المحاكمة الجائرة
أصيبت صحفيون بلا صحف بخيبة أمل شديدة جراء الحكم الباطل الذي صدر عن محكمة الجنايات بدمشق \ 29 تشرين الأول \ أكتوبر 2008 \ بحق ثلاثة صحفيين سوريين،إلى جانب تسعة ناشطين ديمقراطيين من أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق ، بالسجن لسنتين وستة أشهر . وبمجرد النطق بالحكم هتف النشطاء من القفص داخل قاعة المحكمة بالديمقراطية لسوريا ،وصفق الحضور لهذا الحكم البعيد عن الأصول القانونية ،والذي هو حكم سياسي في وصفه وحيثياته ،ومخالف للدستور السوري الذي كفل حق حرية الرأي والتعبير،وكذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
جدير بالذكر أن أكثر من ( 160) عضوا من المجلس الوطني لإعلان دمشق كانوا قد اجتمعوا في العاصمة السورية في \ 1 كانون الأول – ديسمبر 2007 \ وانتخبوا أمانة عامة لمجلسهم، مطالبين بالإصلاح الديمقراطي والتغيير السلمي في سوريا. وأقدمت السلطات السورية على خلفية ذلك باعتقال حوالي أربعين عضوا، وإطلاق سراحهم ، باستثناء ( 12) عضوا تم ممارسة التعذيب والضرب بحقهم ،ومن ثم إحالتهم إلى القضاء بتهمة ( نشر أخبار كاذبة من شانها أن توهن نفسية الأمة وتنال من هيبة الدولة،والانتساب إلى جمعية سرية بقصد قلب كيان الدولة،وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية).
والنشطاء هم : ( الصحافي علي العبدالله – الصحافي فايز سارة – الصحافي أكرم البني – فداء الحوراني – النائب رياض سيف – احمد طعمة – جبر الشوفي – وليد البني – ياسر العيتي – محمد حجي درويش – مروان العش – طلال أبو دان )، ويمكن لهيئة الدفاع الطعن بالحكم عن طريق النقض خلال ثلاثون يوما.
صحفيون بلا صحف تستنكر وتدين بشدة هذا الحكم الشائن والمعبّر عن نية استمرارية السلطات السورية في كتم الحريات والآراء والأنفاس ، والقضاء على الكلمة الحرة والأقلام الجريئة ، ونشطاء الرأي الديمقراطي في سوريا.
نضع الحكم الجائر أمام المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لأجل التحرك الجاد والسريع بهدف وضح حد لانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ، وفي المقدمة حق ممارسة حرية الرأي والتعبير ، ونؤكد كمنظمة تعني بالحريات الصحافية وحقوق الإنسان أنّ على النظام الحاكم في سوريا التوقف عن الانتهاكات والاعتداءات على الصحفيين ونشطاء الرأي وإطلاق سراح الجميع لكونهم يمارسون حقهم الشرعي في التعبير.
جهاد صالح : رئيس منظمة صحفيون بلا صحف
بيروت 29 \ 10 \ 2008
jihadsalih@gmail.com
www.freepresse.net
خاص – صفحات سورية –