغة وسيلة أساسية لمساعدة الإنسان في الحفاظ على وجوده وثقافته. من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن اللغات تتغير ببطء، فإن علماء اللغة متأكدون من أن الصدمات التي تهزّ المجتمعات البشرية، والتي تؤدي إلى قلب الأوضاع فيها، لا بدّ من أن تترك أثراً في طبيعة اللغة : في أصواتها، وكلماتها، وتراكيبها. ذلك أن التغيير والتبدّل والتطوّر جزء أساسيّ من طبيعة تكوينها نفسه وهو يدخل في تحديدها الأول. وهذا ما نشهده اليوم من خلال تطوّر اللغة العربية في لهجاتها المختلفة كما في المجالات المتعددة للصحافة والإعلام.
(*) أستاذ في الجامعة اللبنانية أمين عام اتحاد المترجمين العرب.
المستقبل