المواطن السوري متهم …لا يعرف ما يحق له وما لايحق!
فلورنس غزلان
ـــ لا يحق لك أن تتذمر، وأن تعلن عن تبرمك وضيقك من ضعف ذات اليد وقلة الحيلة ، أو تدبير أمرك وأمر عيالك…من خبز وماء وكهرباء ومازوت وخُبيزة ولبن وحليب ودواء..وفلافل وفول…لأن ما عداها مجرد بَطر وكفر بنعمة ربك…وعليك التكبير والتهليل بأنها مازالت أو مازال بعضها متوفراً يمكنك أن تقدمه كحُرَيرات تقي أولادك شر انتشار الأمراض وتكاثر الفيروسات في أجسادهم…
وإن طالتهم أطفالا أو شبابًا فهذا يعني تقصيرك الأبوي وعدم قدرتك على التحايل والتسجيل في قوائم الشبيحة وحزب النتيشة والبليعة وأصحاب النسبة المئوية ، وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على أنك مواطن غير فهلوي ولا تنتمي للذكاء والفصاحة والكياسة وحسن السياسة، في بلد الاختلاس وإعلان الإفلاس في حق الشعب والناس، ولا تفهم كيف ولا مِن أين تؤكل الكتف في حكومات النشل والنتف، ولا كيف تلتقط وتتلقف القرش وهو طائر من فم الطائر …في وطن يطير فيه السعر وينافس أعظم البلدان العالمية مع الفارق الكبير في المداخيل …الوطنية عندنا والغربية عندهم أو حتى العربية غير البترولية …وعليك أن تشكر وتكثر من التبجيل والشكر والتقدير …للحكومة الرشيدة المبالغة في محبة الشعب والحرص عليه وعلى راحته والعاملة على التدبير والتقتير، وضمان أمنه وسلامته….فقد قررت ودرست …ولم تنفذ ولا ندري متى تنفذ …أنها تبحث في زيادة الرواتب بنسبة لا تتجاوز ال15% فقط لا غير..(.واللي مو عاجبه يضرب راسه بالحيط )…لأنه الخزينة الوطنية لا تحتمل أكثر من هذه النسبة حسب رأي العلامة الاقتصادي الدكتور نبيل سكر)!!
ــ لا يحق لك أن تفكر وتأمل في تغيير وضعك ومعاشك وتحسين دخلك وتأمين راحتك ونومك في فراشك…هنيئا مريئا في حياتك مصانا في كرامتك ومحاطا بقوانين تحمي بلدك وتصون أرضك من اعتداء أو سطو وبلاء…وإن تفكر أن البلاء داخلي والغلاء وان كان عالمي لكنه مسروق من فم أولادك ومن جيوب أحفادك، فما عليك إلا الصمت والسكوت وإلا فان مصيرك الحتف ونهايتك أن تُحمل في النعش والتابوت…دون أن يستطيع أن يبكيك ويتحسر عليك أهلك وذويك…عليك التبصر والإدراك والتحسر …فأمامك الكثير من العبر والصور كبيرة وصغيرة محيرة ومنذرة بالخطر ..عليك التبصر وعدم الاستهتار والتنكر …فأنت في عيشة هانئة راضية والطاعة لذوي السلطة والقيادة من أمور السلامة ، أما سلاطة اللسان فهي لا تلقى صيانة ولا احترام في بلاد يحكمها الإنس والجان من تنابلة السلطان، أصحاب الصولجان والعصا لمن عصا…في أقبية العسس فهل تعلمت واتعظت …من درس رجالات الإعلان؟( إعلان دمشق )..حين أرادوا التبليغ والترشيد…من أجل التغيير والتبشير؟..لأنه ممنوع ومحذور ..في بلادنا صاحبة الدين والدنيا..لا تبشير لدين آخر أو مذهب مغاير…أو لغة لا تنطق بغير لفظة الجلالة والقدسية لأصحاب البيت المقدس المصان عالي الشأن والمكان!!…
ــــ لا يحق لك أن تسجل بموقع أنترنت..ولا أن تفتح على موقع محذور وفي دوائر المخابرات مشبوه ومكروه ، وإن تجاوزت خطاً أحمر وهمي …وأزرق مخفي…فعلى جهازك السلام وموقعك يتعرض للخرق والمنع والحذف…وبيتك للخلع والقذف بأفظع التهم وبكل أساليب التنكيل والتزوير…لأنك تجرأت وكشفت وقرأت بفنجان أم الخير …أو تعرفت وتثقفت عن بلاد الغرب التي يصلها الهواء ويحلق طير فكرها في السماء….دون اعتراض أو انقراض لأصله وفصله لفرعه ونسله…وإن ذهبت لقهوة تفتح على شاشة من شاشات الفرح والطرب والبهجة أو التنكيت من أجل الضحك والفرفشة
فتنبه واكتب اسمك وعنوانك واسم والدتك ووالدك وحفيدك وجدك …ووقع بالتي هي أحسن على أقوالك وأماكن عملك وأشغالك والمواقع التي ستفتحها والنكت التي ستقرأها ..والوقت الذي يحق لك أن تقضيه والمسموح لك فيه…وألا تتجاوز ما سُمح لك وما منح لعقلك ولروحك ونفسك من مساحة هوائية في قهوة النت السورية…
هل تعتقد أني أبالغ أو أتطاول وأجازف؟ …هل تعتقد أني أخترع وأتهم وأفتري…معاذ الله …معاذ الله فما أقوله غيض من فيض ونقطة في بحر المنع …ومن لا يصدق من أجل التشويق والترويق عليه أن يسال أي مواطن سوري…في قائمة( مكتوب) ـــ وللاطلاع ـــ* ……فهو مسجل ومطلوب يحاسب ويسأل ويستجوب ويقتل، لو تجاوز وحاول أن يعود لموقعه أو يخرق المكان والزمان في مدونته ويرفع عقيرته وينادي بخفوت صوته وبحته…فالويل والثبور وعظائم الأمور له ولكل من حوله…ستطوله ذراع الأمن الساهرة الطويلة القادرة …وسيتعرض للبطش والتنكيل والرفش
عليكم بالجمعية المعلوماتية في بلادنا السورية لتزودكم بالطرق الحصيفة والوسائل اللطيفة، التي تبعدكم عن شر المنع والقلع ..وكي لا أتبلى وعلى المخابرات أتسلط أو أقول بحقهم ما لا يقال أو أوجه لهم غير ماهم فيه أو ما يمس سلطتهم أو يؤذي سمعتهم ــ لا سمح الله ـــ أنصح القراء العودة للوراء وقراءة ماورد على لسان لجان حقوق المسمى حتى اليوم إنسان في وطننا التعبان، ولماذا اتُهم وسُجن وحُكم كلا من( الشاعر فراس أسعد، والصحفي أسامة أدوار قربو، وأحمد الحجي خلف)…لأنهم تجاوزوا خطوط الخلف والسلف في سلطتنا القديمة الجديدة…لأنهم عن هموم الشعب كتبوا وحكوا سألوا وحاولوا فقط… طرحوا المشكلة أمام أهل الحل والربط، ليبينوا لهم الشروط والمعضلة، عل صوتهم يُسمع وقلمهم يُفلح ويَقلع عين الحسود وعين الفساد ويبحث عن جذور للمسألة وحلول للجوع والفقر وفقدان المواد الرئيسية من أسواقنا الوطنية …هذا يعني أنهم مصابون بعدوى السؤال ..مصابون بالهذيان الفكري ومازال لديهم قدرة على المحاكمة والمساءلة…مازال لديهم عقل يفكر ويحلل وينظر …مازالوا يشعرون ويحسون بالوطن والمواطن …وهذا هو الداء ومصدر البلاء….هذا يعني أن شعورهم الوطني لم يضعف!!.. ولم يتأثر رغم أن من سبقهم من الكتاب والصحفيين اتهموا بأنهم من يُسَّوق ويبحث ويدقق في محاولة” وهن عزيمة الأمة “…وتغيير الحالة المزرية وهذا ما لا تريده السلطة ولا يهمها البتة…فكيف يمكن أن تَحكم مواطناً شبعان؟ وكيف يمكن أن تُنظم شعبا يجتمع على المحبة والمُواطنة والألفة؟..عليها أن تعمل التفريق في الرابطة والتمزيق في الوحدة …لأنها الخوف بعينه والمرض المريع القادم من بلاد الديمقراطية، التي تريد بنا الشر وتضمر لنا الموت والدمار…ونحن في ديكاتورياتنا منعمين راضين…وان لم نرض …هناك من يتدبرنا ويهتم بأمرنا…ولديه من المقدرة والحكمة والسيطرة…بتُهَمٍ جاهزة وناهزة وإعلام يسلط سهامه ويكرس أعلامه…لتسجيلنا في قائمة الخونة والعمالة والشيطنة، فلا داعي للبهدلة و المحاولة…ومن هذا المنطلق ترى دوائر حفظ الأمن والسلام للوطن من كل خرق لحصاره ومتانة لصلابته وجدرانه في وجه المؤامرات والمخططات الاستعمارية لمحاربة حكوماتنا ذات السيادة الشعبية:ــ
أن من واجبها العمل على إغلاق الأفواه وكمها…
ولَّم الأقلام وكسرها…
يجب إغلاق المواقع وحجبها…
يجب حرق المدونات وتطهير الوطن من بلائها وشرها..
.يجب إلغاء الحضارة والكمبيوتر والتكنولوجيا…بكل مافيها من شطارة…فبلادنا لا تحتاجها …ولا تعرف كيف تتقي شرها وتحمي المواطن من خطر انتشارها…وعلى أصحاب المقاهي من نت وملاهي…أن يسجلوا ويوثقوا كل كلمة وكل مقال وكل تعليق يسجل أو يقال كتابيا أم شفهيا …ويقدم للمسئولين في دوائر الأمن ومحافل وزارة الداخلية…لأن أمن الوطن مهم …والمتهم الأول هو( المـــــــواطــــن )، المواطن الناكر والكافر …بسلطته وقيادته… لهذا على السلطة الحذر واتقاء الشر والخطر، وتدارك الأمر قبل استفحاله والضرب بيد من حديد وكهرباء ودواليب …تهيأ وتعبأ بالترهيب والتهديد..
ــ لكني وللحق أقول ولو أننا من أمرنا في عجالة كي لا يفوتنا قطار تسجيلنا في محاضر النضارة، وتغليفها بصورنا وصور أولادنا وآبائنا وأجدادنا وعمل أحفادنا وأصهرتنا وأقاربنا ..أصدقاءنا وجيراننا…لأن للضرورة أحكام …وأمن البلاد ليس بلعبة حرام…خاصة أننا نملك جرأة الكتابة وقلمنا لم تصل له أيديهم بعد ومواقعنا خارج إطار التغطية الوطنية …لكننا مراقبين ومحفوظين بدقة متناهية تحت أشعتهم السينية..ومجاهرهم الأليكترونية…القادرة والمثابرة على عملها وإمكانياتها المُطَوَّرة..لأن السيادة الوطنية تعني أن حقوق المواطن …هَم داخلي وقضية محصورة بحدود الوطن وضمن نطاق الداخل وحرصاً من السلطة على سمعة البلد( وجحا أولى بلحم ثوره ) ــ حسب رأي المثل الشعبي المصري ـــ لهذا لا داعي لرفع الصوت والاستغاثة لدى دوائر حقوق الإنسان ومنظمات البشر وقوانين الدول ، فنظامنا يعلم جيداً ..أن لكل شيء ثمنه وقبوله للمقايضة والمساومة في لعبة الكراسي في المناطق الحساسة من باب الفهم الدقيق للعمل بالسياسة…وفي لبنان لهم جولات وصولات ومباحثات ومباريات ، وشد أوتار وعضلات…لأن لبنان شقيق صغير لم يكبر بعد ولا يعرف التبصير والتزوير ويحتاج لمشورة أخيه الكبير …وإن تدخل نظامنا في بلد شقيق فعليكم البحث والتدقيق…لأن غايته المحبة والسلطة والسيطرة من باب خذ وهات…وعليكم إغلاق باب المحكمة…التي فتحت أشداقها لابتلاع بعض السادة من سدة القيادة…وورقة اللعب الرابحة لبنان الجامحة…وبيد النظام تحجيمها وإخراسها وتلجيمها…ولكم في المؤتمر الإسلامي خير دليل وبرهان وكواليسه تشهد على الشد والجدب ومحاولات التدليس والكتمان ولكم أن تسألوا أخينا النعمان.
ــ يا أخي المواطن ، رغم كل هذا فمازال لك الحق…في أن تموت ، كما يشاء لك الموت…لك أن تختار الموت قهرا …أو بالجلطة..أو بالسرطان…أو من الجوع والفاقة..أو من شدة البلادة…أو من زيادة الضحك على الذقون والتحايل على كل زبون…أو من كثرة الديون…وإن لم تقم بفهم ماسبق ..عليك وعلى اهلك العوض…فنهايتك محتومة وبأيديهم وداخل أقبيتهم مرسومة…وستُسَّلم جثة هامدة في تابوت راقدة..ممنوع معرفة كيف قُتلت وأينَ وبيدِ مَن…وربما تدفن حيا ..رشًا أو خنقاً…حرقاً أو غرقا…في تدمر أو القلعة…في قطنا أوعدرا…في الدولاب الوطني، أو على الكرسي الألماني..لكنك في النهاية ستلقى ربك وتشكره …لأنه خلقك في وطن يسمى سورية .
ــ باريس في14/03/2008
م ــــ*
المركز السوري للإعلام و حرية التعبير
تشديد الرقابة على مقاهي الانترنت
خطوة جديدة في سياسة الرقابة الحديدية
يعبر المركز السوري للإعلام و حرية التعبير S.C.M عن بالغ قلقه تجاه سياسة الرقابة الحديدية التي تمارسها الحكومة السورية على استخدام شبكة الانترنت العالمية في سوريا و ذلك من خلال سلسة من الإجراءات المنهجية التي تتبعها في هذا المجال و التي توجت منذ أيام بإبلاغ عناصر من الأجهزة الأمنية أصحاب مقاهي الانترنت شفهيا ضرورة تسجيل البيانات الشخصية لمستخدمي الانترنت في محلاتهم و الاحتفاظ بسجل يومي يتضمن اسم المستخدم الثلاثي و اسم والدته و رقم الهوية الشخصية أو جواز السفر و رقم الجهاز الذي يستخدمه و ساعة حضوره إلى المقهى و ساعة مغادرته و إلزام أصحاب المقاهي تسليم هذا السجل إلى مندوبي الأجهزة الأمنية عند حضورهم .
و على الرغم من عدم تسليم أصحاب المقاهي أي قرار إداري بهذا الخصوص إلا أن الإدارة التجارية في مؤسسة الاتصالات تشترط على من يرغب في الحصول على رخصة استثمار مقهى انترنت الموافقة على دفتر الشروط الصادر بالرقم 109/4/4 تاريخ 1/7/2007
– و الذي يتضمن البند الخامس فيه ضمن شروط استثمار الخدمة : ” الحصول على موافقة وزارة الداخلية ( الأمن السياسي ) ”
– و كذلك البند الرابع ضمن التزامات مقدم الخدمة : ” الاحتفاظ بسجل كامل عن هوية مستخدمي الخدمة مع تواريخ و ساعة الاستخدام للمراجعة حين الحاجة و يتحمل صاحب الترخيص مسؤولية دقة المعلومات التي يسجلها في السجل لديه ”
– و ينص البند الخامس ضمن التزامات مقدم الخدمة: ” الالتزام بتقديم كافة المعلومات الخاصة بمستخدمي الخدمة عند طلب ذلك من قبل المؤسسة و الالتزام بالتعاون التام معها ”
– و ينص البند السادس ضمن التزامات مقدم الخدمة: ” أن يحمل كل جهاز في المقهى عنوانا IP ADDRESS حقيقيا و ثابتا و الاحتفاظ بكافة العمليات LOG FILE التي تمت من خلال هذا الجهاز و لمدة شهر على الأقل ”
و في سياق هذه السياسات المنهجية بهدف القضاء على الخصوصية التفاعلية و على مساحة الحرية التي يوفرها الإعلام الالكتروني أصدر وزير الاتصالات و التقانة الأسبق عمرو سالم بتكليف من مجلس الوزراء السوري قرارا بتاريخ 25/7/2007 يأمر فيه إدارة المواقع بذكر: “اسم ناشر المقال والتعليق بشكل واضح ومفصل تحت طائلة إنذار صاحب الموقع ومن ثم عدم النفاذ إلى الموقع مؤقتاً وفي حال تكرار وقوع المخالفة عدم النفاذ إلى الموقع نهائياً”
يضاف إلى ذلك ارتفاع عدد المواقع المحجوبة في سوريا إلى 153 موقعا لا يزال يستحيل النفاذ إليها حتى الآن بسبب سياسة الحجب المنهجية التي تمارسها السلطات الأمنية في سوريا بحسب ما استطعنا إحصاؤه في المركز السوري للإعلام و حرية التعبير حيث نعتقد أن العدد أكبر من ذلك