لماذا ستستمر سوريا في استثارة اسرائيل
روبرت باير
بشكل غريب فان انفجار السيارة الذي حصل يوم الأحد في دمشق سوف يصب في مصلحة إيران. إن طهران تتغذى على الفوضى
فهو يقدم لها فرصة لمساعدة الأنظمة و القضايا الصديقة في الشرق الأوسط و التي تحتاج الى هذه المساعدة. و بالتأكيد فإن القادة الإيرانيين كانوا على الهاتف مع نظرائهم في دمشق طوال يوم الأحد, يخبرونهم بأن عليهم أن لا يفقدوا عزيمتهم. إن رسالة إيران الى دمشق بسيطة: إذا رأت الولايات المتحدة و اسرائيل أي ضعف في نظام الأسد, فإنهم سوف يقودون الشاحنة خلاله و يعملون على إسقاطه. و هذه الرسالة سوف تستمع دمشق إليها.
إن ما نميل الى تجاهله هو لماذا تمتلك سوريا سجلا بربط نفسها مع قضايا و دول متطرفة مثل إيران. بداية, فإن سوريا تحكمها أقلية محاصرة و تتمثل في العلويين وهم فرع مبتدع من الشيعة. و هم يشكلون ما يقرب من 12% من مجموع الشعب السوري, إن المسلمين السنة ينظرون الى العلويين على أنهم كفار, بعيدون عن المسلمين و مغتصبون يجب أن يحكم فيهم السيف. في نهاية السبعينات و بداية الثمانينات, اقترب المتطرفون السنة من تحقيق هدفهم. خلال تمرد الإخوان المسلمين في فبراير من العام 1982 في مدينة حماة و هي أكبر ثالث مدينة سورية وجد حافظ أسد نفسه مضطرا لتسوية المدينة بالأرض لكي يبقى في السلطة.
و لكن لم يأت الاجتياح الاسرائيلي الى لبنان في عام 1982 حتى هزمت سوريا أخيرا الإخوان المسلمين. و من خلال الانضمام الى إيران فيما يسمى ” المقاومة الاسلامية” ضد اسرائيل, فقد أشرك الأسد العلويين بقضية أكبر منهم أنفسهم. و قد قام النظام في سوريا بدعم المجموعات الفلسطينية في فترة الستينات و السبعينات و دخل في معارك مباشرة مع اسرائيل عام 1967 و 1973. إن حرب ال 18 عاما في لبنان (1982-2000) نفت وبشكل حاسم تهم الإخوان المسلمين بأن العلويين كفار و مرتدون و أتباع للولايات المتحدة وإسرائيل. و إذا استمر الإخوان المسلمون في قتل العلويين, فإنهم سيكونون هم الخونة. ليس هناك أفضل من حرب جيدة لتثبيت نظام غير مستقر.
إن العلويين سوف يكونون سعداء بالدخول في القرن الواحد و العشرين و راضون بحالة الركود في الحكم في العالم الثالث. و لكن الجغرافيا لن تسمح بذلك. إن سوريا في مركز الصراع العربي الاسرائيلي, و التي لا تملك سوريا فيه أي خيار سوى الوقوف مع أحد الأطراف. و بسبب أن العلويين لا يستطيعون التسوية مع تل أبيب و البقاء مع غضب الاخوان المسلمين, فإنهم سوف يبقون متكلين على تحالفهم مع إيران. مع التذكير بأن هوة النزاع ما بين الشيعة والسنة آخذة في الاتساع, إن العلويين سوف يشعرون بأنهم بحاجة الى إيران و رسالة العداء نحو اسرائيل أكثر من أي وقت مضى. و على سبيل المثال و إذا اقترحت إيران أن الرد على تفجير يوم الأحد يجب أن يكون من خلال ضخ المزيد من الأسلحة نحو حزب الله, فإن سوريا سوف تميل نحو الموافقة. و باعتبار النظام محتضنا للشيعة من وجهة نظر إيران, فإن بقاء النظام لذي يعتمد بقاؤه على الاحتفاظ ببعض أوراق الاعتماد الاسلامية, في مواجهة أي تهم من الابتداع و الردة سوف يكون بحاجة الى العلاقة مع طهران, و الى أن يُرى على انه يقوم بتقوية علاقاته مع الشيعة.
بالنسبة للأمريكان, فإن استثارة اسرائيل عن طريق تقديم الأسلحة الى حزب الله قد يبدو تهورا من قبل سوريا خصوصا أن اسرائيل تشعر بالتقيد في كيفية الرد على برنامج إيران النووي. (لقد وضحت الولايات المتحدة للإسرائيليين أن الدخول في حرب مع إيران هو أمر بعيد جدا, و على هذا فان واشنطن لن تدعم او تمكن اسرائيل من ضرب الجمهورية الاسلامية). و لكن مرة أخرى فإن الأمريكان لا يفهمون عدم شعور العلويين بالأمان, و حقيقة أنهم سوف يخاطرون بالحرب مع اسرائيل اذا اعتقدوا أن وجودهم بحاجة الى هذه الحرب.
روبرت باير: مجلة التايم الأمريكية 3/10/2008
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي