عائشة أرناؤوط
التطابق في وجهات نظر الأُليهيّات الأرضية
التطابق في أجناس الموت لأطيافٍ تغادر الرئات
التطابق في الخلاف ولا سهم يُخطئ الهدف، مركزَ الدريئة المرسومة
ثمة توقيعات عاجلة على شريحة من فخذِ الامتثال
بينما المدن تجرجر أشباحها ولا خارطة تقبلها
لا خليج ولا محيط
لا الجديد ولا القديم لا البائد ولا الموعود
فلننقعْ خارطة العالم وأخوّة القتل
فلننقع اليابسة والمحيطات ومستعمرات الفضاء
ولنشرب النَخْب
النفيَ الحاذق
المذابح المنذورة للعراء والصدى.
أسمال من الأشلاء تتهدل على جبين العالم
أسمال الكلمات تزرع وباء اللغات فأيُّ لغة تبرر الألسنة!
أيُّ صوت بإمكانه الآن أن يقرعَ باب القلب فيُفتح!
النَفْيُ الحاذق يتسللُ من النارِ الهواءِ الترابِ الماءِ إلى تشقق العناصر
النفيُ في المضادّ الشقيق في الأسود المتفائل في اللحم المريع
النفيُ القادم، قارات تُبتر، بحار تُقتطَعُ وتُجفف’لتوزَّعَ في أكياس صغيرة
تبريراتُ الإيضاح على مشرحة الولائم، التجاوزات في عماء الزمن
وتفتتحُ الأشداقُ والموازينُ صمت المحافل
نحو التهجير المُغلق.
القمم والعواصم والضباب المتواطئ
الاستمناء أمام باب التاريخ والبِِطْنَة
الشبقُ الجُثثيّ انتهاكُ الأشلاءِ المضاجعاتُ المريبة وتهتّكُ المساوماتِ بعدَ القذف
وعقدة المحارق لأشباحٍ معروقةٍ وقد شُفيتْ
تستنطق من آلامها المعلّبة البديل
المرآة في اللحم الشقيق… الهولوكست المستنسخ.
على قارعة العالم آلامٌ مرمية في أكياس ممزقة
بين الساعات الشاهقة والمدن الكسيرة
تُنصبُ الموائد
حساء حمائم السلام في بطاقات أعياد مكوّرة
الشموع عند أقدام المصلوب بالمجّان.
قارعة العالم…. قارعة السماء
السرافيم تنتزع أجنحتها فلا ترى وجهاً لرب
تهبط من عليائها تتهدل على حوافّ الثانية الفاصلة
ممغنطة بأسلاك الرعب ومدار الأفلاك المطفأة
إيذاناً بالمغادرة.
أسمعتم… الإيذان بالمغادرة
للبشرية، لكامل السماء، للركام، للمسامرات الذبيحة.
سيكون للأمداء نصيبها من العماء للاستغراق في الغرق
وسيكون تيهٌ مغلّفٌ بالتّيه.
المغادرة…
تنسحب الأحقاب عن وجه العالم
المدّ والجزر يستسلمان إلى سديم مغلق
تنام الكائنات تحت ظلالها
يَعُمُّ .. يَعُمُّ… الخواء…
تطابق الخواء
الغوصُ في الخواء الأكبر.
عن جريدة القدس العربي