صفحات أخرى

ضريح الكواكبي ـ بعد فكره ـ يستصرخنا

حسان محمد محمود
تحل قريباً الذكرى الثامنة بعد المائة على وفاة عبد الرحمن الكواكبي، إذ في يوم الخميس الواقع في 13\6\1902 غادر ذلك المفكر النهضوي الكبير هذه الحياة، عن عمر ناهز الثالثة و الخمسين، وفي هذه الذكرى، وجدت أن أقصر حديثي على جانب قلما تطرق إليه المهتمون، جانبٌ شخصيٌّ، يتعلق بشخص هذا المفكر العربي المفصلي، بعيداً عن التناول التحليلي أو النقدي لإسهاماته الفكرية.

في كلمته بمناسبة افتتاح احتفالية (عام 2006ـ حلب عاصمة للثقافة الإسلامية) وعد السيد وزير الثقافة _ الدكتور رياض نعسان آغا ـ عن عزم الدولة على نقل رفات عبد الرحمن الكواكبي من مصر إلى حلب، مسقط رأس المفكر الكبير، ومرتع صباه و شبابه، ومكان تفتح فكره، وانبثاق نضاله ضد الفساد و الاستبداد.
نشكر السيد الوزير على اهتمامه، لكن السؤال:
ـ أين وصلت جهود الحكومة في تنفيذ هذا الوعد؟
إليكم تفاصيل هذه القضية، وبعض محطاتها:
أولاً:
بتاريخ 23\4\2007 نشر الكاتب هاني الخير في جريدة الثورة السورية (صفحة شؤون ثقافية) مقالة تحدث فيها عن مشاهداته لضريح الكواكبي.
يقول هاني الخير: ” ارتسم على وجهي الغيظ والحنق للحالة المؤسفة والمزرية التي وصل إليها هذا الضريح , الذي يضم في حناياه ما تبقى من رفات إمام المناضلين وقدوة المفكرين: الرحالة والمؤلف , والصحافي , والعالم المستنير , عبد الرحمن الكواكبي.‏ ولولا التحية الشعرية التي نظمها الشاعر الكبير حافظ ابراهيم , بمناسبة رحيله , والتي كتبت بخط صبياني عشوائي , فيما بعد , لما عرفت موقع الضريح الغافي في وقار والمكلل بالأمجاد في مدينة الموتى , أقصد مقبرة ( باب الوزير ) الكائنة في القاهرة .‏
قرأت على وجه الضريح هذين البيتين :‏
هنا رجل الدنيا هنا مهبط التقى هنا خير مظلوم هنا خير كاتب‏
قفوا واقرؤوا أم الكتاب وسلموا عليه فهذا القبر قبر الكواكبي‏
لقد انتابتني الحيرة من جراء الإهمال الفظيع الذي يظهر جلياً للزائر , حين يقع بصره على الضريح لاسيما وأن الكواكبي النبيل لم يرتكب ما يوجب ذلك الإهمال , أو التنكر لتراثه العريق , سوى أنه قال للسلطان في صحوة ضمير خالدة وفي ساعة مكاشفة جريئة:‏
(الاستبداد أشد وطأة من الوباء. أعظم تخريباً من السيل. أذل للنفوس من السؤال. إذا نزل بالنفوس سمعت أرواحهم هاتف السماء ينادي القضاء القضاء , والأرض تناجي ربها بكشف البلاء.)………ثم نقل ضريحه عام 1917 إلى مكان آخر في نفس المقبرة لأسباب مجهولة…..بقي أن نذكر بأن ضريح الكواكبي في طريقه إلى الاندثار و الضياع بين عشرات الألوف من القبور المتشابهة، نتيجة عدم الصيانة و الترميم السنوي، كما يخشى على هذا الضريح في زمن قادم ليس ببعيد من إزالته من مكانه، بسبب شق أحد الشوارع، حيث أن ظاهرة التوسع وشق الطرق الجديدة، من أجل التنظيم؛ مألوفة في معظم العواصم العربية.
ولعل الجهات الرسمية في سورية , وزارة الثقافة على سبيل المثال , تقوم مشكورة بتقديم طلب إلىوزارة الثقافة المصرية , من أجل استرداد الرفات , ليدفن في مسقط رأسه حلب , بصورة لائقة , ولاغرابة في هذا الطلب المشروع , لأن الجزائر الشقيقة , بعد نيلها الاستقلال , استردت رفات البطل المجاهد عبد القادر الجزائري , الذي دفن على بعد أمتار قليلة من ضريح الشيخ الأكبر ابن عربي … وفي هذا الشأن … نأمل من السفارة السورية في القاهرة , الاهتمام بهذا الضريح وإحاطته بشبك حديدي , حماية له , كخطوة أولى جادة , من الضياع والاندثار في ذمة التاريخ , ولئلا نعض أصابعنا على مافاتنا. (انتهى كلام الكاتب هاني الخير ـ المحرر).”.
ثانياً:
وفي 12\12\2007 أعاد الكاتب هاني الخير طرح الموضوع، في ذات الصفحة في جريدة الثورة، وقد أورد في مقالته نص رسالة أرسلها له حفيد الكواكبي، هاكم بعضاً من المقالة:
” … بعد مضي أكثر من سبعة أشهر على إثارة هذا الموضوع, لم يبادر أصحاب القرار وأهل الحلّ والعقد أي وزارة الثقافة, واتحاد الكتاب العرب, والسفارة السورية, على خطوة , ما, تسهم في إنقاذ الضريح, كأن الموضوع خارج اهتمامهم ونطاق عملهم الموكل إليهم…‏
الخبر الجديد عن حال ضريح الكواكبي, تلخصه الرسالة التالية التي وصلتني منذ أيام, من حفيد الكواكبي الأستاذ سعد زغلول فاضل الكواكبي, القاضي في وزارة العدل ورئيس مجلس إدارة جمعية العاديات في حلب سابقاً, تقول الرسالة:‏
(علمت متأخراً مع الأسف, بمقالك في صحيفة (الثورة) عن ضريح عبد الرحمن الكواكبي وهو جدي والد والدي. فرأيت أن أعلمك بأن الصورة التي نشرتها للضريح ليست لضريح الكواكبي, وإنما هي للضريح الذي كان على يساره, أما ضريحه فهو الأوسط بين قبور ثلاثة, يضم جثمانه وجثمان الإمام المتصوف أحمد الخواص, وقد ثبت على جانبه الأيمن لوحة مرمرية كبيرة نقش عليها شعرحافظ ابراهيم في رثائه يوم دفنه. وكان لصوص قد سرقوا السياج الحديدي المزخرف الذي كان يحيط بالقبور الثلاثة التي هدموها. وكنا نحن أحفاده زرناه مراراً مع ابنة عمنا المرحوم الدكتور أسعد منذ عام /1964/, كما زارته بعثة المؤسسة العامة للسينما في دمشق لإكمال تصوير فيلم (تراب الغرباء) عن الكواكبي, فإذا بها تذهل لأعمال الهدم, واقتلاع السياج الحديدي, واقتلاع اللوحة الرخامية, فغضب الوفد السينمائي وأنبوا الساكن بالدار المتاخمة وهو حارس المقبرة، فاحتج لهم بأن الذنب يعود على أهل الفقيد فلا يزره أحد, ولعله يشير أن أحدا لا يمدهم بالمال. وصوروا الضريح كما هو وعادوا أدراجهم والخيبة ترتسم على وجوههم…‏
ولقد أعلمني صديقي مصطفى عيسى الحلبي, المقيم بالقاهرة بأن أحدهم قام بإعادة بناء الضريح, وأعاد كتابة شعر حافظ ابراهيم على جانب الضريح, ولكنه ليس هو الضريح الصحيح الذي يعرفه وأرسل لي صورته التي نشرتها في صحيفة (الثورة), فصعقت لهذا الخبر.. وهنا أود التذكير بأن السيد وزير الثقافة قد أعلن في خطابه الجماهيري الذي ألقاه بمناسبة (الافتتاحية) باختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية, عن عزم الدولة على نقل رفاته إلى حلب, فكتبتُ له أذكره بوعده, وأنا ما أزال أنتظر جواباً يقنعني بأن هذا الوعد لن يضاف إلى سلة الوعود…).‏
هذه المقتطفات المستمدة من صميم رسالة الحفيد الذي غُلب على أمره لا تحتاج إلى تعليق, أو إلى إجهاد الفكر, فالقضية واضحة, ونترك الأمر برمته بين أيدي أصحاب الضمائر الحرة الغيورة على رموزنا الفكرية والوطنية عبر مراحل التاريخ, وما أكثرهم في حياتنا العامة. (انتهى كلام الكاتب هاني الخير ـ المحرر) “.
ثالثاً:
أعرض فيما يلي، لمبررات تستوجب نقل الرفات، ألخصها فيما يلي:
1ـ تجنب مخاطر إزالة الضريح جراء الإهمال، أو التوسعات العمرانية في القاهرة.
2ـ تم نقل الرفات أكثر من مرة، ضمن مقابر القاهرة، إذ بعد دفن العلامة الكواكبي عام 1902 نقل الرفات عام 1917 إلى مكان آخر في نفس المقبرة، ثم نقل إلى مقبرةٍ أخرى بعد أربعين عاماً من وفاته، وكأن قدر الكواكبي الترحال و النفي حياً وميتاً، وهذا، مما لاشك فيه، مؤلم لنا و لذويه.
3ـ وجود الرفات ضمن الأراضي السورية، و في ظل السيادة السورية؛ يتيح إمكانية تحليله، باستخدام آخر التقنيات والطرق الطبية، حسماً للجدل الدائر بخصوص سبب الوفاة، و بالتالي تقرير حقيقة تاريخية تتعلق بظروف هذه الوفاة، إذ سوف تلاحظون في سياق المقالة اختلافاً بين من يقول أنه مات (اغتيالاً) بالسم تنفيذاً لأوامر السلطان العثماني المستبد، وبين من يعتبر موته طبيعياً.
و إليكم بعض حجج الفريقين، بخصوص ملابسات وفاة العلامة الكواكبي من واقع صحافتنا:
أ ـ يقول هاني الخير في مقالته المنشورة في جريدة الثورة يوم 23\4\2007، بخصوص مسوغات (اغتيال) الكواكبي:
(ويبدو أن هذه اللهجة الجديدة , وهذه الأفكار المضيئة في ليل العرب الدامس , لم ترق لأولي الأمر والمستبدين القدامى , ثم تيقنوا بعد ذلك بأن هذا الرجل المفكر , القادم من حلب الشهباء , يتطلع إلى قلب دولة هرمة يدب الوهن في مفاصلها , وإقامة دولة عصرية عن طريق دعوته الفكرية التحررية , التي تحمل بذور الثورة الواعية .‏
فصدرت الأوامر بضرورة التخلص منه, دون إثارة ضجة, فكانت النتيجة المؤسفة أن دس له السم في فنجان القهوة الذي كان يحتسيه في مقهى يلدز قرب حديقة الأزبكية في القاهرة , وكان ذلك مساءالخميس /14/ حزيران 1902 م /.‏
وأمر الخديوي الذي كان مغلوباً على أمره , بدفن الكواكبي في صباح اليوم التالي , على نفقته الخاصة , وأن يعجل بدفنه , وأرسل مندوباً عنه لتشييعه , ودفن في قرافة (باب الوزير) في سفح جبل المقطم , دون إجراء التشريح الطبي لمعرفة سبب الوفاة , ثم نقل ضريحه عام /1917م/ إلى مكان آخر في نفس المقبرة لأسباب مجهولة …‏).
ب ـ ثم يؤكد هاني الخير فرضية الاغتيال في مقالة ثانية، نشرت في جريدة الثورة بتاريخ 12\12\2007، قائلاً:
(وكما هومعروف.. فقد استشهد الكواكبي مسموماً في القاهرة, التي دفن بها على عجل بإيعاز من الخديوي عباس, دون أن يعاين الطبيب الشرعي جثته لتحديد سبب الوفاة..).
ج ـ وفي مقالة له، في مجلة المعرفة السورية ( العدد رقم 553 لعام 2009ــ ص 268)يذكر الدكتور فايز حداد قصة وفاة الكواكبي قائلاً:
( وفي ظروف مريبة في الرابع عشر من حزيران سنة 1902 كان عبد الرحمن يتناول قهوته في مقهى يلدز قرب حديقة الأزبكية بالقاهرة..كعادته بعد العشاء في صحبة عدد من كبار الأدباء ولكنه ما كاد يحتسي القهوة حتى أحس بألم شديد في أمعائه، فنهض وذهب إلى منزله مع ولده كاظم، وما كاد يبلغ ولده البيت حتى بدأ يستفرغ ما في أحشائه وهو يشكو من ألمه الفظيع، وذهب كاظم لاستدعاء الطبيب ولما عاد وجد أباه قد مات، وشاع النبأ الأليم في القاهرة وتوافد أصحابه من بقاع الدنيا لتشييعه إلى مقبرة باب الوزير في سفح جبل المقطم حيث دفن هناك وبقي جثمانه أربعين سنة ثم نقل إلى مقبرة في شارع الصداقة العفيفي…).
د ـ نعرض هنا آراء بعض المعارضين لفرضية الاغتيال بالسم، ومن أبرزهم الباحث نصر الدين البحرة، الذي يستند في رأيه على مجموعة من القرائن ذكرها في مقالة نشرها في العدد رقم 556 لعام 2010 في مجلة المعرفة السورية، وفيها يقول:
( في اليوم التالي لوفاة الكواكبي …نعته صحيفة (المؤيد) التي كانت تصدر في العاصمة المصرية، على نحوٍ يظهر عمق الفاجعة …وتتحدث صحيفة (المؤيد) عن الكيفية التي لاقى فيها الكواكبي وجه ربه فتقول: ” وكان الرجل لغاية الأمس على تمام الصحة و العافية، ثم نبض بذراعه في الظهر عرق، أو سكن نابض، فتألم نحو ساعة، وصل فيها الألم إلى القلب ثم زال بعلاج خفيف استعمله، و بعد نصف الليلة الماضية عاوده الألم في الذراع، ثم اتصل بالقلب أيضاً، فعالجه أكثر حتى زال قليلاً. وبعد هنيهة عاجله الألم بشدة وتأثر القلب بسكتة كانت هي القاضية في منتصف الساعة الثالثة، وما أصبح الصبح حتى نعاه أصدقاؤه لبعضهم…” ويذكر الأستاذ محمد شاهين حمزة في كتابه (عبد الرحمن الكواكبي، العبقرية الثائرة) الصادر في القاهرة عام 1958 أن الخديوي عباس الثاني حين بلغه النبأ المؤسف ” أصدر أمره بدفنه على نفقته، و أوفد مندوباً عنه في تشييع جنازته، ودفن في قرافة (مقبرة) باب الوزير في سفح جبل المقطم، ولم تبق جريدة و لا مجلة إلا أبنته ورثاه الشعراء …”.).
ثم يعرض نصر الدين البحرة إلى رأي الدكتور بشير الكاتب أستاذ الجراحة الصدرية و القلبية في جامعة حلب في النص الذي أوردته جريدة (المؤيد) والذي خلص فيه إلى أن وفاة الكواكبي تتطابق تطابقاً تاماً مع أعراض الخناق الصدري غير المستقر (Unstable Angina) و التي تكون نتيجة نقص تروية إكليلية للعضلة القلبية، ويؤدي إلى احتشاء العضلة القلبية.
بعد ذلك ينتقل الدكتور بشير الكاتب إلى تفنيد رواية موت الكواكبي مسموماً فيقول: ” لا يمكن لحادثة وفاة نجمت عن وضع سم …أن تعطي نفس الأعراض، بل ستكون مختلفة كل الاختلاف، عما ورد ذكره من الأعراض السريرية التي ألمت بالمرحوم الكواكبي و أدت إلى وفاته…فما هو هذا السم الذي يحدث ألماً في ناحية القلب، وينتشر إلى الذراع و الكتف، دون إحداث أي ألم في البطن، أو أعراض هضمية أو عصبية أخرى؟”.
أخيراً، يتساءل الدكتور بشير: ” كاظم النجل الأكبر للكواكبي كان مع والده، فإذا كانت هناك أية شبهة تدور حول سبب وفاة والده، ألم يكن بإمكانه، وكان شاباً يافعاً، مراجعة السلطات المسؤولة للمطالبة بفتح تحقيق رسمي، خاصة أن المتوفى لم يكن رجلاً عادياً أو إنساناً نكرة، بل كان شخصية مرموقة محترمة معروفة، ولم يكن في إمكان الحكومة العثمانية أن تحول دون إجراء تحقيق لأن مصر لم تكن آنذاك تحت سيطرتها، بل تحت الحماية البريطانية”.
و يتابع الباحث نصر الدين البحرة مفنداً كلام سلام الكواكبي (أحد أحفاد عبد الرحمن الكواكبي) قائلاً:
( يقول سلام الكواكبي، وهو من الأحفاد، تعليقاً على ما كتبت: “إن الراحل الكواكبي قال بعد أن شرب قهوته وشعر بألمه: لقد سمموني يا عبد القادر ـ الدباغ ـ ” فلماذا لم يذهب به صاحبه مباشرةً إلى طبيب، أو لم يأت إليه بطبيب؟ ولماذا ..ذهب الكواكبي إلى منزله بعد ذلك، حين شعر بالآلام …).
أخيراً:
أعتقد أن نقل الرفات من القاهرة إلى حلب، خطوةٌ لها من الأبعاد ما يتجاوز الحدود القيمية و الأدبية العامة، و من الآثار ما يتعدى المشاعر الأسروية الخاصة بآل الشيخ الجليل، إذ ـ كما ذكرت آنفاً ـ يتيح ذلك معرفة وكشف حقيقة تاريخية هامة عبر تحليل تقني طبي متطور للرفات، ومن ثم حسم الجدل بخصوص أسباب الوفاة، وفي ذلك فائدةٌ في معرفة دور السلطة العثمانية في قتله، و كشف إن كان الخديوي عباس الثاني قد تواطأ مع السلطان العثماني على حياة الكواكبي في صفقةٍ سياسيةٍ بين الآستانة و القاهرة، وعما إذا كان موت الكواكبي حلقةً من حلقاتها، أو ثمناً؛ دفعه الخديوي عباس الثاني للتقرب من السلطة العثمانية.
قبل حلول الذكرى الثامنة بعد المائة لوفاة الكواكبي، في 13\6\2010، نأمل أن تجيبنا الجهات المسؤولة عن آخر مجهوداتها في نقل الرفات، ففي ذلك وفاءان، واحدٌ لوعد قطعه السيد وزير الثقافة، وآخرٌ للتاريخ.
عن موقع ألف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى